مملكة القوط الغربيين: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 25:
|خريطة = Visigothic_Kingdom.png
|تسمية الخريطة = أكبر توسع جغرافي لمملكة القوط الغربيين.
|اللغة= [[لغة لاتينية|لاتينية]],، [[لغة قوطية|قوطية]] (تتحدث بها النخبة)
لغات أخرى منتشرة بشكل أقل : [[لغة باسكية|اللغة البشكنسية]]، [[لغة غالية|اللغة الغالية]] واللغات الأيبيرية.
|الديانة = [[آريوسية]],، [[عقيدة نيقية|المسيحية النيقية]],، [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]],، و[[يهودية|اليهودية]] وبعض السكان الوثنيون.
|الحاكم1 = الملك وُاليا (الأول).
|فترة الحاكم1 = 418-419
سطر 38:
'''مملكة القوط الغربيين''' هي مملكة جرمانية سيطرت على [[شبه جزيرة أيبيريا]] وعلى ما يعرف الآن بجنوب غرب [[فرنسا]] منذ القرن الخامس وحتى القرن الثامن الميلادي، وهي إحدى الدول [[جرمانيون|الجرمانية]] التي استقلت عن [[الإمبراطورية الرومانية الغربية]]. نشأت تلك المملكة بعدما أسكنت الحكومة الرومانية [[قوط غربيون|القوط الغربيين]] بقيادة الملك {{وصلة إنترويكي|تر=Wallia|عر=فاليا}} في إقليم [[آكيتين|أقطانية]] جنوب غرب فرنسا، ثم توسعت بعد ذلك واحتلت كل شبه جزيرة أيبيريا. حافظت المملكة على استقلالها عن الإمبراطورية الرومانية الشرقية بالمعروفة ب[[الإمبراطورية البيزنطية]]، حيث لم تنجح محاولات إعادة السلطة الرومانية في أيبيريا إلا جزئيًا ولفترة قصيرة الأجل. زمع بداية القرن السادس، فقدت المملكة أراضيها في بلاد الغال أمام [[فرنجة|الفرنجة]]، محتفظة بالشريط الساحلي الضيق في [[سبتمانيا]]، فيما أحكموا القوط سيطرتهم على أيبيريا بنهاية ذاك القرن بعد إخضاع [[سويبيون|السويبيين]] و[[باسكيون|البشكنس]]. في تلك الفترة، اختفت بشكل كبير [[التمييز العرقي|العنصرية]] بين السكان الهسبانيين الرومان والقوط (حيث تراجعت {{ال|لغة|قوطية}}، واقتصرت على الكنائس بعدما اعتنق القوط [[الكاثوليكية]] عام 589).<ref>Strategies of Distinction: Construction of Ethnic Communities, 300-800 (Transformation of the Roman World) by Walter Pohl, ISBN ISBN 90-04-10846-7 (p.119-121: dress and funerary customs cease to be distinguishing features in AD 570/580)</ref> أنهى كتاب {{وصلة إنترويكي|تر=Visigothic Code|عر=قوانين القوط الغربيين}} (الذي اكتمل عام 654 م) التمييز القديم في القوانين بين الرومان والقوط. قد غُزيت معظم مملكة القوط الغربيين على يد [[الفتح الإسلامي للأندلس|المسلمين]] عام 711 م، ولم تبق إلا أجزاء صغيرة في أقصى الشمال في أيدي المسيحيين، والتي كانت النواة لنشأة [[مملكة أستورياس]] التي أسسها نبيل محلي على الأرجح من أصل قوطي يدعى [[بيلايو|بلاي]] والتي خلفتها ممالك مسيحية أيبيرية التي قامت في النهاية بإسترداد [[شبه جزيرة أيبيريا]] من المسلمين.
 
في البداية أتبع القوط الغربيون وملوكهم الأوائل [[الآريوسية]] وهي طائفة مسيحية لا تؤمن بالتلثيث، وتصادموا مع الكنيسة الكاثوليكية، ولكن بعد إعتناقهم المسيحية الكاثوليكية، تدخلت الكنيسة بصورة كبيرة في الشؤون الدنيوية من خلال {{وصلة إنترويكي|تر=Councils of Toledo|عر=مجامع طليطلة}}. و وضعووضع القوط التشريع الأكثر علمانية في أوروبا الغربية، المسمى '''قوانين القوط الغربيين'''، الذي شكل الأساس للقانون الإسباني طوال العصور الوسطى.
 
