توحيدية (مسيحية): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 8:
 
بدأت حركة الموحدين، وإن لم تكن تسمى "بالموحدين" في البداية، في وقت واحد تقريبًا في كل من [[بولندا]]، [[ليتوانيا]] و[[إمارة ترانسيلفانيا (1570-1711)|ترانسيلفانيا]] في منتصف القرن السادس عشر. وقد ضمّت بين صفوف أتباعها عددًا كبيرًا من الإيطاليين.<ref>James Hastings ''Encyclopaedia of Religion and Ethics: Algonquins-Art'' p 785 – 2001 "The first Unitarians were Italians, and the majority took refuge in Poland, where the laxity of the laws and the independence of the nobility secured for them a toleration which would have been denied to their views in other countries."</ref><ref>The encyclopedia of Protestantism 137 Hans Joachim Hillerbrand – 2004 "The so-called Golden Age of Unitarianism in Transylvania (1540–1571) resulted in a rich production of works both in Hungarian and Latin".</ref> تأسست في [[انكلترا]] الكنيسة التوحيدية الأولى في عام 1774 في شارع إسيكس، في مدينة [[لندن]]، حيث كان مقر الموحدين البريطانيين؛ والتي ما تزال تقع في نفس المكان إلى اليوم.<ref>Erwin Fahlbusch The encyclopedia of Christianity 5 603 2008 "Lindsey attempted but failed to gain legal relief for Anglican Unitarians, so in 1774 he opened his own distinctly Unitarian church on Essex Street, London, where today's British Unitarian headquarters are still located."</ref> كان القبول الرسمي الأول للإيمان بالتوحيد من جانب الأبرشانيّة في أمريكا في [[تشابل كينج]] في [[بوسطن]]، حيث قام [[جيمس فريمان (رجل الدين)|جيمس فريمان]] بتدريس عقيدة التوحيد في عام 1784، وكان قد عين رئيسًا للجماعة في السابق وقام بتنقيح كتاب الصلاة وفقَا لمذهب الموحدين في عام 1786.<ref>''American Unitarianism: or, A Brief history of "The progress and State of the Unitarian Churches in America,'' third edition, 1815 "So early as the year 1786, Dr. Freeman had persuaded his church to adopt a liturgy, which the Rev. ... Thus much for the history of Unitarianism at the Stone Chapel. "</ref>
 
===النشأة===
 
نشأت الكنيسة التوحيدية المعاصرة في ظل حركة الإصلاح البروتستانتي التي ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي. ولكن لهذه العقيدة جذور أقدم من ذلك.
 
الجذور القديمة
يعتقد التوحيديون أن تعاليم دينهم مأخوذة من رسل المسيح -الحواريين- أنفسهم. ويرجع علماء التاريخ المسيحي جذور تلك الفرقة إلى فترة مبكرة من التاريخ المسيحي، وأن هذه العقيدة التوحيدية كانت أسبق في الظهور من عقائد التثليث التي لم تظهر إلا في القرن الرابع الميلادي [1][2]. ومن أهم جذور هذه العقيدة في تلك الفترة:
 
