الشهادتان: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
طلا ملخص تعديل
ط روبوت: +تصنيف:مصطلحات عربية +تنسيقات تجميلية
سطر 18:
الشهادتان هما أصل كل شيء للمسلم فمن نطق بهذه الكلمة بلسانه مستيقنا بها وعاملا بلوازمها فإنه يحكم بإسلامه، قال الآجري: " فكان من قال هذا موقنا من قلبه ناطقا بلسانه أجزأه، ومن مات على هذا فإلى الجنة"<ref>الشريعة للآجري ص99.</ref>. وتصح منه بعد ذلك سائر العبادات إذا عمل بها وتصبح هذه العبادات كفارة لذنوبه، مثال على ذلك الصلاة، فعن أبي هريرة(رضي الله عنه) أن رسول الله{{صلوات}} قال: (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟)، قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحو الله بهن الخطايا)<ref>أخرجه البخاري برقم (528) ومسلم برقم (283).</ref>.
وإذا لم يأت بالشهادة؛ كان كافرا ولم تصح منه أي عبادة، ولا ينتفع بها في الآخرة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله: ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: (لا ينفعه؛ إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)<ref>رواه مسلم برقم (365).</ref>.
وكذلك من كان مسلما لكنه أتى بما يناقض هذه الشهادة اعتقادا أو قولا أو عملا فتحبط منه جميع العبادات كالصلاة والصيام وغيرها، ولا تصح منه وتزول، قال تعالى: {{قرآن مصور|الزمر|65}} ( الزمر: 65 ).
قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية<ref>شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي 1/323.</ref>عند كلامه على حديث شعب الإيمان: "وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها إجماعاً كشعبة الشهادتين، ومنها ما لا يزول بزوالها إجماعاً، كترك إماطة الأذى عن الطريق".
 
سطر 27:
 
=== معنى الشهادتين ===
والمعنى الذي يقصده الإسلام من هذه الجملة هو : الإقرار بأنه لا إله يستحق أن يعبد سوى الله الذي هو الخالق أي أنَّه لا معبود بحق إلا الله. قال البقاعي: "لا إله إلا الله، أي: انتفى انتفاء عظيمًا أن يكون معبود بحق غير الملك الأعظم، فإن هذا العلم هو أعظم الذكرى المنجية من أهوال الساعة، وإنما يكون علمًا إذا كان نافعًا، وإنما يكون نافعًا إذا كان الإذعان والعمل بما تقتضيه، وإلا فهو جهل صرف"<ref>تيسير العزيز الحميد لسليمان بن عبدالله ص54 وراجع في هذه المسألة: كلمة الإخلاص وتحقيق معناها لزين الدين الدمشقي، معنى لا إله إلا الله للزركشي ص75.</ref>، قال الخطابي: "قول الموحدين لا إله إلا الله، معناه لا معبود غير الله"<ref>شأن الدعاء للخطابي ص33.</ref> وأنَّ محمداً هو الرسول الذي أرسله الله إلى البشر لينشر بينهم الإسلام ويتبعوا رسالته، قال تعالى: {{قرآن مصور|الفرقان|1}} ( الفرقان 1)، {{قرآن مصور|الأعراف|158}} ( الأعراف 158).
 
وتتضمن الشهادتان إجمالاً شيئين أساسيين يقوم عليهما دين الإسلام، ألا وهما الإخلاص والاتباع. الإخلاص لله في العقائد والعبادات والأعمال، واتباع سنة رسوله، قال الفضيل بن عياض في تفسير قول الله تعالى: {{قرآن مصور|هود|7}} ( هود 7)، قال: "أخلصه وأصوبه فإنه إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإِذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا والخالص إِذا كان للَّه والصواب إِذا كان على السنة"<ref>حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني 8/95.</ref>.
ومن مقتضيات شهادة أن محمداً رسول الله، طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يُعبد الله إلا بما شرع<ref>راجع: كتاب الشفا للقاضي عياض، واقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية 2/376، ثلاثة الأصول لمحمد بن عبدالوهاب</ref>.
 
سطر 47:
 
2. استيقان القلب بها،أي غير شاك فيها<ref>راجع: معارج القبول بشرح سلم الأصول لحافظ الحكمي 2/420.</ref>. فَمن الْكتاب: قَوْله تَعَالَى:{{قرآن مصور|الحجرات|15}} (الحجرات 15)، قال مقاتل في تفسيره<ref>تفسير مقاتل بن سليمان ص202.</ref> عن معنى لم يرتابوا: أي لم يشكوا.
ومن السنة قوله(صلى الله عليه وسلم): ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك إلا دخل الجنة)<ref>رواه مسلم برقم (44).</ref>.ومن السنة كذلك قوله(صلى الله عليه وسلم) لأبي هريرة(رضي الله عنه): (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة)<ref>رواه مسلم برقم (52) من حديث أبي هريرة .</ref>.
 
3.الانقياد لها ظاهراً وباطناً، أي الانقياد المنافي للترك، وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد لما جاء به الرسول(صلى الله عليه وسلم) عن ربه سبحانه وتعالى، وذلك بالعمل بِما فرضه الله وترك ما حرمه والتزام ذلك<ref>راجع: شروط لا إله إلا الله لعواد الجهني ص440. </ref>.
سطر 56:
5.الإخلاص فيها، وضده الشرك والنفاق والرياء والسمعة.
قال ابن تيمية: "وأصل الإسلام أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن طلب بعبادته الرياء والسمعة فلم يحقق شهادة أن لا إِله إِلا الله"<ref>الفتاوى لابن تيمية 11/617.</ref>.ومن الأدلة من الكتاب والسنة على هذا الشرط:
فمن الكتاب: قوله تعالى: فمن الكتاب قوله تعالى::{{قرآن مصور|الزمر|2|3}} (الزمر2،3 )، ومن السنة ما جاء عن أبي هريرة(رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله(صلى اللهعليه وسلم) يقول: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركتُه وشركه)<ref>مسلم برقم (2985).</ref>.
 
6. الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط، لأنه إن قالها بلسانه فقط وقلبه لم يؤمن بها كان من جملة المنافقين كما أخبر الله عنهم:{{قرآن مصور|المنافقون|1}} [المنافقون:1]، ويدل كذلك على اشتراط الصدق في الشهادة في السنة النبوية ما جاء عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه قال: أتيت النبي ومعي نفر من قومي فقال: (ابشروا وبشروا من ورائكم: أَنه من شهد أَن لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة)<ref>أخرجه أحمد برقم (19597) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (35).</ref>.
سطر 68:
وزيد ثامنها الكفـــــــران منك بمــــا ***** سوى الإله من الأنداد قد أُلها
{{إسلام}}
ويضيف الشيعة عبارة "علي ولي الله" كما ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في واقعة غدير خم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه,مولاه، اللهم والي من والاه و عاديوعادي من عاداه).
 
وأهل السنة والجماعة يتفقون أن عليا(رضي الله عنه) ولي الله، كاتفاقهم على أبي بكر الصديق وعمر وعثمان أنهم من أولياء الله رضي الله عنهم أجمعين، ويعتقدون كذلك أن علياً(رضي الله عنه) من الخلفاء الراشدين، راجع في ذلك مسند الإمام أحمد مناقب علي بن أبي طالب، والإمام النسائي في كتابه خصائص علي، منهاج السنة لابن تيمية<ref>منهاج السنة لابن تيمية 6/18-178. </ref>، لكن لا يرى أهل السنة والجماعة ذكر أن علي ولي الله مع شروط الشهادة لأنه لم يرد في القرآن أو السنة بسند صحيح أنها من شروط الشهادة لا في هذا الحديث ولا في غيره، أو أن رسول الله أوصى له بالخلافة، على حسب اعتقاد علماءأهل السنة والجماعة<ref>راجع في ذلك الفصل في الملل والأهواء والنحل 4/116، منهاج السنة النبوية لابن تيمية 7/319.</ref>.
سطر 74:
قال البيهقي في كتابه الاعتقاد عن هذا الحديث<ref>الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث للبيهقي ص354.</ref>: "وأما حديث الموالاة فليس فيه إن صح إسناده نص على ولاية علي بعده، فقد ذكرنا من طرقه في كتاب الفضائل ما دل على مقصود النبي(صلى الله عليه وسلم) من ذلك، وهو أنه لما بعثه إلى اليمن كثرت الشكاة عنه وأظهروا بغضه، فأراد النبي(صلى الله عليه وسلم) أن يذكر اختصاصه به ومحبته إياه، ويحثهم بذلك على محبته وموالاته وترك معاداته، فقال: (من كنت وليه فعلي وليه)، وفي بعض الروايات: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)، والمراد به ولاء الإسلام ومودته، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضا ولا يعادي بعضهم بعضا.
 
قال الشافعي في معنى قول النبي{{صلوات}} لعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه): (من كنت مولاه فعلي مولاه) يعني بذلك ولاء الإسلام، وذلك قول الله عز وجل::{{قرآن مصور|محمد|11}} (محمد 11) "<ref>راجع: تحفة الأحوذي للمباركفوري 10/148.ونقل هذا الأثر بسنده البيهقي في كتابه الاعتقاد ص354. </ref>.
 
=== الشهادتان عند طوائف أخرى ===
تستبعد بعض الطوائف كالقرآنيين الشهادة الثانية وتقول أنه لا توجد سوى شهادة واحدة وهي (أشهد ألا إله إلا الله) ويعتبروا أن ذكر محمد في الشهادة نوع من الشرك قال تعالى: {{قرآن مصور|الجن|18}}.<ref>[[سورة الجن]] الآية 18</ref> ، وقول تلك الطوائف قول باطل، وتفسير هذه الآية كما ورد في التفسير الميسر<ref>التفسير الميسر ص537 من تفسير سورة الجن آية رقم 18.</ref> "وأن المساجد لعبادة الله وحده,وحده، فلا تعبدوا فيها غيره، وأخلصوا له الدعاء والعبادة فيها، فإن المساجد لم تُبْنَ إلا ليعبد الله وحده فيها دون من سواه، وفي هذا وجوب تنزيه المساجد من كل ما يشوب الإخلاص لله,لله، ومتابعة رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم)". وقد ورد في عدد من الآيات أن محمداً
رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، وهي آيات صريحة في حجية السنة وفيها الرد على القرآنين<ref>كتاب الأم للشافعي، باب حكاية الطائفة التي ردت الأخبار كلها 7/287 فقد ذكر جملة من الآيات.</ref>.
فقال تعالى: {{{قرآن مصور|ال عمران|144}}.<ref>[[سورة ال عمران] الآية 144</ref>
سطر 94:
 
== الوصلات الخارجية ==
{{تصنيف كومنز|Shahada}}
* [http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1066 شروطها]
* [http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=1&book=65&toc=3834&page=3451&subid=30347 المبحث الخامس شروط الشهادتين ، موقع الشيخ عبدالله بن جبرين]
 
 
{{تصنيف كومنز|Shahada}}
{{مواضيع الإسلام}}
{{شريط بوابات|إسلام|محمد}}
السطر 102 ⟵ 104:
[[تصنيف:أركان الإسلام]]
[[تصنيف:توحيدية]]
[[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]
[[تصنيف:رموز السعودية الوطنية]]
[[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]
[[تصنيف:مصطلحات عربية]]