قدر (إسلام): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏معنى القدر في الإسلام: لقد صححت بعض الكلمات لغويا ونحويا
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت التصانيف المعادلة (26.1) +عنوان+ترتيب+تنظيف (12.5): + تصنيف:مصطلحات إسلامية
سطر 4:
== معنى القدر ==
{{إسلام}}
القدر في اللغة من التقدير ومن القدرة، وقَدْرُ الشيء مبلغه، قال في [[مختار الصحاح]]: وقَدْر وقَدَر بسكون الدال وفتحها ذكره في التهذيب والمجمل. والْقَدَرُ والْقَدْرُ مايقدره الله من القضاء، وقَدْرُ الله وقَدَرُه بمعنى واحد.<ref>مختار الصحاح للرازي حرف القاف (ق د ر)، رابط الكتاب على: [https://ar.wikisource.org/w/index.php?title=مختار_الصحاح/باب_القاف&mobileaction=toggle_view_desktop#.D9.82.D8.AF.D8.B1 ويكي مصدر]</ref> والقدير والقادر من صفات الله فهو القادر على كل شيء، ومقدر كل شيء وقاضيه، ويكونان من القدرة ويكونان من التقدير، فالله سبحانه على كل شيء قدير، وهو سبحانه مقدر كل شيء وقاضيه. و[[ليلة القدر]] هي التي تقدر فيها الأشياء وتقضى، والقادر من صفات الله، والقدير منه للمبالغة، والمقتدر أبلغ منهما. والقدر: القضاء الموفق. ويقال: جاءه قدره إذا وافق الشيء الشيء. قال ابن سيده: القدر والقدر القضاء والحكم، وهو ما يقدره الله عز وجل من القضاء، ويحكم به من الأمور، قال الله تعالى: {{قرآن|إنا أنزلناه في ليلة القدر}} أي: الحكم كما قال تعالى: {{قرآن|فيها يفرق كل أمر حكيم}}.<ref>لسان العرب لابن منظور، حرف القاف (قدر) ج12 ص36</ref>
 
=== معنى القدر في الإسلام ===
'''القدر''' بمعنى: ما قدره الله بعلمه وقدرته، وأن الله قدر كل الأشياء في سابق علمه، وعلم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل أن يوجدها، ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه. فلا يحدث حدث إلا بعلمه وقدرته وإرادته. والمخلوق لا يقدر على شيء إلا بعلم الله وقدرته وإرادته، فلا حول له ولا قوة إلا بالله. قال تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}}. أي: أن الله هو الذي خلق العباد وخلق أفعالهم، ولا أحد سواه يخلق ذلك، وقد كلف الله الإنسان وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين، ووعد الطائعين بالثواب والعصاة بالعقاب، وكل ما يفعله الإنسان أو يقوله: كل ذلك لا يكون إلا بعلم الله وقدرته وإراته، فالإنسان ليس مجبرا على كل شيء؛ لأن الله لا يظلم أحدا، كما أن الإنسان لا يفعل الأشياء بقدرته بل بقدرة الله، أي: أن الله خلق الإنسان وخلق له قدرة وإرادة محدودن؛ ليتمكن من فعل الأشياء ويتحمل مسؤلية ما يفعل، وليتحقق العدل في الجزاء، فالإنسان يقدر بقدرة الله على البطش بيده والسعي برجله وغير ذلك من الأفعال الاختيارية، لكن الإنسان لا يحدث ذلك من تلقاء نفسه، قال تعالى: {{قرآن|ولو شاء ربك ما فعلوه}} أي: أن الله هو الذي خلق لهم قدرة على الفعل ولوشاء الله لسلبهم القدرة فلم يقدروا على فعل شيء.
ومذهب أهل السنة والجماعة: أن الإنسان لا يخلق أفعال نفسه، وأن العبد ليس مجبرا من كل الوجوه وليس مختارا من كل الوجوه، بل إن الله خلق له قدرة واختيارا يمكنانه من العمل ليجازى عليه، قال تعالى: {{قرآن|وما تشاؤون إلا أن يشاء الله}} وأن الخلق ليس لهم فيما يفعلونه إلا نوع اكتساب ومحاولة ونسبة وإضافة، وأن كل ذلك إنما حصل لهم بتيسير الله وبقدرته وتوفيقه وإلهامه. قال [[القرطبي]]: «الذي عليه أهل السنة أن الله سبحانه قدر الأشياء أي: علم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه، فلا يحدث حدث في العالم العلوي والسفلي إلا وهو صادر عن علمه تعالى وقدرته وإرادته دون خلقه، وأن الخلق ليس لهم فيها إلا نوع اكتساب ومحاولة ونسبة وإضافة، وأن ذلك كله إنما حصل لهم بتيسير الله تعالى وبقدرته وتوفيقه وإلهامه، سبحانه لا إله إلا هو، ولا خالق غيره، كما نص عليه القرآن والسنة، لا كما قالت القدرية وغيرهم من أن الأعمال إلينا والآجال بيد غيرنا.»<ref>تفسير القرطبي، سورة القمر، ج17 ص135 دار الفكر.</ref>
 
