عبد الرحمن الحوت: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Adil Faouzi (نقاش | مساهمات) ط clean up باستخدام أوب |
|||
سطر 17:
| مؤلفات = [[عبد الرحمن الحوت#مؤلفاته|انظر]]
}}
'''العلَّامة الشيخ المُحقق أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن درويش الحوت البيروتي الشافعي العَلَوي''' هو أحد أبرز [[عالم مسلم|العُلماء المُسلمين]] في [[بيروت]] خلال [[عقد 1850|النصف الثاني من القرن التاسع عشر]] و[[عقد 1910|العقد الأوَّل من القرن العشرين]]. يرجع بنسبه إلى [[آل البيت|أهل بيت الرسول محمد]]، وتحديدًا إلى الإمام [[علي بن أبي طالب]] رابع [[الخلفاء الراشدين]].<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
ساهم الشيخ عبد الرحمن الحوت ببناء وترميم غالبيَّة [[مسجد|مساجد]] و[[جامع|جوامع]] و[[زاوية (مدرسة)|زوايا]] و[[تكية|تكايا]] بيروت خلال فترة حياته، وعُرف عنه أنه أنفق أغلب ماله في ذلك، وتنازل عن كُل ما قُدِّم له على الصعيد الشخصي لصالح المسلمين في بيروت، حتّى لقَّبه البيارتة '''[[ولي|بالوليّ]]''' واعتبروه من أولياء الله الصالحين. وَفد عليه عدد من علماء المسلمين للدراسة، وتخرَّج على يديه عدد من أعلام النهضة الحديثة في [[لبنان]] و[[بلاد الشام]] وبعض أنحاء [[الوطن العربي]]،<ref name="آل الحوت" /> وكان محبوباً من [[مسيحيون|المسيحيين]] من أبناء المدينة الأصليين ([[كنيسة الروم الأرثوذكس|الروم الأرثوذكس]]) والنازحين من الجبل حديثي الاستقرار ([[موارنة|الموارنة]]) نظراً لبُعد نظره وتسامحه الواسع ولأنَّه ابن الشيخ محمد الحوت "الكبير" الذي لعب دوراً بارزًا في حماية وإيواء الكثير من فقراء النصارى النازحين من [[جبل لبنان]] خلال [[مجازر 1860|مجازر سنة 1860م]].<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
== نسبه ==
أسرة الحوت هي إحدى أبرز الأسر البيروتيَّة واللبنانيَّة والعربيَّة المسلمة، تعود بجذورها إلى [[قبائل اليمن]] و[[قبائل عربية|شبه الجزيرة العربيَّة]]، وقد أسهمت في ظل الخلافتين [[خلافة راشدة|الراشدة]] و[[الدولة الأموية|الأمويَّة]] في فتوحات [[فتح مصر|مصر]] و[[فتح الشام|الشام]] و[[فتح العراق|العراق]] و[[فتح شمال إفريقيا|المغرب]] و[[فتح الأندلس|الأندلس]]، فانتشرت في كل تلك البلدان بنسبٍ متفاوتة. وما تزال قبائل الحوت و[[حوثيون|الحوثيين]] من أهم وأقوى قبائل اليمن في الفترة المعاصرة. كما أنَّ اليمن شهدت مدينة "حوت" القديمة،<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=محمود سليم |وصلة المؤلف= |العنوان=شيخ بيروت العلَّامة الإمام محمد الحوت (
ذَكَر [[القلقشندي]] في مؤلفه حامل عنوان "نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب" أنَّ بنو الحوت بطنٌ من [[كندة (قبيلة)|كِندة]] من [[قحطانيون|القحطانيَّة]]، وأنَّ "حوت" هو الحارث بن الحارث بن معاوية بن ثور وهو كِندة.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=القلقشندي |الأول=أبو العبَّاس أحمد بن علي |وصلة المؤلف=القلقشندي |العنوان=نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب |المسار=http://archive.org/stream/nihayt-alarb#page/n0/mode/2up |تاريخ الوصول= |السنة=1400 هـ/1980م |الناشر=دار الكتاب اللبناني |المكان=بيروت-لبنان |الصفحة=239 و409 |الصفحات=}}</ref> والراجح بحسب الباحثين أنَّ عائلة الحوت بمصر تعود بنسبها إلى هذه القبيلة. ومن مصر نزل فريق منها بيروت ومنهم ظهرت السُلالة البيروتيَّة من آل الحوت.