ابن أبي زيد القيرواني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 23:
{{اقتباس مضمن|كان إمام المالكية في وقته، وقدوتهم، جامع مذهب مالك وشارح أقواله، وكان واسع العلم كثير الحفظ والرواية، وكتبه تشهد له بذلك، فصيح اللسان ذا بيان ومعرفة مما يقوله، لخص المذهب، وملأ تأليفه البلاد}}، وقال [[محمد الحجوي الثعالبي|الحجوي]] في كتابه "الفكر السامي": {{اقتباس مضمن|يعتبر من الطبقة العالية من المؤلفين، وعندي أنه أحق من أن يصدق عليه حديث "يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها.}}<ref name="مجلة" />
 
== المؤلفاتعقيدته ==
=== وجهة نظر ال[[سلفيون]] ===
قال [[الذهبي|الإمام الذهبي]] في [[سير أعلام النبلاء|السير]]: «وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- عَلَى طَريقَةِ السَّلَفِ فِي الأُصُوْلِ، لاَ يَدْرِي [[علم الكلام|الكَلاَمَ]]، وَلاَ يتَأَوَّلُ، فَنسأَلُ اللهَ التوفيق».<ref name="سير">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=3822&bk_no=60&flag=1 سير أعلام النبلاء، الطبقة الحادية والعشرون، ابن أبي زيد، جـ 17، صـ 10: 13]</ref>، وقال ابن زيد القيرواني في مقدمة كتاب الرسالة:<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-97806#page-53 عقيدة السلف - مقدمة أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة، طبعة دار العاصمة، صـ 56]</ref> {{اقتباس خاص|من واجب أمور الديانات ومن ذلك الإيمان بالقلب والنطق باللسان أن الله إله واحد لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة له ولا شريك له، ليس لأوليته ابتداء ولا لآخريته انقضاء ولا يبلغ كنه صفته الواصفون ولا يحيط بأمره المتفكرون يعتبر المتفكرون بآياته ولا يتفكرون في ماهية ذاته: {{قرآن|ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم}} العليم الخبير المدبر القدير السميع البصير العلي الكبير، وأنه فوق عرشه المجيد بذاته، وهو في كل مكان بعلمه.}} ونقل [[ابن قيم الجوزية]] عنه ذلك في كتابه [[اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية]].<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=116&ID=63&idfrom=53&idto=60&bookid=116&startno=3 اجتماع الجيوش الإسلامية، فصل: ذكر قول الإمام مالك الصغير أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني، طبعة مكتبة ابن رشد، جـ 1، صـ 151: 156]</ref>
 
=== وجهة نظر [[الأشاعرة]] ===
تحتج ال[[مجسمة]] بما وجدوه من كلام في أول رسالة ابن أبي زيد القيرواني ظاهره يفيد إثبات المكان و الجهة لله، وقد رد عليهم الشيخ [[ابن أبي جمرة الأندلسي]] في كتابه (بهجة النفوس) فقال ما نصه: "وأما ما احتجوا به لمذهبهم الفاسد بقول ابن أبي زيد رحمه الله في العقيدة التي ابتدأ الرسالة بها بقوله وأنه فوق عرشه المجيد بذاته فلا حجة لهم فيه أيضا لأنهم خفضوا المجيد وجعلوه صفة للعرش وافتروا على الإمام بذلك، والوجه فيه رفع المجيد لأنه قد تم الكلام بقوله فوق عرشه والمجيد بذاته كلام مستأنف".<ref>[http://sunnafiles.com/idaatislameya/58-ousuul-akida-islameya/424-2011-12-07-11-49-00.html رفع الإشكال عن رسالة ابن أبي زيد القيرواني.]</ref>
 
