عبد الرحمن الكيلاني النقيب: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 58:
عَارَضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ النَّقِيبُ الْوُجُودَ الْبَرِيطَانِيَّ فِي [[العراق|الْعِرَاقِ]] [[فتوى|بِفَتْوَى]] شَرْعِيَّةٍ هِيَ عَدَمُ حَقِّهِمْ فِي حُكْمِ [[العراق|الْعِرَاقِ]]، وَعِنْدَمَا وَقَفَ خَطِيبَاً أَمَامَ [[غيرترود بيل]] الَّتِي عُرِفَتْ بَيْنَ [[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] بِـ"مس بيل" لِيَقُولَ لَهَا: "[[خاتون|خَاتُون]]، إِنَّ أُمَّتَكُمْ ثَرّيَّةٌ وَقَوِيَّةٌ، فَأَيْنَ قُوَّتُنَا نَحْنُ؟ إِنَّنِي أَعْتَرِفُ بِانْتِصَارَاتِكُمْ، وَأَنْتُمُ الْحُكَّامُ وَأَنَا الْمَحْكُومُ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ لَنْ يَدُومَ وَحِينَ أُسْأَلُ عَنْ رَأْيِي فِي اسْتِمْرَارِ الْحُكْمِ الْبَرِيطَانِيِّ، أُجِيبُ بِأَنَّنِي مِنْ رَعَايَا الْمُنْتَصِرِ، إِنَّكُمْ يًا [[خاتون|خَاتُون]] تَفْهَمُونَ صِنَاعَةَ الْحُكْمِ وَلَكِنْ لَا تَفْهَمُونَ إِرَادَةَ الشُّعُوبِ الْكَارِهَةِ لَكُمْ وَغَدَاً لَنَاظِرُهُ قَرِيبٌ".
 
وَقَالَ لَهَا: "إِنَّكُمْ بَذَلْتُمُ الْأَمْوَالَ وَالنُّفُوسَ فِي سَبِيلِ ذَلِكَ، وَلَكُمُ الْحَقُّ فِي أَنْ تَنْعَمُوا بِمَا بَذَلْتُمْ وَلَنَا الْحَقُّ فِي الثَّوْرَةِ ضِدَّكُمْ" وَأَضَافَ: أَنَّهُ مَنَعَ أَفَرَادَ أُسْرَتِهِ مِنَ التَّدَخُّلِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِمْ، لَكِنَّ الْكَثِيرِينَ مِنَ النَّاسِ جَاؤُوا يَطْلُبُونَ مَشُورَتَهُ، فَأَجَابَهُمْ أَنَّ الْإِنجليز فَتَحُوا هَذِهِ الْبِلَادَ وَأَرَاقُوا دِمَاءَهُمْ فِي تُرْبَتِهَا وَبَذَلُوا أَمْوَالَهُمْ مِنْ أَجْلِهَا، فَلَا بُدَّ لَهُمْ مِنَ التَّمَتُّعِ بِمَا فَازُوا بِهِ شَأْنَ الْفَاتِحِينَ الْآخَرِينَ، وَلَكِنْ مِنْ حَقِّ [[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] أَنْ يَنْتَفِضُوا ضِدَّ [[احتلال|الْاحْتِلَالِ]] وَيَجِبُ اسْتِخْدَامُ كُلَّ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ [[حرية|الْحُرِّيَّةِ]] وَ[[حرب|الْحَرْبُ]] خُدْعَةٌ<ref>عبد الرحمن النقيب ، رجاء الخطاب ، المؤسسة العربية ، 1981.</ref>.