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الدبَّاغ |الأول=مصطفى مراد |وصلة المؤلف=مصطفى مراد |العنوان=[[بلادنا فلسطين (كتاب)|بلادنا، فلسطين]]، الجزء الثالث، القسم الثاني |المسار= |تاريخ الوصول= |السنة=1391هـ/1971م |الناشر=دار الطليعة |المكان=بيروت-لبنان |الصفحة=100 |الصفحات=}}</ref> وقد تتبع علماء الأنساب أصول أفراد هذه الأسرة حتى البيت النبوي، فالجدّ الأعلى لهم هو الإمام محمد التريمي بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي ضالع قسم بن علوي بن محمد مولى الصومعة بن الإمام شمس الدين علوي الحضرمي جد آل علوي بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى النقيب البصري بن محمد البصري بن [[علي العريضي]] بن الإمام [[جعفر الصادق]] بن [[محمد الباقر]] بن [[علي زين العابدين]] بن [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] بن [[علي بن أبي طالب]] ابن عم الرسول [[محمد]] وزوج ابنته [[فاطمة الزهراء]].<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور كمال |وصلة المؤلف= |العنوان=جامع الدّرر البهيَّة لأنساب القُرشييّن في البلاد الشاميَة |المسار=http://www.truthaboutislam.info/forums/index.php?action=printpage;topic=5351.0= |تاريخ الوصول= |السنة=1424هـ/2003م |الناشر=دار المشاريع للطباعة والنشر والتوزيع |المكان=بيروت-لبنان |الصفحة=184 |الصفحات=}}
سطر 29:
== بداياته ==
=== نشأته ===
وُلد عبد الرحمن الحوت في مدينة بيروت سنة 1846م، وهو نجل شيخ مشيخة بيروت العلَّامة الإمام محمد الحوت "الكبير" صاحب الخمسة وثلاثين مؤلفًا في العلوم الدينيَّة كافَّة.<ref>[http://www.alhiwar.info/ar/default.asp?contentid=2030&MenuID=39 صحيفة الحوار: المفتي محمد خالد والشيخ عبد الرحمن الحوت مرجعان بيروتيان رفعا مداميك الدين والتعليم]</ref> وكانت ولادته في منزل والده في محلَّة باب يعقوب جنوبي بيروت القديمة،<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
=== وفاة والده ===
سطر 39:
== أعماله ==
عُيّن الشيخ عبد الرحمن الحوت نقيبًا للسادة الأشراف في ثغر بيروت في شهر رجب سنة [[1319 هـ]]، المُوافق لشهر نوفمبر من سنة [[1901]]م، وكانت له أعمال خيِّرة كثيرة في نجدة المحتاجين وإغاثة الفقراء والمساكين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد أورد معجم المؤلفين في تعريف عبد الرحمن الحوت: {{اقتباس مضمن|عبد الرحمن الحوت واعظ له مراقي السعادات في الحث على أداء الصلوات في أوَّل الأوقات والزجر عن تركها والتهاون بها وتأخيرها}}.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=كحَّالة |الأول=عمر رضا |وصلة المؤلف=عمر رضا كحالة |العنوان=تراجم مصنفي الكتب العربية |المسار=http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb84734-45118&search=books |تاريخ الوصول= |السنة=[[1313 هـ|1313هـ]] |الناشر=دار إحياء التراث العربي، طُبعت بمطبعة بولات |المكان=بيروت - لبنان |الصفحة=29 |الصفحات=}}</ref> وقد استمر في هذا المنصب مدَّة ست عشرة سنة. وفي سنة [[1908]]م انتُخب رئيسًا [[جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية|لجمعيَّة المقاصد الخيريَّة الإسلاميَّة]]،<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=حلَّاق |الأول=حسَّان |وصلة المؤلف= |العنوان=مذكرات سليم علي سلام (
فضلًا عن وظيفته كنقيب للأشراف في ولاية بيروت، كان الشيخ عبد الرحمن الحوت مديرًا للمعارف، وعضوًا في لجنة التعليم الإسلاميَّة، والتي تألَّفت من نخبة من العلماء والأدباء، واهتمَّت كما يدل اسمها بالتربية والتعليم، وأسست مدرسة خاصَّة لهذا الهدف بلغت نفقات بنائها وبعض أثاثها 68,195 قرشًا،<ref>{{cite journal |الأخير1=قبَّاني |الأول1=عبد القادر |الأخير2= |الأول2= |السنة=[[1320هـ]] |العنوان= |journal=[[ثمرات الفنون|جريدة ثمرات الفنون]] |volume=[[24 شعبان]] |issue=1406 |الصفحات=5 |الناشر=عبد القادر قبَّاني |doi= |المسار= |تاريخ الوصول=}}</ref> وضمَّت المدرسة نحو 150 طالبًا.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الأنسي |الأول=عبد الباسط |وصلة المؤلف= |العنوان=دليل بيروت تقويم الإقبال لسنة
