عروج بربروس: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: صيانة، حذف تصنيف عام لوجود تصنيف فرعي
سطر 6:
|مكان الولادة = جزيرة [[ميديلي]]، {{صورة رمز علم|Flag_of_the_Ottoman_Empire_(1453-1517).svg}} [[الدولة العثمانية]]
|الاسم عند الولادة = عروج بن أبي يوسف يعقوب التركي
|تاريخ الوفاة = [[شوال]]<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=مجموعة من المؤلفين، بإشراف عَلوي بن عبد القادر السقاف|العنوان=كتاب الموسوعة التاريخية - لموقع الدرر السنية (dorar.net)|مسارالمسار=https://archive.is/JbL3f|الناشر=على موقع المكتبة الشاملة (مؤرشف).|الصفحة=3375|تاريخ الوصول=10 ربيع الثاني 1437 هـ}}</ref> [[924 هـ]]<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=مجموعة من المؤلفين|العنوان=كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي|مسارالمسار=https://archive.is/GwLmf|الناشر=على موقع المكتبة الشاملة (مؤرشف).|الصفحة=2929|تاريخ الوصول=10 ربيع الثاني 1437 هـ}}</ref> الموافق [[1518]]م (44 سنة<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=مجموعة من المؤلفين|العنوان=كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي|مسارالمسار=https://archive.is/Jx13N|الناشر=على موقع المكتبة الشاملة (مؤرشف).|الصفحة=1908|تاريخ الوصول=10 ربيع الثاني 1437 هـ}}</ref> أو 50 سنة<ref>{{مرجع كتاب|العنوان=المدني|الصفحة=195}}</ref>)
|مكان الوفاة = [[تلمسان]]، [[الجزائر في العهد العثماني|الجزائر]]
|إحداثيات مكان الدفن = <!-- {{Coord|57|18|22.5|N|4|27|32.7|W|display=inline}} -->
سطر 14:
|اللقب = بربروس (صاحب اللحية الحمراء أو الشقراء أو الصهباء)<br/>بربروس الأول<ref>{{مرجع كتاب|العنوان=مسعود مجاهد|الصفحة=81}}</ref><br/>بابا عروج<br/>عروج ريس
|الولاء =[[المماليك]]<br/>[[الدولة العثمانية|العثمانيين]]
|الرتبة = [[قبطان]]<br/>[[بك]]لربك (أمير) [[الجزائر في العهد العثماني|الجزائر]] بين عامي ([[921 هـ]] - [[924 هـ]] الموافق [[1515]]م - [[1518]]م)<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=موقع تاريخ الحكام والسلالات الحاكمة (مؤرشف).|العنوان=البايات في الجزائر من قبل العثمانيين|مسارالمسار=https://archive.is/UFgHB|تاريخ الوصول=7 ربيع الثاني 1437 هـ|لغةاللغة=العربية}}</ref>
|القيادات = [[فتح الجزائر (1516)]]