كرنثوس (المتوفى سنة 73م). الذي إعتقد أن السيد المسيح كان مجرد إنسان بارز، كما رفض الأناجيل عدا إنجيل اعبرانيين (الذي يعتقد أنه الأصر العبري لإنجيل متى) وتبعته طائفة من المسيحيين.
فرقة الإبيونيين: والتي نشأت في القرن الأول من الميلاد، وكان أتباعها يعتقدون أن المسيح هو المخلص الذي بشر به العهد القديم (التوراة)، وأنه ذو طبيعة بشرية خالصة، وأنه إبن الله بالتبني، وأنكروا معجزة الميلاد العذروي. وإعتقدوا أن المسيح جاء لتطبيق تعاليم الناموس الموسوي، فحرصوا على إتباع تعاليم الناموس (مثل: الختان، وتحريم أكل الخنزير، وإقامة السبت). وقد صار لهذه الفرقة شأن عظيم، حيث كثروا وإمتد نفوذهم ليشمل آسيا الصغرى وسورية وفلسطين حتى وصل إلى روما، واستمر وجودهم إلى القرن الرابع الميلادي لكنهم صاروا في حالة من الضعف والاضطهاد، وذلك بعد مخالفتهم لأوامر قسطنطين ومجمع نيقية.
أمونيوس السقاص: ظهر في أواخر القرن الثاني الميلادي بدعوته. وإعتقد أن السيد المسيح هو إنسان خارق للعادة وحبيب إلى الله، واتهم تلاميذ المسيح بأنهم أفسدوا دعوته. وإتبعه كربو قراط في آرائه هذه، وإتبعه فرقة من الناس عرفوا باسم "المعلمين" أو "المستنيرين"، وبالغوا في إدعاء بشرية السيد المسيح حتى زعموا أنه كان كسائر الحكماء، ويستطيع جميع الناس أن يفعلوا مثله، ويسلكوا مسلكه.
ديودوروس: الذي كان أسقفاً لطرطوس.
بولس الشمشاطي (أو الساموساطي): أسقف أنطاكية، والذي أنكر ألوهية المسيح وقرر أنه مجرد بشر رسول، خلقه الله كما خلق آدم. وبعد عقد ثلاثة مجامع للتباحث في أمره خلال خمس سنوات، كان آخرها مجمع في إنطاكية عام 268م، حضره بولس بنفسه، ودافع فيه عن معتقده، فقرر المجتمعون طرده وعزله من جميع مناصبه. وبالرغم من ذلك فقد بقي لمذهبه أتباع حتى القرن السابع الميلادي، وعرفوا باسم "البوليقانية" أو "البولسية".
الأسقف لوسيان الأنطاكي المتوفى توفي سنة 312 م.
آريوس أسقف كنيسة بوكاليس في الإسكندرية، وتلميذ لوسيان الأنطاكي. وهو أشهر معارضي قرارات المجمع المسكوني الأول في نيقية. عرف أتباعه بالآريوسيين وبقي مذهبهم حياً لفترات زمنية طويلة. حتى صارت الكنائس حتى يومنا هذا تصف كل من أنكر التثليث وإلهية المسيح "بالآريوسية".
يوسيبيوس النيقوميدي: أسقف بيروت ثم نيقوميديا. أحد أتباع لوسيان الأنطاكي وأصدقاء آريوس المقربين.
ما بعد مجمع نيقية
إنتهى مجمع نيقية إلى إقرار أول قانون إيمان مسيحي، وبموجب هذا القانون صارت عقيدة التثليث هي العقيدة الرسمية للمسيحية. وأعقب ذلك إدانة آريوس ومعتقداته ووصمها بالهرطقة. ثم تعرض آريوس بعدها للنفي، ثم الإغتيال، وتعرض أتباعه إلى الإضطهاد الذي سيظل ملازماً لهم حتى العصر الحديث.
 