=== دوره في بناء وترميم مساجد بيروت ===
سطر 47:
بعد أن أصبحت بيروت مركزًا [[ولاية بيروت|لولاية بيروت]] سنة [[1888]]م، أخذت تكبر من حيث اتساع رقعتها وعدد أهلها لا سيَّما بعدما تخطى عمرانها تلك المساحة الضيقة التي كانت محصورة فيها داخل السور، ولمَّا أمر [[إبراهيم باشا]] المصري سنة [[1831]]م بفتح أبواب هذا السور وبادر الناس باقتناء البيوت خارجه في الأماكن المحيطة بالمدينة، وهي الأماكن التي عُرفت في ذلك الحين باسم "ضواحي بيروت"، وما أن انتشرت المساكن في هذه الضواحي في أواخر [[القرن التاسع عشر]] وأوائل [[القرن العشرين]] حتى أصبحت الحاجة تستدعي تأمين المساجد للمناطق المأهولة التي أصبحت مع الزمن جزءًا من المدينة نفسها، فتنادى المسلمون أفرادًا وجماعات وأخذوا على عاتقهم تشييد المساجد في الأحياء المستجدَّة خارج سور المدينة.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الولي |الأول=الشيخ طه |وصلة المؤلف= |العنوان=تاريخ المساجد والجوامع الشريفة في بيروت، القسم الأوَّل، الجزء الأوَّل |المسار= |تاريخ الوصول= |السنة=[[1393هـ]]/[[1973]]م |الناشر=دار الكتب |المكان=[[بيروت]] - [[لبنان]]| |الصفحة=137 |الصفحات=}}</ref> وكان للشيخ عبد الرحمن الحوت فضل كبير لإثارة الهمم لتشييد أكثر المساجد خارج حدود بيروت القديمة، وكان يُشرف بنفسه على بنائها ويتولّى الاتصال بالأعيان والوجهاء وأهل الثراء ويستدرّ أكفَّهم لإنشاء المساجد الجديدة. يقول الشيخ طه الولي: {{اقتباس مضمن|لا بدَّ من أن نذكُرَ بالخير والثناء والتقدير عالميّ بيروت الكبيرين: الشيخ عبد الله خالد والشيخ عبد الرحمن الحوت ابن الشيخ محمد الحوت الكبير، طيَّب الله ثراهما وأكرم في الدار الآخرة مثواهما. فهذان الرجلان الصالحان، كان لهما القدح المُعلّى في إثارة الهمم لِبناء المساجد لا سيَّما في ضواحي المدينة. وأكثر المساجد التي لا تزال موجودة حتى الآن خارج حدود "بيروت القديمة" إنَّما بُنيت بجهودهما المبرورة}}.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الولي |الأول=الشيخ طه |وصلة المؤلف= |العنوان=تاريخ المساجد والجوامع الشريفة في بيروت، القسم الأوَّل، الجزء الأوَّل |المسار= |تاريخ الوصول= |السنة=[[1393هـ]]/[[1973]]م |الناشر=دار الكتب |المكان=[[بيروت]] - [[لبنان]]|الصفحة=101 |الصفحات=}}</ref> أمَّا المساجد التي ساهم الشيخ عبد الرحمن ببنائها فهي:
* '''جامع القنطاري''': أُنشئ عام [[1322هـ]] الموافق لعام [[1905]]م في ابتداء الرمل بمحلَّة القنطاري في الجهة الغربيَّة من بيروت القديمة، وقد قام الشيخ عبد الرحمن الحوت بجمع مبلغ من المال من أهل الخير وأنشأ به هذا الجامع في قطعةِ فسيحة من الأرض. وكان افتتاحه بعيد المولد النبوي بعد عصر يوم الأحد في [[17 ربيع الأول|17 ربيع الأوَّل]] سنة [[1323هـ]].<ref>{{cite journal |الأخير1=قبَّاني |الأول1=عبد القادر |الأخير2= |الأول2= |السنة=[[1323هـ]]/[[1907]] |العنوان= |journal=[[ثمرات الفنون|جريدة ثمرات الفنون]] |volume=الإثنين 18 ربيع الأنور، الموافق 9 نوَّار ش، و12 نوَّار غ |issue=1513 |الصفحات=4 |الناشر=عبد القادر قبَّاني |doi= |المسار= |تاريخ الوصول=}}</ref>
* '''جامع الزيدانيَّة (الفاروق)''': يقع جامع الزيدانيَّة شمال منطقة الرمل بمحلَّة الزيدانيَّة، وقد شُرع بتعميره حوالي سنة 1326هـ تقريبًا.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الأنسي |الأول=عبد الباسط |وصلة المؤلف= |العنوان=دليل بيروت تقويم الإقبال لسنة
