كاترين الثانية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 181:
=== حل مُشكلة القوزاق ===
[[ملف:007 Ukrainian Cossack Hetmanate and Russian Empire 1751-ar.jpg|تصغير|موقع الهتمانيَّة القوزاقيَّة الأوكرانيَّة وإقليم زاپوروجيا (بِالبنفسجي) الذي اتخذه القوزاق موطنًا لهم داخل الإمبراطوريَّة الروسيَّة، ثُمَّ عادت روسيا وسيطرت عليه سيطرة مُباشرة وقضت على استقلاله.]]
شكَّل [[قوزاق|القوزاق]] في المناطق الواقعة على الضفة الغربيَّة من [[نهر الدانوب|نهر الطونة (الدانوب)]] في [[أوكرانيا]] المعروفة باسم «زاپوروجيا»، إمارة مُستقلَّة مُنذ القرن الخامس عشر، وحالفوا القيصريَّة في روسيا مُنذ سنة 1654م بعد إبرام مُعاهدة پيرياسلاڤ التي أصبحت بِموجبها أوكرانيا ولاية خاضعة لِروسيا. وفي عهد كاترين الثانية أخذ بعض كِبار القادة والساسة يرون ضرورة القضاء على الامتيازات التي منحها القياصرة الروس قديمًا لِلقوزاق في سبيل دمجهم دمجًا تامًا مع سائر السُكَّان في المنطقة، كما كان أُسلُوب حياة القوزاق كثيرًا ما يُدخلهم في مشاكل ونزاعات مع الحُكومة الروسيَّة بِسبب ميلهم نحو الحرب والقِتال. وكان هؤلاء القوزاق قد شرعوا قُبيل العهد الكاتريني بِتوطين الأقنان الروس والبولونيين الهاربين في أراضيهم بِزاپوروجيا تحسُبًا لِأي هُجومٍ روسيٍّ مُحتمل على بلادهم، فجعلوا منهم فلَّاحين أحرار مُقابل الحُصول على ولائهم الكامل واستعدادهم لِلقتال إلى جانبهم في حالة أي غزوةٍ روسيَّةٍ مُستقبليَّة، وقد أدَّى هذا الأمر إلى وُصُول عدد الفلَّاحين في زاپوروجيا سنة 1762م إلى 150,000 فلَّاح مُقابل 33,700 قوزاقي.<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Magocsi|الأول=Paul Robert|author-link=[[:en:Paul Robert Magocsi|Paul Robert Magocsi]] |date=2010 |العنوان=History of Ukraine - 2nd, Revised Edition: The Land and Its Peoples |المسار=https://books.google.com.lb/books?id=Z0mKRsElYNkC&redir_esc=y&hl=en |الناشر=University of Toronto Press |الرقم المعياري=978-1-4426-9879-6}}</ref> من الأساليب التي انتهجتها كاترين الثانية في حل المُشكلة القوزاقيَّة كان دمج كِبار القادة العسكريين منهم في طبقة النُبلاء الروسيَّة وإغراقهم بِالأموال والهدايا والامتيازات في سبيل الحُصُول على ولائهم الكامل، أمَّا القادة الأصغر فجُعلوا من طبقة الفلَّاحين، فما كان منهم إلَّا أن استمرّوا في إيواء الأقنان الهاربين من روسيا وبولونيا بمن فيهم أتباع الثائر على الإمبراطوريَّة [[إميليان بوغاتشيف|إميليان پوگاچيڤ]]، مما جعل عدد هؤلاء القادمين من [[هتمانات القوزاق|الهتمانيَّة]] وحدها يصل إلى 100,000 شخص، الأمر الذي أثار غضب الإمبراطورة على هذه الفئة من القوزاق التي أعلنت من خِلال حركتها هذه تحديها لِكاترين وشقها لِعصا الطاعة.
[[ملف:22. Kozak z golovoju tatarina.jpg|تصغير|يمين|«قوزاقي يحملُ رأس تتري».]]
