ابن مردنيش: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
SHBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: وسوم صيانة، أضاف وسم بدون مصدر
لا ملخص تعديل
سطر 49:
ظهر في فترة انتقالية حرجة انهار فيها حكم [[المرابطين]] للأندلس، إذ بدأت تزداد الغارات الإسبانية والاعتداءات على الأراضي الخاضعة لسلطان المرابطين، وبدأ [[الموحدون]] يباشرون استعداداتهم للدخول في المعركة الفاصلة ضد المرابطين المقصرين في الذود عن أراضي الأمة، فانتقضت الأندلس كلها على المرابطين، وظهرت دويلات طوائف المرابطين التي بدأ الجند فيها يستولون على زمام الحكم؛ فآل حكم شرقي الأندلس إلى القائد الورع المجاهد [[ابن عياض]] الذي خدم لديه ابن مردنيش زمناً، فلحظ عزته وشجاعته التي رُوي عنها القصص العجيبة، فظنَّ به الخير، ونال ثقته، فجعله كاتباً عنده، ثم صهراً له، ثم أصبح نائباً له، إلى أن استشهد سنة [[542 هـ]]/[[1147]] بعد حكم دام سنتين، فأجمع أجناده على تولية ابن مردنيش في بلنسية ـعلى الرغم من صغر سنهـ وقيل إن ابن عياض استخلفه على الناس قبل وفاته لظاهر نجدته وبأسه.
 
اتخذ ابن مردنيش من [[مرسية]] عاصمةً له، فحظيت بعنايته واهتمامه، وانعمرت في زمانه حتى صارت قاعدة [[الأندلس]]، وقد اهتم بجمع الصنَّاع لآلات الحروب وللبناء والترخيم واشتغل ببناء القصور العجيبة، والنزه والبساتين العظيمة، وربط نفسه بتحالفات مع القوّاد المجاورين له من الثوار على المرابطين، وصاهر بعضهم؛ ليزيد من نفوذه، وكان من أشهر هؤلاء القواد [[إبراهيم بن محمد بن مفرج بن همشك]] ـ وهمشك (Hemochico) الجد الإسباني الأصل أسلم على يد مَلكٍ من [[بني هود]] ـ وقد ولاه ابن مردنيش [[خاين (مدينة)|جيان]] لخدماته التي أسداها.
 
لكن سيرة محمد بن سعد بن مردنيش في الحكم خالفت ظنون سيده فكان بعيداً عن الإسلام في حياته اليومية، إسباني اللباس والانتماء والولاء والسياسة، فتنكّر أكثر قواده لسلطانه، وبان له انتقاض ولائهم، فقتل وعذّب كثيراً منهم، واستعان بالفرنج والنصارى، وجعلهم أجناداً له، وأخرج كثيراً من أهل مرسية من معارضيه، وأسكن النصارى من أهل الولاء له دُورَهم، فأمدّه كلٌ من ملك [[قشتالة]] وملك [[أراغون]] بجنودٍ من الإسبان، فهيّأ ابن مردنيش لهم أجواءهم من كنائس وحانات، وأقطع لقوادهم منطقة [[شنتمرية]]، وسمح بإقامة أسقفية خاصة بهم، وأجزل لهم العطاء من الضرائب التي ابتدعها كضرائب الأعراس والاحتفالات والماشية، وضرائب السلع التي بلغت مقدار أثمانها، وضرائب الأرض التي ارتفعت مُكوسُها فوق مقدارِ مردودِها، فهجرها أهلها، وصودرت لمصلحة بيت المال، وكان على ذلك يدفع ل[[ألفونسو السابع]] صاحب [[برشلونة]] جزية بلغت خمسين ألف مثقال.