كارثة الحبوب السامة في العراق 1971: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 8:
من خصائص [[زئبق|الزئبق]] أنه يدخل في صناعة [[مبيد فطريات|مبيدات الفطريات]]. في الولايات المتحدة وأروبا كانت مخاطره معروفة (حتى عندما يستهلك بكميات صغيرة). كانت [[السويد]] أول دولة حظرت ميثيل الزئبق عام 1966،<ref name="matolcsy" /> تلتها [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] عام 1971.<ref name="UKHSE" /> سابقاً وقع في العراق عدة حوادث تسمم بالزئبق في عامي 1965 و1960. ففي عام 1965 كانت هنالك 200 حالة تسمم بالزئبق و70 حالة وفاة بسبب التسمم، وفي عام 1960 كانت هنالك 1000 حالة تسمم و200 حالة وفاة بسبب التسمم، وكلتا الحالتين كانتا بسبب مركبات إيثيل الزئبق.<ref name="damluji" /> ومن بين التوصيات التي قُدمت بعد حادثة عام 1960 أنه يجب تلوين أي حبوب سامة لسهولة تحديدها.<ref name="damluji" /> وقبل وقوع كارثة تسمم الحبوب في العراق عام 1971، كان قد تم الإبلاغ عن حوالي 200-300 حالة تسمم بسبب ميثيل الزئبق في جميع أنحاء العالم.<ref name="bakir" />
 
في عام 1969 قام الجفاف بتقليل المحاصيل الزراعية، مما أثر على 500,000 شخص،شخص.<ref name="drought" /> وفي عام 1970.1970، قرر [[صدام حسين]] في الحكومة الثانية برئاسة [[أحمد حسن البكر]]، بإستيراد البذور والحبوب المغلفة بالزئبق في أواخر الموسم الزراعي 1971، حيث عمل صدام حسين بنفسه في [[وزارة الزراعة (العراق)|وزارة الزراعة]] أعقاب حادثة 1960.<ref name="diagnosis:0">{{مرجع />ويب
| url = http://elaph.com/Web/AsdaElaph/2006/11/188518.htm?sectionarchive=AsdaElaph
| title = القتل الوردي.. ماركة بعثية مسجلة
| website = elaph.com
| language = ar
| accessdate = 2017-04-20
}}</ref> حيث عمل صدام حسين بنفسه في [[وزارة الزراعة (العراق)|وزارة الزراعة]] أعقاب حادثة 1960.<ref name="diagnosis" />
 
== الأسباب ==
السطر 14 ⟵ 20:
في عام 1971 تم شحن 95 ألف طن من الحبوب (73,201 طن من القمح و22,262 طن من الشعير) الملونة بلون وردي-برتقالي إلى العراق من المكسيك والولايات المتحدة. وصل القمح إلى البصرة بالفترة بين 16 سبتمبر و15 أكتوبر بواسطة شركة أس أس للنقل التجاري، أما الشعير فوصل في الفترة بين 22 أكتوبر و24 نوفمبر من عام 1971. إختارت الحكومة العراقية المكسيباك، وهي بذرة قمح عالية الإنتاجية تم تطويرها في المكسيك بواسطة المهندس [[نورمان بورلاوج]]. الحبوب التي تم إستيرادها تحتوي على ما معدله 7.9 مايكروغرام \غرام من الزئبق، مع بعض العينات التي تحتوي على مايقارب ضعف ذلك. تم الإبلاغ عن قرار إستخدام الحبوب المغلفة بالزئبق من قبل الحكومة العراقية، عوضاً عن الشركة الموردة "كراجيل".<ref name="diagnosis" /> وكانت المحافظات الثلاث الشمالية نينوى وكركوك وأربيل تلقت معاً أكثر من نصف شحنات الحبوب. أكثر العوامل التي ساهمت في إنتشار الوباء هو إن التوزيع بدأ في وقت متأخر، حيث وصلت الكثير من الحبوب بعد الموسم الزراعي في شهري أكتوبر ونوفمبر.
 
بعد أن أكمل المزارعون زراعة أرضيهم في الموسم الزراعي، قاموا بتناول الحبوب التي أعطيت لهم. كان توزيع الحبوب بشكل سريع ومفتوح، حيث كانت الحبوب تعطى أما بشكل مجاني او الدفع عينا.<ref name=":0" /> قام بعض المزارعين ببيع الحبوب التي أعطيت لهم، خشية منهم إن الحبوب الجديدة تقلل من قيمة الحبوب التي قاموا بزراعتها. الامر الذي جعل الذين يشترونها يعتمدون عليها كغذاء في فصل الشتاء. وكان كثير من العراقيين إما غير مدركين للمخاطر الصحية الكبيرة أو إختاروا تجاهل التحذيرات.<ref name="autism" /> في البداية، قام المزارعون بالمصادقة بواسطة بصمة الإبهام أو التوقيع على إنهم مدركين على إن الحبوب سامة، ولكن وفقاً لبعض المصادر، فإن الموزعيين لم يطلبوا مثل هذا البيان من المزارعيين.<ref name="diagnosis" /> وكانت التحذيرات على الأكياس باللغة الإسبانية والإنكليزية، ولم تفهم على الإطلاق، أو شملت رسم لجمجمة سوداء وبيضاء مع عظمتين،<ref name="diagnosis" /> والتي لا تعني شيئاً للعراقيين.<ref name=":0" /><ref name="diagnosis" /> لقد شعر المزارعون بالإمان الزائف عندما كانت حيواناتهم تبدو بصحة جيدة بعد أن قاموا بإعطائها الحبوب المغلفة بالزبئق كغذاء بسبب [[فترة الحضانة]] الطويلة. تم غسل الصبغة الحمراء من الحبوب، لكن لم يتم إزالة الزئبق، وبالتالي فإن الغسل قد أعطى مظهراً على إزالة السم.<ref name="bakir" />
 