== التاريخ ==
=== المملكة الاتحادية ===
[[ملف:Hispania 418 AD.PNG|thumbتصغير|المناطق التي استوطنها القوط الغربيون (الأحمر)، وتوزيع العرقيات في شبه الجزيرة الأيبيرية في حدود عام 418 م]]
بين عامي 407-409 م، تحالفت القبائل الجرمانية,الجرمانية، [[وندال|الوندال]] و[[ألانز|الألانز]] و[[سويبيون|السويبيين]]، {{وصلة إنترويكي|تر=Crossing of the Rhine|عر=عبور الراين|لعبور نهر الراين المجمد}} والانتشار في شبه الجزيرة الأيبيرية. وقد قاد القوط الغربيون في تلك الرحلة [[ألاريك الأول]] الذي اشتهر {{وصلة إنترويكي|تر=Sack of Rome (410)|عر=نهب روما (410)|نص=لنهبه روما عام 410}}، وأسره [[غاليا بلاسيديا]] شقيقة الإمبراطور [[هونوريوس]].
 
قضى [[أتولف]] (ملك القوط بين عامي 410-415)، السنوات القليلة التالية ينتقل بين الغال وإسبانيا، ولعب دورًا دبلوماسيًا بين قادة الجرمان والرومان المتنافسين واستطاع الاستيلاء على مدن مثل [[أربونة|ناربون]] و[[تولوز]] عام 413. وبعد زواجه من بلاسيديا، طلبه منه الإمبراطور هونوريوس دعم القوط الغربيون له لاستعادة السيطرة الرومانية الاسمية على إسبانيا من الوندال والألانز والسويبيين.
سطر 49:
في عام 418، كافأ هونوريوس القوط الغربيين بقيادة الملك [[فاليا]] (حكم بين عامي 415-419) بأن أقطعهم أراضي في وادي {{وصلة إنترويكي|تر=Gallia Aquitania|عر=غاليا أكيتانيا}} ليستقروا فيها. ومن المرجح أن القوط الغربيين لم يحصلوا في البداية على قدر كبير من الأراضي في المنطقة، إلا أنهم أصبح من حقهم جباية ضرائب المنطقة، حيث أصبح الأرستقراطيون الغاليون المحليون يدفعون ضرائبهم للقوط الغربيين بدلاً من الحكومة الرومانية.<ref name="Cambridge Ancient v. 14">{{مرجع كتاب|الأخير=Cameron|الأول=Ward |المؤلفين المشاركين=Perkins and Whitby |العنوان=The Cambridge Ancient HIstory - Volume XIV. Late Antiquity: Empire and Successors, A.D. 425–600|الصفحة=48}}.</ref>
 
[[ملف:Theodoric I by Fabrizio Castello 1560 1617.jpg|thumbتصغير|Right|[[ثيودوريك الأول]] بريشة [[فابريزيو كاستيلو]] (1560-1617).]]
 
ظلت [[تولوز]] عاصمة القوط الغربيين، مستقلة ''بحكم الأمر الواقع''، وسرعان ما بدأوا في التوسع في الأراضي الرومانية على حساب الإمبراطورية الغربية الضعيفة. وبقيادة [[ثيودوريك الأول]] (418–451)، هاجم القوط مدينة [[آرل]] في عامي 425 و430، و[[أربونة|ناربون]] عام 436، ولكن أوقفهم الجنرال [[أيتيوس|فلافيوس أيتيوس]] مستخدمًا [[الهون]]، وانهزم ثيودوريك عام 438. وبحلول عام 451، انعكس الوضع وغزا الهون بلاد [[الغال]]؛ وأصبح ثيودوريك يقاتل الآن مع الجنرال أيتيوس ضد [[أتيلا الهوني]] في {{وصلة إنترويكي|تر=Battle of the Catalaunian Plains|عر=معركة شالون}}. وتم صد أتيلا بقوة، ولكن قُتل ثيودوريك في المعركة.<ref>Cambridge Ancient v. 14, p. 113.</ref>
سطر 56:
 
