الحسن بن زيد بن محمد: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
لا ملخص تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 44:
[[ملف:Hasan ibn Zayd's Dirham-2.jpg|تصغير|[[دينار]] طبري في عهد الداعي الكبير.]]
 
"'''الْأَمِير الزيدي الْحسن بن زيد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن [[الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب]] الزيدي الْأَمِير"''' ظهر ب[[طبرستان]] وَهزمَ جيوش الْخَلِيفَة وَدخل الرّيّ ثمَّ مَاتَ وَقَامَ بِالْأَمر من بعده أَخُوهُ مُحَمَّد بن زيد
وَكَانَت وَفَاة الْحسن فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَتَيْنِ وخطب لِلْحسنِ هَذَا بالخلافة فِي بِلَاد [[الديلم]] و[[طبرستان]] فِي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وَذَلِكَ فِي خلَافَة المستعين وَكَانَت [[طبرستان]] وبلاد الديلم بأيدي أَوْلَاد طَاهِر بن الْحُسَيْن فَأخْرجهُمْ مِنْهَا وَملك الرّيّ أَيْضا
وَله فِي التواريخ وقائع مَشْهُورَة وسيرٌ حسنةٌ مشكورة وَكَانَ مهيباً عَظِيم الْخلق عطس يَوْمًا فَفَزعَ رجلٌ فِي المنارة وَهُوَ يُؤذن فَوَقع مِنْهَا فَمَاتَ وَكَانَ أقوى البغال لَا يحملهُ أَكثر من فرسخين وَكَانَ فِي آخر عمره يشق بَطْنه وَيخرج مِنْهَا الشَّحْم ثمَّ تخاط
سطر 67:
{{قصيدة|ولي إبلٌ إِن غبت لم تخش ثائرا|وتعرف أقْصَى الْعُمر حِين تراني}}
{{قصيدة|على أَن حد السَّيْف مِنْهَا معودٌ|توقى مهازيلي بنحر سماني}}
 
==ذكر ظهور الحسن بن زيد العلوي==
سبب استيلائه على [[طبرستان]] في [[تاريخ الطبري]] وكامل [[ابن الأثير]] في حوادث سنة 250 ظهر الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن [[الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب]] ب[[طبرستان]] وكان سبب ظهوره أن محمد بن عبد الله بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين والي [[العراق]] لما ظفر بيحيى بن عمر وهو [[يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب]] الذي خرج بالكوفة وقتله أقطعه المستعين من صوافي السلطان بطبرستان قطائع منها قطيعة قرب ثغري طبرستان مما يلي الديلم وهما كلار وشالوس وكان بحذائهما أرض تحتطب منها أهل تلك الناحية وترعى فيها مواشيهم ليس لأحد عليها ملك إنما هي موات وهي ذات غياض وأشجار وكلأ فوجه محمد بن عبد الله بن طاهر نائبه [[جابر بن هارون النصراني]] أخا كاتبه بشير بن هارون لحيازة ما أقطع وكان عامل [[المستعين]] على [[خراسان]] وطبرستان والري والمشرق كله يومئذ محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين وعامل طبرستان كلها يومئذ سليمان بن عبد الله بن طاهر بن الحسين خليفة محمد بن طاهر المذكور العامل العام وهو أيضا عم محمد بن طاهر المذكور وأخو محمد بن عبد الله بن طاهر والي العراق وكان الغالب على أمر سليمان رجل اسمه محمد بن أوس البلخي وقد فرق محمد هذا أولاده في مدن طبرستان وجعل كل واحد منهم واليا على مدينة وهم أحداث سفهاء فتأذى بهم الرعية وشكوا منهم ومن أبيهم ومن سليمان سوء السيرة ثم إن محمد بن أوس دخل بلاد الديلم وهم مسالمون لأهل طبرستان فسبى منهم وقتل فساء ذلك أهل طبرستان فلما قدم جابر بن هارون لحيازة ما أقطعه محمد بن عبد الله عمد فحاز فيه ما اتصل به من أرض موات يرتفق بها الناس وفيما حاز الموات الذي يقرب كلار وشالوس وكان في تلك الناحية يومئذ اخوان مطاعان فيها لهما باس ونجدة يضبطانها ممن رامها من الديلم مذكوران باطعام الطعام وبالافضال وهما محمد وجعفر ابنا رستم فأنكرا ما فعل جابر من حيازة الموات الذي هو مرفق لأهل تلك الناحية وغير داخل فيما أقطعه محمد بن عبد الله فاستنهضا. من أطاعهما لمنع جابر من حيازة ذلك الموات فخافهما جابر فهرب منهما فلحق بسليمان بن عبد الله وخاف محمد وجعفر من عامل طبرستان فراسلوا جيرانهم من الديلم يذكرونهم العهد الذي بينهم ويذكرونهم ما فعله محمد بن أوس بهم من السبي والقتل فاتفقوا على المعاونة والمساعدة على حرب سليمان وابن أوس وغيرهما ثم أرسل ابنا رستم ومن وافقهما إلى رجل من الطالبيين المقيمين يومئذ كانوا بطبرستان اسمه محمد بن إبراهيم كان بطبرستان يدعونه إلى البيعة له فامتنع عليهم وقال لكنني أدلكم على رجل منا هو أقوم بهذا الأمر مني فدلهم على الحسن بن زيد صاحب الترجمة وهو بالري فوجهوا إليه عن رسالة محمد بن إبراهيم إليه من يدعوه إلى طبرستان فشخص إليها فأتاهم وقد صارت كلمة الديلم وأهل كلار وشالوس ورويان على بيعته واحدة فبايعوه كلهم وطردوا عمال ابن أوس عنهم فلحقوا بسليمان وابن أوس وهما بمدينة سارية وانضم إلى الحسن بن زيد أيضا حوزية جبال طبرستان وجماعة من أهل السفح خلا ما مكان من سكان جبل فريم فان رئيسهم قارن بن شهريار كان ممتنعا بجبله وأصحابه فلم ينقد للحسن بن زيد حتى مات حتف أنفه مع موادعة كانت بينهما في بعض الأحوال محاببة ومصاهرة كفا من قارن بذلك من فعله عادية الحسن بن زيد اه.