}}'''عروج بن أبي يوسف يعقوب التركي''' ([[879 هـ]] - [[924 هـ]] الموافق [[1474]]م - [[1518]]م) أو '''عروج بربروس'''، ويشتهر أيضاً بلقب '''بابا عروج''' و'''عروج [[ريس (رتبة عسكرية)|ريس]]''' (ب[[لغة تركية|التركية]]: Oruç Reis)، [[جهاد بحري|قبطان]] و[[أمير]] [[مسلم]] اشتهر هو وأخوه [[خير الدين بربروس|خير الدين]] [[جهاد بحري|بجهادهما البحري]] في [[شمال أفريقيا]] وسواحل [[البحر المتوسط]] إبان [[القرن العاشر الهجري]] الموافق [[القرن السادس عشر|للقرن السادس عشر الميلادي]]، ولد في جزيرة [[ميديلي]] العثمانية، وعمل في شبابه في التجارة بين [[سلانيك]] وأغريبوز. وأُسر من قبل [[فرسان رودس]] لمدة. وبعد هروبه من الأسر اتصل بالسُلطان [[المماليك|المملوكي]] [[قنصوه الغوري]] وجعله قائداً على الأسطول الذي قام بإنشائه لمحاربة [[البرتغاليين]]، إلا أنه تعرض لغارة كبيرة من [[فرسان رودس]] أدت إلى إنتهاء هذا الأسطول قبل أن يكتمل. واتصل بالأمير العثماني كركود بن [[بايزيد الثاني]] وساعده الأخير بعد أن أهدى له سفينة ليبدأ من جديد. واتفق بعد هذا مع السلطان [[حفصيون|الحفصي]] [[أبو عبد الله محمد المتوكل]] على أن يقيم في ميناء [[حلق الوادي]] مقابل أن يدفع له ثُمن [[غنيمة|الغنائم]] التي يحوزها هو وبحارته من غزواته البحرية، حيث كان يقوم بالاستيلاء على السفن [[أوروبا|الأوروبية]] ويغنم ما بها من بضائع. وعمل عروج بجانب أخيه [[خير الدين بربروس|خير الدين]] أثناء تواجده بالغرب على إنقاذ عدد كبير من اللاجئين [[موريسكيون|الأندلسيين]] الذين فروا من [[محاكم التفتيش]] الإسبانية، وخلال هذه الفترة اكتسب اسمه الذي أطلقه عليه هؤلاء: "'''بابا عروج"'''. ويرى بعض المؤرخون أن من دهاء الأخوين عروج وخير الدين السياسي أنهما اتصلا بالسلطان العثماني [[سليم الأول]] وقاموا بإرسال الهدايا له وكانت هذه الخطوة فاتحة للعلاقات بينهم وبين [[الدولة العثمانية]]، وكان لعروج وأخيه خير الدين شأن كبير في سيطرة العثمانيين على شرق [[البحر المتوسط]] وعلى الجزائر وتبعيتها مع [[تونس في العهد العثماني|تونس]] [[الدولة العثمانية|للسلطنة العثمانية]]. وقام بفتح قلعة [[بجاية]] ومدينة [[جيجل]]، وانتقل بعد ذلك إلى [[مدينة الجزائر]] التي حكمها لاحقاً وأصبح أميرا عليها بعد قتل حاكمها "سالم التومي" الذي تآمر عليه، واستعان بالقوات الإسبانية. وضم مدينة [[تنس]] أيضاً إلى نفوذه، وقام بضم مدينة [[تلمسان]] بعد وصول وفد من أهاليها له. وبعد حصار دام ستة أشهر من قبل القوات الإسبانية مع أنصارها من العرب، سقطت مدينة [[تلمسان]] وتحصن عروج في قلعتها الداخلية، وقام بالهرب بعدها ولحقته فرقة إسبانية تمكنت من قتله هو ورجاله في سنة [[924 هـ]] الموافق [[1518]]م.
