عبد الرحمن الكيلاني النقيب: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:عنونة مرجع غير معنون
سطر 24:
وَتَوَلَّى الْنَّقِيبُ رِئَاسَةَ [[الحكومة|الْحُكُومَةِ]] مَرَّتَيْنِ بَعْدَهَا أُسْنِدَتْ لِلْشَّخْصِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ وَالسِّيَاسِيِّ الْمُخَضْرَمِ [[عبد المحسن السعدون|عَبْدِ الْمُحْسِنِ السَّعْدُون]] عَامَ [[1922|1922 م]].
 
وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْكيلَانِيُّ النَّقِيبُ مِنْ أَشَدِّ الْمُتَمَسِّكِينَ [[الدولة العثمانية|بِالدُّولَةِ الْعُثْمَانِيَّةِ]] وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ لِل[[سلاطين الدولة العثمانية|سُّلْطَانِ الْعُثْمَانِيِّ]] [[عبد الحميد الثاني|عَبْدِ الْحَمِيدِ الثَّانِي]] وَلَقَدْ نَاصَرَهُ بِشِدِّةٍ فِي مَوْضُوعِ [[فلسطين|فِلَسْطِين]] وَهَذَا مَشْهُورٌ وَيُحْتَسَبُ لَهُ<ref>تاريخ الدولة العثمانية رجال ومواقف ، جمال الكيلاني وزياد الصميدعي .</ref>، لَكِنْ بَعْدَ زَوَالِ الْعُثْمَانِيينَ وَاحْتِلاَلِ الْإِنجليز لِلْبُلْدَانِ الْإِسْلاَمِيَّةِ أَصْبَحَ الْوَضْعُ مُعَقَّدَاً جِدَّاً فِي [[العراق|الْعِرَاقِ]] خُصُوصِاً بَعْدَ [[ثورة العشرين|ثُوْرَةِ الْعِشْرِينَ]] حَيْثُ تَصَرَّفَ النَّقِيبُ بِذَكَاءٍ سِيَاسِيٍّ مُنْقَطِعِ النَّظِيرِ حَيْثُ رَفَضَ أَنْ يَكُونَ مَلِكَاً عَلَى [[العراق|الْعِرَاقِ]] زُهْدَاً بِالْمُلْكِ وَلَكِنَّهُ وَافَقَ أَنْ يَكُونَ [[رئيس الوزراء|رَئِيسَاً لِلْوُزَرَاءِ]] حَقْنَاً لِدِمَاءِ [[مسلم|الْمُسْلِمِينَ]] مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ ([[أهل السنة والجماعة|السُّنَّةِ]] و[[الشيعة|الشِّيعَةِ]]) وَحِرْصَاً مِنْهُ وَهْوَ الرَّجُلُ السَّبْعِينِي عَلَى بِنَاءِ دَوْلَةِ الْقَانُونِ وَتَأْسِيسِ دَوْلَةٍ عِرَاقِيَّةٍ حَدِيثَةٍ وَكَانَ بِإِمْكَانِ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ مَلِكَاً عَلَى [[العراق|الْعِرَاقِ]] لَكِنَّهُ آثَرَ مَصْلَحَةَ [[بلد|الْبَلَدِ]] عَلَى مَصْلَحَتِهِ<ref>غسان العطية ، تاريخ العراق ، لندن ، 1988</ref>، وَمِنَ الْجَدِيرِ بِالذِّكْرِ أَنَّ الدكتور يَقْظَان سَعْدُون الْعَامِر فِي [[جامعة بغداد|جَامِعَةِ بَغْدَاد]] مِنْ أَبْنَاءِ مَدِينَةِ [[السماوة|السّمَاوَةِ]] أَكَّدَ فِي مُحَاضَرَاتِهِ فِي