فتح الداعي مدينة آمل وهي من مدن [[طبرستان]] قال البلاذري فيما حكي عنه كور طبرستان ثمان كور وعد منها سارية وآمل وقال سارية بها ينزل العامل في أيام الطاهرية وكان العامل قبل ذلك في آمل وجعلها أي سارية أيضا الحسن بن زيد ومحمد بن زيد العلويان دار مقامهما وبين سارية وآمل 18 فرسخا اه.
قال [[الطبري]] و[[ابن الأثير]] بعد ذكر ما تقدم نقله عنهما. ثم زحف الحسن بن زيد وقواده نحو مدينة آمل وهي أقرب المدن إليهم لأنها أول مدن طبرستان مما يلي كلار وشالوس وأقبل ابن أوس من سارية إليها يريد دفعه عنها فالتقى جيشاهما في بعض نواحي آمل ونشبت الحرب بينهم فاقتتلوا قتالا شديدا وخالف الحسن بن زيد وجماعة ممن معه موضع المعركة إلى آمل فدخلوها فلما بلغ ذلك ابن أوس وهو مشغول بحرب من يقاتله من أصحاب الحسن بن زيد لم يكن له همة إلا النجاة بنفسه فهرب ولحق بسليمان بسارية فلما استولى الحسن على آمل كثف جيشه وغلظ أمره وأتاه كل طالب نهب وفتنة فأقام بامل أياما حتى جبى الخراج من أهلها واستعد اه.
فتح الداعي مدينة سارية كان سليمان بن عبد الله بن طاهر عامل طبرستان كلها مقره بمدينة سارية ويقال لها ساري أيضا وكان محمد بن أوس البلخي المستولي على أمر سليمان مقيما معه بمدينة ساري ولما خرج منها إلى آمل وحارب الداعي وهزمه الداعي رجع إلى ساري كما مر فاجتمع هو وسليمان بها.
قال [[الطبري]] و[[ابن الأثير]] ثم أن الحسن بن زيد بعد ما دخل [[آمل]] وكثف جيشه وأقام بها أياما وجبى خراجها واستعد نهض بمن معه نحو سارية مريدا سليمان بن عبد الله فخرج سليمان وابن أوس بمن معهما من جيوشهما فالتقى الفريقان خارج مدينة سارية ونشبت الحرب بينهم فسار بعض قواد الحسن نحو سارية مخالفا الوجه الذي فيه القتال فدخلها فلما سمع سليمان الخبر انهزم هو ومن معه كما جرى في آمل وذهب إلى [[جرجان]] وترك أهله وعياله وثقله وكل ما له ولجنده بسارية واستولى الحسن وأصحابه على ذلك جميعه فاما الحرم والأولاد فجعلهم الحسن في مركب وسيرهم إلى سليمان بجرجان وأما المال فكان قد نهب وتفرق فاجتمع للحسن بن زيد أمر طبرستان كلها قال ابن الأثير: وقيل إن سليمان انهزم اختيارا لان الطاهرية كلها كانت تتشيع فلما أقبل الحسن بن زيد إلى طبرستان تاثم سليمان من قتاله لشدته في التشيع وقال:
 
{{قصيدة|نبئت خيل ابن زيد أقبلت حينا|تريدنا لتحسينا الأمرينا}}
{{قصيدة|يا قوم إن كانت الأنباء صادقة|فالويل لي ولجمع الطاهريينا}}
{{قصيدة|أما أنا فإذا اصطفت كتائبنا|أكون من بينهم رأس المولينا}}
{{قصيدة|فالعذر عند رسول الله منبسطا|إذا احتسبت دماء الفاطميينا}}
 
فلما التقوا انهزم سليمان اه.
فتح الداعي الري قال [[الطبري]] و[[ابن الأثير]]: فلما اجتمعت طبرستان للحسن وجه إلى الري جندا مع رجل من أهله يقال له الحسن بن زيد أيضا فملكها وطرد عنها عامل الطاهرية وقال الطبري أنه لما دخلها هرب منها عاملها فاستخلف بها رجلا من الطالبيين اسمه محمد بن جعفر وانصرف عنها فاجتمعت للحسن بن زيد مع طبرستان الري إلى حد همذان. وورد الخبر بذلك على المستعين ومدبره يومئذ وصيف التركي وكاتبه أحمد بن صالح بن شيرزاد واليه خاتم المستعين ووزارته. فوجه إسماعيل بن فراشة في جمع إلى همذان وأمره بالمقام بها وضبطها أن يتجاوز إليها خيل الحسن بن زيد وذلك أن ما وراء عمل همذان كان إلى محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر وبه عماله وعليه الذب عنه فلما استقر بمحمد بن جعفر الطالبي المقام بالري ظهرت منه أمور كرهها أهل الري فوجه محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر قائدا من عنده يقال له محمد بن ميكال وهو أخو الشاه بن ميكال في جمع من الجند إلى الري فالتقى هو ومحمد بن جعفر الطالبي خارج الري فاسر محمد بن جعفر وانهزم جيشه ودخل ابن ميكال الري فأقام بها فوجه الحسن بن زيد عسكرا عليه قائد يقال له واجن فلما صار إلى الري خرج إليه محمد بن ميكال فاقتتلوا فانهزم ابن ميكال والتجأ إلى مدينة الري فاتبعه واجن وأصحابه حتى قتلوه وصارت الري إلى أصحاب الحسن بن زيد فلما كان يوم عرفة من هذه السنة 250 ظهر بالري [[أحمد بن عيسى بن علي بن حسين الصغير ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب]] و[[إدريس بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي ابن أبي طالب]] فصلى أحمد بن عيسى باهل الري صلاة العيد ودعا للرضا من آل محمد فحاربه محمد بن علي بن طاهر فهزمه أحمد بن عيسى فصار إلى [[قزوين]] اه.
وفي [[مروج الذهب]]: وظهر في هذه السنة وهي سنة 250 بالري محمد بن جعفر بن الحسن ودعا للحسن بن زيد صاحب [[طبرستان]] وكانت له حروب ب[[الري]] مع أهل [[خراسان]] من المسودة فاسر وحمل إلى [[نيسابور]] إلى محمد بن عبد الله بن طاهر فمات في محبسه بنيسابور. وظهر بعده بالري [[أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب]] ودعا إلى الرضا من آل محمد وحارب محمد بن طاهر وكان بالري فانهزم عنها وسار إلى مدينة السلام ودخلها العلوي اه.