سطر 24:
== بداياته ==
=== أصوله ونشأته ===
يختلف المؤرخون في أصل عائلة بربروس إلى عدة أقوال، فيشير بعض المؤرخين الغربيين والعرب إلى أن أصل العائلة من [[روم|أروام]] جزيرة [[ميديلي|ميديلِّي]]<ref group="ِ">Virginia H. Aksan & Daniel Goffman, ''The early modern Ottomans: Remapping the Empire'', Cambridge University Press, 2007, ISBN 978-0-521-81764-6, p. 106.</ref><ref group="ِ">Frank Ronald Charles Bagley et al., ''The Last Great Muslim Empires: History of the Muslim World'', Brill Academic Publishers, 1997, p. 114.</ref> وأن خير الدين وعروج [[إسلام|أسلما]] لاحقاً بعد أن كانا يعملان في البحر ودخلا في خدمة السلطان محمد [[حفصيون|الحفصي]] في تونس.<ref>{{مرجع كتاب|العنوان=محمد فريد بك|الصفحة=230}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|العنوان=شاكر|الصفحة=106}}</ref><ref name="ReferenceA">{{مرجع كتاب|العنوان=المدني|الصفحة=192}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=آن دوبرا وإيميلي بيشرو، ترجمة: محمد عبد الفتاح السباعي|الإصدار=[[2015]]م|العنوان=كتاب مرآة الشرق عرب وعثمانيون في الأدب الأوروبي خلال القرون الوسطى|مسارالمسار=https://books.google.com.sa/books?id=1UKgCgAAQBAJ&pg=PT118&dq=عروج+بربروس&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwjXiLzW5bvKAhUCFCwKHQcDDEw4ChDoAQgkMAI#v=onepage&q=عروج&f=false|الناشر=على موقع جوجل الكتب|تاريخ الوصول=11 ربيع الثاني 1437 هـ}}</ref> وتشير مصادر أخرى إلى أنهم من أصل [[ألبانيون|ألباني]]،<ref group="ِ">[[s:en:1911 Encyclopædia Britannica/Barbarossa|1911 Encyclopædia Britannica/Barbarossa, Volume 3]]، {{إنج|على موقع [[ويكي مصدر]] Wikisource}}، اطلع عليه بتاريخ 12 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 23 ديسمبر 2015م</ref><ref group="ِ">Niccolò Capponi, ''Victory of the West: The Great Christian-Muslim Clash at the Battle of Lepanto'', Da Capo Press, 2007, ISBN 978-0-306-81544-7, p. 30.</ref> إلا أن أغلب المصادر تشير إلى أنهم من أصل [[أتراك|تركي]]،<ref group="ِ">Piracy: the complete history, Angus Konstam, page 80, 2008</ref><ref group="ِ">Feeding people. feeding power: imarets in the Ottoman Empire, Nina Ergin, Christoph K. Neumann, Amy Singer, page 98, 2007</ref><ref group="ِ">Between Venice and Istanbul: colonial landscapes in early modern Greece, Siriol Davies,Jack L. Davis, page 36, 2007</ref><ref group="ِ">The Turks: Ottomans, Hasan Celâl Güzel, Cem Oğuz, Osman Karatay, Murat Ocak, 2002</ref><ref group="ِ">İsmail Hâmi Danişmend, ''Osmanlı Devlet Erkânı'', pp. 172 ff. Türkiye Yayınevi (Istanbul), 1971. {{tr icon}}</ref> وذلك ما جاء في مذكرات [[خير الدين بربروس]]، فبعد أن فتح السُلطان العثماني [[محمد الفاتح]] جزيرة [[ميديلي|ميديلِّي]] أمر بإبقاء حامية عسكرية فيها وكلفها بالمحافظة على القلعة وترك السُلطان حرية البقاء لمن يرغب في ذلك من الجنود، وكان غالبية