مَعْهَدِ التَّارِيخِ وَأَمَامَ حَشْدٍ مِنَ الطَّلَبَةِ بَعْدَ أَنِ اطَّلَعَ عَلَى وَثَائِقَ بَرِيطَانِيَّةٍ بِ[[لندن]] تُؤَكِّدُ وَطَنِيَّةَ النَّقِيبِ وَإِيثَارِهِ مَصْلَحَةِ الْوَطَنِ عَلَى الْعَكْسِ مِمَّا يُشَاعُ ضِدَّهُ <ref>يقظان سعدون العامر ، محاظرات في تاريخ العراق الحديث والمعاصر، مخطوط 2000</ref>، فَالنَّقِيبُ عَاشَ أَغْلَبَ عُمُرِهِ عُثْمَانِيّاً قَلْبَاً وَقَالِبَاً لَكِنَّهُ كَانَ سِيَاسِيَّاً وَتَعَلَّمَ مِنْ أُسْتَاذِهِ السُّلْطَانِ [[عبد الحميد الثاني|عَبْدِ الْحَمِيدِ الثَّانِي]] مَا هِيَ [[سياسة|السِّيَاسَةُ]] وَفُنُونُهَا وَكَيْفَ تُدَارُ فَلَيْسَ عَيْبَاً أَنْ يَضَعَ النَّقِيبُ بَلَادَهُ نُصْبَ عَيْنِهِ وَيَتَعَامَلَ مَعَ الْأَعْدَاءِ وَغَيْرِهِمْ وَهَذَا مَا أَقَرَّهُ الْمُؤَرِّخُ وَالدكتور [[كمال مظهر أحمد|كَمَال مظهر أَحْمَد]] وَالْمُؤَرِّخُ وَ[[دكتور|الدُّكْتُور]] [[عماد عبد السلام رؤوف|عِمَاد عَبْدُ السَّلَامِ رَؤُوف]] وَالْمُؤَرِّخُ وَ[[دكتور|الدُّكْتُور]] [[سالم الآلوسي|سَالِمُ الآلُوسِي]] وَ[[دكتور|الدُّكْتُور]] يَقْظَان سَعْدُون الْعَامِر<ref name=مولد تلقائيا2>براكماتية عبد الرحمن الكيلاني النقيب ، للدكتور جمال الدين فالح الكيلاني - مجلة فكر حر بغداد 2011.</ref>.
 
== الْحُكُومَةُ الْوَطَنِيَّةُ الْمُؤَقَّتَةُ ==
سطر 31:
بَعْدَ أَنْ عُقِدَ مُؤْتَمَرُ [[القاهرة|الْقَاهِرَةُ]] عَامَ [[1920|1920 م]] عَلَى أَثَرِ [[ثورة العشرين|ثَوْرَةِ الْعِشْرِينَ]] فِي [[العراق|الْعِرَاقِ]] ضِدَّ [[الاحتلال البريطاني للعراق|الْاحْتِلَالِ الْبَرِيطَانِيِّ]] وَضِدَّ سِيَاسَةِ تَهْنِيدِ [[العراق|الْعِرَاقِ]]، أَصْدَرَ الْمَنْدُوبُ السَّامِيِّ الْبَرِيطَانِيِّ [[بيرسي كوكس]] أَوَامِرَهُ بِتَشْكِيلِ حُكُومَةٍ وَطَنِيَّةٍ عِرَاقِيَّةٍ انْتِقَالِيَّةٍ بِرِئَاسَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكيلَانِيِّ النَّقِيبِ وَتَشْكِيلِ الْمَجْلِسِ التَّأْسِيسِيِّ الَّذِي تَوَلَّى مِنْ ضِمْنِ الْعَدِيدِ مِنَ الْمَهَامِ انْتِخَابَ مَلِكٍ عَلَى عَرْشِ [[العراق|الْعِرَاقِ]]، وَتَشْكِيلَ [[وزارة|الْوِزَارَاتِ]] وَالْمُؤَسَّسَاتِ وَالدَّوَائِرِ الْعِرَاقِيَّةِ، وَاخْتِيَارَ السَّاسَةِ [[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] لِتَوَلِّي الْمَهَامِّ الْحُكُومِيِّةِ.