وقد تم تناول الزئبق من خلال استهلاك الخبز المحلي واللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى التي تم الحصول عليها من الماشية نظرا لتناولها حبوب الشعير المعالج، والنباتات المزروعة في التربة الملوثة بالزئبق، والطيور التي تغذت على الحبوب والأسماك المصطادة في الأنهار والقنوات والبحيرات التي تم إلقاء الحبوب المعالجة قيها من قبل المزارعين. وكان استنشاق غبار البذور أثناء البذر والطحن عاملا مساهما في إصابة المزارعين. ويعتقد أن استهلاك الطحين من خلال الخبز المصنوع محليا هو السبب الرئيسي،<ref name=":0" /><ref name="skerfving" /> حيث لم يتم الإبلاغ عن أي حالات في المناطق الحضرية، حيث كانت إمدادات الدقيق الحكومية تخضع للتنظيم التجاري.<ref name="bakir" />
 
== الأعراض والتفشي والعلاج ==
السطر 27 ⟵ 33:
== التأثيرات ==
[[ملف:Methyl mercury cases, Iraq 1971.arabic.png|thumb|260px|نسبة الحالات والوفيات، حسب الفئة العمرية.<ref name="bakir" />]]
أدخل 6530 مريض إلى المستشفيات بسبب حالات التسمم، وتم الإبلاغ عن 459 حالة وفاة.<ref name="bakir" /> بلغت حالات الذروة المئات يومياً خلال شهر يناير، وتراجعت إلى حد كبير في بداية شهر مارس. أخر حالة تم إدخالها إلى المستشفى كانت في 27 مارس، حيث تمثل الحالات التي وصلت جميع الفئات العمرية ومن كلا الجنسين، على الرغم من إن الذين تقل أعمارهم عن عشرة سنوات يمثلون ثلث الحالات. وهذا الرقم هو "بالتأكيد أقل من الواقع"،<ref name="skerfving" /> بسبب توافر العلاج في المستشفى، واكتظاظ المستشفيات وعدم الثقة في العلاج. وفي المناطق الأشد تضررا، كان معدل الانتشار 28 في المائة، وبلغ معدل الوفيات 21 في المائة من الحالات المصابة.<ref name="skerfving" /> ويعتقد بعض الأطباء العراقيين أن عدد كلا الحالات والوفيات لا تقل عن عشر أضعاف هذا الرقم على الأقل، وربما 100 ألف حالة تلف في الدماغ.<ref name="diagnosis" /> أحد الأسباب المقترحة للتفاوت الكبير بين الأعداد المبلغ عنها والعدد المقدر للوفيات هي العادات العراقية، والشائعة في أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط، لترك الشخص يموت في المنزل عندما يكون ذلك ممكنا. حيث إنه لم يتم تسجيل الوفيات المنزلية.<ref name=":0" /><ref name="Jernelov" />
 
عدد كبير من المرضى الذين كانوا يعانون من أعراض طفيفة تعافوا تماماً. وكذلك الذين يعانون من أعراض أكثر خطورة تحسنوا. وكان هذا على النقيض من النتائج المتوقعة، والتي تستند إلى حد كبير على تحليل [[داء ميناماتا]] في [[اليابان]]. في الفتيان الذين لديهم مستويات من الزئبق أقل من التسمم السريري، لوحظ وجود إنخفاض في آداءهم المدرسي، على الرغم من أن هذا الارتباط لا يمكن تأكيده.<ref name="skerfving" /> وفي الرضع، تسبب التسمم بالزئبق في تلف [[الجهاز العصبي المركزي]]. تسبب الجرعات المنخفضة نسبياً إلى بطئ النمور لدى الأطفال، وردود فعل غير طبيعية.<ref name="autism" /> وقد وضعت منذ ذلك الحين علاجات مختلفة للتسمم بالزئبق، و "متلازمة الطفل الهادئ"، التي توصف بإن الطفل لا يبكي، أصبحت الآن عرضا معترفا به لتلف الدماغ الناجم عن ميثيل الزئبق.<ref name="Jernelov" /> وركزت التوصيات الجارية لسلطات تنظيم الأغذية على استهلاك النساء الحوامل والأطفال الرضع،<ref name="maryland" /> مشيرة إلى قابلية الأجنة والرضع بوجه خاص للتسمم بميثيل الزئبق. وقد أكدت البيانات الواردة من العراق أن ميثيل الزئبق يمكن أن يمر إلى طفل في الرحم، وأن مستويات الزئبق قد تكون مساوية أو أعلى في الطفل الوليد عنه في الأم.<ref name="bakir" />