من الذين رغبوا بالبقاء من منطقة [[الأناضول]] و[[الروملي]]، فكان ممن استوطن في هذه الجزيرة أحد فرسان ال[[سباهية]] ويدعى "[[w:Yakup Ağa|يعقوب آغا]]" ووهبت له أرض إقطاع من قبل السلطان الفاتح في منطقة "واردار" المجاورة ل[[سلانيك]]، وبعد أن استقر يعقوب في الجزيرة وانتظمت أمور حياته تزوج إحدى بنات أهالي الجزيرة<ref group="ِ">Machiel Kiel, "The Smaller Aegean Island in the 16th-18th Centuries According to Ottoman Administrative Documents" in Siriol Davies, Jack L. Davis, ''Between Venice and Istanbul: Colonial Landscapes in Early Modern Greece'', ASCSA, 2007, ISBN 978-0-87661-540-9, p. 36.</ref> وقد ذكر هذا خير الدين برروس في مذكراته، إلا أن هنالك من ذكر أن أمه [[الأندلس|أندلسية]]،<ref>{{مرجع كتاب|العنوان=المدني|الصفحة=156}}</ref><ref name="مولد تلقائيا1">{{مرجع كتاب|العنوان=العسلي|الصفحة=27}}</ref> وهناك أيضاً قول أنها امرأة مسيحية من [[ميتيليني]] وأرملة راهب مسيحي،<ref group="ِ">{{citation |last=Bozbora|first=Nuray|year=1997|title=Osmanlı yönetiminde Arnavutluk ve Arnavut ulusçuluğu'nun gelişimi|page=16}}</ref><ref group="ِ">Virginia H. Aksan & Daniel Goffman, ''The early modern Ottomans: Remapping the Empire'', Cambridge University Press, 2007, ISBN 978-0-521-81764-6, p. 106.</ref><ref group="ِ">Daniel Goffman, ''The Ottoman Empire and Early modern Europe'', Cambridge University Press, ISBN 978-0-521-45908-2, p. 145.</ref><ref group="ِ">Frank Ronald Charles Bagley et al., ''The Last Great Muslim Empires: History of the Muslim World'', Brill Academic Publishers, 1997, p. 114.</ref><ref group="ِ">Die Seeaktivitäten der muslimischen Beutefahrer als Bestandteil der staatlichen Flotte während der osmanischen Expansion im Mittelmeer im 15. und 16. Jahrhundert, p.548, Andreas Rieger, Klaus Schwarz Verlag, 1994</ref> والتي انجبت له أربعة أبناء: إسحاق وعروج و[[خير الدين بربروس|خضر]] (تذكر بعض المصادر أن اسمه خسرف) وإلياس.<ref>{{مرجع كتاب|العنوان=مذكرات خير الدين|الصفحة=21-22}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=مبارك بن محمد الهلالي الميلي|العنوان= تاريخ الجزائر في القديم والحديث، الجزء الثالث|الصفحة= 31-32|مسارالمسار=https://ia800503.us.archive.org/3/items/Tarikh-Jazair/Tarikh-Jazair-03.pdf|سنةالسنة= [[1427هـ]] - [[2006]]م|الناشر=مكتبة النهضة الجزائرية|مكانالمكان= [[مدينة الجزائر]] - [[الجزائر]]|تنسيق= pdf}}
</ref>
 
سطر 31:
يذكر المؤرخ أحمد المدني أن الاسم الشائع في كتب التاريخ الغربية والعربية عَرّوج (بفتح العين، وتشديد الراء) خاطئ، وأن الاسم الحقيقي الصحيح هو عُرُوج (بضم العين، وضم الراء) بمعنى الارتفاع والصعود وقد دخلت الكلمة إلى [[اللغة التركية]] عن طريق حادثة [[الإسراء والمعراج]] [[إسلام|الإسلامية]]، ويذكر المدني أيضاً أنه لا شك في أن عروج قد ولد في ليلة المعراج لذا سماه والده بهذا الاسم تيمناً بهذه الحادثة. ولا ينطق [[الأتراك]] [[حرف العين]] بل يقلب [[ا|ألفاً]] فتكون كلمة عروج تنطق أوروج، فيكون هذا هو الاسم الصحيح الذي اشتهر به قبل أن يرجعه [[جزائريون|الجزائريون]] إلى أصله العربي وينطق بحرف العين، وكان عند بداية الفتح يكتب على الطريقة التركية "أوروج"، وقد استدل المدني بهذا على أثرين قديمين موجودان حتى الآن: الأول رخامة منقوشة كانت موضوعة على حصن [[شرشال]] وقد نقش عليها: «بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله • هذا برج شرشال أنشأه القائد محمود بن فارس التركي، في خلافة الأمير القائم بأمر الله، المجاهد في سبيل الله • أوروج بن يعقوب باذنه، بتاريخ [[924 هـ|أربع وعشرين بعد تسعمائة]].» والأثر الثاني رخامة منقوشة كانت على باب مسجد الشواش في [[مدينة الجزائر]] وقد هدمه [[فرنسيون|الفرنسيون]]، وكانت الرخامة تحمل اسم أوروج بن أبي يوسف يعقوب التركي.<ref>{{مرجع كتاب|العنوان=المدني|الصفحة=159 إلى 161}}</ref>
 
أُطلق لقب «ذوي اللحى الحمراء» أو الشقراء أو الصهباء أو الزعراء<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=مولود قاسم نايت بلقاسم|الإصدار=[[1985]]م|العنوان=كتاب شخصية الجزائر الدولية وهيبتها العالمية قبل سنة 1830 الجزء الأول|سنةالسنة=[[1985]]م|مسارالمسار=https://books.google.com.sa/books?id=lZ0zAAAAIAAJ&q=عروج+بربروس&dq=عروج+بربروس&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiZ0r-WxLvKAhVFOg8KHUSDBOYQ6AEIRjAI|الناشر=على موقع جوجل الكتب|تاريخ الوصول=11 ربيع الثاني 1437 هـ}}</ref> من قبل الإفرنج على الأخوين عروج و[[خير الدين بربروس|خير الدين]]، ويرجع أصلها إلى ([[لغة إيطالية|الإيطالية]]: Barbarossa) وتكتب بعدة طرق منها (بربروس - بربروسا - باربروس - باربروسا) ونقلت إلى اللغة العربية بحرفيتها، ويقيت سائرة حتى كادت تطغى على الاسماء الأصلية للأخوين.<ref>{{مرجع كتاب|العنوان=العسلي|الصفحة=26}}</ref>
 
=== أسره ===
سطر 100:
كانت [[الجزائر (مدينة)|الجزائر]] تحكم من قبل قبيلة بني مزغنة، وكان ال[[إسبان]] متواجدون في "قلعة بنون" التي تقع على جزيرة صخرية قبالة ساحل المدينة، وكانت هذه الحامية الإسبانية تعمل على قصف مدينة الجزائر ومنع الإمدادات، وتمركز الإسبان فيها مكنهم من التحكم بمدخل ومخرج المدينة، وفرضوا على السكان الجزائريين ال[[ضرائب]]. ولهذا عندما كان عروج في مدينة [[جيجل]] وصلت وفود عديدة من المدن [[الجزائر]]ية، كان أهمها وفد [[مدينة الجزائر]] التي كانت تمثل مركز البلاد، فخرج عروج فوراً متجهاً نحو الجزائر مع خمسمائة بحار أو ثمانمِائة مقاتل، ودخل الجزائر واستقبله سكان المدينة وأعيانها كما تذكر المصادر استقبال الفاتح ورحبوا به ترحيباً حاراً. وبعد وصوله للجزائر بقليل ذهب لمدينة [[شرشال]] واحتلها، وترك فيها حامية عسكرية، ثم عاد لمدينة الجزائر.<ref>{{مرجع كتاب|العنوان=التتر|الصفحة=50-51}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|العنوان=المدني|الصفحة=173}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|العنوان=مذكرات خير الدين|الصفحة=74}}</ref>
[[ملف:Penon de Alger before destruction.jpg|250px|تصغير|يسار|قلعة بنون.]]