=== مملكتهم في تولوز ===
[[ملف:Hispania 476 AD.PNG|thumbتصغير|شبه جزيرة أيبيريا حوالي عام 476.]]
في عام 466، قتل {{وصلة إنترويكي|تر=Euric|عر=يوريك}} شقيقه ثيودوريك وتُوّج ملك القوط الجديد. وبقيادة يوريك (466-484)، بدأ القوط التوسع في فرنسا وتعزيز وجودهم في إسبانيا. في عام 469، خاض يوريك سلسلة من الحروب مع [[سويبيون|السويبيين]] الذين سيطروا على بعض المناطق في لوسيتانيا، ونجح في السيطرة على معظم تلك المنطقة لتخضع لسيادة القوط، بما في ذلك [[مريدا (إسبانيا)|ماردة]]. كما هاجم يوريك الإمبراطورية الرومانية الغربية، واستولى على {{وصلة إنترويكي|تر=Hispania Tarraconensis|عر=هسبانيا الطركونية}} عام 472، آخر معاقل الحكم الروماني في إسبانيا. وبحلول عام 476، كان قد توسع جنوبًا حتى [[نهر الرون]] مستوليًا على [[آرل]] و[[مارسيليا]]، وشمالاً حتى نهر [[لوار|اللوار]]. وفي حملاته، اعتمد يوريك على عدد من الارستقراطيين الغالو-رومان والإسبانو-رومان الذين عملوا تحت إمرته كقادة. وتم الاعتراف رسميًا بمملكة القوط الغربيين عندما وقع الإمبراطور [[يوليوس نيبوس]] (473–480) تحالفًا مع يوريك، مانحًا إياه الأراضي الواقعة جنوب نهر اللوار وغرب نهر الرون مقابل الخدمة العسكرية، إضافة إلى الأراضي الموجودة في [[بروفنس]] (بما فيها آرل ومارسيليا). كما بقيت الأراضي في إسبانيا تحت السيطرة ''الفعلية'' للقوط الغربيين. وبعد أن خلع [[أودواكر]] [[رومولوس أوغستولوس]] آخر الأباطرة الرومانيين في الغرب، استرد يوريك [[بروفنس]] بسرعة، فلم يجد أودواكر أمامه إلا قبول ذلك في معاهدة.<ref>NC Medieval v. I, p. 167-171.</ref>
 
بحلول عام 500، سيطرت مملكة القوط الغربيين في [[تولوز]]، على [[غاليا أكتانيا]] و{{وصلة إنترويكي|تر=Gallia Narbonensis|عر=غاليا ناربونيا}} ومعظم هسبانيا باستثناء [[مملكة السويبيين في جليقية]] في الشمال الغربي والمناطق الصغيرة التي تسيطر عليها الشعوب الإسبانية، مثل [[باسكيون|البشكنس]] و{{وصلة إنترويكي|تر=Cantabri|عر=كانتابريون|نص=الكانتابريين}}. وأصدر نجل يوريك [[ألاريك الثاني]] (484–507) مجموعة جديدة من القوانين، وهي '''قوانين ألاريك''' وعقد مجلس الكنيسة في {{وصلة إنترويكي|تر=Agde|عر=آجد}}.
 
[[ملف:Battle between Clovis and the Visigoths.jpg|thumbتصغير|كلوفيس الأول يحارب القوط]]
 
دخل القوط الغربيون في صراع جديد مع الفرنجة بقيادة ملكهم [[كلوفيس الأول]]، الذي قام بغزو شمال الغال. وبعد حرب قصيرة مع الفرنجة، اضطر ألاريك إلى قمع التمرد في المقاطعة الطركونية، الذي حدث ربما بسبب الهجرة الأخيرة للقوط الغربيين إلى إسبانيا نظرًا للضغوط التي يتعرضون لها من الفرنجة. وفي عام 507، هاجمهم الفرنجة مرة أخرى، متحالفين هذه المرة مع [[برغنديون|البرغنديين]]. وقُتل ألاريك الثاني في {{وصلة إنترويكي|تر=Battle of Vouillé|عر=معركة فوييه}} بالقرب من [[بواتييه]]، واحتُلت تولوز. وبحلول عام 508، كان القوط قد فقدوا معظم ممتلكاتهم الفرنسية باستثناء [[سبتمانيا]] في الجنوب.<ref>Cambridge Ancient v. 14, p. 113-114.</ref>
 
