الاتحاد الإيبيري: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تصحيح إملائي باستخدام أوب
سطر 39:
*في 1591 أزاح مجلس الخزانة أربعة نظار الخزانة واستبدل بهم ناظر خزانة واحد يرأس أربعة أعضاء (اثنان منهم محامين) وأربعة أمناء. ومهمة المجلس هي مراقبة مسؤولي التمويل وإدارة حاجيات الملك الشخصية وتمارس ولايتها القضائية على الجمرك والترسانة ومحكمة الحسابات وإدارة التجارة الاحتكارية عبر البحار.
*تمت الإستفادة من مستشارية الإنديز (Conselho da India) الذي انشئ سنة 1604 المختص في كل الشؤون الخارجية، وبعيدا عن القضايا المتعلقة ب[[ماديرا]] و[[جزر الأزور]] وحصونهم في المغرب، فإن تعيين المسؤولين الاستعماريين وبعثاتهم تدار من المستشارية. ومع هذا فإن مجلس الخزانة هو المسؤول عن الرحلات البحرية وشراء وبيع الفلفل وجمع الإيرادات الملكية، أي باختصار جميع المسائل الاقتصادية. وبالتالي فإن مستشارية الإنديز له صلاحيات محدودة مثلما أنشئها ملك اسبانيا، مما أثار استياء البرتغاليين وسبب ارتيابا لدي مكتب للوعي والأوامر، فألغيت مستشارية الإنديز في 1614.
*ومع ذلك فقد احتاج الوضع السياسي إلى ردود فعل سريعة، وفي هذا السياق ظهر نظام المجالس للتعامل في قضايا محددة مثل: المجلس العسكري لإصلاح مجلس البرتغال (1606-1607، 1610)، والمجلس العسكري لترتيب ديون الخزانة (منذ 1627) ومجالس تنظيم أساطيل الإغاثة البحرية للبرازيل (منذ 1637)<ref>{{citeمرجع bookكتاب|urlالمسار=https://books.google.com/books?id=djij2Ec03c4C&pg=PA70|pageالصفحة=70|authorالمؤلف=Julio Valdeón Baruque|titleالعنوان=Revueltas y revoluciones en la historia|publisherالناشر=Universidad de Salamanca|date=1990}}</ref>.
 
==تحدي الإمبراطورية البرتغالية==
سطر 48:
بدأت [[الإمبراطورية الهولندية|هولندا]] و[[الإمبراطورية البريطانية|انجلترا]] و[[الإمبراطورية الفرنسية|فرنسا]] طوال القرن 17 بافتراس مراكز البرتغال التجارية في الشرق، ثم تدخلوا في [[تجارة العبيد عبر الأطلنطي]] سريعة النمو. فتقوضت احتكار البرتغال في التجارة البحرية للتوابل والعبيد. وأدى ذلك إلى تراجع كبير في تجارة التوابل البرتغالية. وإلى حد أقل كان نقل الثروة من البرتغال عبر ملوك هابسبورغ للمساعدة في دعم الكاثوليك في [[حرب الثلاثين عاما]] قد خلق توترات داخل الاتحاد، وبالرغم من أن البرتغال استفادت من الجيوش الاسبانية في مساعدتها بلإحتفاظ بالبرازيل وتعطيل التجارة الهولندية. تلك الأحداث والأخرى التي وقعت عند نهاية [[أفيز|أسرة أفيز]] وفترة الاتحاد الإيبيري قاد البرتغال إلى حالة من الاعتماد على مستعمراتها بدأت ب[[الهند البرتغالية|الهند]] ثم [[مستعمرة البرازيل|البرازيل]].
 