* '''مسجد الحرج (الحرش)''': كانت اللجنة الخيريَّة الإسلاميَّة في بيروت افتتحت مكتبًا في غربيّ حرج بيروت لتعليم أبناء [[عربان|العربان]] حديثي الاستقرار في المنطقة مبادئ القراءة والكتابة وأصول الدين، ثم ارتأى الشيخ عبد الرحمن الحوت تأسيس جامع في تلك المحلَّة حفظًا للجامعة الإسلاميَّة، فلبَّت اللجنة طلبه وباشرت إعمار المسجد، وكان الشيخ في مُقدِّمة المتبرعين لهذا العمل.<ref>{{cite journal |الأخير1=قبَّاني |الأول1=عبد القادر |الأخير2= |الأول2= |السنة=[[1317هـ]]/[[1899]] |العنوان= |journal=[[ثمرات الفنون|جريدة ثمرات الفنون]] |volume=1 شعبان، الموافق 22 تشرين الثاني ش، و4 كانون الأول غ |issue=1259 |الصفحات=5 |الناشر=عبد القادر قبَّاني |doi= |المسار= |تاريخ الوصول=}}</ref> ولمَّا افتتح المسجد امتدح الخطيب الشيخ عبد الرحمن الحوت، وأثنى الحاضرون عليه وعلى غيرته المليَّة وحميته الدينيَّة ودعوا له بالخير وطول العمر.<ref>{{cite journal |الأخير1=دبّوس |الأول1=عبد الله |الأخير2= |الأول2= |السنة=1958م |العنوان=حكاية علَّامة بيروت عبد الرحمن الحوت مع الحلبوني |journal=جريدة بيروت المساء |volume= |issue=22 كانون الأول |الصفحات= |الناشر= |doi= |المسار= |تاريخ الوصول=}}</ref>
* '''جامع المجيديَّة''': يُنسب إلى السلطان العثماني [[عبد المجيد الأول|عبد المجيد الأوَّل]]. وكان هذا الجامع في الأصل قلعة من قلاع بيروت البحريَّة مُشرفة على البحر ومُلاصقة له في باطن بيروت. بادر أبناء بيروت إلى تحويل القلعة إلى جامع بين عاميّ [[1257هـ|1257]] و[[1260هـ]].<ref>[http://www.yabeyrouth.com/pages/index99.htm موقع يا بيروت: جامع المجيديَّة]</ref> وفي سنة [[1299هـ]] الموافقة لسنة [[1881]]م عرض بعض أهالي بيروت أن يكون الشيخ عبد الرحمن الحوت خطيبًا في هذا المسجد، فوافق وتولّى الخِطابة فيه، وفي سنة [[1906]]م أقدم الشيخ على تحسين الكثير من أقسام الجامع، وبنى له المخازن الموجودة حاليًّا، وهي أربعة أو خمسة مخازن.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
[[ملف:Lebanon - Msaitbeh.JPG|تصغير|جامع المصيطبة كما يبدو اليوم.]]
* '''جامع زقاق البلاط''': بُني هذا الجامع حوالي سنة [[1860]]م وفق أحد المصادر،<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الأنسي |الأول=عبد الباسط |وصلة المؤلف= |العنوان=دليل بيروت تقويم الإقبال لسنة
* '''جامع المصيطبة''': أُقيم هذا الجامع في محلَّة المصيطبة عام [[1302هـ]] الموافق لعام [[1884]]م، وقد قام والي بيروت حمدي باشا بالتبرّع براتبه طيلة مدَّة بنائه،<ref>[http://www.yabeyrouth.com/pages/index100.htm موقع يا بيروت: جامع المصيطبة]</ref> كما تبرَّع عدد من أهالي بيروت بالأموال، وأوقف الشيخ عبد الرحمن الحوت المدرسة التي بجانب الجامع حتى تكون مكانًا يضم أبناء المنطقة لتلقينهم العلوم الدينيَّة والمعارف المُختلفة.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=عبد الرحمن عمر |وصلة المؤلف= |العنوان=الجوامع والمساجد الشريفة في بيروت |المسار= |تاريخ الوصول= |السنة=1386هـ/1966م |الناشر=الأوقاف الإسلاميَّة في بيروت |المكان=بيروت - لبنان |الصفحة=37 |الصفحات=}}</ref>
* '''مسجد قريطم''': يقع مسجد قريطم في محلَّة [[رأس بيروت]]، وقد أنشأه الحاج مصباح قريطم على نفقته سنة [[1318هـ]] الموافقة لسنة [[1909]]م، على أرض عقار أوقفها الشيخ عبد الرحمن الحوت بموجب وقفيَّة مسجَّلة في محكمة بيروت الشرعيَّة بتاريخ [[1326هـ]].<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=عبد الرحمن عمر |وصلة المؤلف= |العنوان=الجوامع والمساجد الشريفة في بيروت |المسار= |تاريخ الوصول= |السنة=1386هـ/1966م |الناشر=الأوقاف الإسلاميَّة في بيروت |المكان=بيروت - لبنان |الصفحة=45 |الصفحات=}}</ref><ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=محمود سليم |وصلة المؤلف= |العنوان=شيخ بيروت العلَّامة الإمام محمد الحوت |المسار= |تاريخ الوصول= |السنة=[[1994]]م |الناشر=دار النهار للنشر |المكان=بيروت - لبنان |الصفحة=106 |الصفحات=}}</ref>
سطر 62:
=== المُساهمة في إنشاء المكتبات والمدرسة الصناعيَّة ===