=== مملكة هسبانيا الأريوسية ===
[[ملف:Hispania 560 AD.PNG|thumbتصغير|leftيسار|هسبانيا القوطية الغربية ومقاطعة إسبانيا البيزنطية، حوالي عام 560 م]]
بعد وفاة ألاريك الثاني، تولى ابنه غير الشرعي {{وصلة إنترويكي|تر=Gesalec|عر=غيساليك}} السلطة حتى خلعه الملك [[ثيودوريك العظيم]] حاكم [[مملكة القوط الشرقيين]]، الذي غزاه وهزمه في [[برشلونة]]. فر غيساليك وأعاد تنظيم الصفوف، ولكنه هُزم مرة أخرى في [[برشلونة]]، ووقع في الأسر وقُتل. فقام ثيودوريك بتنصيب حفيده {{وصلة إنترويكي|تر=Amalaric|عر=أمالاريك}} (511–531) نجل ألاريك الثاني، ملكًا على القوط الغربيين. ومع ذلك، كان أمالاريك لا يزال طفلاً وظلت السلطة في إسبانيا في يد القائد القوطي الشرقي والوصي {{وصلة إنترويكي|تر=Theudis|عر=ثيوديس}}. ولم يتولى أمالاريك سلطته على المملكة إلا بعد وفاة ثيودوريك عام 526. لم يدم حكمه طويلاً، وهزم أمالاريك، كما حدث عام 531، على يد ملك الفرنجة [[شيلدبرت الأول]] وقتل بعد ذلك في برشلونة. وبعد ذلك، أصبح [[ثيوديس]] (531–548) الملك. ووسع سيطرة القوط على المناطق الجنوبية، ولكنه قتل أيضًا بعد الغزو الفاشل لإفريقيا. عانت إسبانيا القوطية من حرب أهلية في عهد الملك {{وصلة إنترويكي|تر=Agila I|عر=أجيلا الأول}} (549–554)، مما دفع الإمبراطور الروماني/البيزنطي [[جستينيان الأول]] لإرسال جيش وتأسيس مقاطعة صغيرة تسمى إسبانيا تتبع [[الإمبراطورية البيزنطية]] على طول ساحل جنوب إسبانيا. وقتل أجيلا في النهاية، وأصبح عدوه {{وصلة إنترويكي|تر=Athanagild|عر=آثاناغيلد}} (552–568) هو الملك الجديد. هاجم آثاناغيلد البيزنطيين، لكنه لم يتمكن من طردهم من جنوب إسبانيا، واضطر للاعتراف رسميًا ب[[سيادة]] الإمبراطور.
 
[[ملف:Hispania 586 AD.PNG|thumbتصغير|leftيسار|خريطة توضح فتوحات ليوفيغيلد حوالي عام 586]]
كان ملك القوط التالي الملك {{وصلة إنترويكي|تر=Liuvigild|عر=ليوفيغيلد}} (569-21 أبريل 586). كان قائدًا عسكريًا ناجحًا وهو الذي وحّد القوط الغربيين في إسبانيا. شن ليوفيغيلد حملة ضد الرومان في الجنوب في سبعينيات القرن السادس، واسترد [[قرطبة (إسبانيا)|قرطبة]] بعد أن ثارت مجددًا. كما قاتل أيضًا في الشمال ضد السويبيين والعديد من الدويلات الصغيرة المستقلة، بما فيها البشكنس والكانتابريين. وتصالح مع شمال إسبانيا، لكنه لم يتمكن من غزو هذه الشعوب تمامًا. ونشبت الحرب الأهلية عندما عين ليوفيغيلد ابنه {{وصلة إنترويكي|تر=Hermenegild|عر=هيرمنيغيلد}} كحاكم مشترك معه. أصبح هيرمنيغيلد أول ملك قوطي يعتنق [[كاثوليكية|الكاثوليكية]] بسبب علاقاته مع الرومان، لكنه هُزم وأُرسل إلى المنفى عام 584. وبنهاية فترة حكمه، كان ليوفيغيلد قد وحد شبه جزيرة أيبيريا بأكملها، بما في ذلك مملكة السويبيين التي فتحها عام 585 خلال أحد الحروب الأهلية بين [[السويبيين]] التي تلت موت ملك السويبيين [[ميرو]]. وضع ليوفيغيلد أسس علاقات ودية مع الفرنجة من خلال زيجات ملكية، وظلوا في سلام معظم فترة حكمه. كما أسس ليوفيغيلد مدنًا جديدة، مثل {{وصلة إنترويكي|تر=Reccopolis|عر=ريكوبوليس}} و[[فيتوريا-غاستايز]]، وهو أول ملك همجي يقوم بذلك.<ref>NC Medieval v. I, p. 183 - 209.</ref><ref>Cambridge Ancient v. 14, p. 122-124.</ref>
 
