ابن جني: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 122:
=== لقاؤه بالمتنبي ===
 
تعرَّف ابن جني خلال رحلاته على [[أبو الطيب المتنبي|أبي الطيِّب المتنبي]]، الشاعر المعروف، ونشأت بينهما علاقة صداقة أدبيَّة دامت حتى وفاة الشاعر. والتقى ابن جني بالمتنبي لأوَّل مرَّة في بلاط [[سيف الدولة الحمداني]] في حلب، وظلَّ في صحبته هناك مُدَّةً طويلة،<ref>محمود حسني محمود، ص. 322</ref> ثُمَّ التقى به مرَّةً أخرى في بلاط [[عضد الدولة]] في شيراز. وكان المتنبِّي يكنُّ له الاحترام والتقدير، ويقول في ابن جني: «هذا رجلٌ لا يعرِفُ قدرَه كثيرٌ من النَّاس»، وإذا سُئِلَ المتنبَّي عن مسألةٍ لغويَّة في شعره أو تفسير أحد أبياته يقول: «عليكم بالشيخ الأعور ابن جنِّي، فسلوه، فإنَّه يقول ما أردتُ وما لم أرد».<ref>محمود حسني محمود، ص. 323</ref> وكان ابن جني يقابله بنفس الدرجة من الاحترام والتقدير، ودافع عنه ضُدَّ نُقَّاده، ولم يؤثِّر في نظرته إلى المتنبي أستاذه أبو علي الذي امتلك آراءً سلبيَّة بخصوص المتنبِّي.{{ref label|ملاحظة:2|ملاحظة:2}} ويُعدُّ أبو الطيب أحد أساتذة ابن جني وشيوخه، وجلس ابن جني في مجلسه، وقرأ عليه ديوانه، وكان لدى ابن جني اهتمام بشعره، وكثيراً ما يسأله عن معاني أبياته.<ref>محمود حسني محمود، ص. 322</ref> وابن جني هو أوَّل من شرح ديوان المتنبي، وله شرحان على ديوانه، الشرح الكبير والشرح الصغير. وكان ابن جني يمدح المتنبي في مؤلفاته، ويُكثِر من الاستشهاد بأشعاره، وغالباً ما يُسمِّيه "شاعرنا" كقوله في "''الخصائص''": «وحدَّثنِي المُتَنَبِّي شاعرنا وما عرفته إلا صادقاً [...]». غير أنَّ المستشرق كارل بركلمان يذكر وقوع مناقضات بين ابن جني والمتنبي.<ref name="كارل بروكلمان، ج. 2، ص. 244-245">كارل بروكلمان، ج. 2، ص. 244-245</ref> وكان ابن جني يُتابع أخبار المتنبي من علي بن حمزة البصري الذي كان مُقرَّباً من الشاعر. وعندما بلغ ابن جني خبر وفاة المتنبي في سنة 354هـ رثاه بقصيدة طويلة منها:
 
{{بداية قصيدة}}