سنة [[1904]]م، وبعد نجاح المدارس [[مدرسة ابتدائية|الابتدائيَّة]] والرشديَّة و[[مدرسة إعدادية|المدرسة الإعداديَّة]]، رأى بعض أهل بيروت الحاجة إلى إنشاء "مدرسة صناعيَّة" في الثغر يأوي إليها أولئك الصبيان الذين لا شغل لهم ولا عمل بل يكونون عبئًا على آبائهم ووطنهم، وقد صدر قرار من مجلس إدارة ولاية بيروت باستملاك خان الصاغة في سوق البازركان لتأسيس المدرسة الصناعيَّة مكانه،<ref>{{cite journal |الأخير1=قبَّاني |الأول1=عبد القادر |الأخير2= |الأول2= |السنة=[[1325هـ]]/[[1907]]م |العنوان= |journal=[[ثمرات الفنون|جريدة ثمرات الفنون]] |volume=1491 |issue= [[9 جمادى الأولى]]/[[1 أغسطس|1 آب]]|الصفحات=4 و5 |الناشر=عبد القادر قبَّاني |doi= |المسار= |تاريخ الوصول=}}</ref> ولكن بعد سنة تقريبًا تقرر أن يكون هذا المكتب في منطقة القنطاري، موقع الرمل،<ref>{{cite journal |الأخير1=قبَّاني |الأول1=عبد القادر |الأخير2= |الأول2= |السنة=[[1323هـ]]/[[1905]]م |العنوان= |journal=[[ثمرات الفنون|جريدة ثمرات الفنون]] |volume=1520 |issue=[[8 جمادى الأولى]]/[[10 يوليو|10 تمّوز]]|الصفحات=4 |الناشر=عبد القادر قبَّاني |doi= |المسار= |تاريخ الوصول=}}</ref> وفي شهر سبتمبر من عام [[1905]]م شارك الشيخ عبد الرحمن الحوت بوضع حجر الأساس لهذا المكتب، ووقف خطيبًا وداعيًا للسلطان [[عبد الحميد الثاني]].<ref>{{cite journal |الأخير1=قبَّاني |الأول1=عبد القادر |الأخير2= |الأول2= |السنة=[[1323هـ]]/[[1905]]م |العنوان= |journal=[[ثمرات الفنون|جريدة ثمرات الفنون]] |volume=1528 |issue=[[4 رجب]]/[[4 سبتمبر|4 أيلول]]|الصفحات=4 |الناشر=عبد القادر قبَّاني |doi= |المسار= |تاريخ الوصول=}}</ref> تولّى الشيخ عبد الرحمن الحوت مهمَّة تعليم قواعد [[علم الصرف|الصرف]] و[[علم النحو|النحو]] و[[فقه إسلامي|الفقه]] والتوحيد في مدرسة جامع الأمير منذر المعروف بجامع النوفرة بعد فترةٍ وجيزة من وفاة والده الشيخ محمد الحوت الكبير، وذلك بعد أنَّ عيَّنه والي إيالة دمشق لتولّي هذه المهمة إلى جانب عدد آخر من المشايخ،<ref>مجلَّة الفكر الإسلامي، العدد: 4، السنة 3، صفحة: 32</ref> في سبيل التصدّي للمدارس والإرساليَّات الأجنبيَّة التي كانت تبث الثقافة الغربيَّة في المجتمع البيروتي خصوصًا والعثماني عمومًا. أضف إلى ذلك، عُيِّن الشيخ عبد الرحمن الحوت ناظرًا على عدد كبير من الكتب الموقوفة في مكتبة الجامع العمري الكبير.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
=== رئاسة جمعيَّة المقاصد الخيريَّة الإسلاميَّة ===
تألَّفت [[جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية|جمعيَّة المقاصد الخيريَّة الإسلاميَّة]] في غرَّة شعبان سنة [[1295هـ]] الموافق فيه [[31 يوليو]] سنة [[1878]]م، على يد خمسة وعشرين من وجهاء بيروت يُمثلون أربعة وعشرين أسرة بيروتيَّة ترمز إلى جميع الأسر البيروتيَّة التي تُعتبر المؤسس والمالك الشرعي الوحيد لهذه الجمعيَّة، وقد تأسست جمعيَّة المقاصد الخيريَّة الإسلاميَّة في تلك الفترة من تاريخ بيروت بمثابة استجابة التحدي الأجنبي متمثلًا بالإرساليَّات الأوروبيَّة والأمريكيَّة الهادفة إلى بسط ثقافتها بشكلٍ غير مُباشر.<ref>الفجر الصادق لجمعيَّة المقاصد الخيريَّة الإسلاميَّة في بيروت، أعمال السنة الأولى، طُبع بمطبعة ثمرات الفنون، 1297هـ/1879م</ref> حُلَّت الجمعيَّة وأُلحقت بالمعارف بعد ست سنوات من تأسيسها بسبب دسيسة بعض الناس الذين قالوا أنها تسمَّت تحت اسم خيري لأنَّها جمعيَّة سياسيَّة تناوئ الحكومة العثمانيَّة، وفي سنة 1908م طالب أهالي بيروت باستعادة موجودات الجمعيَّة، فقرر الوالي ناظم باشا ومجلس إدارة الولاية إعادة الجمعيَّة للأهالي، وانتُخب رئيسًا لها الشيخ عبد الرحمن الحوت.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