=== مملكة طليطلة الكاثوليكية ===
[[ملف:Hispania 700 AD.PNG|thumbتصغير|leftيسار|هسبانيا القوطية الغربية وتقسيماتها الإقليمية عام 700، قبل الفتح الإسلامي]]
[[ملف:Reccared I Conversión, by Muñoz Degrain, Senate Palace, Madrid.jpg|thumbتصغير|leftيسار|تحول ريكارد إلى الكاثوليكية]]
عندما أصبح {{وصلة إنترويكي|تر=Reccared I|عر=ريكارد الأول}} (586–601) ابن ليوفيغيلد ملكًا، اعتنق المسيحية الكاثوليكية. مما أدى إلى بعض الاضطرابات في المملكة، ولا سيما ثورة مطران ماردة [[آريوسية|الآريوسي]] التي تم قمعها، كما صدّ هجوم آخر من الفرنجة في الشمال. ثم أشرف ريكارد الأول على {{وصلة إنترويكي|تر=Third Council of Toledo|عر=مجمع طليطلة الثالث}} عام 589، حيث أعلن إيمانه بالعقيدة النيقية وتخليه عن الآريوسية. واتخذ من فلافيوس اسمًا له، وهو اسم عائلة أباطرة القسطنطينية، ونصب نفسه خليفة للأباطرة الرومان. كما حارب ريكارد البيزنطيين في بايتيكا عندما شنوا هجومًا جديدًا.<ref>NC Medieval v. I, p. 346-350.</ref>
 
أصبح {{وصلة إنترويكي|تر=Liuva II|عر=ليوفا الثاني}} ابن ريكارد ملكًا عام 601، ولكن خلعه النبيل القوطي {{وصلة إنترويكي|تر=Witteric|عر=ويتيريك}} (603–610)، منهيًا حكم تلك الأسرة الحاكمة قصيرة الأجل. كان هناك العديد من الملوك القوط في الفترة بين 610 و631، وشهدت هذه الفترة اقتتال متواصل بين الملوك. كما شهدت هذه الفترة أيضًا طرد البيزنطيين من الجنوب، واستمرار الحرب في الشمال ضد البشكنس و[[منطقة أستورياس|الأستورياسيين]]، والتي استمرت لما تبقى من فترة مملكة القوط الغربيين. عمل هؤلاء الملوك أيضًا على التشريعات الدينية، وخاصة الملك {{وصلة إنترويكي|تر=Sisebut|عر=سيزيبوت‏}} (612–621)، الذي مرر عدة قوانين صارمة ضد اليهود وأجبر العديد منهم على اعتناق المسيحية. وكان الملك سيزيبوت ناحجًا أيضًا ضد البيزنطيين، حيث استولى على العديد من مدنهم، بما فيهم [[مالقة]]. وهُزم البيزنطيين نهائيًا على يد {{وصلة إنترويكي|تر=Suintila|عر=سوينتيلا}} (621–631)، الذي كان قد استولى على جميع ممتلكاتهم الإسبانية بحلول عام 625. وخُلع سوينتيلا على يد الفرنجة وحل محله {{وصلة إنترويكي|تر=Sisinand|عر=سيسيناند}}.<ref>NC Medieval v. I, p. 350-353.</ref>
 