فالطبري و[[ابن الأثير]] قالا إن محمدا الطاهري سار بعد الهزيمة إلى قزوين والمسعودي قال إنه سار إلى مدينة السلام وهما قالا إن الحسن بن زيد المرسل من قبل الداعي هو الذي استخلف محمد بن جعفر على [[الري]] و[[المسعودي]] قال إنه ظهر بها يدعو إلى [[الحسن بن زيد]].
استعادة ابن طاهر طبرستان وهروب الحسن بن زيد ذكرنا أن عامل طبرستان قبل استيلاء الداعي عليها كان سليمان بن عبد الله بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي خليفة ابن أخيه محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين وأنه عند استيلاء الداعي على طبرستان هرب سليمان إلى جرجان إلى عند ابن أخيه محمد بن طاهر قال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 251 في هذه السنة رجع سليمان بن عبد الله بن طاهر من جرجان أرسله محمد بن طاهر إلى طبرستان بجمع كثير وخيل وسلاح فتنحى الحسن بن زيد عن طبرستان ولحق بالديلم فدخلها سليمان فكتب سليمان إلى ابن أخيه محمد بن طاهر بدخوله طبرستان فقرئ كتابه ببغداد وكتب المستعين نسخة إلى بغا الصغير بفتح طبرستان على يدي محمد بن طاهر وهزيمة الحسن بن زيد وان سليمان بن عبد الله دخل سارية على حال من السلامة وأنه ورد عليه إبنان لقارن ابن شهريار وهما مازيار ورستم في خمسمائة رجل وإن أهل آمل أتوه منيبين مظهرين الندم يسألون الصفح فلقيهم بما أرادوا ونهى أصحابه عن القتل والنهب والأذى و نهض بعسكره على تعبية مستقريا للقرى والطرق وورد كتاب أسد بن جندان إلى سليمان بن عبد الله يخبره بهزيمة علي بن عبد الله الطالبي المسمى بالمرعشي فيمن كان معه وهم أكثر من ألفي رجل ورجلين من رؤساء الجيل في جمع عظيم ودخل أسد مدينة آمل قال الطبري وفيها ورد كتاب محمد بن طاهر على المستعين بهرب الحسن بن زيد عند مصيره إلى المحمدية وإحاطة عسكره بها وإنه عند دخوله المحمدية وكل بالمسالك والطرق وبث أصحابه. قال وفيها أيضا ورد كتاب من محمد بن طاهر على المستعين يذكر فيه انهزام الحسن بن زيد منه وانه لقيه في زهاء ثلاثين ألفا فجرت فيما بينه وبينه حرب وأنه قتل من أعيان أصحاب الحسن 300 ونيفا وأربعين رجلا فامر المستعين أن تقرأ نسخة كتابه في الآفاق.
وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 252 وفيما وجدت مع ابن أخ لمحمد بن علي بن خلف العطار كتب من الحسن بن زيد فكتب بخبره إلى المعتز فكتب بحمله إلى سامراء ثم أن الطبري وابن الأثير لم يذكرا ما جرى للحسن بن زيد بعد خروجه من طبرستان وإنما قالا في حوادث سنة 255 فيها سار مفلح الصيمري إلى طبرستان فحارب الحسن بن زيد العلوي فانهزم الحسن ولحق بالديلم ودخل مفلح آمل وأحرق منازل الحسن بن زيد وسار إلى الديلم في طلبه ثم عاد عن طبرستان بعد أن دخلها وهزم الحسن بن زيد وذلك أن موسى بن بغا كان في الري فكتبت إليه قبيحة أم المعتز تسأله القدوم لما رأت اضطراب الأتراك فكتب موسى إلى مفلح يأمره بالانصراف فلما أتاه الكتاب رجع قال الطبري فعظم ذلك على قوم كانوا معه من رؤساء أهل طبرستان ممن كان هاربا قبل مقدم مفلح عليهم من الحسن بن زيد لما كانوا قد رجوا من مقدمه عليهم وكفايتهم أمر الحسن بن زيد والرجوع إلى منازلهم وأوطانهم وذلك أن مفلحا كان يعدهم أتباع الحسن بن زيد حيث توجه حتى يظفر به أو يخترم دونه ويقول لو رميت قلنسوتي في أرض الديلم ما اجترأ أحد منهم أن يدنو منها فلما رأى القوم انصرافه عن الوجه الذي توجه له من غير عسكر للحسن بن زيد ولا أحد من الديلم صده سألوه عن السبب الذي صرفه عما كان يعدهم به من اتباع ابن زيد فجعلوا يكلمونه وهو كالمسبوت لا يجيبهم بشئ فلما أكثروا عليه قال ورد علي كتاب الأمير موسى أن لا أضع كتابه من يدي حتى أقبل إليه وقدم مفلح على موسى بالري تاركا طبرستان على الحسن بن زيد اه.
فكان ذلك فرجا أتى الحسن بن زيد من حيث لا يحتسب وإذا أراد الله أمرا هيا أسبابه ثم لم يتيسر لموسى ومفلح الرجوع إلا بعد قتل المعتز وبيعة المهتدي. ثم ذكر ابن الأثير في حوادث هذه السنة وذكره الطبري في حوادث سنة 256 ان سليمان بن عبد الله بن طاهر قدم من خراسان وولي ببغداد والسواد وهو ما كان يتولاه أخوه عبيد الله بن عبد الله وقدم معه محمد بن أوس البلخي وهذان هما اللذان حاربهما الحسن بن زيد وأخرجهما من طبرستان: فقال ابن الرومي في ذلك:
 
{{قصيدة|من عذيري من الخلائق ضلوا|في سليمان عن سواء السبيل عوضوه بعد الهزيمة بغداد}}
{{قصيدة|كان قد أتى بفتح جليل من يخوض الردى إذا كان من|فر أثابوه بالجزاء الجميل}}
 
يعني هزيمة سليمان من الحسن بن العلوي.