من الأسباب التي دفعت الروس قبل العهد الكاتريني، وخِلال السنوات الأولى من هذا العهد، إلى تقبُّل نمط حياة القوزاق المُثير لِلمتاعب، هو العداء الكبير الذي كان قائمًا بين الإمبراطوريَّة الروسيَّة و[[الدولة العثمانية|الدولة العُثمانيَّة]]، وخوف الروس المُستمر من غارات وحملات العُثمانيين على السواحل الشماليَّة لِلبحر الأسود، ودعمهم المُستمر [[خانية القرم|لِخانيَّة القرم التتريَّة]] المُسلمة كي تصمد في وجه روسيا، فكان دور القوزاق في هذا المجال أشبه بِدور حرس الحُدود لِصد الهجمات العُثمانيَّة والتتريَّة. لكن لمَّا أُبرمت [[معاهدة كيتشوك كاينارجي|مُعاهدة كُچُك قينارجه]] بين الدولة العُثمانيَّة والإمبراطوريَّة الروسيَّة في سنة 1774م، والتي انتهت بِمُقتضاها [[الحرب الروسية التركية (1768-1774)|الحرب بين الدولتين]]،<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |العنوان=Ord. Prof. Ömer Lütfi Barkan'a armağan |المؤلف=Ömer Lütfi Barkan |الناشر=Istanbul University |السنة=1985 |الصفحة=48 |اللغة=التركية}}</ref> وضُمَّت خانيَّة القرم بِمُوجبها إلى روسيا، لم يعد لِلروس حاجة في إقامة خُطوط دفاع جنوبيَّة لِلبلاد، فاستغنت الحُكومة عن خدمات القوزاق، وأمرت الإمبراطورة باستحداث حاكميَّة جديدة أُطلق عليها تسمية «روسيا الجديدة» تضم القرم وقسمًا من جنوب أوكرانيا بِمُحاذاة زاپوروجيا، وأخذ المُستوطنون يتوافدون عليها ويُشيدون المُستعمرات فيها، ومن أبرز تلك المُستعمرات مُستعمرة «صربيا الجديدة»، التي أسسها مُستوطنون صرب هاربون من تُخُوم [[ملكية هابسبورغ|مملكة هابسبورگ النمساويَّة]]. وكانت تلك المُستعمرة مُلاصقة لِزاپوروجيا القوزاقيَّة، ممَّا أدَّى إلى دُخول الصرب والقوزاق في نزاعاتٍ عنيفةٍ حول ملكيَّة الأراضي.<ref group="ْ">{{مرجع كتاب|الأخير=Subtelny|الأول=Orest|وصلة المؤلف=:en:Orest Subtelny|العنوان=Ukraine: A History|المسار=http://books.google.com/books?id=l5uiWHgRphQC|السنة=2000|الصفحات=187-188|الناشر=University of Toronto Press|الرقم المعياري=978-0-8020-8390-6}}</ref> بعد تفاقم النزاعات والاقتتالات بين المُستوطنين الجُدد والقوزاق، وبعد اقتناع الإمبراطورة بِعدم حاجة روسيا إلى هذه الفئة بعد الآن، اجتمعت كاترين الثانية بِمُستشاريها الذين أيَّدوا رأيها، وأصدروا بيانًا بِضرورة إنهاء استقلال القوزاق والقضاء عليهم، وذلك يوم [[7 مايو|7 أيَّار (مايو)]] [[1775]]م. بناءً على هذا، أُعطيت الأوامر إلى القائد بُطرس تيكلي لِلتقدُّم على رأس قُوَّةٍ عسكريَّةٍ لاحتلال الحصن الرئيسي (حصن السيچ) لِلقوزاق في زاپوروجيا وتسويته بِالأرض، وأُبقي هذا القرار سريًّا على العساكر الروسيَّة العائدة من حربها مع العُثمانيين، حيثُ حُرِّك 31 فوجًا منها (65,000 جُندي) مُباشرةً نحو البلاد القوزاقيَّة. وفي يوم 15 أيَّار (مايو)، أعطى گریگوري پوتمکین (الذي كان بدوره قوزاقيًّا شرفيًّا قبل بضع سنوات) أوامره إلى القائد بُطرس تيكلي بِبدء الهُجوم.<ref group="ْ">NG.ru, Whose Knights were Zaporozhians by Alexander Shirokorad, June 8, 2007 [http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:FegUNISUOHMJ:nvo.ng.ru/notes/2007-06-08/8_zapor.html+Грицко+Нечеса+Потемкин&hl=en&ct=clnk&cd=2&gl=uk Retrieved October 17, 2007]</ref> بِدوره، كان پوتمکین قد تلقَّى أوامره من الإمبراطورة كاترين لِتصفية القوزاق تمامًا، وهو ما ذكرته بنفسها في بيانها المُوجَّه لِلشعب يوم 8 آب (أغسطس) 1775م: