نيقولا الثاني إمبراطور روسيا: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas (نقاش | مساهمات)
الرجوع عن تعديل معلق واحد إلى نسخة 22121220 من 188.71.221.82.
JarBot (نقاش | مساهمات)
سطر 23:
'''نيقولا الثاني''' (ب[[الروسية]]: Николай II, Николай Александрович Романов، [[نسخ الروسية]]: نيكولاي الثاني، نيكولاي ألكسندروفيتش رومانوف)([[18 مايو]] [ن.ق. 6 مايو] [[1868]]<ref group="ملاحظات">. في القرن التاسع عشر كان الفرق في حساب التقويمين [[التقويم الجريجوري|الجريجوري]] و[[التقويم اليولياني|اليولياني]] 12 يومًا. يشير التعبير "ن.ق." إلى نظام التقويم المستعمل في روسيا وقتها (التقويم اليولياني).</ref>، تسارسكوي سيلو (بوشكين حاليًا)، [[سانت بطرسبرغ]] - [[17 يوليو]] [[1918]]، [[ييكاتيرينبرغ]])، آخر [[قائمة الحكام الروس|أباطرة]] [[الإمبراطورية الروسية|روسيا]]، و[[ملك بولندا]] (اسميًا)<ref group="ملاحظات">عام 1831، تم عزل الأباطرة الروس من [[ملك بولندا|العرش البولندي]]، ولكن سرعان ما سيطروا على البلاد كجزء من روسيا وألغوا الملكية المنفصلة. رغم ذلك استمر استعمالهم لهذا اللقب. انظر [[ثورة نوفمبر (1830)|انتفاضة نوفمبر]].</ref>، و[[دوق فنلندا|الدوق الأكبر لفنلندا]]، استمر حكمه لروسيا من [[1 نوفمبر]] [ن.ق. 20 أكتوبر] [[1894]] عد وفاة والده الإمبراطور [[ألكسندر الثالث]]، وحتى [[15 مارس]] [ن.ق. 2 مارس] [[1917]] حين تنازل عن العرش لأخيه [[الدوق الأكبر ميخائيل ألكسندروفيتش من روسيا|الدوق الأكبر ميخائيل ألكسندروفيتش]]. ينتسب إلى [[عائلة رومانوف]] الإمبراطورية. كان لقبه الرسمي المختصر هو '''نيقولا الثاني، إمبراطور وأوتوقراط كل الروسيات''' ويكنيه [[الكنيسة الروسية الأرثوذكسية|الروس الأرثوذكس]] ب'''القديس نيقولا حامل العاطفة''' وكثيرًا ما يُكنى ب'''القديس نيقولا الشهيد'''، ولقبه معارضوه ''نيقولا الدامي''. حاز رتبة ([[عقيد]]) منذ [[1892]]، بالإضافة إلى ذلك، نال رتبًا عسكرية من [[ملوك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى|ملك المملكة المتحدة]] وهي: [[أدميرال]] ب[[البحرية الملكية البريطانية|الأسطول]] ([[11 يونيو]] [ن.ق. 28 مايو] [[1908]]<ref name="PravV1908a">«الجريدة الرسمية»، 29 مايو [[1908]]، العدد 116، الصفحة 1 (تواريخ صدور أعداد الجريدة الرسمية الروسية مكتوبة طبقًا لنظام التقويم القديم).</ref><ref name="PravV1908b">«الجريدة الرسمية»، 30 مايو 1908، العدد 117، الصفحة 1.</ref>)، [[مشير]] ب[[الجيش البريطاني]] ([[1 يناير]] [[1916]] [ن.ق. 18 ديسمبر 1915]<ref>رسالة تلغرافية: «لندن، 18 ديسمبر (ن.ق.): الملك [[جورج الخامس ملك المملكة المتحدة|جورج]] يمنح سيادة الإمبراطور لقب مشير في الجيش البريطاني» («الجريدة الرسمية»، 20 ديسمبر 1915، العدد 295، الصفحة 6.)</ref>).
 