وبعد هذا أرسل عروج خبراً إلى قائد الحامية الإسبانية في قلعة بنون طالباً منه الانسحاب وتسليمها إليه، إلا أنه رفض. فبدأ عروج بقصف القلعة واستمر القصف لمدة عشرين يوماً بدون انقطاع، وبسبب ضعف مدافعه فلم يؤثر القصف في القلعة، وهذا جعل الجزائريين يفقدون ثقتهم به وبالبحارة، حتى قاموا بالاتفاق مع الإسبان، ولما علم عروج بهذا الاتفاق اعتبره خيانة له وأمر رجاله بالوقوف في يوم الجمعة على أبواب الجامع يوم [[الجمعة]] وإلقاء القبض عليهم وأمر بقتلهم، وقتل "سالم التومي" حاكم المدينة<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=محمد موفق الأرناؤوط، هند أبو الشعر|الإصدار=[[1985]]م|العنوان=الدولة العثمانية : بدايات ونهايات: أوراق الندوة العلمية التي عقدت في جامعة آل البيت 18-19 / 10 / 1999 م|مسارالمسار=https://books.google.com.sa/books?id=tjAMAQAAMAAJ&q=عروج+بربروس&dq=عروج+بربروس&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwjXiLzW5bvKAhUCFCwKHQcDDEw4ChDoAQgbMAA|الناشر=على موقع جوجل الكتب|تاريخ الوصول=11 ربيع الثاني 1437 هـ}}</ref> وعلقه في باب عزون عدة أيام، وفر ابنه إلى مدينة [[وهران]]. وبعد ذلك أعلن عروج ريس حكمه رسمياً على البلاد، وفرض إجراءات أمنية مشددة، فخيم السكون على المدينة، وأحس السكان بصدق نية البحارة الأتراك وكسبوا ثقتهم من خلال معاملتهم الجيدة للجميع، وأظهروا استعدادهم للعمل معهم. وفي هذه الفترة عمل على تأسيس إدارة جديدة ونظم أمور البلاد بفرض الضرائب وتوزيع الحرس وترميم القلعة والأسور، ووجه قوة إلى مدينة [[دلس]] استولت عليها.<ref>{{مرجع كتاب|العنوان=التتر|الصفحة=51-52-53}}</ref>
 
عمد الأتراك بعد تمركزهم في الجزائر على تشكيل حكومة قوية في [[شمال أفريقيا]]، شكلت خطراً على الإسبان التي كان لها نفوذ واسع في هذه المنطقة، وكان للإسبان حجة قوية للتدخل في شؤون البلاد وهي التجاء ابن حاكم المدينة السابق سالم التومي اليهم، واتفقوا مع الرياس المحليين لتوجيه ضربة تنهي الأتراك، وأعلن أمير [[تنس]] تمرده وتحالف عرب [[متيجة]] مع الإسبان المقيمين في قلعة بنون، ووجه حاكم [[تلمسان]] دعوة رسمية إلى الملك الإسباني طالباً منه المساعدة، فلبى الملك الإسباني طلبه وأبحرت نحو الجزائر في أواخر شهر [[سبتمبر]] [[1516]]م خمسة وثلاثين سفينة أو أربعين سفينة، وتحمل عدد غير مؤكد من الجنود من ثمانية آلاف جندي إلى خمسة عشر ألف جندي، واصطدم الطرفان في قتال دامي، وكانت الغلبة لعروج فأجبرت القوى الإسبانية ومن حالفها بالفرار مخلفين وراءهم حمولة 12 ألف [[جمل]] من الغنائم. وفي يوم [[30 سبتمبر]] [[1516]]م رسى الأسطول الإسباني في الجزائر وأنزل قواته إلى البر، وتمكن الإسبان من محاصرة القلعة واحتلال بعض الأبراج نتيجة الهجمات المكثفة على القلعة. وبسبب اتساع دائرة القتال وكثرة عدد القوات الإسبانية وجهلها بالمنطقة أصبحت في حالة ضياع وغير قادرة على التحرك، وأيضاً لأن الجيش الذي أرسله سلطان [[تنس]] لم يصل بعد ويذكر البعض أنه تخلى عن إرسال هذا الجيش، وسهل هذا على عروج استرجاع المواقع التي احتلها الإسبان في سابق. وفي هذا الوقت أمر قائد الحملة بالانسحاب، واستغل جيش عروج هذه الفرصة وقضى عليهم جميعاً وأُخذ بقيتهم أسرى وانتهت هذه المعركة بانتصاره.<ref>{{مرجع كتاب|العنوان=التتر|الصفحة=54}}</ref>