اندماج التاجين حرم البرتغال الإستقلال بالسياسة الخارجية، فأضحى أعداء اسبانيا اعداء للبرتغال. [[مملكة إنجلترا|فإنجلترا]] كانت حليفة للبرتغال منذ [[معاهدة وندسور 1386]]. ولكن الحرب بين إسبانيا وإنجلترا أدى إلى تدهور العلاقات مع البرتغال حليفها القديم، فخسروا بسببها [[مملكة هرمز|هرمز]] 1622. وكان عهدي ملوك البرتغال فيليب الأول والثاني سلميا بعض الشيء لأن التدخل القشتالي في شؤون برتغال لم يكن ملموسا، فاستمرت الإدارة للحكومات البرتغالية. ولكن بدءا من 1630 في عهد فيليب الثالث للبرتغال ازداد التدخل القشتالي في الوضع الداخلي فازداد السخط. فمشاركة البرتغال في حروب إسبانيا العديدة مثل: ضد [[المقاطعات المتحدة]] ([[حرب الثمانين عاما]]) وضد انجلتراإنجلترا كلفتها أرواح عديدة وضياع فرص تجارية كثيرة. فالحرب ضد الهولنديين أدى إلى غزو العديد من البلدان في آسيا مثل [[سيلان]] مع أن البرتغاليين لم يسيطروا على كامل جزيرة سيلان ولكنهم كانوا قادرين على البقاء في المناطق الساحلية لبعض الوقت. وأيضا مراكز تجارية في [[اليابان]] و[[أفريقيا]] ([[تاريخ الغابون|مينا]]) و[[أمريكا الجنوبية]] حيث تعرضت البرازيل جزئيا لغزو من الفرنسيين و[[المقاطعات المتحدة]]. فاندلعت في البرتغال ثورتين شعبيتين في 1634 و 1637، خاصة في [[ألنتيجو|المنطقة ألنتيجو]]، إلا أنها لم تصل إلى أبعاد خطيرة، ولكن في عام 1640 ضعفت القوة العسكرية الاسبانية بسبب حربها مع فرنسا و[[الثورة الكتالانية]]، فمساعدة ملكة إنجلترا [[إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا|إليزابيث الأولى]] للثورات ضد الإسبان أكد بقاء التحالف.
 
استغل الهولنديين ضعف البرتغال في القرن 17 فاحتلوا العديد من مقاطعاتها في البرازيل وتمكنوا من الوصول إلى مزارع [[قصب السكر]]. وذلك بسبب عجز الأساطيل الإسبانية على حماية الطرق البحرية والموانئ الموجودة في جميع أنحاء العالم. هنا بدأت إمتيازات النبلاء تزداد سوءا، وازداد قلق الإستقراطيين من فقدان مناصبهم وعوائدهم وازدادت الضرائب عليهم. ولم يعد بإمكان البرتغال ان تتفاوض مع أعدائها بسبب ارتباط مصيرها ببلاط مدريد. وبذلك وضعت المصالح البرتغالية في حالة خطر دائم. عينت [[شركة الهند الغربية الهولندية]] في سنة 1637 [[جون موريس أمير ناسو سيجن|جون موريس]] منصب حاكم الممتلكات الهولندية في البرازيل. فحط في ميناء [[ريسيفي]] عاصمة [[بيرنامبوكو]] في يناير 1637. وبعد سلسلة من الحملات الناجحة، امتدت ممتلكات هولندا من [[سيرجيبي]] جنوبا إلى [[ساو لويز]] شمالا. ثم غزا الممتلكات البرتغالية في أفريقيا من [[قلعة المينا]] و[[ساو تومي]] و[[لواندا]] ب[[أنغولا]] على الساحل الغربي لأفريقيا. بعد تفكك [[الاتحاد الإيبيري]] في 1640 بدأت البرتغال في إعادة بسط سلطتها على أراضيها المفقودة من [[الإمبراطورية البرتغالية]]. كان الاختراق الهولندي في البرازيل طويلا وشاقا على البرتغال. فقد أمسكت [[الأقاليم السبعة عشر]] على جزء كبير من الساحل البرازيلي بما فيها [[باهيا]] (وعاصمتها [[سالفادور (باهيا)|سلفادور]]) و[[بيرنامبوكو]] (وعاصمتها [[ريسيفي]]) و[[بارايبا]] و[[ريو غراندي دو نورتي]] و[[سيارا]] و[[سيرجيبي]] وسميت بال[[برازيل الهولندية]]، في حين نهب القراصنة الهولنديين سفن البرتغال في كلا من [[المحيط الأطلسي]] و[[المحيط الهندي|الهندي]]. فأول ردة فعل هي حملة عسكرية أيبيرية قوية في 1625 استعادت فيها باهيا الواسعة وعاصمتها سلفادور ذات الأهمية الاستراتيجية. هذا وضع الأسس لاستعادة باقي المناطق التي يسيطر عليها الهولنديون. أما مناطق الأصغر حجما والأقل نموا فقد تعافت بفضل المقاومة المحلية والحملات البرتغالية فتخلصت من القرصنة الهولندية خلال العقدين التاليين<ref name="Sugar">{{citeمرجع webويب|urlالمسار=http://wol.jw.org/en/wol/d/r1/lp-e/102005410|titleالعنوان=Recife—A City Made by Sugar|publisherالناشر=Awake!|accessdateتاريخ الوصول=21 September 2016}}</ref>.
 
