لويس باستور: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas (نقاش | مساهمات)
الرجوع عن تعديل معلق واحد من Ahmedsat إلى نسخة 22121935 من ASammourBot.
لا ملخص تعديل
سطر 2:
| اسم = لويس باستور
| الصورة = Louis Pasteur.jpg
| تعليق الصورة = "لوي باستيرباستور" مخترع عملية [[البسترة]]
| تاريخ الولادة = {{تاريخ_الميلاد|mf=yes|1822|12|27}}
| مكان الولادة = [[فرانش كومته]]، [[فرنسا]]
سطر 19:
'''لويس باستور''' {{فرن|Louis Pasteur}}، هو عالم [[كيميائي]] [[فرنسي]] وأحد أهم مؤسسي [[علم الأحياء الدقيقة]] في ال[[طب]]، ويُعرف بدوره المميز في بحث أسباب الأمراض وسبل الوقاية منها. ساهمت اكتشافاته الطبية بتخفيض معدل وفيات [[حمى النفاس]] وإعداد [[لقاح]]ات مضادة ل[[داء الكلب]] و[[الجمرة الخبيثة]]، كما دعمت تجاربه [[نظرية جرثومية المرض]]. كان يُعرف لدى عامة الناس بسبب اختراعه طريقة لمعالجة ال[[حليب]] وال[[نبيذ]] لمنعها من التسبب في المرض، وهي العملية التي أطلق عليها لاحقا مصطلح ال[[بسترة]]. يُعتبر باستور أحد أهم مؤسسي [[علم الأحياء المجهرية]] إلى جانب كوهن فرديناند و[[روبرت كوخ]].
 
لدى باستور أيضا العديد من الاكتشافات في مجال ال[[كيمياء]]، وأبرزها الأساس الجزيئي لعدم تماثل [[بلورات]] معينة.<ref>James J. Walsh (1913). "Louis Pasteur". Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company</ref> يقع جثمانه في [[معهد باستيرباستور]] في [[باريس]] في قبو مذهل يصور إنجازاته على شكل [[فسيفساء]] [[بيزنطية]].<ref>Campbell, D. M. (January, 1915). "The Pasteur Institute of Paris". American Journal of Veterinary Medicine (Chicago, Ill.: D. M. Campbell) 10 (1): 29–31. Retrieved February 8, 2010.</ref>
 
== نشأته ==
 
ولد لويس باستيرباستور في [[27 ديسمبر]] [[1822]] لعائلة فقيرة تعمل في [[دباغة الجلد|دباغة جلود الحيوانات]] في مدينة دول في [[فرنسا]] وترعرع في بلدة ''Arbois''. وربما غرس ذلك لدى باستيرباستور مبدأ [[الوطنية]] القوية في شبابه وكان ذلك في وقت لاحق من العناصر المحددة لشخصيته.<ref name="James J. Walsh 1913">James J. Walsh (1913). "Louis Pasteur". Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company.</ref> كان الابن الثالث لأبيه جان جوزيف باستيرباستور وأمه جان إتيان روكي. عمل أبوه رقيبا في جيش [[نابوليون]] ثم امتهن الدباغة. وكان لويس باستيرباستور طالب متوسط المستوى في سنواته الدراسية الأولى، ولكن برز نبوغه في ال[[رسم]] وال[[تصوير]]. في وقت لاحق تم الاحتفاظ برسوماته ال[[باستيل]] التي أنجزها عندما كان عمره 15 عاما وصور والديه وأصدقائه في متحف [[معهد باستيرباستور]] في باريس. حصل على درجة بكالوريوس آداب سنة [[1840]] ودرجة بكالوريوس علوم سنة [[1842]] من [[مدرسة الأساتذة العليا]]، وحصل على الدكتوراه سنة [[1847]]. أصبح باستيرباستور أستاذ [[كيمياء]] في [[جامعة ستراسبورغ]] بعد أن قضى فترة وجيزة كأستاذ [[فيزياء]] في ثانوية ديجون في عام [[1848]]، حيث التقى وتودد إلى لوران ماري، ابنة رئيس الجامعة في عام [[1849]]. تزوجا في [[29 مايو]] [[1849]] وأنجبا خمسة أطفال، توفي منهم ثلاثة لإصابتهم بال[[تيفوئيد]]. استمد باستيرباستور من هذه المآسي الشخصية رغبته في التوصل إلى علاج أمراض مثل التيفوئيد.
 