عود الري إلى الداعي قال الطبري وزيد ابن الأثير في حوادث سنة 256 فيها غلب جيش الحسن بن زيد الطالبي على الري في [[شهر رمضان]] ثم ذكر [[ابن الأثير]] في حوادث سنة 257 أنه فيها فارق عبد العزيز بن أبي دلف الري من غير خوف وأخلاها فأرسل إليها الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان القاسم بن علي العلوي المعروف بدليس فغلب عليها فأساء السيرة في أهلها جدا وقلع أبواب المدينة وكانت من حديد وسيرها إلى الحسن بن زيد وبقي كذلك نحو ثلاث سنين اه وهذا ما يدل على أنه بعد ما استولى عليها سنة 256 كما مر أخذت منه ووليها عبد العزيز لكنه لم يذكر ذلك.
ملك الداعي [[جرجان]] قال ابن الأثير في حوادث سنة 257 في هذه السنة قصد الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان جرجان واستولى عليها وكان محمد بن طاهر أمير خراسان لما بلغه ذلك قد جهز العساكر فانفق عليها أموالا كثيرة وسيرها إلى جرجان لحفظها فلما قصدها الحسن لم يقوموا له وظفر بهم وملك البلد وقتل كثيرا من العساكر وغنم هو وأصحابه ما عندهم اه. وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 258 فيها كانت وقعة بين أصحاب موسى بن بغا وأصحاب الحسن بن زيد العلوي فانهزم أصحاب الحسن اه. وقالا في حوادث سنة 259 ان يعقوب بن الليث الصفار دخل نيسابور وعاملها محمد بن طاهر لان عبد الله السجزي كان ينازع يعقوب بسجستان فقوي عليه يعقوب فهرب إلى محمد بن طاهر فأرسل يعقوب يطلبه فلم يسلمه ابن طاهر فدخل يعقوب نيسابور وقبض على محمد بن طاهر وأرسل إلى الخليفة يذكر تفريط ابن طاهر في عمله ويذكر غلبة العلويين على طبرستان قال ابن الأثير وقيل كان سبب ملك يعقوب نيسابور ضعف محمد بن طاهر أمير خراسان فسار إلى نيسابور وكتب إلى محمد بن طاهر يعلمه أنه قد عزم على قصد طبرستان ليمضي ما أمره به الخليفة في الحسن بن زيد المتغلب عليها وإنه لا يعرض لشئ من عمله فلما وصل إلى نيسابور قبض عليه.
أخذ الداعي مدينة قومس وهي التي يقول فيها أبو تمام:
 
{{قصيدة|يقول في قومس صحبي وقد أخذت|منا السرى وخطا المهرية القود}}
{{قصيدة|مطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا|فقلت كلا ولكن مطلع الجود}}
 
في معجم البلدان قومس بالضم ثم السكون وكسر الميم معرب كومس كورة كبيرة تشتمل على مدن وقرى ومزارع وهي في ذيل جبل طبرستان وقصبتها دامغان وهي بين الري ونيسابور اه. قال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 259 فيها غلب الحسن بن زيد على قومس ودخلها أصحابه اه.
حرب الداعي مع [[يعقوب ابن الليث الصفار]] قال [[ابن الأثير]] كان الحسن بن زيد يسمى يعقوب بن الليث السندان لثباته وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 260 فيها واقع يعقوب بن الليث الحسن بن زيد الطالبي فهزمه ودخل طبرستان وسببه ما مر من هرب عبد الله السجزي إلى نيسابور فلما ملك يعقوب نيسابور كما تقدم هرب عبد الله إلى الحسن بن زيد بطبرستان فسار يعقوب فلما صار إلى قرب سارية لقيه الحسن بن زيد فبعث إلى الحسن ان يبعث إليه بعبد الله ويرجع عنه فإنه إنما جاء لذلك لا لحربه فأبى الحسن تسليمه إليه فاذنه يعقوب بالحرب فالتقى عسكراهما فانهزم الحسن ومضى نحو الشرز وأرض الديلم ودخل يعقوب سارية ثم تقدم منها إلى آمل فجبى أهلها خراج سنة ثم شخص من آمل نحو الشرز في طلب الحسن بن زيد حتى صار إلى بعض جبال طبرستان فأدركته فيه الأمطار وتتابعت عليه نحوا من أربعين يوما فانتصر الله للحسن بن زيد من هذا الظالم المعتدي بتلك الأمطار وإن لله جنودا منها المطر فلم يتخلص من موضعه ذلك إلا بمشقة شديدة وكان قد صعد جبلا لما رام النزول عنه لم يمكنه ذلك إلا محمولا على ظهور الرجال وهلك عامة ما معه من الظهر ثم رام الدخول خلف الحسن بن زيد إلى الشزر فانتهى إلى الطريق الذي أراد سلوكه إليه فوقف عليه وأمر أصحابه بالوقوف. ثم تقدم أمامهم يتأمل الطريق ثم رجع إليهم فامرهم بالانصراف وقال لهم إن لم يكن طريق غير هذا فلا طريق إليه وكان نساء أهل تلك الناحية قلن للرجال دعوه يدخل فإنه إن دخل كفيناكم أمره وعلينا أسره لكم فلما خرج من حدود طبرستان عرض رجاله ففقد منهم أربعين ألفا وذهب أكثر ما كان معه من الخيل والإبل والبغال والأثقال وكتب إلى الخليفة كتابا يذكر فيه مسيره إلى الحسن بن زيد وأنه سار من جرجان إلى طميس فافتتحها ثم سار إلى سارية وقد أخرب الحسن بن زيد القناطر ورفع المعابر وعور الطريق وعسكر الحسن بن زيد على باب سارية متحصنا بادوية عظام وقد مالأه صاحب الديلم فزحف باقتدار فيمن جمع إليه من الطبرية والخراسانية والقمية والجبلية والجزرية فهزمته وقتلت عدة لم يبلغها بعهدي عدة وأسرت سبعين من [[الطالبيين]] وذلك في رجب وسار الحسن بن زيد إلى الشرز ومعه الديلم اه. والعجب لهذا وأمثاله الذين إنما ملكوا ما ملكوا بجدي الطالبيين محمد ص ووصيه ع ومع ذلك يفخرون بتعديهم على ولدهما وأسرهم أبناءهما ويتقربون بذلك إلى [[بني العباس]]:
{{قصيدة|ليس هذا لرسول الله|يا أمة الطغيان والبغي جزا}} وقال الطبري وابن الأثير في حوادث 261 فيها رجع الحسن بن زيد من ارض الديلم إلى طبرستان واحرق شالوس لما كان من ممالأة أهلها ليعقوب واقطع ضياعهم للديالمة.
