سقوط حلب (962): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 114:
[[ملف:Entrance of the emperor Nikephoros Phocas (963-969) into Constantinople in 963 from the Chronicle of John Skylitzes.jpg|تصغير|250بك|نقفور فوقاس يدخل القُسطنطينيَّة من [[أسوار القسطنطينية|البوَّابة الذهبيَّة]] ليُتوَّج بعدها إمبراطورًا.]]
حدث في بيزنطة أن تُوفي الإمبراطور البيزنطي رومانوس الثاني في [[16 صفر]] [[352هـ]] المُوافق فيه [[16 مارس|16 آذار (مارس)]] [[963]]م، وأضحى العرش من حق ولديه الطفلين [[باسيل الثاني]]، الذي لم يتجاوز الخامسة من عُمره، وقُسطنطين الثامن، الذي يبلغ سنتين من العُمر، فتولَّت والدتهُما الإمبراطورة [[ثيافونو (زوجة رومانوس الثاني)|تيوفانو]] الوصاية عليهما، يُساعدُها كبيرُ الوُزراء يُوسُف برنگاس الذي لم يكن فيما يبدو على وفاقٍ معها بِفعل التنازُع على الاستئثار بالسُلطة، وقد نجم عن ذلك أن حصل تقارب بين الإمبراطورة وبين نقفور الذي يكنُّ الكراهيَّة لِبرنگاس، وقد طمع في اعتلاء العرش البيزنطي، وسانده البطريرك المسكوني پوليكتس. وحدث في 7 جُمادى الآخرة 352هـ المُوافق فيه 3 تمُّوز (يوليو) 963م أن نادى الجيش المُعسكر في قيصريَّة، بِتحريض القائدين كوركواس وزمسكيس، بِنقفور إمبراطورًا، واصطحبته العساكر البيزنطيَّة إلى العاصمة لِيُتوَّج في [[آيا صوفيا|كاتدرائيَّة آيا صوفيا]]. وفي 15 رجب المُوافق فيه 9 آب (أغسطس)، وصل الإمبراطور الجديد إلى [[أسكدار|أُسكُدار]]، وأخذ يُراقب الأوضاع الجارية في العاصمة التي شهدت آنذاك اندلاع ثورة ضدَّ برنگاس، راح يقمعها بِالقُوَّة. وبعد نجاح الثورة والقضاء على برنگاس دخل نقفور العاصمة في 20 رجب المُوافق فيه 14 آب (أغسطس)، وتمَّ تتويجه بعد يومين، فأعلن رعايته لِحُقُوق ولديّ الإمبراطور المُتوفَّى واشتراكهما معهُ في الحُكم، وما كاد يمضي شهر على تتويجه حتَّى تزوَّج تيوفانو.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= الأنطاكي، يحيى بن سعيد|العنوان= تاريخ الأنطاكي|الصفحة= 100 - 101|السنة= 1990|المكان= [[طرابلس (لبنان)|طرابُلس]]، [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
 
كانت أهم مشروعات الإمبراطور نقفور فوقاس تحطيم قُوَّة المُسلمين الميدانيَّة ومدّ حُدود الإمبراطوريَّة إلى الشَّام والجزيرة الفُراتيَّة، وقد عيَّن يُوحنَّا زمسكيس دمستقًا في الشرق،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= الأنطاكي، يحيى بن سعيد|العنوان= تاريخ الأنطاكي|الصفحة= 102|السنة= 1990|المكان= [[طرابلس (لبنان)|طرابُلس]]، [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وأرسلهُ على رأس جيشٍ ضخمٍ إلى طرسوس لِتأديب أهلها على ما قاموا به من غارات ضدَّ الأراضي البيزنطيَّة، وذلك في شتاء سنة 352هـ المُوافقة لِسنة 963م. وكان سيف الدول قد توقَّف عن الخُروج مع الجُيُوش بعد أن أقعده المرض، فتولَّى أُمراء الثُغُور قيادة الجهاد ضدَّ البيزنطيين، لكنَّهم لم يكونوا بِكفائة سيف الدولة، كما انتهج الإمبراطور الجديد نهج العُنف والإرهاب والقسوة مع مُدن الثُغُور الإسلاميَّة، فاستولى في ربيع سنة 353هـ المُوافقة لِسنة 963م على عين زربة و[[أضنة]]، وفي السنة التالية ألحق بها مدينتيّ المصيصة وطرسوس، واتخذ الأخيرة قاعدةً لِلوُثُوب على الشَّام، وحوَّلها إلى مدينةٍ مسيحيَّة وأزالها ما بها من معالم حضاريَّة وثقافيَّة إسلاميَّة، و[[تنصير|تنصَّر]] بعضُ أهلها.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[ابن العبري|ابن العبري، أبو الفرج گريگوريوس بن هٰرون الملطي]]|المؤلف2= تحقيق: أنطون صالحاني اليسوعي|العنوان= تاريخ مُختصر الدُول|الإصدار= الثانية|الصفحة= 64|سنة= [[1415هـ]] - [[1994]]م|الناشر= دار الرَّائد اللُّبناني|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وبِفعل التطوُّر العسكري الذي مال لِصالح البيزنطيين، وسيطرة الإمبراطور البيزنطي على المُدن الرئيسيَّة في قيليقية، مال الأمير الحمداني إلى الهُدوء وتبادُل الأسرى، ولمَّا نفذ منهُ أسرى الروم، افتدى من تبقَّى من أسرى المُسلمين بِمائتين وأربعين ألف دينار.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= الأنطاكي، يحيى بن سعيد|العنوان= تاريخ الأنطاكي|الصفحة= 113 - 114|السنة= 1990|المكان= [[طرابلس (لبنان)|طرابُلس]]، [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> ولكن رُغم ذلك استمرَّ البيزنطيُّون يُغيرون على أطراف الشَّام والعراق حتَّى قرَّر نقفور فوقاس تبريد الجبهة الإسلاميَّة والتفرُّغ لِقتال البلغار في أوروپَّا.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|العنوان= تاريخ الطولونيين والأخشيديين والحمدانيين|الإصدار= الأولى|الصفحة=316|السنة= [[1429هـ]] - [[2008]]م|الناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184562|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
 
==المراجع==