== إسهاماته العلمية ==
سطر 29:
=== نظرية تخمر الجراثيم ===
 
أظهر باستيرباستور أن سبب عملية [[التخمر]] هو نمو الكائنات الحية الدقيقة، وأن النمو الناشئ لل[[بكتيريا]] في سوائل المغذيات لا يعود إلى [[التولد الذاتي]]، وإنما إلى النشوء الحيوي خارج الجسم، حيث قام بتعريض السائل المغلي في الهواء في أوعية تحتوي على [[فلتر]] لمنع جميع الجزيئات من الوصول إلى مرحلة النمو المتوسط مع دخول الهواء عبر أنبوب متعرج طويل لا يسمح لجزيئات الغبار بالمرور. لاحظ باستيرباستور عدم نمو أي شيء في السائل إلا إذا تم كسر وفتح القوارير، لذا توصل إلى أن الكائنات الحية كجراثيم الغبار التي نمت في السائل جاءت من الخارج بدلا من تولدها تلقائيا داخل السائل. وكانت هذه إحدى أهم وآخر التجارب لدحض نظرية [[التولد الذاتي]]. كما دعمت تلك التجربة [[نظرية جرثومية المرض]].
 
لم يكن باستيرباستور أول من جاء بنظرية جرثومية المرض (فقد اقترحها كل من جيرولامو فراكاسترو، و[[أغوستينو باسي]]، وفريدريك جوستاف جاكوب هنلي وغيرهم في وقت سابق)، إلا أن باستيرباستور قام بإجراء التجارب التي تبين بوضوح صحة تلك النظرية وتمكن من إقناع معظم دول أوروبا بصحتها. يعتبر باستيرباستور في يومنا هذا أنه منشئ [[نظرية جرثومية المرض]] [[علم الجراثيم|وعلم الجراثيم]]، إلى جانب [[روبرت كوخ]].<ref name="Ullmann, Agnes 2007">Ullmann, Agnes (August 2007). "Pasteur-Koch: Distinctive Ways of Thinking about Infectious Diseases". Microbe (American Society for Microbiology) 2 (8): 383–7. Retrieved December 12, 2007.</ref>
 
كما بينت بحوث باستيرباستور أن نمو [[الكائنات الدقيقة]] هو المسؤول عن إفساد المشروبات مثل [[النبيذ]] و[[البيرة]] و[[الحليب]]. بالإضافة إلى أنه أوجد عملية يتم فيها تسخين السوائل مثل الحليب للقضاء على معظم ال[[بكتيريا]] وال[[عفن]] الموجود بالفعل داخله. أنجز باستيرباستور أول تجربة بالتعاون مع [[كلود برنار]] في [[20 أبريل]] [[1862]]. بعد ذلك بوقت قصير سميت هذه العملية باسم [[البسترة]].<ref name="Ullmann, Agnes 2007"/>
 
استنتج باستيرباستور من فكرة فساد المشروبات أن الكائنات الحية الدقيقة التي تصيب الحيوانات والبشر تسبب الأمراض. اقترح وجوب منع دخول الكائنات الدقيقة في جسم الإنسان، مما قاد [[جوزف ليستر]] لتطوير أساليب التطهير في الجراحة.
 
في عام [[1865]]، تسبب كل من داء ''pébrine'' و''flacherie'' وهي أمراض طفيلية بقتل أعداد كبيرة من [[دودة القز]] في منطقة ''Alès'' الفرنسية. عمل باستيرباستور خلال عدة سنوات ليثبت أن مسبب تلك الأمراض هو هجوم جرثومي على بيض دود القز، وأن القضاء على هذه ال[[ميكروبات]] سيقضي بدوره على المرض.<ref name="James J. Walsh 1913"/><ref name="Ullmann, Agnes 2007"/>
 
[[ملف:Tableau Louis Pasteur.jpg|تصغير|لوي باستيرباستور في [[معمل]]ه، للرسام [[ألبرت إدلفلت]] عام 1885.]]
 
=== علم المناعة والتطعيم ===
 
اشتمل عمل باستيرباستور في وقت لاحق على مرض [[الكوليرا]] الذي يصيب الدجاج. أثناء عمله، فشل التصور بأن البكتيريا هي المسؤولة عن إصابة بعض الدواجن بهذا المرض. بإعادة استخدام دواجن ذات صحة جيدة، توصل باستيرباستور إلى أنه لا يستطيع نقل العدوى لهم، حتى مع البكتيريا الجديدة، لذا فإن البكتيريا المضعّفة أعطت مناعة للدواجن ضد المرض، على الرغم من أنها قد تسبب أعراض خفيفة فقط.<ref name="James J. Walsh 1913"/><ref name="Ullmann, Agnes 2007"/>
 