 
وَعِنْدَمَا احْتَلَّتْ [[المملكة المتحدة|بَرِيطَانِيَا]] [[العراق|الْعِرَاقَ]]، وَكَلَّفَتْ حُكُومَتُهَا [[سير (لقب)|السِّير]] [[أرنولد ويلسون]] وَكِيلَ الْحَاكِمِ الْمَدَنِيِّ الْعَامِّ فِي [[العراق|الْعِرَاقِ]] فِي آخِرِ [[نوفمبر|تِشْرِين الثَّانِي (نُوفَمْبِر)]] [[1918|1918 م]] بِاسْتِفْتَاءِ [[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] فِي شَكْلِ [[دولة|الدَّوْلَةِ]] الَّتِي يُرِيدُونَ إِقَامَتَهَا وَالرَّئِيسِ الَّذِي يَخْتَارُونَهُ لَهَا، وَلَمَّا ظَهَرَتِ النَّتَائِجُ قَرَّرَ [[ويلسون|أرنولد ويلسون]] إِيفَادَ [[غيرترود بيل|بيل]] إلَى [[لندن]] لِكَيْ تَشْرَحَ لِلْمَسْؤُولِينَ وَضْعَ [[العراق|الْعِرَاقِ]] وَنَتَائِجَ [[استفتاء عام|الْاسْتِفْتَاءِ]]، وزَارَتْ [[غيرترود بيل|بيل]] السَّيِّدَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ النَّقِيبَ فِي دَارِهِ فِي [[فبراير|شُبَاط (فِبْرَايِر)]] [[1919|1919 م]] قُبَيْلَ سَفَرِهَا إِلَى [[لندن]]، فَقَالَ لَهَا: "إِنَّ [[استفتاء عام|الْاسْتِفْتَاءَ]] حَمَاقَةٌ وَسَبَبٌ لِلْاضْطِرَابِ وَالْقَلَاقِلِ"، وَأَضَافَ: "لَوْ أَن [[سير (لقب)|السِّير]] [[بيرسي كوكس]] مَوْجُودٌ لَمَا كَانَتْ هُنَاكَ حَاجَةٌ لِ[[استفتاء عام|اسْتِفْتَاءِ]] النَّاسِ عَنْ رَأْيِهِمْ فِي مُسْتَقْبَلِ الْبِلَادِ لِأَنَّ النَّاسَ بِصَرَاحَةٍ كَارِهُونَ لَكُمْ وَمَنْ يَقْبَلُ بِالْهَوَانِ يَا [[خاتون|خَاتُون]]. الشَّعْبُ [[عراقيون|الْعِرَاقِيَّ]] غَيُّورٌ عَلَى نَفْسِهِ وَنَاسِهِ"، وَلَامَ النَّقِيبُ [[حكومة|الْحُكُومَةَ]] الْبَرِيطَانِيَّةَ عَلَى تَعْيِينِهَا [[كوكس|بيرسي كوكس]] [[سفير|سَفِيرَاً]] لَهَا فِي [[طهران|طَهْرَان]]، مُعْتَبِرَاً أَنَّ هُنَاكَ أَلْفٌ وَمِائَةُ رَجُلٍ بِوِسْعِهِمْ أَنَّ يَشْغَلُوا مَنْصِبَ [[سفارة|السَّفَارَةِ]] فِي [[طهران|طَهْرَان]]، وَلَكِنْ لَا يَلِيقُ بِ[[العراق|الْعِرَاقِ]] سِوَى [[كوكس|بيرسي كوكس]] الرَّجُلِ الَّذِي حَنَّكتْهُ الْأَيَّامُ وَالْمَعْروفِ وَالْمَحْبُوبِ وَمَوْضِعُ ثِقَةِ أَهْلِ [[العراق|الْعِرَاقِ]] عَلَى حَدِّ رَأْيِهِ لِأَنَّهُ يَعْرِفُ قُوَّةَ [[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] وَسَعْيِهِمْ [[استقلال|لِلْاسْتِقْلَالِ]]، (يُذْكَرُ أَنَّ النَّقِيبَ كَانَ يَكْرَهُ أَنَّ يَرَى أَحَدَ أَنْجَالِ [[حسين بن علي الهاشمي|الشَّرِيفِ حُسَيْنٍ]] حَاكِمَاً فِي [[العراق|الْعِرَاقِ]] لِأَنَّهُ كَانَ مُتَعَصِّبَاً [[العراق|لِلْعِرَاقِ]] و[[عراقيون|الْعِرَاقِيِّينَ]] وَلَكِنْ شَاءَتِ الظُّرُوفُ أَنْ يَحْكُمَ أَنْجَالُ [[حسين بن علي الهاشمي|الشَّرِيفِ حُسَيْنٍ]] وَلَمْ يُمَانِعْ).