[[ملف:Spanish Visigothic gold tremisses in the name of emperor Justinian I with cross on breast 7th century.jpg|thumbتصغير|Right|الذهب القوطي الهسباني [[ثلث صرد]] باسم الإمبراطور [[جستينيان الأول]]، القرن السابع: [[الصليب المسيحي]] على الصدر يُظهر الإسناد القوطي. ([[المتحف البريطاني]])]]
يمكن أن يعزى عدم استقرار هذه الفترة إلى الصراع على السلطة بين الملوك والنبلاء. وعملت الوحدة الدينية على تعزيز السلطة السياسية للكنيسة، التي كانت تمارس من خلال مجامع الكنيسة في طليطلة إلى جانب النبلاء. انعقد المجمع الرابع خلال الفترة القصيرة من عهد {{وصلة إنترويكي|تر=Sisinand|عر=سيزيناند}} عام 633، وتم عزل الملك كنسيًا ونفيه، وحل محله الملك {{وصلة إنترويكي|تر=Chintila|عر=شنتيلا}} (636–639). وأصبحت مجامع الكنيسة الآن هي المؤسسة الأقوى في دولة القوط الغربيين؛ فقامت بتنظيم عملية الخلافة على الملكية عن طريق انتخاب "أعضاء مجلس الشيوخ" النبلاء ومسؤولي الكنيسة للملك. كما قرروا الاجتماع بصفة دورية لمناقشة الأمور الكنسية والسياسية التي تؤثر على الكنيسة. وفي النهاية، قرروا أن يموت الملوك بسلام، وأعلنوا أن أفرادهم مقدسين، ساعيين لوضع حد للعنف واغتيال الملوك الذي كان يحدث في الماضي. وبرغم كل ذلك، حدث انقلاب آخر وعُزل الملك شنتيلا عام 639، وحل محله الملك تولجا؛ الذي عُزل أيضًا في العام الثالث من حكمه وانتخب المجلس النبيل {{وصلة إنترويكي|تر=Chindasuinth|عر=شيندازيونث}} ملكًا.
 
[[ملف:Chindasuinth.jpg|thumbتصغير|leftيسار| الملك شيندازيونث من مجموعة مخطوطات ألبيدانس]]
شهدت عهود شيندازيونث وابنه {{وصلة إنترويكي|تر=Recceswinth|عر=ريكسوينث}} اكتمال معظم [[كتاب قوانين القوط]] (المكتمل في عام 654). اشتمل هذا الكتاب على القوانين القديمة التي وضعها الملوك السابقين، مثل ألاريك الثاني في كتابه ''قوانين ألاريك'' وليوفيغيلد، ولكنه ضم أيضًا العديد من القوانين الجديدة. واستند هذا الكتاب تقريبًا كليًا على القانون الروماني، مع اقتباسات نادرة من القانون الجرماني. وطُبقت القوانين الجديدة على السكان القوطيين والهسبانيين على حد سواء الذين كانت تحكمهم قوانين مختلفة في الماضي، وحلت محل جميع الدساتير القانونية الأقدم. ومن بين القوانين القديمة التي تم إلغاؤها كانت القوانين القاسية ضد اليهود. كما غير الكتاب النظام العسكري القديم والتقسيمات الإدارية القديمة، كما أضاف للدوقات والكونتات المزيد من المسؤوليات أكثر من واجباتهم العسكرية والمدنية الأصلية. وبرز دور خدم وعبيد الملك في الإدارة، ومارسوا سلطات إدارية واسعة. وفقًا للتشريعات القانونية القوطية، تمكنت المرأة من وراثة الأرض وملكيتها وإدارتها بشكل مستقل عن أزواجهن أو أقاربهن الذكور، والتصرف في ممتلكاتهن في الوصايا القانونية إذا لم يكن لديهن ورثة، وتمكنوا من تمثيل أنفسهن والإدلاء بالشهادة في المحكمة في عمر 14 عامًا والزواج دون وصاية في عمر 20 عامًا. جعل شيندازيونث (642-653) سلطة الحكومة الملكية أقوى من النبلاء، فأعدم بعضًا من النبلاء البالغ عددهم 700 وأجبر كبار الشخصيات على حلف اليمين، وفي مجمع طليطلة السابع تخلى عن حقه في عزل رجال الدين الذين تظاهروا ضد الحكومة. كما استطاع استخلاف ابنه ريكسوينث على العرش بدهاء، مما أثار النبلاء القوط، الذين تحالفوا مع البشكنس، للقيام بثورة ولكن تم قمعها. عقد ريكسوينث (653-672) مجمع آخر في طليطلة، وفيه تم تخفيض الأحكام على تهمة الخيانة والتأكيد على حق المجمعات في انتخاب الملوك.<ref>NC Medieval v. I, p. 356-360.</ref>
 