سطر 119:
== وفاته ==
انطلقت قوات إسبانية نحو مدينة تلمسان وعمدت على فرض حصار قوي ومحكم، إلا أن عروج دافع دفاعاً مستميتاً عن المدينة، ودامت فترة الحصار ستة أشهر، وكان القتال بين الطرفين مستمراً في هذه الفترة، وتمكن الإسبان من السيطرة على مناطق الاستحكام، وتحولت المعركة إلى قتال شوارع، وفقد عروج سيطرته على المتاريس الدخلية،
فانسحب إلى الفلعة الداخلية، واستمر بالمقاومة حتى وهو ضمن القلعة. ضجر سكان [[تلمسان]] من الحصار الطويل، فاتفقوا فيما بينهم على ضرورة ترك ال[[أتراك]]، وعندما حل يوم [[عيد الفطر]] طلب الأهالي منه السماح لهم بالصلاة في "جامع المشور"، وعند دخولهم للقلعة الداخلية، سلوا سيوفهم وبدأوا بقتل الأطفال، إلا أن عروج تمكن من السيطرة على الموقف وقام بتطويق الأهالي.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=عبد الحميد بن أبي زيان بن أشنهو|الإصدار=[[2008]]م|العنوان=كتاب دخول الأتراك العثمانيين إلى الجزائر|سنةالسنة=[[1972]]م|مسارالمسار=https://books.google.com.sa/books?hl=ar&id=twpXAAAAMAAJ&dq=عروج+بربروس&focus=searchwithinvolume&q=عروج+|الناشر=على موقع جوجل الكتب|تاريخ الوصول=10 ربيع الثاني 1437 هـ}}</ref> بعدها أمر عروج بالانسحاب لقلة عدد الجنود ال[[أتراك]] المتبقين، وكان هذا يعني اختراق صفوف أعداءه لكي يصل للساحل لانتظار سفن أخيه خير الدين. واستغل ظلام الليل وتمكن من الخروج من دون يشعروا به إلا بعد عدة ساعات، وحالما علموا قامت فرقة من الخيالة بملاحقته، وحاول أن يشغلهم بإلقاء ما لديه من المال والأشياء الثمينة ولم يفده ذلك، واستمرت الفرقة بملاحقته حتى أضطر على الالتجاء في خرابة قديمة، وبدأ بالتصدي لهم في معركة غير متكافئة وظل يقاتل حتى مات كل رجاله وقتل، وكان ذلك في سنة [[924 هـ]] الموافق [[1518]]م،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=عبد الفتاح حسن أبو علية|الإصدار=[[2008]]م|العنوان=كتاب الدولة العثمانية والوطن العربي الكبير|مسارالمسار=https://books.google.com.sa/books?id=VYygAAAAMAAJ&q=عروج+بربروس&dq=عروج+بربروس&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiZ0r-WxLvKAhVFOg8KHUSDBOYQ6AEIIzAB|الناشر=على موقع جوجل الكتب|تاريخ الوصول=10 ربيع الثاني 1437 هـ}}</ref> وقُطع رأسه وحُمل مع ألبسته إلى إسبانيا التي طيف بها في أغلب المدن الإسبانية ثم أودعت في كنيسة سانت جيروم في [[قرطبة]].<ref name="ReferenceA"/><ref>{{مرجع كتاب|العنوان=التتر|الصفحة=65-66-67}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=مصطفى محمد رمضان|الإصدار=[[1985]]م|العنوان=كتاب العالم الإسلامي في التاريخ الحديث و المعاصر، المجلد 1|مسارالمسار=https://books.google.com.sa/books?id=H3gLAAAAIAAJ&q=عروج+بربروس&dq=عروج+بربروس&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiZ0r-WxLvKAhVFOg8KHUSDBOYQ6AEIQTAH|الناشر=على موقع جوجل الكتب|تاريخ الوصول=11 ربيع الثاني 1437 هـ}}</ref>
 