حرب الداعي مع الخجستاني قال ابن الأثير في حوادث سنة 262 ان بني شركب كانوا ثلاثة إخوة إبراهيم وأبو حفص يعمر وأبو طلحة منصور بن مسلم وأسنهم إبراهيم وكان إبراهيم قد أبلى بين يدي يعقوب بن الليث الصفار عند مواقعه الحسن بن زيد بجرجان فقدمه لما استولى يعقوب على نيسابور وخلع يعقوب على إبراهيم فحسده أحمد بن عبد الله الخجستاني وكان الخجستاني من أصحاب محمد بن طاهر فلما استولى يعقوب على نيسابور وطرد عنها محمد بن طاهر ضم أحمد إليه فاحتال الخجستاني على إبراهيم فقتله وسار يعقوب إلى سجستان سنة 261 وتخلف عنه الخجستاني واستولى على نيسابور أول سنة 262 ثمن سار الخجستاني إلى هراة لمحاربة أبي حفص يعمر الذي كان قد استولى عليها فقتل يعمر بمؤامرة من بعض قواده المسمى عبد الله بن بلال فاجتمع إلى طلحة جماعة من أصحاب أخيه فقتلوا ابن بلال ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها وساروا إلى نيسابور فاستولى عليها فسار إليهم الخجستاني من هراة في اثني عشر ألف عنان فنزل على ثلاث مراحل من نيسابور ووجه أخاه العباس إليها فقتله أبو طلحة وعاد أحمد إلى هراة. ثم إن أبا طلحة ضيق على أهل نيسابور فكاتبوا الخجستاني فجاء إلى نيسابور فدخلها وسار عنها أبو طلحة إلى الحسن بن زيد فأمده بجنود فعاد إلى نيسابور فلم يظفر بشئ وسار الخجستاني إلى محاربة الحسن بن زيد لمساعدته أبا طلحة فاستعان الحسن باهل جرجان فأعانوه فحاربهم الخجستاني فهزمهم وذلك في رمضان سنة 265 وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 266 فيها أوقع الخجستاني بالحسن بن زيد بجرجان على غرة من الحسن فهرب منه الحسن فلحق بامل وغلب الخجستاني على جرجان وأطراف طبرستان وذلك في جمادي الآخرة منها ورجب وكان الحسن لما سار طبرستان إلى جرجان استخلف بسارية [[الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن حسين الأصغر العقيقي]] اه.
سبب استيلائه على طبرستان بوجه أتم في تاريخ رويان لمولانا أولياء الله ما حاصل ترجمته:
ذكر خروج الداعي الكبير: ذكروا أنه في عهد محمد بن أوس كان قد بلغ ظلمه لأهل رويان الغاية والناس في كل وقت يتظلمون منه إلى السادات وفي تاريخ طبرستان لما كثر ظلم محمد بن أوس في طبرستان التجأ الناس هناك إلى عدل سادات أهل البيت من سكان طبرستان الذين فروا إليها من جور بني العباس اه. وفي تاريخ رويان: وكان في مقاطعة كجور سيد اسمه [[محمد بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ]]أمير المؤمنين ع وكان ذا ورع وزهد وديانة فجاء الناس من رساتيق رويان وانتشروا في القرى والرساتيق حتى وصلوا إلى كجور إلى عند السيد محمد المذكور وتظلموا إليه من جور أصحاب محمد بن أوس وقالوا له نحن فررنا بأرواحنا إليكم من ظلم هؤلاء الجماعة وآمنا بكم ونريد سيدا من آل محمد ص نجعله حاكما علينا يحكم فينا بالعدل والإنصاف ويسير بسيرة محمد وعلي ع ونريد أن نبايعك ليندفع عنا ببركاتك هذا الظلم فقال لهم أنا لست أهلا لذلك ولكن لي صهر أختي في داره شجاع ذو كفاية رأى كثيرا من الحروب والوقايع وهو ساكن في مدينة الري فإن كان ما تقولونه حقا فانا أرسل إليه فيأتي إلى هنا وبامدادكم وقوتكم يكون ما تريدون والمراد بهذا الرجل الداعي الكبير الحسن بن زيد بن إسماعيل حالب الحجارة ابن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي أمير المؤمنين وكان رئيس هؤلاء الجماعة عبد الله بن وندا أوميد فتعاهد مع السيد محمد وفي الحال كتبوا صورة هذا العهد والميثاق وأرسلوه إلى الري إلى الحسن بن زيد فلما قرأه حرص على الخروج وهو إنما كان مقيما لأجل ذلك وكتب الجواب في الحال وأرسله مع قاصد فلما وصل القاصد إلى رويان فشا هذا الحديث وعلم به علي بن أوس أخو محمد بن أوس حاكم تلك البلاد فأرسل إلى عبد الله بن سعيد ومحمد بن عبد الكريم من مشاهير تلك البلاد ليسألهما عن هذا الأمر فخاف عبد الله بن سعيد وخرج إلى رستاق أستان ولم يذكرا ما فعله محمد بن عبد الكريم وكأنه سقط من النسخة.
