علاء الدين الكاساني: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 40:
 
== علاقته ب[[الدولة السلجوقية]] ==
بعد أن أصبح الكاساني له ذو مكانة عظيمة في العلم، وصار مشهورًا في [[بخارى]] وغيرها من المدن المجاورة، وذاع صيته، غادر بخارى مع زوجته إلى [[بلاد [[الروم]]، وهي ما يطلق عليها في ذلك الحين [[السلاجقة]]، التي بسطت نفوذها على جزء كبير مما نعرفه في يومنا هذا ب[[تركيا]]، وكان سلطانها في تلك الفترة السلطان [[ركن الدين مسعود|مسعود بن قلج أرسلان]] السلجوقي، وكانت بين السلطان وبين [[نور الدين محمود زنكي]] في [[حلب]] علاقات محبة ومودة، وتوطدت العلاقة أكثر عندما تعاونا على طرد [[الصليبيين]] من [[بيت المقدس]]، ولما قدم الكاساني على السلطان السلجوقي وجد لديه الاحترام والتقدير، خاصةً وأن الكاساني سليل إمارة والديه كما يصفه [[ابن العديم]]: "نخوة الإمارة، وعزة النفس"، "وكان يركب ال[[حصان]] إلى أن مات، وله رمح يصحبه في الحضر والسفر".
 
وكان الكاساني صاحب علم غزير، متمكنًا من علمه، معتزًا بنفسه، وذات يوم جرت [[مناظرة]] بينه وبين ال[[فقيه]] الشعراني — وهو من كبار فقهاء [[الدولة السلجوقية]] — " في "مسألة المجتهدين"، هل هما مصيبان أم أن أحدهما مخطئ؟ فقال الشعراني: "المنقول عن [[أبي حنيفة]] أن كل مجتهد مصيب". فرد الكاساني قائلاً: "لا بل الصحيح عن أبي حنيفة- وكان الكاساني حنفيًا- أن المجتهدين مصيب ومخطئ، والحق في جهة واحدة، وإن ما تقوله هو مذهب [[المعتزلة]]". وكان الكاساني صاحب غيرة على الدين، فلما اشتد الكلام بينه وبين الشعراني رفع عصاه، وأشار بها إلى الشعراني زاجرًا إياه على موقفه، ومصرًا على إثبات الحق الوارد عن أبي حنيفة. ولما علم السلطان السلجوقي الخبر انزعج لذلك؛ لأن في هذا زعزعة لسلطة الدولة، لاسيما أن الشعراني هو فقيه الدولة، ورمز احترامها؛ لكن الكاساني لم يخش في الحق أحدًا، ولم يرهب قوةً، واعترافًا من السلطان السلجوقي بمكانة الكاساني لم يقل له شيئًا، واحتار في الأمر، فاحتال وزيره في إخراج الكاساني، وقال للسلطان: أرسله إلى نور الدين محمود، وبذلك تتخلص منه، فأرسله السلطان رسولاً إلى نور الدين محمود في حلب.