وقد اعتبره [[قاضي القضاة]] [[شيخ الإسلام]] الإمام [[تاج الدين السبكي]] من الطبقة الثانية من الأشاعرة في كتابه ([[طبقات الشافعية الكبرى]]).<ref>طبقات الشافعية الكبرى للتاج السبكي، ج: 3، ص: 368-372.</ref> واعتبره الإمام الحافظ [[فخر الدين بن عساكر]] (ت. [[571هـ]]) من أئمة [[المذهب الأشعري]] حيث قال عنه في كتابه ([[تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري]]) ما نصه: "ومن الشيوخ المتأخرين المشاهير أبو محمد بن أبي زيد، وشهرته تغني عن ذكر فضله، اجتمع فيه العقل والدين، العلم، والورع، وكان يلقب ب[[مالك]] الصغير، وخاطبه من [[بغداد]] رجل [[معتزلي]] يرغبه في مذهب الاعتزال، يقول له: إنه مذهب [[مالك]] وأصحابه، فجاوبه بجواب من وقف عليه ، علم أنه كان نهاية في علم الأصول [[رضي الله عنه]].... إلى أن قال: قال رضي الله عنه (أي الإمام [[الكلاعي]]): وقرأت بخط علي بن بقاء المصري الوراق ال[[محدث]] في رسالة كتب بها أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي جوابا لعلي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزل حين ذكر أبا الحسن الأشعري [[رضي الله عنه]]، ونسبه إلى ما هو برئ منه، مما جرت عادة المعتزلة باستعمال مثله في حقه، فقال ابن أبي زيد في حق أبي الحسن: هو رجل مشهور أنه يرد على أهل البدع، وعلى ال[[قدرية]]، وال[[جهمية]]، متمسك بالسنن".<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=175553&bk_no=799&startno=135 تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري لابن عساكر.]</ref>
 
والأستاذ عبد الله غاني في مقال له عن [[العقيدة الأشعرية]] ب[[المغرب]] — نُشر بمجلة دار الحديث الحسنية — طرح العديد من أفكار الإمام ابن أبي زيد القيرواني التي تثبت موافقة كثير منها لأقوال الأشاعرة وبعد التعريف بابن أبي زيد وبمراحل تتلمذه وذكر أقواله العقدية في مقدمة الرسالة في مسألة معنى الإيمان والوحدانية والاستواء والكلام والغيبيات كخلق الجنة والنار ورؤية الباري تعالى، عقب قائلاً: {{اقتباس مضمن|ملاحظة جوهرية يمكن أن تسترعي دارس المقدمة العقدية للرسالة وهي تتعلق بأن ابن أبي زيد يتفق مع ما ذهب إليه [[أصحاب الحديث]] و[[المعتزلة]] و[[الشيعة]] وال[[خوارج]] من أن الإيمان عقد وقول وعمل، أي أنه تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح أيضا وأنه يخالف قول [[الأشعري]]. وهذا أدى ببعض مؤرخي العقائد والفرق الإسلامية إلى اعتبار ابن أبي زيد القيرواني من مدرسة الحديث ولم يعدّوه أشعريا، ولكن هذا الرأي فيه شطط ومبالغة وإغفال للتطور الفكري والعقائدي الذي شهدته تلك الفترة التاريخية. فقد حدث تقارب بين [[مالكي]] [[القيروان]] ثم الغرب الإسلامي عامة فيما بعد وبين الأشعرية، وهذا ما جعل فقهاء وعلماء [[الأندلس]] الذين كانوا يتوجهون إلى القيروان ليدرسوا بها يتلقون العلم على تلاميذ مباشرين لابن أبي زيد القيرواني، وفي القرن الرابع بالذات حدث التقارب المشار إليه. فالمعروف عن القيرواني كراهيته [[علم الكلام|للكلام]] والجدال في الدين اقتداء ب[[الإمام مالك]]، إلا أنه عاد إلى التسامح في الأخذ ب[[علم الكلام]] لهدف الدفاع عن [[عقيدة إسلامية|العقيدة]] ضد خصومها وتبنَّى المذهب الأشعري إلى حد أن [[ابن عساكر]] [[مؤرخ]] الأشعرية ينسب إليه أقوالا فيها إشادة ب[[أبي الحسن الأشعري]] ويعتبره من شيوخ المذهب الأشعري حيث يقول عنه: «من الشيوخ المتأخرين المشاهير»،<ref>تبيين كذب المفتري لابن عساكر، تحقيق: أحمد حجازي السقا-دار الجيل/بيروت-الطبعة الأولى/1995- ص: 123.</ref> ومما يقوي هذا التأكيد الجازم باعتناقه للصيغة الأشعرية [[أهل السنة والجماعة|لمذهب السنة]] أنه حسب ما يرويه الدباغ<ref>معالم الإيمان للدباغ، تحقيق وتعليق: محمد ماضور-المكتبة العتيقة بتونس/مكتبة الخانجي بمصر-(د.ت)- ج3، ص: 140.</ref> تخلى عن الكثير من الآراء التي كان يؤمن بها والتي لا تنسجم وما يقول به الأشاعرة. وهكذا فإن تطابق معتقده في المسائل كلها، خلا مسألة الإيمان، مع عقيدة الأشاعرة يجعله في صف الأشاعرة}}.<ref>[http://www.achaari.ma/Article.aspx?C=5644 مقال للأستاذ عبد الله غاني، منشور بمجلة دار الحديث الحسنية-العدد:9- 1412هـ/1991م- ص: 95-150.]</ref>
 