مجئ الداعي إلى سعيدآباد والبيعة له ثم جاء كتاب من الحسن بن زيد مع قاصد أني دخلت بلدة سعيد آباد فيلزم أن يأتي إلى الأشراف فاجتمع أشراف تلك الولاية فيهم عبد الله ابن سعيد ومحمد بن عبد الكريم مع تمام رؤساء قلعة كلار وجاءوا إلى سعيدآباد وفي يوم الثلاثاء 25 من شهر رمضان بايعوه في سعيدآباد على إقامة كتاب الله وسنة رسوله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إرسال الداعي كتبه ودعاته إلى البلدان وكتب الداعي ومن معه إلى أهل شالوس ونيروس وأرسلوا الدعاة وبات الداعي تلك الليلة عند عبد الله بن سعيد وانتقل في اليوم الثاني إلى كورشيد على ساحل البحر واجتمع عليه الناس واتصل الخبر بعلي بن أوس فلم يقر له قرار في تلك الليلة حتى ذهب سريعا إلى أخيه محمد بن أوس. وتوجه الحسن بن زيد إلى جهة كجور فاجتمع سادات تلك النواحي وأهل تلك البلاد مع محمد بن إبراهيم وجاءوا لاستقبال الحسن بن زيد وفي يوم الخميس 27 رمضان سنة 250 وصل الحسن بن زيد إلى كجور وفي يوم العيد صلى بهم صلاة العيد وصعد المنبر وخطب الناس خطبة بليغة بفصاحته العلوية وأنذر الناس بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد.
إرسال الداعي دعاته إلى شالوس وأرسل محمد بن العباس وعلي بن نصر وعقيل بن مبرور إلى شالوس إلى عند الحسين بن محمد المحمدي الحنفي يدعونه إلى كتاب الله وسنة رسوله فأجابهم وجاءوا إلى المسجد الجامع وأخذوا البيعة على أهل تلك الديار فهرب أتباع محمد بن أوس بدون خيل ولا سلاح وذهب بعضهم إلى جعفر بن شهريار بن قارن من آل باوند وبعضهم ذهب إلى بادوستان ولما فرع الحسن بن زيد من تلك الناحية جاء إلى ناتل وأخذ البيعة على أهلها.
الحرب بين الداعي وابن أوس في بايدشت ثم توجه الحسن إلى بايدشت التي كانت في ذلك الوقت معمورة وعلى مقدمة جيشه محمد بن رستم بن وندا أوميد بن شهريار من ملوك كلار ورستمدار وعلى مقدمة عسكر محمد بن أوس محمد بن أخشيد فالتقى العسكران في بايدشت فكر محمد بن رستم على مقدمة محمد بن أوس وقتل رئيسها محمد بن أخشيد وأرسل إلى الداعي وأقام الداعي في بايدشت وأرسل الداعي محمد بن حمزة إلى الديلم يطلب المدد فأجابوه إلى ذلك وبعد أيام وصل إليه أميدوار بن لشكرستان ووبهان بن سهل وفاليزبان وغيرهم مع 600 رجل إلى بايدشت.
مجئ كتب أمراء البلاد إليه بالطاعة وفي ذلك اليوم جاءته كتب أمراء بلاد طبرستان مثل بادوستان ومصمغان وخورشيد وغيرها يظهرون له فيها المحبة والولاء والطاعة فقوي قلبه بذلك.
فتح آمل وحرب ابن أوس فأرسل الداعي محمد بن حمزة والحسين بن أحمد في عشرين فارسا ومائتي راجل مقدمة له وتوجه إلى آمل فعبأ محمد بن أوس جيشه وخرج من البلد مع خواصه وغلمانه فالتقى بمقدمة الحسن بن زيد خارج المدينة ووقعت الحرب بينهم فثبت الداعي إلى أن انهزم محمد بن أوس وغنم الداعي ما في عسكره وكان ذلك في يوم الاثنين 23 شوال سنة 250 ودخل الداعي مدينة آمل وقتل جماعة من كبرائها كانوا مخالفين له وذهب إلى المصلى ودعا الناس إلى البيعة فبايعوه بالاتفاق.
تفريق الداعي عماله على الأمصار وأرسل الداعي محمد بن عبد العزيز عاملا إلى رويان وأرسل جعفر بن رستم إلى كلار ومحمد بن أبي العباس إلى شالوس حكاما عليها فقال أهل آمل إنا نريد محمد بن إبراهيم حاكما علينا وهو الذي دل أهل طبرستان على الحسن بن زيد والحسن زوج أخته كما تقدم فأرسل إليه وأتى به من رويان وأقامه حاكما على آمل.
المراسلة بينه وبين الاصفهبد وأقام الداعي في آمل سبعة أيام ثم ذهب إلى ترجى وأقام فيها ثلاثة أيام ثم ذهب منها إلى جمنو فجاءه في جمنو كتاب من الاصفهبد قارن بن شهريار ملك الجبال من آل باوند يظهر فيه الموالاة والمصافاة ويقول إن أردت المدد أرسلت إليك فكتب إليه الداعي يقول إن كان ما تقوله حقا فاحضر إلينا فاجابه الأصفهبد المصلحة أن تأتوا إلينا فعلم الداعي كذبه واحتياله.
حرب سليمان بن عبد الله ابن طاهر مع الداعي وكان سليمان بن عبد الله بن طاهر في ساري فأرسل جندا مع قائد له اسمه أسد إلى ترجى لحرب الداعي فلما بلغ ذلك الداعي خرج من ترجى وخالف أسدا في الطريق وسار ليلته كلها قاصدا مدينة ساري فوصل الخبر إلى سليمان بان الداعي ترك ترجى وهرب فما كان وقت الصبح إلا وسمع التكبير والصلوات في ساري ورفع عليها علم الداعي فتهيأ للهرب ودخل ساري وجعلوا يقتلون كل من وجدوه من أتباع سليمان وأحرقوا دار الامارة وفي ذلك الوقت وصل الخبر بان الحسين بن زيد أخا الحسن بن زيد وصل إلى شلمبة دماوند والتحق به اصفهبد بادوسبان وكذلك التحق به رؤساء لارجان وقصران.