 
كَمَا تَمَّ وَضْعُ مُسْتَشَارٍ إنجليزي بِجَانِبِ كُلِّ وَزِيرٍ وَأَعْلَنَتْ [[بريطانيا|بَرِيطَانِيَا]] عَنْ رَغْبَتِهَا فِي إِقَامَةِ مَلَكِيَّةٍ عِرَاقِيَّةٍ، حَيْثُ رَشَّحَ [[عراقيون|الْعِرَاقِيُّونَ]] مِنْ خِلَالِ مَجْلِسِهِمُ التَّأْسِيسِيِّ الْأَمِيرَ [[فيصل الأول|فَيْصَل]] بْنَ [[حسين بن علي الهاشمي|الشَّرِيفِ حُسَيْنٍ]] مَلِكَاً عَلَى [[العراق|الْعِرَاقِ]]، فِي 23 [[أغسطس|آب (أغسطس)]] [[1921|1921 م]] بَعْدَ إِجْرَاءِ الْانْتِخَابَاتِ فِي الْمَجْلِسِ كَانَتْ نَتِيجَتُهَا 96% لِ[[فيصل الأول|فَيْصَل]]. وَأَجْبَرَتْ [[المملكة المتحدة|بَرِيطَانِيَا]] [[فيصل الأول|فَيْصَل]] عَلَى تَوْقِيعِ مُعَاهَدَةٍ مَعَهَا فِي 10 [[أكتوبر|تِشْرِينَ الْأَوَّل (أُكْتُوْبَر)]] [[1922|1922 م]]، تَضَمَّنَتْ بَعْضَ أُسُسَ الْانْتِدَابِ الْبَرِيطَانِيِّ.<ref name=مولد تلقائيا1>الحركة الوطنية في العراق ، للدكتور عبد الأمير هادي العكام -رسالة دكتوراة جامعة القاهرة 1966.</ref><ref>براكماتية عبدname=مولد الرحمنتلقائيا2 الكيلاني النقيب ، للدكتور جمال الدين فالح الكيلاني - مجلة فكر حر بغداد 2011.</ref>.
 
== أَهَمُّ أَعْمَالِ حُكُومَتِهِ ==
سطر 40:
* اسْتِدْعَاءُ [[ضابط|الضُّبَّاطِ]] الْعِرَاقِيِّينَ الَّذِينَ عَمِلُوا فِي [[الحجاز|الْحِجَازِ]] وَ[[سوريا|سُورِيَا]] خِلَالَ [[الثورة العربية الكبرى|الثَّوْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْكُبْرَى]] [[1916|1916 م]].
* إِنْشَاءُ الدَّوَّاوِينَ وَ[[وزارة|الْوِزَارَاتِ]] وَالدَّوَائِرِ الرَّسْمِيَّةِ.
* رَبْطُ [[العراق|الْعِرَاقِ]] بِمَنْظُومَةِ حُسْنِ جِوَارٍ [[دولة|لِلدُّوَلِ]] الْمُجَاوِرَةِ قَائِمَةٍ عَلَى احْتِرَامِ [[العراق|الْعِرَاقِ]] كَ[[بلد|بَلَدٍ]] مُسْتَقِلٍّ<ref>الحركة الوطنيةname=مولد فيتلقائيا1 العراق ، للدكتور عبد الأمير هادي العكام -رسالة دكتوراة جامعة القاهرة 1966.</ref>.