تميزت إدارة نيقولا الثاني بالتطور الاقتصادي في روسيا، في الوقت الذي زادت فيه التناقضات الاجتماعية والسياسية مع الحركة الثورية التي أشعلت [[الثورة الروسية 1905|ثورة]] [[1905]]-[[1907]] و[[ثورة 1917]]. أما في السياسة الخارجية، فقد تميزت إدارة نيقولا الثاني بالتوسع في [[الشرق الأقصى]]، و[[الحرب الروسية اليابانية|الحرب مع اليابان]]، كما تعرضت روسيا في عهده إلى هزيمة منكرة حين دمر اليابانيون الأسطول الروسي ، مما أثار في البلاد انتفاضة قوية امتلأت بالشيوعية ، ولكن نيقولا استنتج رغم فشلها أن عليه القيام بإصلاحات فوافق مباشرة على دعوة المجلس التشريعي [[الدوما]] أو البرلمان الروسي ، فضلًا عن مشاركة روسيا في الكتل العسكرية للقوى الأوروبية، وفي عام 1914م أدخل روسيا في [[الحرب العالمية الأولى]] رغم أن البلاد لم تكن مهيأة لها، فتعرض للكثير من الهزائم ، وقد قتل في الأخيرة 3300000 روسيٍ.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير= أورلانيس|بوريسfirst= |وصلة المؤلف= |المؤلفين المشاركين= |العنوان= الحروب والسكان|سنةالسنة= 1971|الناشر= Moscow Progress Publishers|مكانالمكان= موسكو|الرقم المعياري= 9780846411499}}</ref>
قامت الطبقات الوسطى على الفور غاضبة بلا حدود تدعمها مجموعات عديدة تدعو للإصلاح بالمطالبة بتغيير الحكم ، فتنازل نيقولا الثاني عن العرش بعد قيام [[ثورة فبراير]] 1917 ووُضع وأسرته تحت الإقامة الجبرية في قصر تسارسكوي سيلو. في صيف عام 1917، نقل مع عائلته إلى المنفى في [[توبولسك]] بموجب قرار من [[حكومة روسيا المؤقتة|الحكومة المؤقتة]]. وفي ربيع عام 1918 نقله [[البلاشفة]] إلى مدينة [[ييكاتيرينبرغ]]، حيث أُعدموا رميًا بالرصاص في 17 يوليو 1918، إلى جانب أسرته وحاشيته.
 
سطر 43:
نيقولا الثاني هو الابن البكر للإمبراطور [[ألكسندر الثالث]] والإمبراطورة [[ماريا فيودوروفنا (داغمار من الدنمارك)|ماريا فيودوروفنا]]. بعد [[ولادة|ولادته]] مباشرةً, 18 مايو [ن.ق. 6 مايو] 1868, سمي ''نيكولاي''<ref>''رسالة إمبراطورية، في ضوء اسم سماحة مطران نوفغورود وسانت بطرسبورغ إيزيدور''. / / "Русский инвалид", 9 مايو 1868، العدد 125، صفحة 1 (رسالة يوم 6 مايو عام 1868، تسارسكويي سيلو)(التواريخ بالتقويم اليولياني).</ref>. قام [[معمودية|بمعمودية]] الطفل معترف العائلة المالكة فاسيلي بازانوف في كنيسة القيامة بقصر كاترين في 1 يونيو [ن.ق. 20 مايو] من نفس العام. كان والدوه بالعماد هم: الإمبراطور [[ألكسندر الثاني]]، الأمير فريدريك ولي عهد الدنمارك وزوجته الأميرة لويز من السويد (لاحقًا ملك وملكة الدنمارك)، الدوقة الكبرى إيلينا بافلوفنا<ref>''أقر صاحب الجلالة مراسم المعمودية المقدسة لحضرة صاحب الجلالة الإمبراطورية الدوق الأكبر نيكولاي ألكساندروفيتش''. / / "Русский инвалид", 19 مايو، 1868، العدد 135، صفحة 1 (أسماء وألقاب - في المصدر)(التواريخ بالتقويم اليولياني).</ref>.
 