لم يمنع الإضطهاد عقيدة الآريوسيين من الإنتشار، وخصوصاً في الأماكن البعيدة عن سيطرة الكنيسة وهيمنتها. ومن المشهود به تاريخياً أن عقيدة الآريوسيين إنتشرت في أوروبا في القرون الميلادية الأولى. فكانوا أول من أدخل المسيحية إلى الجزر البريطانية، وكان لهم فيها تاريخ طويل حتى انتقال مركزهم إلى العالم الجديد. وفي إيرلندا كان الناس يدينون بالآريوسية ويعملون بالناموس الموسوي، وعرفوا باسم "الناصريين"، ثم غزاهم الرومان في القرن الخامس الميلادي، وأحرقوا أناجيلهم المعروفة بالأناجيل "السلتية"، واستأصلوا عقائدهم بدون رجعة. وفي الأندلس ظلت الحروب مشتعلة بين الرومان وبين التوحيديين حتى فتح المسلمون الأندلس. وفي ظل المسلمين وجد التوحيديون أرضاً خصبة للإنتشار والاستقرار، حتى قام الملكان الكاثوليكيان فرديناند وإيزابيلا بطرد المسلمين من الأندلس، وفرضا العقيدة الكاثوليكية على جميع سكان الأندلس، فانتقل أكثر التوحيديون إلى هولندا. كما دانت الشعوب المقيمة على ضفاف نهر الدانوب بالعقيدة الآريوسية أو التوحيدية. وإجمالاً فقد صارت الآريوسية هي الديانة الرسمية لشعوب البرغوند واللومبارد والسويف والفندال والقوط، بالإضافة إلى تواجدها في مصر والحبشة والشام والعراق وفارس ومليبار بالهند.
 
أما في المشرق فقد تأثر نسطور أسقف القسطنطينية بآراء آريوس، فأنكر ألوهية السيد المسيح، وصرح بأنه إنسان نبي فقط. وفسر الحلول الإلهي بالمسيح على المجاز؛ أي بحلول الأخلاق والتأييد والنصرة. وقال في بعض خطبه: ((كيف يكون لله أم؟ إنما يولد من الجسد ليس إلا جسداً، وما يولد من الروح فهو روح. إن الخليقة لم تلد الخالق، بل ولدت إنساناً هو إله اللاهوت)) وقال أيضاً: ((كيف أسجد لطفل ابن ثلاثة أشهر؟!)). وفي سنة 431م عقد مجمع في أفسس، تقرر فيه عزل نسطور ونفيه إلى صحراء ليبيا، حيث توفي هناك مصراً على عقيدته. وشهدت آراؤه رواجاً، حيث إتبعه خلق كثير، ثم تأسست كنيسة من أتباعه عرفوا بـ"النسطورية"، ولكنهم سرعان ما تأثروا بعقائد التثليث، وإبتعدوا عن تعاليم نسطور الأصلية.
 
في ظل الإصلاح البروتستانتي
ظهرت حركة الإصلاح البروتستانتي كحركة ثائرة على ما تراه إنحرافاً من الكنيسة الكاثوليكية عن تعاليم المسيحية. وشكلت تلك الحركة غطاء جيداً لكل الأفكار والعقائد الخارجة عن إطار الإيمان الكاثوليكي الذي فرضته الكنيسة على رعايا الإمبراطورية الرومانية في القارة الأوروبية. وكانت التوحيدية من تلك العقائد التي إزدهرت في ظل الحركة الإصلاحية.
 
من أبرز الشخصيات التوحيدية التي ظهرت في تلك الفترة؛ الطبيب والمصلح الأسباني ميخائيل سيرفيتوس والذي تأثر بحركة الإصلاح البروتستانتية وإنخرط فيها. ولكنه قطع شوطاً أبعد في طريق الإصلاح؛ حيث أعلن بطلان عقيدة التثليث ورفض ألوهية المسيح بشدة، وألّف كتابه "خطأ التثليث" في عام 1531م وفيه شبّه الرب الذي تدعو الكنيسة لعبادته بالوثن الخرافي "سربيروس" ذو الثلاثة رؤوس، وأطلق على الثالوث اسم "الوحش الشيطاني ذي الرؤوس الثلاثة"، وقام بالدعوة إلى التوحيد ونبذ التثليث. فاتهمته الكنيسة والبروتستانت على السواء بالهرطقة والتجديف. ثم لم يلبث سيرفيتوس إلا وكتب كتاباً سماه "إعادة المسيحية" أظهر فيه شيئاً من التراجع عن أفكاره، لكنه لم ينقذه من العقوبة، حيث أمر المصلح البروتستانتي كالفن بإحراقه حياً على نار هادئة، وتم تنفيذ الحكم في جنيف سنة 1553م. وبالرغم من ذلك فقد إنتشرت أفكاره وكتاباته في وسط وشرق أوربا، وصار له آلاف من الأتباع والمؤيدين، حتى صنفه بعض علماء التاريخ المسيحي على أنه المؤسس الحقيقي للتوحيدية المعاصرة.
 
