فقهاء الصحابة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 2:
 
== في العصر النبوي ==
كان الصحابة يتعلمون الأحكام الشرعية ويتفقهون في دين الله خلال العصر النبوي الذي اختص بنزول الوحي فيه، حتى اكتمل الدين.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1489&idto=1489&bk_no=50&ID=1497 تفسير الطبري] محمد بن جرير الطبري، ج9 ص518 إلى 521.</ref> وكانت مهمة الصحابة تعلم أحكام الشرع، وهو ما شرعه الله على لسان رسوله من أحكام، وأخذ كل ما أتى به الرسول من عند الله وحفظه ووعيه، وتدوين القرآن ثم الحديث ونقله وروايته وتعليمه للناس، والتفقه فيما أنزل الله على رسوله وأوحي به إليه من ال[[قرآن]] و[[حديث نبوي|الحديث]] قال الله تعالى: {{قرآن مصور|الأحزاب|34}} وقد فسرت آيات الله: بالقرآن، والحكمة هي: الحديث النبوي.<ref>تفسير البغوي، ج6 ص351 [http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1457&idto=1457&bk_no=51&ID=1473 رابط الكتاب]</ref> فكان هو معلمهم الذي أخذوا من علمه، وتتبعوا ما جاء عنه من أقواله وأفعاله وتقريراته، فكان يرشدهم ويوجههم ويسدد خطاهم ويفقههم في الدين ويعينهم على التعليم والتعلم بالنصيحة والدعاء لهم بالخير، ويوضح لهم تعاليم الدين وقواعده التي تبنى عليها اجتهاداتهم وتقوم بها حجتهم، ويقوم على أساسها قياس الأشباه والنظائر في المسائل المستجدات التي تواجههم. ولم يكن علم الصحابة مقصورا على النقل ولا الأخذ بظواهر نصوص القرآن والسنة، بل كان لهم طرق للفقه فيما أخذوه من خطاب الله وخطاب رسوله وما فهموه منهما، والعلم بتفسير القرآن الذي نزل بلغتهم وعرفوا أسباب نزوله وعايشوا الوقائع، والعلم بما أخذوه من تفاصيل أحكام السنة النبوية، وكان لهم من ذلك معرفة واسعة بأحكام الدين.
 
وقد كان الاجتهاد في العصر النبوي قليل الوقوع في بعض الظروف، وكان في نزول الوحي ما يؤيده أو يبين حكمه. قال في البحر: {{اقتباس مضمن|واختلف في علم النبي {{صلى الله عليه وسلم}} الحاصل عن اجتهاد، هل يسمى فقها؟ والظاهر أنه باعتبار أنه دليل شرعي للحكم لا يسمى فقها، وباعتبار حصوله عن دليل شرعي يسمى فقها اصطلاحا}}.<ref>رد المحتار على الدر المختار، محمد أمين بن عمر ابن عابدين، (مقدمة)، ج1 ص37، طبعة: (د.ط)، دار الكتب العلمية، 1412 هـ/ 1992 م.</ref> <ref group=".">الأنفال 67 المائدة 3</ref>
 
== خصائص فقهاء الصحابة ==
اختص فقهاء الصحابة بجملة من المميزات لم تتوفر جميعها في غيرهم، فهناك من كان له طول الصحبة وكثرة المجالسة والأخذ. ولا يقتصر هذا على رواية الحديث؛ فقد ورد في الحديث: "رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه". فالخصوصية في قوة الفهم والذكاء، والتوفيق والإلهام من الله لمن أراد له الخير وفقهه في الدين، بالإضافة إلى خصائص أخرى كالدعاء والإجازة والشهادة وغيرها، فمن الدعاء مثل حديث: "عن علي بن ابي طالب أنه قال: بعثني رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} إلى [[اليمن]] فقلت: يا رسول الله أتبعثني وأنا شاب وهم كهول ولا علم لي بالقضاء؟، قال: انطلق فإن الله عز وجل سيهدي قلبك ويثبت لسانك؛ قال علي: فوالله ما تعاييت في شيء بعد". وروي أنه قال: "اللهم اهد قلبه" قال: فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا.<ref>طبقات الفقهاء. ج1 ص41</ref> وكالدعاء لابن عباس في حديث: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" وغير ذلك. والإجاز مثل تكليف بعض الصحابة للقيام بمهمة القضاء والفتوى والتعليم، والشهادة مثل حديث: "وأفرضهم زيد..." جاء في كتب الحديث أن أعلم أمة محمد بالحلال والحرام [[معاذ بن جبل]]، وأعلمهم بالمواريث: [[زيد بن ثابت]] وفي الحديث: {{حديث|عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ ابن جبل، وأقرؤها لكتاب الله عز وجل أبي، وأعلمها بالفرائض زيد ابن ثابت، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح"}}.<ref>رواه أحمد وابن ماجه والترمذي والنسأئي. [http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=11&ID=&idfrom=1022&idto=1044&bookid=11&startno=0 التلخيص الحبير]</ref>