سطر 99:
بعد فترة وجيزة، أسس ليوفيغيلد مدينة سماها "فيكتورياكوم" بعد انتصاره على البشكنس.<ref name="Thompson">Thompson, "The Barbarian Kingdoms in Gaul and Spain".</ref> ورغم أنه هناك مزاعم أنها هي مدينة [[فيتوريا-غاستايز]]، إلا أن مصادر القرن الثاني عشر تشير إلى أن مؤسسها هو [[سانشو السادس ملك نافارا]]. أسس ابن ليوفيغيلد، الذي سميت على اسمه أول مدينة قوطية، مدينته الخاصة في عام 600 تقريبًا. وقد أشار إليها رئيس الأساقفة [[إيزيدورو الإشبيلي]] باسم "لوغو ايد است لوسيو" في [[منطقة أستورياس]]، وأنها بنيت بعد الانتصار على الأستورياسيين أو [[كانتابريا|الكانتابريين]].<ref name="Thompson"/> أما المدينة الرابعة وربما الأخيرة للقوطيين الغربيين فهي مدينة "أولوخيكوس" (ربما "أولوخيتسط)، التي تأسست عام 621 عندما استخدم الملك [[سوينتيلا]] العمال البشكنس كحصن أمام البشكنس الذين خضعوا له مؤخرًا. وتسمى حديثًا {{وصلة إنترويكي|تر=Olite|عر=أوليتي}}.<ref name="Thompson"/>
 
هناك مدينة خامسة محتملة هي مدينة "بيارا" (ربما تسمى حديثًا [[مونتورو، قرطبة|مونتورو]]),، ذكر [[محمد بن عبد المنعم الحميري|الحميري]] في كتابه [[الروض المعطار في خبر الأقطار|الروض المعطار]] أنها تأسست على يد ريكارد.<ref>Lacarra, "Panorama de la historia urbana en la Península Ibérica desde el siglo V al X," ''La città nell'alto medioevo'', '''6''' (1958:319–358), in ''Estudios de alta edad media española'', p. 48.</ref>
 
== انظر أيضًا ==
سطر 128:
* Wolfram, Herwig. ''History of the Goths''. Thomas J. Dunlap, trans. Berkeley: University of California Press, 1988.
</div>
 
{{ممالك الإسبانية}}
 
{{شريط بوابات|إسبانيا|فرنسا|البرتغال}}
{{تصنيف كومنز}}
{{ممالكالممالك الإسبانية}}
{{شريط بوابات|إسبانيا|فرنسا|البرتغال}}
 
[[تصنيف:مملكة القوط الغربيين]]
[[تصنيف:أنظمة ملكية سابقة في أوروبا]]
[[تصنيف:إسبانيا الوسيطة]]
السطر 138 ⟵ 139:
[[تصنيف:انحلالات سنة 721]]
[[تصنيف:تاريخ إسبانيا]]
[[تصنيف:تاريخ البرتغال حسب السياسة]]
[[تصنيف:تاريخ البرتغال]]
[[تصنيف:تاريخ كتالونيا]]
[[تصنيف:دول سابقة في أوروبا]]
[[تصنيف:دول سابقة في شبه جزيرة أيبريا]]
السطر 145 ⟵ 148:
[[تصنيف:قوط غربيون]]
[[تصنيف:ممالك جرمانية قديمة]]
[[تصنيف:ممالك سابقة]]
[[تصنيف:مملكة القوط الغربيين]]