ظهر منذ طفولته طابعه الجاد والمتحفظ، الملتزم بتعليمات مرشديه وإملاءات والده ذي الشخصية القوية.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير= لورين|الأول= بيير|العنوان= La Fin tragique des Romanov|سنةالسنة= 2005|الناشر= برتيلات|لغةاللغة= الفرنسية|الرقم المعياري= 9782841003471|الصفحة= 31}}</ref><ref>{{مرجع كتاب |الأخير= هيرشي|الأول= إليزابيث|العنوان= Nicola II. Vita e morte dell'ultimo imperatore di Russia|series= Dimensione Europa|الناشر= ECIG|لغةاللغة= الإيطالية|الرقم المعياري= 9788875456238|الصفحات= 309-310}}</ref>، فقد ربّاه والده على طريقه [[سبارطة]] ، فقد جعله يعيش ضمن مخيّم في الغابات ، ويستيقظ الساعة السادسة من صباح كل يوم من أجل ممارسة التدريب العسكري .<br />
في الطفولة المبكرة كان مربي نيكولاي وإخوته هو [[إنجليزي|الإنجليزي]] المقيم بروسيا تشارلز هيث، والذي علمهم تحدث وكتابة ال[[إنجليزية]] بطلاقة، وفي عام 1877, تم تعيين الجنرال غريغوري دانيلوفيتش خلفًا رسميًا له. تلقى نيكولاي تعليمه في المنزل في إطار دورة جيمانيزيوم كبيرة. بين عامي [[1885]]-[[1890]], وفقًا لبرنامج مكتوب خصيصًا، تم ربط دورة الدولة والأقسام ال[[اقتصاد]]ية ب[[كلية]] [[قانون|حقوق]] [[جامعة|جامعية]] مع دورة بأكاديمية الأركان العامة. أجريت دورات تدريبية لمدة 13 عاما: خصصت أول ثماني سنوات للمواد الدراسية التي تدعم دورة الجيمانيزيوم، مع التركيز بشكل خاص على دراسة ال[[تاريخ]] [[سياسة|السياسي]]، [[أدب روسي|الأدب الروسي]]، ال[[إنجليزية]]، ال[[ألمانية]] وال[[فرنسية]] (كانت الإنجليزية بالنسبة لنيكولاي لغةً أم)، وكرست السنوات الخمس الباقية لدراسة الشؤون ال[[عسكرية]] والعلوم القانونية والاقتصادية اللازمة لرجل دولة. ألقى المحاضرات محاضرون من جميع أنحاء العالم: نيكولاي بيكيتوف، نيكولاي أوبروتشيف، سيزار كوي، ميخائيل دراغوميروف، نيكولاي بانج، قسطنطين بوبيدونوستسيف وغيرهم. كل منهم كان يقرأ المحاضرات فقط. كان لا يحق طلب التحقق من كيفية تعلم المادة.<ref name="radzig">رادتسيغ إ. س. نيقولا الثاني في ذكريات قريبة. / / «التاريخ الحديث والمعاصر». 1999. عدد 2</ref> القمص جون يانيشيف درس التسيساريفيتش [[قانون كنسي|القانون الكنسي]] إلى جانب تاريخ [[الكنيسة الأرثوذكسية الروسية]]، والتي هي أهم أقسام ال[[لاهوت]] والتاريخ ال[[دين]]ي.<ref>أ. بلاتونوف. '' نيقولا الثاني في مراسلة سرية.'' موسكو: الخوارزمية، 2005، صفحة 11.</ref>
 
سطر 62:
 
تقرر أن يتزوج نيكولاي من الأميرة أليكس من هيسن-دارمشتادت، الابنة الرابعة للويس الرابع، دوق هيسن وأليس أميرة المملكة المتحدة، ثاني أكبر ابنة [[فيكتوريا ملكة المملكة المتحدة|للملكة فيكتوريا]] و[[الأمير ألبرت]]. كان هدف والديه هو ترتيب علاقة ذات إفادة سياسية أكبر مع هيلين أميرة أورليان، ابنة الأمير فيليب، كونت باريس، المدعي بالعرش الفرنسي، على أمل توثيق تحالف روسيا الجديد مع فرنسا، ولكن في النهاية حققوا رغبات ابنهما.<ref>ماسي، روبرت ك. (2000)، نيقولا وألكسندرا، كتب بالانتين، ص 27، ISBN 978-0-345-43831-7</ref>
[[ملف:Russian Royal Family - Nicholas II of Russia - Project Gutenberg eText 15478.png|١٤٧px147px|تصغير|يمين|نيقولا الثاني آخر القياصرة الروس يتوسط آخر أجيال آل رومانوف عائلته التي أعدمتها الثورة البلشفية بالكامل والقيصرة وبناته وولي عهده المريض .]]
 
