جبل: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 5.156.2.130 إلى نسخة 21089137 من Dr-Taher Khalid.
سطر 88:
 
== نهوض منظومات الجبال ==
تتصف هوامش تصادم '''الغلاف الصخري''' بأنواع كثيرة من النشاطات، من بينها نوعان لهما أهمية خاصة في نهوض الجبال؛ فالنوع الأول نشاط حراري ينجم من انغراس قشرة المحيطات داخل المعطف وارتفاع حرارتها وحدوث الانصهار الجزئي المولد للمُهل (magma) التي تندفع على السطح بنشاطات بركانية. أما النوع الثاني فهو نشاط ميكانيكي لهبوط قشرة المحيطات، وانغرازها يؤدي إلى تعمق رواسب المقعر الجيولوجي وانضغاطها وتشوهها بالطي والفوالق العكسية والاستحالة، مما يؤدي تدريجياً إلى نهوضها على شكل منظومات جبلية. وفي العودة إلى تطور المحيطات الحالية، فإن المحيط الأطلسي لا يزال في طور التوسع، وبالتالي يزداد عمق دفن الرواسب المتراكمة في مقعراته الجيولوجية على امتداد حدوده القارية. لقد بدأ تطور هذه المقعرات على امتداد الشواطئ الشرقية لأمريكا الشمالية منذ 200 مليون سنة، إلا أن تطورها على امتداد الشواطئ الشرقية لأمريكا الجنوبية كان متأخراً، لأن انفتاح المحيط الأطلسي كان يتقدم تدريجياً من الشمال إلى الجنوب. وبما أن هبوط قشرة المحيطات تحت هذه المقعرات يشد رواسبها نحو الأسفل كما يدفع بها نحو الحافة القارية ويجعلها عرضةً للتشوه، فإن الأجزاء العميقة من هذه الرواسب تخضع تدريجياً للاستحالة، وتعطي أنواعاً من الصخور الشيستية والغنايسية. ومع ازدياد التسخين في الصخور القارية العميقة يحصل فيها انصهار جزئي تتولد منه مُهل (ماغمة) ريوليتية (تشبه في تركيبها الغرانيت) تصعد ببطء نحو الأعلى بسبب لزوجتها العالية، لا تلبث أن تتصلب في الصخور التي تجتاحها على هيئة مدسوسات باثوليت ضخمة (الشكل 5- ح)،
 
فالتشوهات العظيمة والاستحالة والانصهار والنهوض الأعظمي، هي التي تؤلف لب النظام الجبلي الذي يتطابق مع أعمق أجزاء المقعر الجيولوجي. أما الغطاء الرسوبي فوق الرف القاري فينضغط ويُحشَر بين كتلة القارة وكتلة الصخور العميقة الناهضة فينطوي ويتشوه وينهض أيضاً، ليكـوِّن المجال الهامشي من النظام الجبلي الجديد. وفي كثير من أنحاء العالم توجد أجزاء من صفائح الغلاف الصخري منغرزة تحت صفائح متصادمة معها، كما توجد منظومات جبلية في طور النهوض، منها جبال الأنديز في غربي أمريكا الجنوبية.