وللشيخ [[الحبيب بن طاهر]] كتاب بين فيه أشعرية ابن أبي زيد القيرواني سماه: (ابن أبي زيد القيرواني وعقيدته في 'الرسالة' و'الجامع'؛ دراسة في المنهج والمضمون).<ref>[http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb162061-124615&search=books موقع نيل وفرات: ابن أبي زيد القيرواني وعقيدته في 'الرسالة' و'الجامع'؛ دراسة في المنهج والمضمون.]</ref> وقد مدحه وأثنى عليه أصحاب أبي الحسن الأشعري واستجازوه، وقال عنه [[القاضي عياض]] المالكي الأشعري: "حاز رئاسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه، وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من تواليفه، تفقه بفقهاء القيروان، وعول على أبي بكر بن اللباد. وأخذ عن: محمد بن مسرور الحجام، والعسال، وحج، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي، ودراس بن إسماعيل، وغيرهم".<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=3822&bk_no=60&flag=1 سير أعلام النبلاء للذهبي.]</ref>
 
== مؤلفاته ==
من أهم أعمال ابن أبي زيد القيرواني:
* [[الرسالة الفقهية|كتاب الرسالة]].<ref>[http://waqfeya.com/book.php?bid=9229 كتاب عقيدة السلف مقدمة ابن أبي زيد القيرواني]</ref>
* [[النوادر والزيادات|النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من الأمهات]]، وقال [[الذهبي|الإمام الذهبي]] في السير: صنَّف كِتَابَ «النَّوَادرِ وَالزِّيَادَاتِ» فِي نَحْوِ المائَة جُزْء، وَاختصر «المُدَوَّنَةَ», وَعَلَى هَذَينِ الكِتَابَيْنِ المُعَوَّلُ فِي الفُتْيَا بِالمَغْرِب، وصنَّف كِتَاب «العتَبِيَّة» عَلَى الأَبْوَابِ، وَكِتَاب «الاقتدَاءِ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ»، وَكِتَابَ «الرِّسَالَةِ» وَكِتَاب «الثِّقَةِ بِاللهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ»، وكتاب «المعرفة والتفسير»، وكتاب «إعجاز القرآن»، و«كتاب النَّهْي عَنِ الجِدَالِ»، وَرسَالته فِي الرَّدِّ عَلَى القدرية، ورسالته في التوحيد، وكتاب «مَنْ تحرَّك عِنْدَ القِرَاءةِ».
 
== العقيدة ==
قال [[الذهبي|الإمام الذهبي]] في [[سير أعلام النبلاء|السير]]: «وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- عَلَى طَريقَةِ السَّلَفِ فِي الأُصُوْلِ، لاَ يَدْرِي [[علم الكلام|الكَلاَمَ]]، وَلاَ يتَأَوَّلُ، فَنسأَلُ اللهَ التوفيق».<ref name="سير">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=3822&bk_no=60&flag=1 سير أعلام النبلاء، الطبقة الحادية والعشرون، ابن أبي زيد، جـ 17، صـ 10: 13]</ref>، وقال ابن زيد القيرواني في مقدمة كتاب الرسالة:<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-97806#page-53 عقيدة السلف - مقدمة أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة، طبعة دار العاصمة، صـ 56]</ref> {{اقتباس خاص|من واجب أمور الديانات ومن ذلك الإيمان بالقلب والنطق باللسان أن الله إله واحد لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة له ولا شريك له، ليس لأوليته ابتداء ولا لآخريته انقضاء ولا يبلغ كنه صفته الواصفون ولا يحيط بأمره المتفكرون يعتبر المتفكرون بآياته ولا يتفكرون في ماهية ذاته: {{قرآن|ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم}} العليم الخبير المدبر القدير السميع البصير العلي الكبير، وأنه فوق عرشه المجيد بذاته، وهو في كل مكان بعلمه.}} ونقل [[ابن قيم الجوزية]] عنه ذلك في كتابه [[اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية]].<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=116&ID=63&idfrom=53&idto=60&bookid=116&startno=3 اجتماع الجيوش الإسلامية، فصل: ذكر قول الإمام مالك الصغير أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني، طبعة مكتبة ابن رشد، جـ 1، صـ 151: 156]</ref>
 
== مراجع ==