بعد إعلان الدستور العثماني سنة 1908م، انتشرت بين صفوف البيارتة، كما جميع [[شوام|الشوام]]، الكثير من الحركات والاتجاهات السياسيَّة، وتأسست النوادي والفروع لمعظم الأحزاب والجمعيَّات والحركات العثمانيَّة الوطنيَّة، وأخرى إصلاحيَّة تطالب بحقوق [[عرب|العرب]]، ولم تسلم جمعيَّة المقاصد في بيروت من هذا الجو السياسي المُعبَّأ المشحون بالعواطف المتأججة المُتباينة، بل كان قسم كبير من رجالاتها جزءًا من هذا الصراع السياسي الوطني، فانضم بعض أعضائها إلى [[جمعية الاتحاد والترقي|جمعيَّة الاتحاد والترقي]] بينما انضمَّ البعض الآخر إلى جمعيَّة الاتحاد العثماني،<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
=== تولّي منصب نقيب السادة الأشراف ===
سطر 77:
== عبد الرحمن الحوت كما عرفه مُعاصروه ==
[[ملف:Imam Oza'i Zawiya-زاوية الإمام الأوزاعي.jpg|تصغير|زاوية الإمام الأوزاعي في [[وسط بيروت|وسط بيروت التجاري]] (بيروت القديمة). التُقطت صورة الشيخ عبد الرحمن الحوت أثناء تدريسه في هذه الزاوية.]]
اشتهر الشيخ عبد الرحمن الحوت بزهده وتواضعه وتمسكه بالإسلام وحبه لإعمال الخير، وشهد له بذلك مُعاصروه من رفاقه المُقرَّبين ومن عامَّة الناس. وكان الشيخ عبد الرحمن الحوت يقوم بحقوق الجِوار بزيارة جيرانه، وفي ذلك يقول [[عمر فروخ|عمر فرّوخ]]، وفي ما يتعلَّق بالمعارف والزوَّار يقول: {{اقتباس مضمن|كان بيتنا بيت عِلم، يزورنا علماء معروفون، منهم: الشيخ عبد الرحمن الحوت (1846-1916م) فقيه بيروت في أيَّامه ورئيس جمعيَّة المقاصد الخيريَّة الإسلاميَّة عام 1908م}}،<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=فرّوخ |الأول=عمر |وصلة المؤلف=عمر فروخ |العنوان=غبار السنين= |المسار= |تاريخ الوصول= |السنة=1985م |الناشر=دار الأندلس |المكان=بيروت-لبنان |الصفحة=245-246}}</ref> كما صرَّح هنري فرعون النائب عن بيروت، في مقابلة مع الشيخ إبراهيم الحوت من سنة [[1991]]م، أنه وأهله اعتزوا بجوارهم من الشيخ عبد الرحمن الحوت حامل لقب نقيب السادة الأشراف منذ سكنه في داره المؤلفة من طابق واحد وأمامه حديقة وبداخلها [[نخل|نخلة]].<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
=== قصة مقهى البسطة الفوقا ===
سطر 92:
=== قصة الكَمَر ===
ذُكر أنَّه كان بجانب الجامع العُمري في بيروت مخزن لتاجرين، وهما أخو مفتي بيروت الأسبق الشيخ مصطفى نجا وقريبه، وفي مساء يوم دخل المسجد أحد التاجرين لصلاة العشاء، وقد انفضَّ الناس بعد صلاة العشاء فرأى في أرض المسجد كمرًا مليء بالمال وقدره ألف ليرة عثمانية ذهبية، فوضع الكمر في خزانة الدكان الحديديَّة وأقفلها بعد أن انتظر حينًا ولم يرجع أحد لاستفقاده، ثمَّ ذهب إلى الشيخ عبد الرحمن الحوت وأخبره بالقصة فنصحه أن يضع المال في علبة ويكتب عليها "أمانة" ويُعلِّق الكمر على باب الدكان بجانب مدخل الجامع لمدة سنة، لعلَّ صاحبه يأتي وينظره. ففعل ما طُلب منه وانتظر سنة، فلم يحضر صاحب الكمر، فأخبر بذلك الشيخ عبد الرحمن الحوت، فقال الشيخ: "كم شريك أنتم في المخزن؟" قال: "اثنان"، قال الشيخ: "والمال شريك ثالث، فاشتغلوا به، واحسبوا له حصته من الربح"، وكان الأمر كذلك، ولم يزل الكمر مُعلَّقًا على الباب، فجاء بعد حين صاحبه فعرفه، وطلب ماله من التاجر، فأخبره الأخير بالقصة وعمل له حسابًا من أجل حصة الربح، فقال له: "يربح الألف ليرة الذهبيَّة أربعمائة ليرة ذهبية فخذها مع الألف أيضًا"، فقال صاحبها: "أنا لا أريد إلّا مالي فقط، وهو الألف ليرة الذهبية، وأمَّا الأربعمائة ليرة فاعملوا بها خيرًا للمسلمين". فأخبر بذلك الشيخ عبد الرحمن الحوت فقال: "إصرفوا المال في مسجد البسطة التحتا"، وكان المسجد في حال البناء، فصرفوها، وأكملوا بناء المسجد.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
=== عبد الرحمن الحوت وفريضة الحج ===
سطر 99:
== وفاته ==
[[ملف:قبر الشيخ عبد الرحمن الحوت.jpg|تصغير|قبر الشيخ عبد الرحمن الحوت.]]