كما ظهر في بولونيا وفي نفس تلك الحقبة الراهب واللاهوتي الإيطالي فاوستو باولو سوزيني (1539 ـ 1604م): الذي إشتهر أيضاً باسم "سوسيان" أو "سوسيانوس". قام سوسيان بنشر كتاب إصلاحي إنتقد فيه عقائد الكنيسة الكاثوليكية بشدة، وهاجم عقائد التثليث والتجسد والكفارة والصلب والفداء وسائر المعتقدات الكاثوليكية، ودعى إلى التوحيد الخالص، وإمتدت تعاليمه إلى نواح عدة، حيث إنتشرت في هنغاريا (المجر) ثم بولندا وترانسلفانيا (إقليم في رومانيا) ثم انتشرت منها إلى هولندا ثم بريطانيا وأخيرا إلى للولايات المتحدة الأمريكية. وعرف مذهبه اللاهوتي باسم "السوسيانية" وأتباعه بالسوسينيانيين، كما سماهم أعداؤهم بالآريوسيين الجدد؛ نسبة لآريوس ومذهبه القديم. وبعد وفاته جمعت كتابات سوسيان في كتاب واحد ونشرت في مدينة "روكوف" البولندية، عرفت باسم "العقيدة الروكوفية".
 
تعرض أتباع السوسيانية للاضطهاد بداية من سنة 1638م، حيث أحرق الكثير منهم أحياء مع كتبهم، وحرموا من سائر حقوقهم المدنية. وفي سنة 1658 خُـيِّروا بين قبول الكاثوليكية أو النفي، فتوزَّعوا في أطراف أوروبا، وظلوا فئات منفصلة لفترات طويلة، حتى بدأت هجرتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شكلوا الفرقة الشهيرة المعروفة الآن باسم التوحيديين (The Unitarians).
 
وفي ترانسلفانيا برومانيا كان الملك جون سيجسموند توحيدياً، ووفر للتوحيديين الحماية والأمان، وعمل على نشر العقيدة التوحيدية في بلاده حتى صارت بها إحدى أكبر التجمعات التوحيدية في العالم. ولكن بعد وفاته سنة 1571م تولى الملك "ستيفن باثوري" زمام الأمور، وكان كاثوليكياً، فمنع التوحيديين من نشر كتبهم وتعاليمهم إلا بإذن منه.
 
أماكن الانتشار
 
أعلام
 
خمسة من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية هم من التوحيديين، وهم:-
 
جون آدامز: الرئيس الثاني للولايات المتحدة. تولى المنصب من 1797 إلى 1801م.
توماس جيفرسون: الرئيس الثالث، تولى المنصب من 1801م إلى 1809م
جون كوينسي آدامز: الرئيس السادس، تولى المنصب من 1825م إلى 1829م، وهو ابن الرئيس الثاني جون آدمز.
ميلارد فيلمور: الرئيس الثالث عشر، تولى المنصب من 1850م إلى 1853م.
ويليام هوارد تافت: الرئيس السابع والعشرون، تولى المنصب من 1909م إلى 1913م، كما ترأس الكنيسة التوحيدية من 1917م حتى توفي 1930م.
كما يدعي التوحيديون أن بعض الأعلام المشهورين كانوا من التوحيديين: مثل العلماء إسحاق نيوتن، وجون لوك، وتشارلز داروين، والأديب تشارلز ديكنز، والفيلسوف جان جاك روسو. ولكن هذه المزاعم غير مؤكدة.
 
== المصطلح ==