== شخصيته ==
[[ملف:Alexandra Fyodorovna LOC 01137u.jpg|١٥٠px150px|تصغير|يمين|زوجة القيصر الكساندرا فيودروفنا .]]
يعد وصْف المؤرخ الروسي الحديث البروفيسور أ. ن. بوخانوف لأخلاق وسلوك القيصر الروسي الأخير وصفًا دقيقًا جدًا منه، وقد نقله عن وصيفة الإمبراطورة أليكساندرا البارونة صوفي بوكسهويفيدين:<ref>''بوخانوف أ. ن.'' نيقولا الثاني / أ. ن. بوخانوف. — موسكو: فيتش, 2008. — (الإمبراطورية الروسية في الناس). — ISBN 978-5-9533-2541-7, ص. 16</ref>
 
سطر 78:
البعض مثل المؤرخ ريتشارد بايبس ينظر إلى نيقولا على أنه محدود الذكاء ضعيف الإرادة، يحاول التعويض عن عيوبه ويصاب بنوبات عنادٍ عرضية. كان لا يحب السلطة ولا الامتيازات. من بين الوزراء الموثوقين، قال أحدهم أنه تقلد عرش الدولة، ليس لمتعة ولكن لأن البلاد تحتاج ذلك. كان يهتم قصرًا بشأن روسيا والجيش، بالإضافة إلى ممارسة التمارين في الهواء الطلق وزوجته وأبنائه، كل شيء آخر تركه غير مبال. اتفق الشهود على أنه لم يبد أبدًا سعادةً بقدر سعادته بعد أن تنازل عن العرش.<ref>بايبس، ريتشارد (1995)، تاريخ موجز للثورة الروسية، بست سيلر (نشر في 2008)، ص 27، ISBN 978-85-7799-090-0</ref> أراد نيقولا الثاني مثل والده نموذجًا للحكومة الأوتوقراطية في روسيا. كان معجبًا بالقيصر [[ألكسي الأول]] ([[1645]] - [[1676]])، وأعطى اسمه لابنه الوحيد.<ref>ماسي، روبرت ك. (2000)، نيقولا وألكسندرا، كتب بالانتين، ص 66، ISBN 978-0-345-43831-7</ref><br />
أما زوجته فقد أثبت أنّها تحسّن صورتها أمام شعبها . <br />
فمثلاً ، في عام ١٨٩٨م1898م ، ألغت عادة قديمة لطيفة توزع خلالها زوجة القيصر الهدايا للفقراء ، وعندما حلّت تلك المناسبة ، وسمعت الجماهير أن الهدايا نفذت ، ثار الناس بسبب خيبة الأمل وانتشر الشغب في صفوفهم ، وبسبب التزاحم الشديد ، مات المئات من الفقراء اختناقاً أو دهساً ، ومع أن القيصرة سمعت الخبر ، إلاّ أنها توجهت لحضور أمسية راقصة حتى ساعات الصباح .<br />
ازداد عدم الاكتراث من جانب القيصر وزوجته ، وازدادت بالتالي عزلتهما ، ثم برزت مشكلة جديدة حينما فشلت القيصرة في إنجاب طفل ذكر ليكون وريثاً للعرش القيصري في روسيا . لقد ولدت أربع فتيات ، ولكن تحسنت الأحوال عام ١٩٠٤م1904م ، حين أنجبت فتى سُمّي ألكسيس .
 
== الوصول إلى العرش وبداية عهده ==
=== أولى الخطوات والتتويج ===
[[ملف:SerovV MiropomazanNikolAlek.jpg|١٤٥px145px|تصغير|يمين|مراسيم تتويج القيصر نيقولا الثاني في موسكو سنة ١٨٩٦م1896م .]]
بعد أيام قليلة من وفاة ألكسندر الثالث ([[20 أكتوبر]] [[1894]])، وتوليه العرش (نشر البيان الأعلى في 2 نوفمبر [ن.ق. 21 أكتوبر] من نفس العام،<ref>تاريخ 21 أكتوبر (بالتقويم اليولياني)، عندما تم نشر البيان في 20 أكتوبر 1894 عن وفاة أبيه وتوليه العرش («الجريدة الرسمية»، 21 أكتوبر، 1894، العدد 229، صفحة 1)، تم إدخاله في المينولوجيوم كعلامة رسمية ليوم تولي نيقولا الثاني.</ref> في نفس اليوم الذي أدى فيه القسم لكبار الشخصيات والمسؤولين والمحكمة وفي الجيش<ref>«الجريدة الرسمية»، 22 أكتوبر، 1894، العدد 230، صفحة 1.</ref>), 26 نوفمبر [ن.ق. 14 نوفمبر] 1894 في الكنيسة الكبرى في قصر الشتاء [[الزواج|تزوج]] من أليكساندرا فيودوروفنا، وقضوا [[شهر العسل]] في جو من الحداد وزيارات الجنازة.<ref>الدوق الأكبر ألكسندر ميخائيلوفيتش (حفيد [[نيقولا الأول]]). ''كتاب الذكريات''. باريس، 1933، ص. 169-170.</ref>
 
