تنوخيون: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط بوت: تصحيح أخطاء فحص ويكيبيديا
سطر 23:
 
أما التاريخ العربي الموثق فيحكي الكثير عن الملك التالي الذي جاء بعد عمرو بن عديّ وهو امرؤ القيس بن عمرو بن عديّ الذي تجاوزت طموحاته طموحات من سبقه من الملوك العرب وكان بحق صاحب أول مشروع وحدوي لتوحيد البلاد العربية وتشكيل دولة عربية واحدة، تطاول بمكانتها الإمبراطوريتين السائدتين آنذاك، وهما إمبراطورية الفرس الساسانيين والإمبراطورية الرومانية. اعتلى الملك امرؤ القيس بن عمرو سدة المُلك عام 288 للميلاد، وعاصره من ملوك التبابعة في حميرَ ثلاثة ملوك هم: شمر يرعش ثم افريقس الملقب بذي القرنين، ثم يمريرجب، أما معاصروه من ملوك الإمبراطورية الساسانية فهم: بهرام الثالث ثم نرسي بن بهرام ثم هرمز بن نرسي ثم الإمبراطور الدموي سابور الثاني المُلقب بـ(ذي الأكتاف).
[[ملف:Epitaph Imru-l-Qays Louvre AO4083.jpg|وصلة=https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Epitaph%20Imru Imru-l-Qays%20Louvre%20AO4083 Louvre AO4083.jpg|تصغير|577x577بك|'''[[نقش النمارة|نقش النَّمارة]]''' أو '''حجر نمارة''' أو كما يعرف [[نقش النمارة|بنقش '''إمرئ القيس''']] '''هو <nowiki/>[[شاهد قبر]] <nowiki/>[[امرؤ القيس بن عمرو (الأول)|امرؤ القيس بن عمرو اللخمي]] ،أحد <nowiki/>[[مناذرة#.D9.85.D9.84.D9.88.D9.83 .D8.A7.D9.84.D9.85.D9.86.D8.A7.D8.B0.D8.B1.D8.A9|ملوك المناذرة]] في <nowiki/>[[الحيرة]] <nowiki/>[[الجاهلية|قبل الإسلام]]. '''نقش النَّمارة''' أو كما يعرف بنقش '''إمرئ القيس''' يُعتقد أنه مرحلة سابقة للعربية الفصحى، ويرجع تأريخه إلى عام <nowiki/>[[328|328م]] وكان قد كتب <nowiki/>[[خط نبطي|بالخط النَّبطي]] المتأخر.''']]
يعتبر [[امرؤ القيس بن عمرو (الأول)|امرؤ القيس بن عمرو]]، واحداً من أقوى ملوك [[مناذرة|المناذرة]] بل من أقوى الملوك العرب قبل الإسلام وقد استمر حكمه نحو أربعين سنة نهض خلالها إلى إنجاز حلمه الكبير لتوحيد العرب في دولة واحدة فأخضع لسلطانه القبائل والملوك المحليين في سائر البلاد العربية كالحجاز ونجد وتهامة والعراق والشام وحدود اليمن، وغزا مملكة الحميريين التبابعة من اليمن فانتصر على الملك شمر يرعش وقلص نفوذه إلى ما وراء نجران وهاجم بقبائل عبد القيس وربيعة القاطنين في البحرين شواطئ فارس مستخدماً أسطولاً بحرياً حربياً كبيراً فعبر إلى أرض الفرس واحتل أجزاءً منها كما هدد بغزواته مشارف الإمبراطورية الرومانية إلا أنه ما لبث أن تصالح مع ملوك الرومان، وتحالف معهم إبان ظهور الإمبراطور الساساني سابور الثاني(ذو الأكتاف) وعودة القوة والازدهار إلى الدولة الساسانية التي سعت بمجرد اشتداد أمرها للثأر من هذا الملك العربي.<ref>فيليب حتي: تاريخ العرب (مطوّل)، بيروت 1949.</ref> وعثر على قبره المستشرق الفرنسي '''رينيه ديسو''' (1868 - 1958 م) بين خرائب النمارة في حوران. ومن بين أنقاض ذلك القبر وجد حجرا من البازلت مقاسه 4 أمتار و 40 سنتمترا 3 أمتار و 30 سنتمترا تقريبا ويكون الحجر العتبة العليا من القبر، ومكتوب عليه بالحرف النبطي وهو اقرب إلى اللسان العربي كما هو شائع حينذاك طول متر وستة عشر سنتمترا عرض 23 سنتمترا كما توضحه الصورة والمنقولة عن كتاب "تاريخ العرب قبل الإسلام" الجزء الثالث للدكتور جواد علي: وترجمة هذه الكتابة تقرأ على النحو التالي: 1- هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي تقلد التاج. 2- واخضع قبيلتي أسد ونزار وملوكهم وهزم مذحج وقاد. 3- الظفر إلى أسوار نجران مدينة شمر واخضع معدا واستعمل بنيه. 4- على القبائل ووكلهم فرساناً للروم فلم يبلغ ملك مبلغه. 5- إلى اليوم. توفى سنة 223 م في اليوم السابع من أيلول سبتمبر.<ref name="ReferenceA">ص 101"تاريخ العرب قبل الإسلام" الجزء الثالث للدكتور جواد علي.</ref> فيما ظل المُلك من بعده متداولاً في سلالة امرئ القيس بن عمرو غالب الأحيان وباستثناء فترات قليلة جداً, فقد توارثو المُلك على الحيرة والدولة العربية المنذرية أبناء وسلالة امرؤ القيس بن عمرو منذ عام 370 للميلاد وحتى عام 638 أي بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام بنحو 27 سنة وهي السنة التي ازدهرت فيها حركة الفتوحات الإسلامية خارج الجزيرة العربية حيث سنلاحظ أن أول وصول للمسلمين إلى فارس كان من البحرين وأن القضاء على دولة الفرس بدأ من البحرين وهكذا ظلت البحرين ومنذ بدء التكوين التاريخي للمنطقة مؤثرة في مسارات أحداثها الكبرى وركيزة مهمة من ركائز بناء تاريخ المنطقة وظل ملوكها من أبرز صُناع التاريخ البشري في هذه البقعة من العالم، التي حفلت بالنُبوات تماماً كما اكتظت قبل ذلك بالأرباب الأسطوريين والآلهة المتخيلة جنباً إلى جنب مع الأرباب والآلهة الصنمية ثم منها خرج نور الإسلام ليعمَ العالم.
 