عام [[1916]]م الموافقة لعام [[1336هـ]]، وفي ذروة الحرب العالميَّة الأولى، توفي الشيخ عبد الرحمن الحوت بعد أن مرض لفترة قصيرة من الزمن. ونودي من على المآذن أنَّ علَّامة بيروت قد توفي فهرع الناس إلى منزله على الفور، وعملوا على غسله ونقلوا جثمانه إلى المسجد حيث صُلّي عليه بمشاركة رسميَّة كبيرة. وكان تشييع جنازته يومًا مشهودًا في تاريخ بيروت، إذ سارت وراءه عشرات الألوف من المشيعين وتعالت مآذن بيروت بالتكبير، وكان المأتم الرسمي يحتشد فيه كِبار الرسميين ورجال الجمعيَّات والمؤسسات والألوف من طلَّاب المدارس. وكانت جنازته يشوبها الوِقار والجلال، ونزل كثيرٌ من الناس وطلَّاب المدارس عن اليمين والشمال مع معلميهم يُرددون [[سورة الإخلاص]]: {{قرآن مصور|الإخلاص|1|2|3|4}}. وكان من الرسميين مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا والشيخ محمد توفيق خالد والشيخ هاشم الخليلي الشريف والشيخ إبراهيم المجذوب ومُنيب الناطور ومصباح شبقلو وأحمد المحمصاني. وإحياءً لذكرى الشيخ عبد الرحمن الحوت وعطاءاته وخدماته ومآثره الجمَّة، أطلق المجلس البلدي اسمه على أحد شوارع العاصمة اللبنانيَّة في منطقة زقاق البلاط. ويُقال أنَّ آخر كلمات الشيخ عبد الرحمن الحوت قبل أدائه [[شهادتين|الشهادتين]] كانت: {{اقتباس مضمن|الحمد لله أنني مت على دين الإسلام وفي ظل دولة إسلاميَّة}}.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|إنَّ هذا الضريـــــح أكرم مثوى|لكريــــم بالله أحسن ظنه}}
سطر 119:
تخرَّج على يديّ الشيخ عبد الرحمن الحوت عددٌ من المشايخ والعلماء البيارتة واللبنانيين الذين كان لهم إسهامات بارزة في الشؤون الخيريَّة والدينيَّة والإصلاحيَّة في بيروت وفي الجمهوريَّة اللبنانيَّة لاحقًا، ومنهم:
* '''المُفتي الشيخ محمد توفيق خالد''': وُلد في بيروت سنة [[1873]]م الموافقة لسنة [[1290هـ]]، وهو ابن الشيخ عمر خالد والسيِّدة فاطمة بنت محمد الحوت الكبير، شقيقة الشيخ عبد الرحمن الحوت. درس الشيخ محمد توفيق على يديّ خاله الشيخ عبد الرحمن الذي وجهه وحثَّه على طلب العلم باستمرار، وأجازه إجازة علميَّة. كما تلقّى العلم على يديّ كِبار علماء زمانه في بيروت ودمشق خصوصًا. اشتغل في بداية عهده مُدرِّسًا للغة العربيَّة والعلوم الدينيَّة في المدرسة الوطنيَّة ببيروت، كما عمل كاتبًا في المحكمة الشرعيَّة ثمَّ ترقّى حتى أصبح رئيسًا للكتبة ثمَّ نائبًا للقاضي. وإثر وفاة الشيخ [[مصطفى نجا]] مُفتي ولاية بيروت في [[31 يناير]] [[1932]]م، انتُخب الشيخ محمد توفيق خالد بعد الإجماع عليه لتولّي هذا المنصب في [[6 فبراير]] [[1932]]م. لُقِّبَ بالشيخ المُقاوم لكثرة مُقاومته [[الانتداب الفرنسي على لبنان]]. كان أوَّل من حمل لقب "مُفتي الجمهوريَّة اللبنانيَّة" بعد أن صدر المرسوم رقم 291 الذي نصَّ في مادته الأولى على إطلاق هذا اللقب على مُفتي بيروت من ذلك التاريخ فصاعدًا. أسس المُفتي توفيق خالد المدرسة التوفيقيَّة التي تحوَّلت فيما بعد إلى مستشفى، وأسس أيضًا الكليَّة الشرعيَّة في بيروت المُسماة اليوم "أزهر لبنان". ومن مآثره تحرير الأوقاف الإسلاميَّة من سيطرة السلطات الفرنسيَّة، وقام بإنشاء عدَّة مباني وحسَّن بناء عدَّة مساجد وأشرف على إنشاء دار الفتوى اللبنانيَّة. توفي بتاريخ [[2 أغسطس]] سنة [[1951]]م واستمرَّت ولايته 19 سنة.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
