توسل (إسلام): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 49:
أن ذلك ممنوع وهو أحد قولي [[ابن تيمية]] وهو المشهور عنه بنقل العلماء المعاصرين له وغيرهم ممن جاءوا بعدهم، وبه أخذ المتأخرين من الحركة [[السلفية الوهابية]] في تحريمهم التوسل بالأنبياء والصالحين بعد موتهم وفي حياتهم في غير حضورهم. قال ابن تيمية في كتابه التوسل والوسيلة ما نصه: "ولهذا لما ذكر العلماء الدعاء في [[صلاة الاستسقاء|الاستسقاء]] وغيره ذكروا الصلاة عليه ولم يذكروا فيما شرع للمسلمين في هذه الحال التوسل به، كما لم يذكر أحد من العلماء دعاء غير الله والاستعانة المطلقة بغيره في حال من الأحوال".<ref>كتاب: التوسل والوسيلة، ص: 150. وكتاب: المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية، تأليف: الشيخ عبد الله الهرري، الناشر: شركة دار المشاريع، الطبعة السابعة 2007م، المقالة الحادية عشر في تحريمه التوسل بالأنبياء والصالحين والتبرّك بهم وآثارهم، ص: 216.</ref>
 
وقد علّق الشيخ [[عبد الله الهرري]] على كلام ابن تيمية في تحريمه التوسل بالأنبياءب[[الأنبياء]] والصالحين وال[[تبرك]] بهم فقال في كتابه [[المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية]]: {{اقتباس مضمن|ناقض ابن تيمية نفسه فذكر في فتاويه ما يخالف ما ادَّعاه من أن العلماء لم يذكروا فيما شرع للمسلمين في الاستسقاء وغيره التوسل به، فقال ما نصه: "ولذلك قال أحمد في منسكه الذي كتبه [[المروزي (توضيح)|للمروزي]] صاحبه: إنه يتوسل بالنبي {{ص}} في دعائه، ولكن غير أحمد قال: إن هذا إقسام على الله به ولا يقسم على الله بمخلوق، وأحمد في إحدى الروايتين قد جوَّز التوسل به" اهـ. فهو كما تبين يتقوّل على الأئمة وذلك عادة له، فقد خالف [[الإمام أحمد]] والإمام [[إبراهيم بن إسحاق الحربي،الحربي]]، وهو كما قال فيه [[تقي الدين السبكي|الحافظ السبكي]]: ولم يسبق ابن تيمية في إنكاره التوسل أحد من السلف ولا من الخلف، بل قال قولا لم يقله عالم قط قبله، قال في [[شفاء السقام]] ما نصه: "اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفّع بالنبي {{ص}} إلى ربّه سبحانه وتعالى، وجواز ذلك وحسنُهُ من الأمور المعلومة لكل ذي دين، المعروفة من فعل [[الأنبياء]] والمرسلين وسير [[السلف]] الصالحين، والعلماء والعوام من المسلمين، ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار، وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار". اهـ.}}
 
ثم ذكر الشيخ الهرري اقتباس من كلام [[شيخ الإسلام]] [[ابن حجر الهيتمي]] المتوفى في القرن العاشر الهجري على جواز زيارة قبر الرسول {{ص}} ثم قال بعد ذلك: {{اقتباس مضمن|وهو أي ابن تيمية يحرّم التوسل والاستغاثة برسول الله وغيره من الأنبياء والأولياء وأخذ منه ذلك [[محمد بن عبد الوهاب]] وأتباعه وزادوا ال[[تكفير]] بما فهموه من تعبيراته، والذي أدّى بهم إلى ذلك هو جهلهم بمعنى العبادة الواردة في نحو قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) وقوله تعالى حكاية عن [[المشركين]]: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى). نقول لهم: ال[[عبادة]] في لغة العرب هي ما عَرّفها به اللغويون، فقد عرّفها الإمام اللغوي الشهير [[الزجاج]] بقوله: "العبادة في لغة العرب الطاعة مع الخضوع"، وقال الإمام اللغوي [[الراغب الأصفهاني|أبو القاسم الراغب الأصبهاني]] في [[المفردات في غريب القرآن|مفردات القرآن]]: "العبادة غاية التذلل"، وقال الإمام الحافظ الفقيه اللغوي المفسر [[تقي الدين السبكي|علي بن عبد الكافي السبكي]] في تفسيره لقوله تعالى: (إياك نعبد): "أي نخصك بالعبادة التي هي أقصى غاية الخشوع والخضوع"، وقال النحوي اللغوي المفسر [[أبو حيان الأندلسي]] في تفسيره عند قول الله تعالى: (إياك نعبد): "العبادة عند جمهور اللغويين التذلل، وقال [[ابن السكيت]]: التجريد،" اهـ، وقال [[الفيومي]] اللغوي في المصباح المنير: "عَبدْتُ الله أعبُدُهُ عبادة، وهي الانقياد والخضوع، والفاعل عابد، والجمع عُبّاد وعَبَدة مثل كافر وكفار وكفرة، ثم استُعمل فيمن اتخذ إلهاً غير الله وتقرّب إليه فقيل: عابد [[صنم|الوثن]] و[[الشمس]] وغير ذلك". اهـ. وكذلك جهل هؤلاء بمعنى الدعاء الوارد في [[القرآن]] في مواضع كقوله تعالى: (يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه) وقوله تعالى: (ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له)، ظنوا أن هذا الدعاء هو مجرد النداء، ولم يعلموا أن معناه العبادة التي هي غاية التذلل، فإن المفسرين قد أطبقوا على أن ذلك الدعاء هو عبادتهم لغير الله على هذا الوجه، ولم يفسره أحد من اللغويين والمفسرين بالنداء، لذلك صار هؤلاء يكفّرون من يقول: يا رسول الله، أو: يا [[أبا بكر]]، أو: يا [[علي]]: أو: يا [[عبد القادر الجيلاني|جيلاني]]، أو نحو هذا في غير حالة حضورهم في حياتهم وبعد وفاتهم، ظنّاً منهم أن هذا النداء هو عبادة لغير الله، هيهات هيهات، ألم يعلم هؤلاء أن القرآن والحديث لا يجوز تفسيرهما بما لا يوافق اللغة، وماذا يقول هؤلاء فيما رواه [[البخاري]] في [[الأدب المفرد]] عن [[ابن عمر]] أنه خدرت رجله (الخدر مرض شبه التشنج وليس ما يُسمى عند العامة التنميل) فقيل له: اذكر أحب الناس إليك، فقال: يا [[محمد]]، فهل يكفّرونه لهذا النداء أم ماذا يفعلون؟ وماذا يقولون في إيراد البخاري لهذا هل يحكمون عليه أنه وضع في كتابه الشرك ليعمل به؟.}}<ref>كتاب: المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية، تأليف: الشيخ عبد الله الهرري، الناشر: شركة دار المشاريع، الطبعة السابعة 2007م، المقالة الحادية عشر في تحريمه التوسل بالأنبياء والصالحين والتبرّك بهم وآثارهم، ص: 216-219.</ref>