== دولة اللخميين ==
بدأ حكم ملوك دولة اللخميين بعمرو بن عدي اللخمي كما يوضحه الجداول السابق، وبعد وفاته عام 288 م تولى الحكم ابنه امرؤ القيس بن عمرو، وهو من أقوى ملوك دولة اللخميين.<ref>'''[[مناذرة#cite ref-2|^]]''' [http://shamela.ws/browse.php/book-12320/page-1111#page-1116 تاريخ ابن خلدون-جزء2-صفحة307].</ref><ref name="ReferenceB">'''[[مناذرة#cite ref-6|^]]''' البدء والتاريخ, ص 184</ref>
 
امرؤ القيس بن عمرو بن عدي وهو الملقب بالبدء. تولى الحكم عام 288 م وكان معاصرا من ملوك الفرس لبهرام الثالث ونرسى بن بهرام وهرمز الثاني بن نرلمى وسابور ذى الأكتاف. ويبدو من خلال تاريخ مدة حكمه التي استمرت أربعين عاما أن امرؤ القيس كان يهدف إلى توحيد العرب في دولة واحدة ويكون هو ملكا عليها. ولكن الظروف لم تساعده فقد مات بعيدا عن عاصمة مملكته عام 328 م.
 
وعثر على قبره المستشرق الفرنسي '''رينيه ديسو''' (1868 - 1958 م) بين خرائب النمارة في حوران. ومن بين أنقاض ذلك القبر وجد حجرا من البازلت مقاسه 4 أمتار و 40 سنتمترا 3 أمتار و 30 سنتمترا تقريبا ويكون الحجر العتبة العليا من القبر، ومكتوب عليه بالحرف النبطي وهو اقرب إلى اللسان العربي كما هو شائع حينذاك طول متر وستة عشر سنتمترا عرض 23 سنتمترا والمنقولة عن كتاب "تاريخ العرب قبل الإسلام" الجزء الثالث للدكتور جواد علي: وترجمة هذه الكتابة تقرأ على النحو التالي: 1- هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي تقلد التاج. 2- واخضع قبيلتي أسد ونزار وملوكهم وهزم مذحج وقاد. 3- الظفر إلى أسوار نجران مدينة شمر واخضع معدا واستعمل بنيه. 4- على القبائل ووكلهم فرساناً للروم فلم يبلغ ملك مبلغه. 5- إلى اليوم. توفى سنة 223 م في اليوم السابع من أيلول سبتمبر وفق بنوه للسعادة.<ref 101name="تاريخ العرب قبل الإسلامReferenceA" الجزء الثالث للدكتور جواد علي.</ref> وكان أهل الشام وحوران وما يليهما يؤرخون في ذلك الوقت بالتقويم
 
البصروي نسبة إلى بصرى عاصمة حوران، وهو يبذأ بدخولها في حوزة الروم سنة 105 للميلاد. فإذا أضفنا هذا العدد إلى 223 المذكور على الحجر اصبح المجموع 328 للميلاد وهى نفس السنة التي ذكرناها أعلاه والتي توفى فيها امرؤ القيس.
 