سطر 102:
{{اقتباس|أعتقد أنه كانت في النص عبارة «غير واقعية» [وليس «لا معنى لها»].<ref>المؤرخ سيرجي أولدنبرغ كتب ما يلي: «إن عبارة أحلام "'''لا أساس لها'''" (التي ادُعى أنها كانت في النص الأصلي للخطاب) للتعبير عن أفضل فكرة للقيصر وهذا التحفظ أمر مؤسف بالتأكيد" (أولدنبرغ س. س. ''عهد الإمبراطور نيقولا الثاني''. بلغراد، 1939، المجلد الأول، ص 49 (فصل المصدر)).</ref> ولكن أيًا كان، كانت هذه بداية ليس فقط للتبريد الشامل على نيقولا، ولكن أيضا لوضع الأساس لحركة التحرير، وحشد الزعماء الزراعيين وإلهامهم مع دورة أكثر حسما للعمل. يمكن اعتبار خطاب 17 يناير 95 (ن.ق.) الخطوة الأولى لنيقولا على سطح مائل، لا يزال يتمايل حتى الآن، فهو يسقط أسفل فأسفل في نظر رعاياه، والعالم المتمدين بأسره.}}
 
كتب المؤرخ س. س. أولدنبرغ عن خطاب الإمبراطور قائلًا: {{اقتباس|المجتمع الروسي المثقف، في معظمه، اتخذ الخطاب تحديًا لذاته <...> وفي 17 يناير تبددت آمال المثقفين بشأن إمكانية حدوث تطور في مجال الإصلاحات الدستورية. في هذا الصدد كانت نقطة البداية الجديدة لتنامي التحريض الثوري، الذي بدأ مرة أخرى في العثور على دعم أكبر.}}<ref>{{مرجع كتاب |الأخير= أولدنبرغ|الأول= س. س. |العنوان= عهد الإمبراطور نيقولا الثاني|سنةالسنة= 1939|مكانالمكان= بلغراد|لغةاللغة= الروسية|الصفحات= 50,51}}</ref>
 
تُوج الإمبراطور وزوجته في [[26 مايو]] [ن.ق. 14 مايو] [[1896]]. أُقيم في نفس العام معرض عموم روسيا في [[نيجني نوفغورود]] والذي قام بزيارته. في [[أبريل]] 1896 نالت الحكومة الروسية اعتراف الحكومة [[بلغاريا|البلغارية]] و[[فرديناند الأول ملك بلغاريا|فرديناند الأول]]. في العام ذاته ذهب في رحلة طويلة إلى [[أوروبا]]، واجتمع مع [[فرانز جوزيف الأول|فرانز جوزيفو]] [[فيلهلم الثاني]] و[[الملكة فيكتوريا]] (جدة زوجته أليكساندرا)، وكانت نهاية الرحلة عند وصوله إلى [[باريس]].
 
وقت وصوله إلى [[المملكة المتحدة]] في [[سبتمبر]] 1896 كان هناك تدهور حاد في العلاقات البريطانية [[العثمانية]] حدث نتيجةً ل[[مذابح الأرمن]] تزامن مع علاقات بين [[سانت بطرسبرغ]] و[[القسطنطينية]]. وافق نيقولا ضيف الملكة فيكتوريا في [[قصر بالمورال|البالمورال]] ضمن مشروع التطوير المشترك للإصلاحات في الإمبراطورية العثمانية الاقتراحَ الذي قدمته الحكومة البريطانية له بعزل السلطان عبد الحميد وحفظ مصر لإنجلترا مقابل الحصول على بعض التنازلات بشأن مسألة المضائق التركية.<ref>{{مرجع كتاب |العنوان= التاريخ الدبلوماسي المجلد 2|سنةالسنة= 1963|لغةاللغة= الروسية |الصفحات= 338}}
</ref>
 
== مجزرة الأحد الدامي في عهد نيقولا الثاني ==
[[ملف:BloodySunday1905.jpg|١٥٠px150px|تصغير|يمين|صف من الجنود يرمي المتظاهرين بالرصاص في قصر الشتاء في سانت بطرسبرغ: لقطة من الفيلم الدعائي السوفيتي Devyatoe yanvarya (1905)]]
الأحد الدامي (روسية: Кровавое воскресенье) كان حادثة وقعت يوم الأحد 22 من شهر [[يناير]] سنة ١٩٠٥م1905م ، في [[سانت بطرسبرغ]] ب[[الامبراطورية الروسية]] حين تقدم متظاهرون غير مسلحين من عمال [[الحديد]] و[[الصلب]] بالزحف نحو أبواب قصر [[الشتاء]] ليقدموا التماس للقيصر نيقولا الثاني ، وعندما دخلت الجموع إلى ساحة [[القصر]] ، أُطلق الحرس الإمبراطوري الروسي بوابل من الرصاص (مع ان القيصر لم يكن بمدينة سانت بطرسبرغ آنذاك ولم يكن عنده اي علم بوجود مظاهرة او بإطلاق النار على الناس وقت الحدث). قاد الأب جيورجي غابون التظاهرة بتنسيق مع سيرغي زوباتوف عضو الأوخرانا (الشرطة السرية الروسية) وكان هدفهم تأسيس منظمات عمالية[1]. كان الأحد الدامي حادثة ذات وقع كبير بعواقب خطيرة على نظام القيصر حيث لم يقدم الذين شهدوا الحادثة من العامة الدعم للحكومة. بلغ عدد المتظاهرين أكثر من 300000 شخص وفاق عدد القتلى 4000 حسب تقديرات المعارضين و96 حسب تقديرات السلطات ، فمات [[الأطفال]] و[[النساء]] و[[الرجال]] [[العزل]] ... أما الجرحى فكانوا آلافاً عديدة .. وتسبب الحدث في الثورة الروسية عام 1905م ،
وسمّى ذلك اليوم بيوم [[الأحد الدامي]] ، وكان نقطة تحوّل في [[تاريخ روسيا]] ، فقد صار القيصر غريباً عن شعبه ، وبدأت ثورة عام ١٩٠٥م1905م ، وعندما وصلت تلك السنة إلى نهايتها كان ١٥٠٠1500 من كبار مسؤولي [[الحكومة]] قد قتلوا . <br />
إثر الحادثة فر غابون خارج روسيا وحين عاد قتلته منظمة القتال الاشتراكية الثورية.
 
سطر 119:
 
== دخوله في الحرب مع اليابان ==
في عام ١٩٠٤م1904م ، ازدادت العلاقة بين الحاكم ورعيتّه سوءاً عندما قرّر القيصر نيقولا الثاني دخول [[الحرب]] ضد [[اليابان]] ، تلك الحرب التي استمرّت سنتين ، فكانت المغامرة الأخيرة لآل رومانوف ، واقترنت بالفضيحة والإذلال ، وعرضت سمعة روسيا للأذى ، أمّا أعضاء الحركات السرّية - بما فيهم [[اليهود]] - فقد أرسلوا بعيداً إلى [[سيبيريا]] .
 
== مشاركته في الحرب العالمية الأولى وتوكيل أمور الدولة لزوجته ==
نشبت [[الحرب العالمية الأولى]] عام ١٩١٤م1914م ، وجعلت الهدوء إلى الجبهة الداخلية ، فالشعور الوطني وحّد أبناء البلد الواحد ولو كانوا متخاصمين .<br />
تولى القيصر قيادة [[الجيش]] ، وأوكل مهمة تسيير أمور الدولة لزوجته القيصرة ، وفي نظر رجال القصر ، كان ذلك يعني وقوع نقادير الدولة في يد [[راسبوتين]] .<br />
وقد صرّح بعضهم أن تسلسل النفوذ في الدولة يبدأ براسبوتين ، وينتهي بالقيصر .<br />
وقدإغتيل راسبوتين عام ١٩١٦م1916م وصار في نظر الجمهور شهيداً .
 
== بداية الثورة وسقوط حكم أسرة آل رومانوف ==
لم يكن راسبوتين وحده يشكل تأثيراً على روسيا مع بداية القرن الجديد ، إذ كانت جبهة ضغط قوية تتصاعد في البلاد ، ألا هي المعارضة الثورية الرافضة للملكية ، وقد ساهم [[الفقر]] السائد في تغذية هذا الاتجاه وفي دعم جذوره . <br />
لقد ظهر حزب العمل الديمقراطي الاجتماعي عام ١٨٩٨م1898م ، كما تأسس [[الحزب الاشتراكي الثوري]] عام ١٩٠١م1901م ، وصار يدعو إلى قيام حكومة دستورية .
عاد القيصر في بداية عام ١٩١٧م1917م وسط شعور متزايد بالعزلة ، وراجت أقاويل حول مؤامرات في أوساط طبقة النبلاء لاعتقال القيصر وزوجته وأفراد الأسرة الملكية الحاكمة ... لكن الغليان الحقيقي كان يتّقد في مكان آخر من [[روسيا]] .<br />
في تلك الأثناء ، سادت موجة برد قطبية في البلاد وأدّت إلى نقص الغلال وبالتالي ازداد [[الفقر]] . <br />
وصل لينين في بداية عام ١٩١٧م1917م إلى روسيا ، وفي اليوم الأخير من شهر [[مارس آذار]] طبِّق نظام تقنين [[الخبز]] وتسابق الناس إلى [[المخابز]] ، وحل بعد ذلك إضراب لعمّال [[التعدين]] ، وفي يوم ٨8 [[مارس آذار]] بدأت [[الثورة الروسية]] وانتشرت المسيرات العنيفة العارمة عبر البلاد وانتشر التمرّد في أوساط الجيش ، وأدّى [[الشغب]] إلى مهاجمة مراكز [[الشرطة]] وإحراقها ، كما هوجمت دور [[المحاكم]] .<br />
في يوم ١٥15 من شهر [[مارس]] سقط آل رومانوف ، ووافق القيصر - دون أن يملك أي خيار آخر - على التنازل عن [[العرش]] ، وكلّف الدوق الأكبر [[ميشيل الكسندروفيتش]] بتسيير أُمور البلاد . نُقلت الأسرة المالكة إلى قصر تزاركو سيلو ، ووضعت قيد الاعتقال ، ولذلك حاولت العائلة المالكة البريطانية تدبير عملية إنقاذ وتهريب القيصر وعائلته إلى [[لندن]] .
 
== قصة إعدام آل رومانوف ==
[[ملف:Nikolaus II. (Russland).jpg|١٥٠px150px|تصغير|يمين|آخر صورة التقطت لنيقولا الثاني قبل إعدامه في مارس سنة 1917 .]]
ظل القيصر مع أسرته في ذلك القصر حتى يوم 14 من شهر [[أغسطس]] سنة 1917، حيث نُقل الجميع إلى بلدة [[توبولسك]] في [[سيبيريا]] ؛ ليتعذبوا بالطقس البارد الذي ذاقه لينين حينما نُفي إلى سيبيريا .<br />
مع الوقت ، تعقدت أمور الثورة واتخذت مجرىات دموياً ، فقد سيطر البلاشفة على السلطة بقيادة [[لينين]] و[[تروتسكي]] .<br />
سطر 150:
انتفض القيصر واقفاً للاحتجاج ، وصاح القيصر في عجب: "ماذا؟ماذا؟". لكن القتلة بقيادة يوروفسكي جروا صمامات الأمان من مسدساتهم وبدؤوا بإطلاق الرصاص على القيصر نيكولاى الثاني وعلى زوجته وأطفاله العزّل من السلاح. سقط القيصر أولاّ بعد أن أُصيب في رأسه قبل أن ينطق كلمة واحدة . تكفل بقيّة الرجال بقتل بناته والطبيب والطّباخ ، وعندما انتهي الوابل الأول من الرصاص كان بقية البنات وولي العهد الطفل الكسيس لا يزالون أحياء، ولكنهم كانوا متجمدين من الرعب والخوف، فما كان من ياركوف وشرذمته إلا وأن حاولوا قتلهم طعناَ بالسونكي مباشرة في صدورهم، وعندما لم يجد ذلك نفعاَ أطلقوا النار علي رؤوسهم من مسافة قريبة ثم شقوا صدر القيصر وزوجته وحملوا الجثث إلى خارج المنزل.
تبقى أسطورةأن إحدى بنات القيصر نجت لكن هي غير معروف اما ماريا أم أنزتاسيا البنت الصغرى للقيصر نيكولاى الثاني نجت من المجزرة ، وعلى مدى عشرات السنوات ··تظهر امرأة بين حين وآخر ، وتدعي أنها الأميرة المفقودة ··· وأنها صاحبة الحق في إرث عائلة رومانوف .<br />
لكن في عام ١٩٩٢م1992م ظهرت الحقيقة عندما كشفت السجلات السوفييتية الرسمية أن أناستاسيا لم تتمكن من الهرب ، بل كانت ضمن ضحايا المجزرة ، ولم ينجُ أحد في ذلك اليوم . <br />
تم إعدام القيصر نيكولاى الثاني مع زوجته وأطفاله قبيل الفجر يوم [[18 تموز|18 يوليو]] 1918 بطريقة وحشية، حيث أطلقت حفنة من الجنود الهنغاريين النار من مسافة قريبة علي رؤوسهم، نقلت الجثث إلى المنجم المهجور ثم مثلوا بجثة القيصر وزوجته وبناته ، قطعت أطرافها وأحرقت ، أما العظام فقد أذيبت بواسطة [[حمض الكبريت]] ، أما الرماد المتبقّي فقد ذر في حوض [[ماء]] ، تم الإعدام بإشراف المدعو [[ياركوف يورفسكي]] وجنوده.<br />
بعد ثمانية أيام ، وقعت المنطقة في يد [[التشيك]] و[[الروس]] القيصريين ،وقام عدد من المسؤولين بالبحث في المنزل الذي احتجز فيه القيصر وأسرته ، ووجدوا ما يدل على حدوث [[القتل]] ، وبعد فترة أمكن العثور على بقايا من ملابس و[[مجوهرات]] وجثث الضحايا في المنجم .<br />
عرف مجلس [[السوفييت]] الأعلى بعملية القتل الجماعي ووافق عليها تماماً .<br />
في بداية الأمر ، أقّر المجلس قتل القيصر فقط ، ولكن عندما تجمعت الأدلّة ، أجرى المجلس محاكمة صورية ، وتم تقديم ٢٨28 من الثوريين الاشتراكيين إلى تلك المحاكمة ولا علاقة لهم بالمجزرة من قريب أو بعيد ، لكنهم اتهموا بارتكاب القتل الجماعي ، ومع ذلك صدر الحكم بإعدام خمسة منهم ، ونفّذ الحكم فيهم .<br />
انتشرت مجزرة [[إبادة]] البقية من أفراد [[آل رومانوف]] ، واستمرت على مدى العامين التاليين ، وقد شرح تروتسكي أسباب تلك المجزرة بقوله : <br />
إن إعدام أسرة القيصر ضروري لإرعاب و[[إرهاب]] العدوّ ، ليس هذا فقط ، بل من أجل إقناع رجالنا أن لا عودة إلى وراء ، فإما [[النصر]] الكامل أو [[الهزيمة]] الكاملة .
سطر 218:
 
== فحص دي ان اية يفك لغز أبناء القيصر نيكولاي الثاني ==
[[ملف:Nicholas II of Russia painted by Earnest Lipgart.jpg|١٤٧px147px|تصغير|يمين|نيقولا الثاني .]]
استطاع علماء أن يحلوا واحدا من أكثر أسرار القرن العشرين غموضا، إذ أظهر تحليل الحمض النووي (dna) المأخوذ من شظايا العظام، أن اثنين من أنباء القيصر الروسي نيكولاي، والذين كان يعتقد بأنهما نجيا، قتلا مع بقية أفراد العائلة المالكة خلال الثورة الروسية.
ووجدت بقايا العظام المدافن المؤقتة لأسرة رومانوف خارج مدينة ايكاترينبرغ، في روسيا عام 2007.
سطر 242:
الامبراطورية الغيت في 1917
}}
 
 
{{كومنز|Николай II}}