 
== الْمَجْلِسُ التَّأْسِيسِيِّ الْعِرَاقِيِّ ==
سطر 46:
صَدَرَتِ الْإِرَادَةُ الْمَلَكِيَةُ فِي 19 [[أكتوبر|تِشْرِين الْأَوَّل (أُكْتُوْبَر)]] [[1922|1922 م]] بِتَشْكِيلِ الْمَجْلِسِ التَّأْسِيسِيِّ لِيُقِرَّ تَأْسِيسِ [[وزارة|الْوِزَارَاتِ]] وَالْمُؤَسَّسَاتِ الْحُكُومِيَّةِ وَصِيَاغَةِ [[دستور|دُسْتُورِ]] [[المملكة|الْمَمْلَكَةِ]] ، وَقَانُونِ انْتِخَابِ [[مجلس النواب العراقي|مَجْلِسِ النُّوَّابِ]]، وَالْمَعَاهَدَةِ الْعِرَاقِيَّةِ الْبَرِيطَانِيَّةِ. وَاخْتِيرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْكيلَانِيُّ النَّقِيبُ أَوَّلَ [[رئيس الوزراء|رَئِيسٍ وُزَرَاءٍ]] فِي [[المملكة العراقية|الْمَمْلَكَةِ الْعِرَاقِيَّةِ]]، ثُمَّ خَلَفَهُ الشَّخْصِيَّةُ الْوَطَنِيَّةُ [[عبد المحسن السعدون|عَبْدُ الْمُحْسِنِ السَّعْدُون]]، كَمَا سَمَحَ الْمَلِكُ [[فيصل الأول|فَيْصَل]] بِإِنْشَاءِ [[حزب سياسي|الْأَحْزَابِ السِّيَاسِيَّةِ]] عَلَى النَّمَطِ الْأُورُوبِّيِ فِي عَامِ [[1922|1922 م]]. وَفِي عَامِ [[1924|1924 م]] تَمَّ التَّصْدِيقُ عَلَى مَعَاهَدَةِ [[1922|1922 م]] الَّتِي تُؤَمِّنُ اسْتِقْلَالَ [[العراق|الْعِرَاقِ]] وَدُخُولَهُ [[عصبة الأمم|عُصْبَةَ الْأُمَمِ]] وَحَسْمَ [[مشكلة الموصل|مُشْكِلَةِ الْمُوصِلِ]].
 
وَقَدْ تَشَكَّلَ الْمَجْلِسُ مِنَ الشَّخْصِيَّاتِ الْبَارِزَةِ وَالْفَاعِلَةِ مِنْ مَدَنِيِّينَ وَعَسْكَرِيِّينَ عَلَى السَّاحَةِ الْوَطَنِيِّةِ، وَالَّذِينَ لَعِبُوا دَوْرَاً فِي [[استقلال|اسْتِقْلَالِ]] [[العراق|الْعِرَاقِ]] وَتَأْسِيسِ [[دولة|دَوْلَتِهِ]]، مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْكيلَانِيُّ النَّقِيبُ وَ[[عبد المحسن السعدون|عَبْدُ الْمُحْسِنِ السَّعْدُون]] الَّذِي أَصْبَحَ لَاحِقَاً رَئِيسَاً لِلْوُزَرَاءِ وَ[[بكر صدقي|بَكْر صِدْقِي]] الَّذِي قَادَ أَوَّلَ [[انقلاب عسكري|انْقِلَابٍ عَسْكَرِيِّ]] فِي الْمِنْطَقَةِ عَامَ [[1936|1936 م]] وَ[[رشيد عالي الكيلاني|رَشِيد عَالِي الْكيلَانِيّ]] الَّذِي أَصْبَحَ عَامَ [[1941|1941 م]]، [[رئيس الوزراء|رَئِيسَاً لِوُزَرَاءِ]] حُكُومَةِ الْإِنْقَاذِ بَعْدَ دُخُولِ [[العراق|الْعِرَاقِ]] فِي [[الحرب العالمية الثانية|الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ]] وَالْفَرِيقُ [[نوري السعيد|نُورِي السَّعِيد]] وَالْفَرِيقُ [[جعفر العسكري|جَعْفَرُ الْعَسْكَرِيّ]] الَّذِي تَوَلَّى [[وزارة الدفاع|وِزَارَةَ الدِّفَاعِ]]، وَ[[عبد الوهاب بيك النعيمي|عَبْدُ الْوَهَّابِ بيك النُّعَيْمِي]] الَّذِي كَانَ نَاشِطَاً فِي الْجَمْعِيَّاتِ السِّرِّيَّةِ الَّتِي تَدْعُو لِ[[استقلال|اسْتِقْلَالِ]] [[العراق|الْعِرَاقِ]]، وَالَّذِي جَمَعَ وَدَوَّنَ الْمُرَاسَلَاتِ وَالْمُدَاوَلَاتِ الَّتِي سُمِّيَتِ "مُرَاسَلَاتِ تَأْسِيسِ [[العراق|الْعِرَاقِ]]" وَالَّتِي تَتَضَمَّنُ الْحَقَائِقَ وَالْأَحْدَاثَ وَرَاءِ الْكَوَالِيسَ الَّتِي لَعِبَتْ دَوْرَاً فِي تَأْسِيسِ الْمَجْلِسِ التَّأْسِيسِيِّ وَ[[دولة|الدَّوْلَةِ]] الْعِرَاقِيَّةِ عَامَ [[1921|1921 م]].<ref>براكماتية عبدname=مولد الرحمنتلقائيا2 الكيلاني النقيب ، للدكتور جمال الدين فالح الكيلاني - مجلة فكر حر بغداد 2011.</ref><ref>الحركة الوطنيةname=مولد فيتلقائيا1 العراق ، للدكتور عبد الأمير هادي العكام -رسالة دكتوراة جامعة القاهرة 1966.</ref>.