* '''الأديب البيروتي محمد باشا المخزومي''': وُلد محمد بن حسن سلطان المخزومي في بيروت عام [[1868]]م المُوافق لعام [[1285هـ]]، وتلقّى دروسه الأولى فيها على يد خاله الشيخ عبد الرحمن الحوت، ومن ثمَّ انتقل إلى [[القاهرة]] فأكمل تحصيله العلمي فيها. كان عالمًا باللغات [[لغة إنجليزية|الإنگليزيَّة]] و[[لغة فرنسية|الفرنسيَّة]] و[[لغة رومية|الروميَّة]]، وأجاد [[لغة عربية|العربيَّة]] و[[لغة تركية عثمانية|التركيَّة]] إجادةً تامَّة. عمل أستاذًا في المكتب الملكي الشاهاني بالآستانة مدَّةً تفوق عن خمس عشرة سنة، وتتلمذ على يده عدد من الولاة والوزراء. خدم [[الدولة العثمانية|الدولة العثمانيَّة]] مدة ثلاثين سنة بين وظائف العدليَّة وفي نظارة المعارف وأخيرًا في مفتشيَّة الأوقاف في حلب. كان له مآثر كثيرة في [[حلب]] منها إنشاءه لمدرسة علميَّة لتخريج علماء ينفعون الأمَّة العثمانيَّة، وكان دائم العمل على تأليف النفوس والقلوب ونزع بذور الشقاق بين المسلمين والمسيحيين. أنشأ في سنة [[1888]]م مجلَّة الرياض المصريَّة بالاشتراك مع خاله الشيخ عبد الرحمن الحوت. أصدر في [[21 أغسطس]] من عام [[1893]]م الموافق لعام [[1311هـ]] [[جريدة البيان]] من مقر إقامته بالآستانة، وقد انهالت طلبات الإشتراك فيها في أغلب أقطار [[الوطن العربي|العالم العربي]]، غير أنها توقفت عن الصدور بعد أن شكَّت الحكومة العثمانيَّة بأنها تعمل ضد السلطنة. وعِقب إعلان الدستور سنة [[1908]]م أسس جريدة ثانية سمَّاها "المساواة"، ولكن لم يظهر منها سوى ثلاثة أعداد فقط. توفي في بيروت سنة [[1930]]م الموافقة لسنة [[1348هـ]].<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=كحَّالة |الأول=عمر رضا |وصلة المؤلف=عمر رضا كحالة |العنوان=معجم المؤلفين، الجزء التاسع |[[1414هـ]] - [[1993]]مurl= |تاريخ الوصول= |السنة= |الناشر=مؤسسة الرسالة |المكان= |الصفحة=192}}</ref>
[[ملف:ShTouficHibri.jpg|تصغير|الشيخ محمد توفيق الهبري.]]
سطر 127:
== مؤلفاته ==
ترك الشيخ عبد الرحمن الحوت بضعة مؤلفات في علوم الدين، من أبرزها: رسالة {{ط|مراقي السعادات في الحث على أداء الصلوات في أوَّل الأوقات والزجر عن تركها والتهاون بها وتأخيرها}}،<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/3412_%D9%85%D8%B9%D8%AC%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D9%83%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%AC-%D9%A5/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_134 المكتبة الشيعية: معجم المؤلفين - عمر كحالة - ج 5 - الصفحة 136: «عبد الرحمن الحوت. واعظ. له مراقي السعادات في الحث على أداء الصلوات في أول الأوقات والزجر عن تركها والتهاون بها وتأخيرها طبعت ببولاق سنة 1313 ه.»]</ref> ورسالة {{ط|إرشاد العوام إلى سبيل السلام}}، وكتاب {{ط|الرسالة الناصحة}}، وكتاب {{ط|أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب}}. كما ساهم في إظهار عدد من مؤلفات والده الشيخ محمد الحوت الكبير.<ref>{{مرجع كتاب |الأخير=الحوت |الأول=الشيخ الدكتور إبراهيم أنور |وصلة المؤلف= |العنوان=آل الحوت: الجذور التاريخيّة ومن برز منهم في العصر الحديث. سيرة العلَّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت (
== المراجع ==
|