== إرثه ==
سطر 158:
</div>
=== مصادر ===
* {{مرجع كتاب|المؤلف1=مسعود مجاهد الجزائري|العنوان=كتاب تاريخ الجزائر، الجزء الأول|مسارالمسار=https://archive.org/stream/Tarikh.Al-jazair-part1/kitab#page/n0/mode/2up|الناشر=مطابع دار الأيتام الإسلامية|مكانالمكان=القدس|تنسيق=pdf}}
* {{مرجع كتاب|المؤلف1=أحمد توفيق المدني|العنوان=كتاب حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر واسبانيا 1492 – 1792|مسارالمسار=https://archive.org/stream/Harb.Al-thalathuma-at.Sanah/kitab#page/n0/mode/2up|الإصدار=الثانية|سنةالسنة=1976م|الناشر=الشركة الوطنية للنشر والتوزيع|مكانالمكان=الجزائر|تنسيق=pdf}}
* {{مرجع كتاب|المؤلف1=بسام العسلي|العنوان=خير الدين بربروس (والجهاد في البحر) 1470 - 1547م|مسارالمسار=https://archive.org/stream/Khayr-Adden.Barbaros/kitab#page/n0/mode/2up|الإصدار=الأولى|سنةالسنة=1400 هـ 1980م|الناشر=دار النفائس|مكانالمكان=بيروت|تنسيق=pdf}}
* {{مرجع كتاب|المؤلف1=ترجمة: محمد دراج|العنوان=مذكرات خير الدين بربروس|مسارالمسار=https://archive.org/stream/moudhakirat/Khayr-Adden#page/n0/mode/2up|الإصدار=الأولى|سنةالسنة=1432 هـ الموافق 2010م|الناشر=شركة الأصالة للنشر والتوزيع|مكانالمكان=الجزائر|الرقم المعياري=978-9961-9963-1-7|تنسيق=pdf}}
* {{مرجع كتاب|المؤلف1=عزيز سامح التتر|المؤلف2=ترجمة: محمود علي عامر|العنوان=كتاب الأتراك العثمانيون في أفريقيا الشمالية|مسارالمسار=https://archive.org/stream/Al-atraq.Al-othmaniyoun/kitab#page/n0/mode/2up|الإصدار=الأولى|سنةالسنة=1409 هـ الموافق 1989م|الناشر=دار النهضة العربية|مكانالمكان=بيروت|تنسيق=pdf}}
* {{مرجع كتاب|المؤلف1=محمد فريد بك|العنوان=كتاب تاريخ الدولة العلية العثمانية|مسارالمسار=http://ia800905.us.archive.org/21/items/ketaby11aug/tarikhdawla.pdf|الإصدار=الأولى|سنةالسنة=1981م|الناشر=دار النفائس|مكانالمكان=بيروت|الرقم المعياري=9953-18-084-9|لغةاللغة=العربية|تنسيق=pdf}}
* {{مرجع كتاب|المؤلف1=زكريا سليمان بيومي|العنوان=كتاب قراءة جديدة في تاريخ العثمانيين، التحالف الصليبي الماسوني الاستعماري وضرب الإتجاه الإسلامي|مسارالمسار=https://archive.org/stream/qeraa_jadida_fi_tarikh_al-othmanieen#page/n0/mode/2up|الإصدار=الأولى|سنةالسنة=1411 هـ الموافق 1991م|الناشر=عالم المعرفة|مكانالمكان=جدة|لغةاللغة=العربية|تنسيق=pdf}}
 
== وصلات خارجية ==
سطر 186:
[[تصنيف:تاريخ الجزائر]]
[[تصنيف:تاريخ تونس]]
[[تصنيف:جزائريون]]
[[تصنيف:جهاد بحري]]
[[تصنيف:عثمانيون]]