 
== أُسْرَتُهُ ==
سطر 56:
عَارَضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ النَّقِيبُ الْوُجُودَ الْبَرِيطَانِيَّ فِي [[العراق|الْعِرَاقِ]] [[فتوى|بِفَتْوَى]] شَرْعِيَّةٍ هِيَ عَدَمُ حَقِّهِمْ فِي حُكْمِ [[العراق|الْعِرَاقِ]]، وَعِنْدَمَا وَقَفَ خَطِيبَاً أَمَامَ [[غيرترود بيل]] الَّتِي عُرِفَتْ بَيْنَ [[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] بِـ"مس بيل" لِيَقُولَ لَهَا: "[[خاتون|خَاتُون]]، إِنَّ أُمَّتَكُمْ ثَرّيَّةٌ وَقَوِيَّةٌ، فَأَيْنَ قُوَّتُنَا نَحْنُ؟ إِنَّنِي أَعْتَرِفُ بِانْتِصَارَاتِكُمْ، وَأَنْتُمُ الْحُكَّامُ وَأَنَا الْمَحْكُومُ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ لَنْ يَدُومَ وَحِينَ أُسْأَلُ عَنْ رَأْيِي فِي اسْتِمْرَارِ الْحُكْمِ الْبَرِيطَانِيِّ، أُجِيبُ بِأَنَّنِي مِنْ رَعَايَا الْمُنْتَصِرِ، إِنَّكُمْ يًا [[خاتون|خَاتُون]] تَفْهَمُونَ صِنَاعَةَ الْحُكْمِ وَلَكِنْ لَا تَفْهَمُونَ إِرَادَةَ الشُّعُوبِ الْكَارِهَةِ لَكُمْ وَغَدَاً لَنَاظِرُهُ قَرِيبٌ".
 
وَقَالَ لَهَا: "إِنَّكُمْ بَذَلْتُمُ الْأَمْوَالَ وَالنُّفُوسَ فِي سَبِيلِ ذَلِكَ، وَلَكُمُ الْحَقُّ فِي أَنْ تَنْعَمُوا بِمَا بَذَلْتُمْ وَلَنَا الْحَقُّ فِي الثَّوْرَةِ ضِدَّكُمْ" وَأَضَافَ: أَنَّهُ مَنَعَ أَفَرَادَ أُسْرَتِهِ مِنَ التَّدَخُّلِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِمْ، لَكِنَّ الْكَثِيرِينَ مِنَ النَّاسِ جَاؤُوا يَطْلُبُونَ مَشُورَتَهُ، فَأَجَابَهُمْ أَنَّ الْإِنجليز فَتَحُوا هَذِهِ الْبِلَادَ وَأَرَاقُوا دِمَاءَهُمْ فِي تُرْبَتِهَا وَبَذَلُوا أَمْوَالَهُمْ مِنْ أَجْلِهَا، فَلَا بُدَّ لَهُمْ مِنَ التَّمَتُّعِ بِمَا فَازُوا بِهِ شَأْنَ الْفَاتِحِينَ الْآخَرِينَ، وَلَكِنْ مِنْ حَقِّ [[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] أَنْ يَنْتَفِضُوا ضِدَّ [[احتلال|الْاحْتِلَالِ]] وَيَجِبُ اسْتِخْدَامُ كُلَّ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ [[حرية|الْحُرِّيَّةِ]] وَ[[حرب|الْحَرْبُ]] خُدْعَةٌ<ref name=مولد تلقائيا3>عبد الرحمن النقيب ، رجاء الخطاب ، المؤسسة العربية ، 1981.</ref>.