ومما سجل على قبره أن امرأ القيس قد اخضع لسلطانه قبائل معد وفروعها وأن نفوذه امتد إلى البحرين وأطراف العراق والشام، كما أنه حارب شمر يرعش الحميري، وهذا ما يؤيده العلامة ابن خلدون بقوله: "ولما طك عمرو بن عدى ولى بعده على العرب وسائر من بادية العراق والحجاز ونجد والجزيرة امرؤ القيس بن عمرو بن عدي ويقال له البدء، وهو أول من تنصر من ملوك ال نصر كما ذكر ابن خلدون أن امرأ القيس قد تملك في عهد سابور ذي الأكتاف.
[[ملف:Kamal-ud-din Bihzad 001.jpg|وصلة=https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Kamal-ud-din%20Bihzad%20001 Bihzad 001.jpg|تصغير|381x381بك|منمنمة من القرن الخامس عشر من مخطوط "خمسة" <nowiki/>[[نظامي|لنظامي]] بريشة بهزاد تصور بناء <nowiki/>[[قصر الخورنق]] في <nowiki/>[[الحيرة]] والذي بناه <nowiki/>[[النعمان بن امرؤ القيس|النعمان بن امرؤ القيس اللخمي]] في القرن الرابع الميلادي.]]
ومن الجدير بالذكر أن امرأ القيس أمضى سنين حكمه الأولى خاصة وهو يمني نفسه بقيام دولة عربية كبيرة ومستقلة عن نفوذ الإمبراطورية الساسانية. وقد مهد لذلك الهدف بمحاربة القبائل العربية أولا وإخضاعها داخليا لسلطانه، ثم بعد ذلك حارب شمرير عشى ملك الدولة الحميرية في اليمن وقلص نفوذه إلى ما وراء فجران. وفي عام 359 م واتت امرؤ القيس فرصة أخرى حينما توفى هرمز الثاني بن نرسى الذي لم يخلف وريثا لعرش الساسانيين ولكن كانت إحدى زوجاته حاملا فأوصى بالملك من بعده للحمل الذي في بطنها. فولدت غلاما هو سابور فلقب بذي الأكتاف ابن هرمز. وبايعته الفرس حين ولادته ولم يزل صغيرا، فاختلت شأن الإمبراطورية الساسانية إلى حين وطمع فيها من جاورها. فاستغل امرؤ القيس تلك الفرصة وأخذ يعمل على إنشاء الدولة العربية التي كان يحلم بها. ولما دانت له القبائل العربية أوعز إلى عبدالقيس ومن يسكن البحرين من قبائل العرب بمهاجمة سواحل فارس فعبروا الخليج بسفنهم. وفي هذا يقول ابن الأثير: وسمع الملوك أن ملك الفرس صغير في المهد فطمعت في مملكته العرب والروم معاً، ولما كانت العرب أقرب إلى بلاد فارس سار جمع عظيم منهم في البحر-وبينهم من بني عبدالقيس بالبحرين- إلى بلاد فارس وسواحل أردشيرفره، وغلبوا اهلها على مواشيهم ومعايشهم واكثروا الفساد. ومن هذه الواقعة نستدل على أن مهاجمة الدولة الفارسية عن طريق البحر كان بأمر من امرئ القيس الذي كان يدأب على تكوين الدولة العربية التي كان يعاضدها عدد من القبائل العربية في منطقة الخليج.<ref>'''[[مناذرة#cite ref-6|^]]''' البدء والتاريخ, ص 184<name="ReferenceB"/ref>
 
ويرجح كذلك أن امرأ القيس قد أمر اياد بالإغارة على سواد العراق. وفي ذلك كتب ابن الأثير أيضا: وغلبت اياد على سواد العراق واكثروا الفساد فيهم، فمكثوا حينا لا يغزوهم أحد من الفرس لصغر ملكهم وهذا دليل آخر على خضوع بقية القبائل العربية لسلطان امرئ القيس. ولكن الإخباريين سامحهم الله لا يرون للعرب دولة قبل الإسلام، فأهملوا عدداً من حقائق التاريخ لانهم اعتمدوا في الغالب على الروايات الفارسية.
سطر 151:
== مصدر ==
{{مراجع}}
 
{{شريط بوابات|تاريخ}}
 
[[تصنيف:تاريخ الإمبراطورية البيزنطية]]
السطر 159 ⟵ 161:
[[تصنيف:مجموعات عربية]]
[[تصنيف:وحدات عسكرية من أواخر العصر الروماني]]
{{شريط بوابات|تاريخ}}