ومن جانب آخر وسع الاتحاد الإيبيري حدود سيطرته في جميع أنحاء العالم، حيث الهيمنة البرتغالية على سواحل أفريقيا وآسيا التي تحيط بالمحيط الهندي، واسبانيا على المحيط الهادي وجانبي [[أميركا الوسطى]] و[[أمريكا الجنوبية|الجنوبية]] في حين أن كليهما يتشاركان في حيازة الأطلسي.
سطر 58:
عندما توفي فيليب الثاني ملك البرتغال (فيليب الثالث ملك إسبانيا)، خلفه فيليب الثالث (والرابع لاسبانيا) الذي كان له نهج مختلف في القضايا البرتغالية. فزيادة الضرائب أثرت على التجار البرتغاليون. وبدأ النبلاء البرتغالي يفقدون أهميتهم في [[برلمان إسبانيا|المحاكم العامة]] واحتل الإسبان المناصب الحكومية في البرتغال. وحاول فيليب الثالث في نهاية المطاف جعل البرتغال مقاطعة ملكية، وفقد النبلاء البرتغاليون كل قوتهم.
 
هناك العديد من المشاكل التي سببت بخسارة الدعم البرتغالي للوحدة مع اسبانيا. أحداهم هو الضغط من العاصمة وبالخصوص من [[غاسبار دي غوزمان|دوق اوليفاريس]] الذي سعى لتوحيد وتقاسم العبء المالي والعسكري لحروب قشتالة في أوروبا. وبالكاد كان البرتغاليين يميلون للمساعدة في ذلك، كذلك لم تتمكن إسبانيا بمنع [[شركة الهند الغربية الهولندية|الاحتلال الهولندي]] للعديد من مستعمرات البرتغال، بالرغم من أن البرتغاليين والهولنديين كانوا اسميا تحت تاج واحد<ref>{{citeمرجع bookكتاب|lastالأخير=Elliot|firstالأول=J.H.|titleالعنوان=Imperial Spain: 1469-1716|yearالسنة=2002|publisherالناشر=Penguin Books|locationالمكان=New York|isbn=0-14-100703-6|pagesالصفحات=337–338}}</ref>.
 
توج هذا الوضع ثورة للنبلاء و[[البرجوازية]] العليا في 1 ديسمبر 1640، أي بعد 60 عاما من تتويج فيليب الأول. اندلعت تلك الثورة المتوقعة مباشرة بعد [[الثورة الكتالانية]] الشعبية ضد التاج. وبدأ التخطيط للمؤامرة بقتل رئيس وزراء البرتغال [[ميغيل دي فاسكونسيلوس]] وسجن ابنة عم الملك [[مارغريت من سافوي|نائبة الملك]] الذي كانت تحكم البرتغال باسمه. مستغلين أن القوات الإسبانية منشغلة في [[حرب الثلاثين عاما]] وتواجه أيضا [[الثورة الكتالانية|ثورة في كاتالونيا]] في الجانب الآخر من الجزيرة الآيبيرية<ref>{{citeمرجع bookكتاب|lastالأخير=Elliot|firstالأول=J.H.|titleالعنوان=Imperial Spain: 1469-1716|yearالسنة=2002|publisherالناشر=Penguin Books|locationالمكان=New York|isbn=0-14-100703-6 |pagesالصفحات=346–348}}</ref>.
 