معاودة الحرب بين الداعي وسليمان وبعد ما هرب سليمان كما تقدم سافر إلى استراباد ولم يتمكن من الإقامة في مكان آخر وأراد الداعي الذهاب إلى آمل لكن لما كان الديالمة قد غنموا غنائم كثيرة وتفرقوا واشتغلوا بضبط غنائمهم قال له أصفهبد بادوسبان المصلحة أن تبقى في جمنو حتى يأتيك خبر سليمان. وبعد أيام وصل سليمان بعسكر كثير والتقى مع الداعي فهزم الداعي وهربت الديلم وقتل في ذلك اليوم كثير من أهل كلار قتلهم محمد بن أوس وانتهت الهزيمة بالداعي في تلك الليلة مع عدة أنفس إلى آمل، وفي الصباح توجه إلى آمل فوصلها ليلا وأخذ من أهل شالوس عشرة آلاف درهم. واتفق ملك الجبل قارن بن شهريار مع سليمان على المجئ إلى آمل وبعد أيام جاء إلى الداعي مدد من ديلمان وكيلان فجاء الداعي من شالوس إلى خواجك وجاء سليمان مع قارن إلى بايدشت وذهب الداعي إلى لاويجة وعسكر هناك. وأرسل جماعة من السادات أو أرسل جيشا مع بعض السادات فأوقعوا بعسكر قارن ليلا وكسروه ونهبوا أمواله وقتل أخوه جعفر بن شهريار مع ثلاثين شخصا من المعروفين. وجاء الداعي إلى آمل واستراح بها 12 يوما أو 15 يوما وعين اصفهبد بادوسبان قائدا للجيش فجمع سليمان جيشا من خراسان وجاء إلى مدد قارن وعزم على التوجه إلى ساري وكان الداعي قد رخص جيشه فتفرقوا وبقي وحده في آمل مع جماعة معدودين فجاء من آمل إلى شالوس فبلغه فيها خبر وفاة وهسودان الديلمي حاكم تلك المنطقة وانضم اليه أربعة آلاف فارس من أصحاب وهسودان فتوجه بهم إلى مازندران فالتقى مع سليمان في جمنو على ساحل البحر فانهزم سليمان وذهب الداعي إلى ساري وأسر أولاد وعيال وغلمان سليمان وأخذ أمواله وخزائنه وذهب سليمان إلى استراباد وكتب إلى محمد بن حمزة العلوي وإلى الداعي يلتمس إطلاق أولاده وعياله فاجابه الداعي إلى ذلك وأطلق له أولاده ونساءه وأرسلهم إليه وفي هذا الوقت اصطلح قارن بن شهريار مع الداعي بتوسط أصفهبد بادوسبان وأرسل قارن أولاده سرخاب ومازيار خفية إلى الداعي يطلب الصلح فتصالحا وكان ذلك كله سنة 252 واقام الداعي في آمل.
كتاب الداعي إلى عمال مملكته وكتب الداعي إلى جميع عماله في مملكته كتابا هذه صورته قد رأينا أن تأخذ أهل عملك بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله وما صح عن أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب ع في أصول الدين وفروعه وباظهار تفضيله بعد النبي ص على جميع الأمة وتنهاهم أشد النهي عن القول بالجبر والتشبيه ومكابرة الموحدين القائلين بالعدل والتوحيد وعن التحكك بالشيعة وعن الرواية في تفضيل أعداء الله وأعداء أمير المؤمنين وتأمرهم بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وبالقنوت في الصلوات الخمس وخمس تكبيرات على الميت وترك المسح على الخفين وبالحاق حي على خير العمل في الأذان والإقامة وأن تجعل الإقامة مثنى مثنى ومن خالف أمرنا فليس منا. وقد أعذر من أنذر. وفي تاريخ رويان: ونحذر من تعدى أمرنا فليس لمن خالف أمرنا ورأينا إلا سفك دمه وانتهاك محارمه وقد أعذر من أنذر والسلام حرب سليمان بن طاهر مرة ثالثة مع الداعي ثم جمع سليمان بن طاهر مرة أخرى عسكرا من خراسان وتوجه إلى ساري فتوجه إليه السيد حسن العقيقي من بني أعمام الداعي فهزمه العقيقي ولحقه إلى كركان. فلم يطمع بعد ذلك سليمان بطبرستان وذهب إلى خراسان فهاب الناس الداعي بعد ذلك وعدوه ملكا اه. وفي مروج الذهب في حوادث سنة 253 فيها أوقع الحسن بن زيد الحسني بسليمان بن عبد الله بن طاهر فأخرجه عن طبرستان اه‌.
حرب الداعي مع أولاد قارن ومعه ثم عصى على الداعي أولاد قارن سرخاب ومازيار فحاربهما فانهزما ثم عصى عليه الأصفهبد وكان المراد به قارن وحارب الداعي في الجبال ووقعت بينه وبينه عدة وقائع أخربت تلك الولايات.
التحاق السادات بالداعي والتحق بالداعي السادات من جميع الأطراف ولما كان ينظرهم بعين الشفقة والعطف اجتمع عليه سادات كثيرة وكان إذا ركب يركب في ركابه 300 سيد ممن يحمل السيف ويضرب به.
مدح الناصر الكبير للداعي والناصر الكبير أبو محمد الحسن بن علي في هذا الوقت كان منضما إلى الداعي وهو المعروف بناصر الحق وله في حق الداعي مدح كثير من جملته هذان البيتان:
 
{{قصيدة|كان ابن زيد حين يغدو بقومه|كبدر سماء حوله أنجم زهر}}
{{قصيدة|فيا بؤس قوم صحبتهم خيوله|ويا نعم قوم نالهم جوده الغمر}}
 
وفي تاريخ رويان في هذا الوقت قتل [[الخليفة المعتز]] واضطرب أمر بني العباس وخرج في البصرة وسواد واسط العلوي صاحب الزنج وكثرت في خراسان الأوباش والعيارون وأدبر أمر الطاهرية وبسبب اشتغال الناس بهذه الأمور ثبت أمر الداعي وصار ملكا في طبرستان ولم يتفق لأحد هناك مثل ما اتفق له. ومن جملة العيارين في خراسان يعقوب بن الليث الصفار فقبض على محمد بن عبد الله بن طاهر وصار هو حاكم خراسان والخليفة بسبب اضطراب الأمور كتب له عهدا على خراسان.