 
وَعِنْدَمَا احْتَلَّتْ [[المملكة المتحدة|بَرِيطَانِيَا]] [[العراق|الْعِرَاقَ]]، وَكَلَّفَتْ حُكُومَتُهَا [[سير (لقب)|السِّير]] [[أرنولد ويلسون]] وَكِيلَ الْحَاكِمِ الْمَدَنِيِّ الْعَامِّ فِي [[العراق|الْعِرَاقِ]] فِي آخِرِ [[نوفمبر|تِشْرِين الثَّانِي (نُوفَمْبِر)]] [[1918|1918 م]] بِاسْتِفْتَاءِ [[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] فِي شَكْلِ [[دولة|الدَّوْلَةِ]] الَّتِي يُرِيدُونَ إِقَامَتَهَا وَالرَّئِيسِ الَّذِي يَخْتَارُونَهُ لَهَا، وَلَمَّا ظَهَرَتِ النَّتَائِجُ قَرَّرَ [[ويلسون|أرنولد ويلسون]] إِيفَادَ [[غيرترود بيل|بيل]] إلَى [[لندن]] لِكَيْ تَشْرَحَ لِلْمَسْؤُولِينَ وَضْعَ [[العراق|الْعِرَاقِ]] وَنَتَائِجَ [[استفتاء عام|الْاسْتِفْتَاءِ]]، وزَارَتْ [[غيرترود بيل|بيل]] السَّيِّدَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ النَّقِيبَ فِي دَارِهِ فِي [[فبراير|شُبَاط (فِبْرَايِر)]] [[1919|1919 م]] قُبَيْلَ سَفَرِهَا إِلَى [[لندن]]، فَقَالَ لَهَا: "إِنَّ [[استفتاء عام|الْاسْتِفْتَاءَ]] حَمَاقَةٌ وَسَبَبٌ لِلْاضْطِرَابِ وَالْقَلَاقِلِ"، وَأَضَافَ: "لَوْ أَن [[سير (لقب)|السِّير]] [[بيرسي كوكس]] مَوْجُودٌ لَمَا كَانَتْ هُنَاكَ حَاجَةٌ لِ[[استفتاء عام|اسْتِفْتَاءِ]] النَّاسِ عَنْ رَأْيِهِمْ فِي مُسْتَقْبَلِ الْبِلَادِ لِأَنَّ النَّاسَ بِصَرَاحَةٍ كَارِهُونَ لَكُمْ وَمَنْ يَقْبَلُ بِالْهَوَانِ يَا [[خاتون|خَاتُون]]. الشَّعْبُ [[عراقيون|الْعِرَاقِيَّ]] غَيُّورٌ عَلَى نَفْسِهِ وَنَاسِهِ"، وَلَامَ النَّقِيبُ [[حكومة|الْحُكُومَةَ]] الْبَرِيطَانِيَّةَ عَلَى تَعْيِينِهَا [[كوكس|بيرسي كوكس]] [[سفير|سَفِيرَاً]] لَهَا فِي [[طهران|طَهْرَان]]، مُعْتَبِرَاً أَنَّ هُنَاكَ أَلْفٌ وَمِائَةُ رَجُلٍ بِوِسْعِهِمْ أَنَّ يَشْغَلُوا مَنْصِبَ [[سفارة|السَّفَارَةِ]] فِي [[طهران|طَهْرَان]]، وَلَكِنْ لَا يَلِيقُ بِ[[العراق|الْعِرَاقِ]] سِوَى [[كوكس|بيرسي كوكس]] الرَّجُلِ الَّذِي حَنَّكتْهُ الْأَيَّامُ وَالْمَعْروفِ وَالْمَحْبُوبِ وَمَوْضِعُ ثِقَةِ أَهْلِ [[العراق|الْعِرَاقِ]] عَلَى حَدِّ رَأْيِهِ لِأَنَّهُ يَعْرِفُ قُوَّةَ [[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] وَسَعْيِهِمْ [[استقلال|لِلْاسْتِقْلَالِ]]، (يُذْكَرُ أَنَّ النَّقِيبَ كَانَ يَكْرَهُ أَنَّ يَرَى أَحَدَ أَنْجَالِ [[حسين بن علي الهاشمي|الشَّرِيفِ حُسَيْنٍ]] حَاكِمَاً فِي [[العراق|الْعِرَاقِ]] لِأَنَّهُ كَانَ مُتَعَصِّبَاً [[العراق|لِلْعِرَاقِ]] و[[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] وَلَكِنْ شَاءَتِ الظُّرُوفُ أَنْ يَحْكُمَ أَنْجَالُ [[حسين بن علي الهاشمي|الشَّرِيفِ حُسَيْنٍ]] وَلَمْ يُمَانِعْ).
سطر 64:
وَعِنْدَمَا شَنَّ بَعْضِ الْبَرِيطَانِيِّينَ فِي صَحَافَتِهِمْ وَفِي [[مجلس العموم البريطاني|مَجْلِسِ الْعُمُومِ الْبَرِيطَانِيِّ]] وَ[[لورد(لقب)|اللُّورْدَاتِ]] حَمْلَةً عَلَى [[حكومة|الْحُكُومَةِ]] الْبَرِيطَانِيَّةِ لِإِجْبَارِهَا عَلَى سَحْبِ قَوَّاتِهَا مِنَ [[العراق|الْعِرَاقِ]] قَالَ النَّقِيبُ: "إِنَّهُ لَا يَفْهَمُ كَيْفَ تَسْمَحُ [[حكومةالحكومة]] الْبَرِيطَانِيَّةِ بِاسْتِمْرَارِ هَذَا الْكَلَامِ الْمُزْعِجِ"، لِأَنَّهُ يُرِيدُ أَفْعَالَاً لَا أَقْوَالَاً وَهَذَا هُوَ سِرُّ نَجَاحِهِ فِي إِدَارَةِ [[دولة|الدَّوْلَةِ]] الْأُولَى، وَحِينَ حَدَّدَ مَسْؤُولٌ إِنْجليزي بَقَاءَ [[احتلال|الْاحْتِلَالِ]] سَنَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَتَقَرَّرَ مَصِيرُ "الْإِمَارَةِ" قَالَ النَّقِيبُ: "لِتَكُنْ مَصْلَحَةِ [[العراق|الْعِرَاقِ]] فَوْقَ الْجَمِيعِ وَ[[احتلال|الْاحْتِلَالُ]] زَائِلٌ لَا مَحَالَةً".