وعلى الفور ظهر الدعم الشعبي واضحا، وسرعان مانودي ب[[جواو الرابع|دوق براغانزا]] ملكا على البرتغال بإسم جواو الرابع. وفي 2 ديسمبر 1640 أرسل جون رسالة إلى دائرة بلدية ايفورا بإسم الملك.
سطر 66:
== حرب الإستعادة ونهاية الإتحاد ==
{{مفصلة|حرب الإستعادة البرتغالية|تاريخ البرتغال (1640-1777)}}
اندلعت [[حرب الإستعادة البرتغالية]] ضد فيليب الثالث {{بر|Guerra da Restauração}} والتي بدات بمناوشات صغيرة بالقرب من الحدود ثم بدأت المعارك تستعر. اما أهم المعارك فكانت {{وإووصلة إنترويكي|لغ=en|تر=Battle of Montijo|عر=معركة مونتيجو}} في 26 مايو 1644 و{{وإووصلة إنترويكي|لغ=en|تر=Battle of the Lines of Elvas|عر=معركة خطوط الواس}} (1659)، و{{وإووصلة إنترويكي|لغ=en|تر=Battle of Ameixial|عر=معركة أميزيال}} (1663) و{{وإووصلة إنترويكي|لغ=en|تر=Battle of Castelo Rodrigo|عر=معركة كاستيلو رودريغو}} (1664) و{{وإووصلة إنترويكي|لغ=en|تر=Battle of Montes Claros|عر=معركة مونتيس كلاروس}} ( 1665) وقد انتصر البرتغاليون في جميع المعارك. ولكن الجيوش الإسبانية انتصرت في معركتي [[معركة فيلانوفا|فيلانوفا]] (1658) و[[معركة بيرلنغاز|بيرلنغاز]] (1666). وأيضا لم تكن نتيجة معركة مونتيجو حاسمة، فقد بدأت بنجاح إسباني كبير وانتهت بنجاح البرتغال. وتقريبا كان عدد الضحايا متساويا.
 
ولتعزيز قواته كى يتمكن من النصر أصدر جواو الرابع العديد من القرارات. مثل انشاء مجلس الحرب في 11 ديسمبر 1640 لتنظيم العمليات العسكرية<ref>(Mattoso Vol. VIII, 1993)</ref>. ثم بعد ذلك أنشأ المجلس العسكري للحدود للإهتمام بالحصون القريبة من الحدود وعمل دفاعات افتراضية ل[[لشبونة]] وللحاميات والموانئ البحرية. وقد أنشأ نظام الإجارة لضمان تطوير جميع الحصون وأن تدفع مع الضرائب الإقليمية. وكذلك نظم جواو الرابع الجيش، مسترجعا القوانين العسكرية [[سبستيان الأول ملك البرتغال|للملك سيباستيان]]، وتطوير النشاط الدبلوماسي المكثف مركزا على استعادة العلاقات الجيدة مع انجلترا. وخلال تلك المدة فقد كانت صفوة الجيش الإسباني مشغولة بمعارك ضد الفرنسيين في كاتالونيا وعلى جبال البرانس وإيطاليا وهولندا. بحيث لم تتلق القوات الإسبانية في البرتغال الدعم الكافي. ومع ذلك فإن فيليب الرابع لا يمكنه التخلي عما اعتبره ميراثه الشرعي. في الوقت الذي انتهت فيه الحرب مع فرنسا سنة 1659 فقد كانت جاهزية الجيش البرتغالي راسخة ومستعدة لمواجهة أي محاولة كبرى من نظام إسبانيا البالي لاستعادة السيطرة.