أخبار الداعي مع يعقوب بن الليث الصفار ثم أن أهل طبرستان ارسلوا إلى يعقوب بن الليث فاحضروه إلى ساري فهرب منه السيد حسن العقيقي وجاء إلى آمل إلى عند الداعي وتتبع الليث آثاره فلم يستطع الداعي الإقامة بامل فجاء إلى رويان فجاء يعقوب وراءه فذهب الداعي إلى كلار فلم تمكنه الإقامة فيها فذهب إلى شير فأرسل يعقوب إلى شير يتهددهم ليقبضوا على الداعي وكان هناك رجل يقال له كوكبان كان رئيس تلك البلدة فاصر على أن يحمي الداعي ولم يسلمه فأغار يعقوب على شيرجان واقام يعقوب في كجور وجبى منهم خراج سنتين حتى فقد الخبز من رويان واقام يعقوب إبراهيم بن مسلم الخراساني أميرا على رويان وشالوس واقام يعقوب بامل فصار أهل رويان وشالوس ضدا للخراساني وأحرقوا عليه داره وقتلوه فلما بلغ الخبر إلى يعقوب عاد من آمل إلى رويان ولم يدع في رويان حسنا ولا قبيحا قتل الأنفس واخرب الدور وقطع الأشجار ثم جاء إلى كلار من طريق كندستان ثم من كلار إلى رويان فهلكوا بما وضع عليهم من المكوس ووقعت على رؤوسهم صاعقة وأصابهم ألف محنة ثم جاء إلى نائل وجبى منهم خراج سنتين وحكم في طبرستان أربعة أشهر ثم ذهب إلى خراسان من طريق قومس اه. وفي مروج الذهب ولما واقع الصفار الحسن بن زيد الحسني بطبرستان وذلك في سنة 260 وقيل سنة 259 وانكشف الحسن بن زيد وامعن يعقوب في الطلب وكانت معه رسل السلطان قد قصدوه بكتب ورسالة من المعتمد وهم راجعون في طلب الحسن بن زيد قال له بعضهم لما رأى من طاعة رجاله وما كان منهم في تلك الحرب ما رأيت أيها الأمير كاليوم قال له الصفار واعجب منه ما أريك إياه ثم قربوا من الموضع الذي كان فيه عسكر الحسن بن زيد فوجدوا البدر والكراع والسلاح والعدد وجميع ما خلفه العسكر حين الهزيمة على حاله لم يلتبس أحد من أصحابه منه بشئ ولا دنوا اليه معسكرين بالقرب منه من حيث يرونه بالموضع الذي خلفهم فيه الصفار اه. وفي تاريخي طبرستان ورويان قال ثم إن الداعي ارسل جستان بن وهسودان مع أحمد بن عيسى وقاسم بن علي إلى العراق والري وقزوين وابهر وزنجان ففتحوا هذه الولايات وأطاعته أهلها وصار الديلم حكام تلك البلاد ثم جمع الداعي رجال كلار ورويان وطبرستان مع الديالمة وعسكر العراق وقومس وطبرستان وغيرهم واسرع السير نحو يعقوب فلما وصل إلى كركان وجاءه أخوه محمد بن زيد اتى اليه الخبر ان الكفار قصدوا دهستان فذهب الداعي لجهاد الكفار فقتل منهم ألفين وغنم غنائم كثيرة فقسمها بين الديلم واقام محمد بن زيد بكر كان حاكما عليها وعاد الداعي إلى طبرستان.
تأديب الداعي المفسدين من الديلم واقام الداعي بامل إلى أن أساء الديلم السيرة ونهبوا وسرقوا فاشتكى منهم أهل نيشابور فنصحهم الداعي مرارا فلم يقبلوا فامر الداعي فقطع أيدي وأرجل ألف منهم من أهل الفساد وهرب منهم ألف وذهبوا إلى رستم ابن قارن أو أبيه أو ابنه ملك الجبال فأقام لهم العلوفة.
خلاف قارن على الداعي وخالف قارن الداعي وذهب إلى قومس وقبض على السيد قاسم نائب الداعي وأرسله إلى هزار جريب فتوفي هناك.
مخالفة العقيقي على الداعي وقتله ودعا السيد حسن العقيقي نائب الداعي في ساري أهلها إلى بيعته فخاف من الداعي فاتفق مع قارن ملك الجبال الأصفهبد فجاء محمد بن زيد من كركان وحارب العقيقي إلى أن قبض عليه وقيده وصفده وأرسله إلى الداعي حسن بن زيد إلى آمل فتشفع فيه أكابر وسادات آمل فلم يشفعهم وأمر بضرب عنقه وأن يلقى في سرداب ويسد بابه.
استيلاء قارن على قومس واستولى الأصفهبد المسمى بقارن بن شهريار على قومس وأرسل إليها نوابه وعماله واستقرت سلطنة الداعي على الصورة الآتية فكان هو في آمل وأخوه محمد بن زيد في كركان إلى أن اعتل الداعي فأراد أن يركب على فرسه فلم يستطع وكان في آمل جماعة يظهرون له الطاعة وفي الباطن هم على خلاف ذلك فتمارض الداعي وأظهر خبر وفاته فاظهر هؤلاء الجماعة الخلاف فخرج الداعي من داره وأمر بقتلهم في الجامع ورماهم في مقصورة في الجانب الشرقي من المسجد وأهل آمل إلى الآن يزورون تلك المقصورة ويسمونها مقبرة الشهداء.
وفاة الداعي ثم أمر الداعي أن يبنى له قبة ومقبرة في محلة تسمى براست گوى فدفن فيها وهي باقية إلى الآن وقال مولانا أولياء الله في أيام طفولتي وإن كانت تلك العمارة أشرفت على الخراب لكن رأيت صندوقا عتيقا هناك وفي وسط حائط القبة طريق ملتف يصعد منه إلى السطح وقد وقف سبعين قرية في نواحي آمل غير البساتين والضياع والحمامات اه.
مؤلفاته في فهرست ابن النديم وللحسن من الكتب كتاب الجامع في الفقه كتاب البيان كتاب الحجة في الإمامة اه.
شعر يحتمل انه له وجدنا في مجموعة الأمثال التي أشرنا إليها في الجزء الأول من هذا الكتاب هذه الأبيات منسوبة إلى الحسن بن زيد ويحتمل أنه المترجم وهي:
 
{{قصيدة|منال الثريا دون ما أنا طالب|فلا لوم إن عاصت علي المذاهب}}
{{قصيدة|إذا ما كساك الدهر ثوبا من الغنى|فعجل بلاه فالليالي سوالب}}
{{قصيدة|ولا تغترر ممن صفا لك وده|فكم غص بالماء المصفق شارب}}
 
== المصادر ==