سليمان بن محمد: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 55:
 
=== الدعوة الوهابية ===
بعد ظهور الدعوة [[الوهابية]] ارتأى [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|السعود بن عبد العزيز]] أن يوجه رسائل إليإلى ملوك الدول الإسلامية يبين لهم أهداف دعوته. وبلغت الرسالة إليإلى السلطان المولي سليمان سنة 1226 هـ فوجدها لا تتنافي مع الأصول الإسلامية ومع ذلك فقد جمع العلماء يستشيرهم ويستفتيهم، فأرسل بعثة مغربية تضم عددا من الفقهاء وعلماء الدين مصحوبين بابنه إبراهيم ليؤذوا فريضة الحج ويطلعوا عن كثب عليعلى مضمون الدعوة وأهدافها. وضم الوفد القاضي أبو إسحاق إبراهيم الزداغي والفقيه أبو الفضل العباسي بن كيران والفقيه المولى الأمين بن جعفر الحسيني ألرتبي والفقيه محمد العربي الساحلي.<ref>[[الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى]] " [[أحمد بن خالد الناصري]] ، طبعة دار الكتاب، الجزء الثامن، ص 121.</ref> وجرت مناظرة بين فقهاء الطرفين. ولما رجع الوفد إلي المغرب بين موقف الوهابيين، فسمع المولى سليمان كل ذلك ووعاه فرآه منسجما في جوهرةجوهره مع التعاليم الدينية، فكتب رسالته الشهيرة التي أنكر فيها سلوك الغلو في احترام الأموات.<ref>[http://www.hibapress.com/details-1290.html تاريخ الوثنيّة في المغرب و قوّة تأثيرها على ممارسات المغاربة اليوم] هبة بريس، تاريخ الولوج 9 أكتوبر 2013</ref> وهذه الرسالة تظهر أن موقف المولى سليمان من مفهوم [[البدعة]] لم يكن بعيدا عن موقف الوهابيين ولكن موقفه من مخالفتها لم يكن شبيها بموقفهم، فهم اختاروا العنف وآثروا منع العوام من زيارة القبور سدا للذريعة وهو اختار طريق التوعية و الإرشاد والنصيحة، وخطته هذه صالحة بالنسبة للوضع التي كان عليه المغرب آنذاك. فالمغرب غزته الاتجاهات الصوفية حقبة من الزمن فلعبت دورا كبيرا في تهذيب النفوس والإعانة على الجهاد ثم تضاءلت هذه الحقيقة فدخل إعياء التصوف في الميدان وانتقلت الحركة الصوفية إلي أيدي بعض العوام فتلاعبوا بجوهرها وكدروا صفاءها ودنسوا روحها. ومن ما جاء في رسالته:<ref>[http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/4197 موقف المولى سليمان العلوي من الحركة الوهابية] حبوس، تاريخ الولوج 9 أكتوبر 2013</ref> {{اقتباس خاص|" من الغلو البعيد ابتهالات أهل مراكش بهذه الكلمة سبعة رجال فهل كان لسبعة رجال يطوفون عليهم، فعلينا أن نقتدي سبعة رجال ولا نتخذهم آلهة لئلا يؤول الحال منهم إلى ما آل إليه في يغوط ويعقوب ونسرا".}}
 
أحدث هذا فتنة دينية بالمغرب، جعلت بعض الزوايا والطرق الصوفية تتخذ منه مسافة وصلت إلى درجة العداء، لما أقدم، بصفته سلطانا وأميرا للمؤمنين، على إصدار [[ظهير|ظهائر]] سلطانية تجرم وتمنع [[وعدة|مواسم الصالحين]] والأضرحة، فكانت قبائل الأطلس في طلائع المحتجين على التوجهات الجديدة للسلطان. وكان لرسالة السلطان صدى أيضا عند الشعراء، فهذا الشاعر [[أحمد الحبيب الرشدي]] يمدحها ويمدح مولاي سليمان بقصيدة طويلة أوردها [[أبو القاسم الزياني]] في [[الترجمانة الكبرى]] منها :<ref>[http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/3171 رائد السلفية بالمغرب: المولى سليمان] دعوة الحق العددان 127 و128، تاريخ الولوج 9 أكتوبر 2013</ref>