 
وَلَقَدْ ذَيَّلَ النَّقِيبُ تَوْقِيعَهُ عَلَى الْاتِّفَاقِيَّةِ بِالْعِبَارَةِ التَّالِيَةِ: "صَاحِبُ السَّمَاحَةِ وَالْفَخَامَةِ [[سير (لقب)|السِّير]] [[سيد (اسم)|السَّيِّدُ]] عَبْدُ الرَّحْمَنِ [[أفندي|أَفَنْدِي]] جي بي أَيْ [[رئيس الوزراء|رَئِيسُ الْوُزَرَاءِ]] وَنَقِيبُ أَشْرَافِ [[بغداد|بَغْدَاد]]"، رُبَّمَا لِإِعْطَاءِ الْاتِّفَاقِّيَّةِ مَسْحَةً دِينِيةً وَقُدْسِيَّةً خَاصَةً تَحُولُ دُونَ تَجَرُّؤِ أَحَدِ مِنَ الْبَرِيطَانِيِّينَ مِنْ نَقْضِهَا وَالْالْتِفَافِ عَلَى [[استقلال|اسْتِقْلَالِ]] [[العراق|الْعِرَاقِ]] وَالْاعْتِرَاضِ عَلَيْهَا. إِنَّ إِدَارَةَ [[وقف (إسلام)|أَوْقَافِ]] [[الحضرة القادرية|الْحَضْرَةِ الْقَادِرِيَّةِ]] تَمْتَلِكُ عَشَرَاتِ الْوَثَائِقِ الْخَاصَّةِ بِالسَّيِّدِ النَّقِيبِ<ref> براكماتية عبد الرحمن الكيلاني النقيب ، للدكتور جمال الدين فالح الكيلاني - مجلة فكر حر بغداد 2011.</ref> الَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ وَطَنِيَّاً مِنَ الطِّرَازِ الْأَوَّلِ.<ref>عبد الرحمنname=مولد النقيبتلقائيا3 ، رجاء الخطاب ، المؤسسة العربية ، 1981.</ref><ref>مذكرات احمد مختار بابان ، كمال مظهر احمد ، مكتبة النهضة ، عمان ، 1999</ref><ref>براكماتية عبدname=مولد الرحمنتلقائيا2 الكيلاني النقيب ، للدكتور جمال الدين فالح الكيلاني - مجلة فكر حر بغداد 2011.</ref><ref>الحركة الوطنيةname=مولد فيتلقائيا1 العراق ، للدكتور عبد الأمير هادي العكام -رسالة دكتوراة جامعة القاهرة 1966.</ref>.
 
== مِنْ مُؤَلَّفَاتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكيلَانِيِّ النَّقِيبِ ==
سطر 70:
[[كتاب|كِتَابُ]] "الْفَتْحِ الْمُبِينِ" وَهْوَ [[كتاب|كِتَابٌ]] فِي تَرْجَمَةِ جَدِّهِ الشَّيْخِ [[عبد القادر الجيلاني|عَبْدِ الْقَادِرِ الْجيلَانِيِّ]]، وَلِحَفِيدِهِ الدَّاعِيَةِ [[عفيف الدين الجيلاني|عَفِيفِ الدِّينِ الْجيلَانِيِّ]] تَعْلِيقَاتٍ مُهِمَّةٍ، فِيهَا مَعْلُومَاتٌ وَثَائِقِيَةٌ عَنْهُ وَعَنْ أَوْلَادِهِ وَطَرِيقَتِهِ [[صوفية|الصُّوفِيَّةِ]] وَالرَّدِ عَلَى مُخَالِفِيهِ، وَ[[كتاب|لِلْكِتَابِ]] طَبْعَتَانِ قَدِيمَتَانِ تَخْتَلِفُ إِحْدَاهُمَا عَنِ الْأُخْرَى مِنْ نَاحِيَةِ الْمَادَّةِ.
 
وَفِي [[سارة خاتون|مُسَلْسَلِ سَارَة خَاتُون]] الَّذِي عَرَضْتُهُ [[قناة الشرقية|قَنَاةُ الشَّرْقِيَّةِ]] — تَفَاصِيلٌ عَنْ سِيرَتِهِ وَدَوْرِهِ فِي الْحَيَاةِ [[بغداد|الْبَغْدَادِيَّةِ]] فِي عَهْدِ [[الدولة العثمانية|الدَّوْلَةِ الْعُثْمَانِيَّةِ]].<ref>مقابلة مع الشيخ عفيف الدين الكيلاني_حفيد النقيب، جمال الدين فالح الكيلاني ،مذكرة في كولمبور، سنة 2014</ref><ref>براكماتية عبدname=مولد الرحمنتلقائيا2 الكيلاني النقيب ، للدكتور جمال الدين فالح الكيلاني - مجلة فكر حر بغداد 2011.</ref>.
 
== عَالِمُ الْاجْتِمَاعِ [[علي الوردي|عَلِيّ الْوَرْدِّي]] والسَّيِّدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْكيلَانِيِّ النَّقِيبُ ==