صدرت تعليمات لمساعده [[شارل شمبرلند]] (من أصل فرنسي) لتطعيم الدواجن بعد أن ذهب باستيرباستور في عطلة، ولكن فشل شمبرلند بذلك وذهب في عطلة هو الآخر. بعد عودته، أدى الاستنبات لمدة شهر إلى إعياء الدواجن، ولكن بعد ذلك تعافت تماما بدلا من أن يكون المرض قاتلا كما كان متوقعا. افترض شمبرلند أنه قد ارتكب خطأ، وأراد أن يتخلص من الاستنبات الخاطئ كما كان يبدو له عندما أوقفه باستيرباستور. استنتج باستيرباستور أن الحيوانات التي تعافت قد تكون حصلت على مناعة من هذا المرض، كما الحال مع الحيوانات في إقليم [[أور ولوار (إقليم فرنسي)|أور ولوار]] الفرنسي التي قد تعافت من مرض [[الجمرة الخبيثة]]. قدم باستيرباستور طلبا لاستخدام هذه الطريقة لتطعيم الماشية ضد مرض الجمرة الخبيثة مما أثار اهتماما في مكافحة أمراض أخرى.<ref>Sternberg, George M. (1901). A Textbook of Bacteriology. New York: William Wood and Company. pp. 278–9.</ref>
 
ادعى باستيرباستور صنعه لقاحا للجمرة الخبيثة من خلال تعريض ال[[عصيات]] لل[[أوكسجين]]. تم الاحتفاظ بالدفاتر التي كان يستخدمها في مختبره لدى [[مكتبة فرنسا الوطنية|المكتبة الوطنية]] في باريس، في الواقع استخدم باستيرباستور في إنشاء لقاح الجمرة الخبيثة أسلوب منافسه جان جوزيف هنري توسان، وهو جراح بيطري في [[تولوز]].<ref name="David V 2006">David V. Cohn location=University of Louisville (December 18, 2006). "Pasteur". Retrieved 2007-12-02. "Fortunately, Pasteur's colleagues Chamberlain [sic] and Roux followed up the results of a research physician Jean-Joseph-Henri Toussaint, who had reported a year earlier that carbolic-acid/heated anthrax serum would immunize against anthrax. These results were difficult to reproduce and discarded although, as it turned out, Toussaint had been on the right track. This led Pasteur and his assistants to substitute an anthrax vaccine prepared by a method similar to that of Toussaint and different from what Pasteur had announced."</ref><ref>Adrien Loir (1938). Le mouvement sanitaire. pp. 18, 160.</ref> تتم هذه الطريقة بأكسدة ثاني كرومات البوتاسيوم. نتج بالفعل لقاحا عن طريقة باستيرباستور للأكسدة بعد أن حصل على براءة اختراع لإنتاج لقاح الجمرة الخبيثة.
 
إن مفهوم اكتساب المناعة بعد ال[[تطعيم]] بنموذج مضعّف من الأمراض الخبيثة لم يكن جديدا، وكان يُعرف هذا المفهوم لفترة طويلة مع مرض ال[[جدري]]، حيث أن التلقيح بالجدري كان يؤدي إلى تقليل الندوب وتقليص معدل الوفيات إلى حد كبير مقارنة مع المرض المكتسب طبيعيا. وقد اكتشف [[إدوارد جينر]] أيضا التطعيم، وذلك باستخدام جدري البقر لإعطاء المناعة للجدري (في [[1796]])، إلا أن الاختلاف عن التطعيم ضد الجدري أن التطعيم ضد الجمرة الخبيثة أو تطعيم الدواجن ضد الكوليرا يتم عن طريق شكل مضعَّف "أي تم إنتاجه بشكل اصطناعي" بدلا من الشكل المضعَّف طبيعيا.
 
نتج عن هذا الاكتشاف ثورة في العمل على [[الأمراض المعدية]]، وأطلق باستيرباستور اسما علميا على هذه الأمراض المضعَّفة بشكل اصطناعي وأسماها ال[[لقاح]]ات تكريما لاكتشاف [[إدوارد جينر]]. أنتج باستيرباستور أول لقاح لداء الكلب من خلال زراعة ال[[فيروس]] في الأرانب، ومن ثم إضعافها عن طريق تجفيف الأنسجة العصبية المتضررة.
 
== أيامه الأخيرة ووفاته ==
 
توفي باستيرباستور في عام [[1895]] بالقرب من باريس جراء مضاعفات لسلسلة من السكتات الدماغية التي بدأت في عام [[1868]].<ref name="David V 2006"/> توفي أثناء استماعه إلى قصة القديس بول دي فينسنت.<ref name="James J. Walsh 1913"/> دفن في [[كاتدرائية نوتردام]]، ولكن تمت إعادة دفن رفاته في قبو [[معهد باستيرباستور]] في باريس، حيث يتذكر الناس أعماله المنقذة للحياة.
 
== كتب عنه ==