=== القدرة والقدر ===
تدل نصوص القرآن والسنة أن الله تعالى هو وحده القادر على كل شيء بقدرة مطلقة، فلا يعجزه شيء، وبقدرته خلق الخلق وأوجدهم من العدم، وقَدَّرَ كل الأشياء قبل حدوثها وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى. قال تعالى: {{قرآن|وخلق كل شيء فقَدَّرَه تقديرا}} وقال تعالى: {{قرآن|القمر|49}} قال الطبري معناه: بمقدار قدرناه وقضينا.<ref>تفسير الطبري</ref> وقال البغوي: ما خلقناه فمقدور ومكتوب في اللوح المحفوظ، قال الحسن: قدر الله لكل شيء من خلقه قدره الذي ينبغي له. وفي الحديث: {{حديث|عن [[أبي هريرة]] رضي الله عنه قال: جاءت مشركو قريش إلى النبي {{صلى الله عليه وسلم}} يخاصمونه في القدر فنزلت هذه الآية: {{قرآن|إن المجرمين في ضلال وسعر}} إلى قوله: {{قرآن|إنا كل شيء خلقناه بقدر}}}}.<ref>تفسير البغوي [[سورة القمر]] آية 49، ج7 ص435، دار طيبة. الحديث رواه البغوي بسنده.</ref> <ref>تفسير القرطبي ج17 ص134. الحديث خرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.</ref> قال أبو ذر: «قدم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: الأعمال بأيدينا والآجال بيد غيرنا.» فنزلت الآيات من سورة القمر إلى قوله تعالى: {{قرآن|القمر|49}} فقالوا: يكتب علينا الذنب ويعذبنا فقال: «أنتم خصماء الله يوم القيامة». ومعنى هذه المقولة: أن مقادير الآجال التي يعجز المخلوق عنها مثل: الموت وإحياء الموتى وغيرها كلها مقادير لا يملكها الإنسان، وقولهم: الأعمال بأيدينا: إنكار قدرة الله على كل شيء، وقد كان نزول الآية ردا على قولهم: أن الأعمال تنسب إليهم وأن الله لم يقدرها عليهم، وقد رد الله عليهم ذلك بأن كل الأشياء مخلوقة بقدر الله.<ref>تفسير القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، سورة القمر، ج17 ص135، دار الفكر.</ref> الحديث: «أنتم خصماء الله يوم القيامة» أي: لأن الله تعالى هو الذي أنزل في كتابه: أنه خلق كل شيء بقدرته، وتكذيبهم تكذيب لله، ومن كذب بما أنزل الله كان الله خصيمه يوم القيامة.
عن طاوس اليماني قال: «أدركت ناسا من [[صحابة|أصحاب]] رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} يقولون: "كل شيء بقدر الله"»، قال: وسمعت [[عبد الله بن عمر]] رضي الله عنه يقول: قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} : «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس»، أو «الكيس والعجز».<ref>تفسير البغوي [[سورة القمر]] آية 49، ج7 ص435</ref>
{{حديث|عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر.» -زاد عبيد الله: "خيره وشره"}}.<ref>تفسير البغوي [[سورة القمر]] آية 49، ج7 ص436</ref>
 
=== القدر خيره وشره ===
قَدَّرَ الله كل الأشياء وخلق الخير والشر، فكلاهما بقدر الله كما يريد، وقد ورد في ذلك [[حديث جبريل]] وفيه:
{{حديث|قال فأخبرني عن الإيمان قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.}}<ref>صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى وبيان الدليل على التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه. رقم (8).</ref> وقال الله تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}} ذكر ابن بطال عن المهلب أن غرض البخاري من الترجمة في كتاب التوحيد: إثبات أن أفعال العباد وأقوالهم مخلوقة لله تعالى.<ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}}. {{قرآن|إنا كل شيء خلقناه بقدر}}. رقم: 7116 ص537. دارالريان للتراث. 1407 هـ/ 1986 م</ref> وفي إثبات نسبة العمل إلى العباد لا يراد به معنى الخلق، بل هو بمعنى الكسب الذي يكون مسندا إلى العبد. والعبد إنما هو ملك الله تعالى يفعل فيه ما يشاء.
فكل ما أسند من أفعال العباد إلى الله تعالى فهو بالنظر إلى تأثير القدرة ويقال له الخلق، وما أسند إلى العبد إنما يحصل بتقدير الله تعالى، ويقال له الكسب، وعليه يقع المدح والذم كما يذم المشوه الوجه ويمدح الجميل الصورة، وأما الثواب والعقاب فهو علامة.<ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}}. إنا كل شيء خلقناه بقدر. رقم: 7116 ص538. دارالريان للتراث. 1407 هـ/ 1986 م</ref>
قال الله تعالى: {{قرآن|ذلكم الله ربكم خالق كل شيء}} فدخل فيه الأعيان والأفعال من الخير والشر، والأعمال والحركات فإنها داخلة في خلق الله، خلافا للمعتزلة الذين قالوا: أن العبد يخلق أفعال نفسه، ورد عليهم أهل السنة بأن الله تعالى خلق إبليس وهو الشر كله، وقال تعالى: {{قرآن|قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق}} فأثبت أنه خلق الشر.<ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}}. إنا كل شيء خلقناه بقدر. رقم: 7116 ص538 و539. دارالريان للتراث. 1407 هـ/ 1986 م</ref>
سطر 23:
وفي الحديث: {{حديث|قال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن.}}<ref>تفسير القرطبي، ج17 ص136</ref>
 
== أهمية الإيمان بالقدر ==
* ارتبط القدر مباشرة بالإيمان بالله وكونه مبنياً على المعرفة الصحيحة بالذات الالهية [[أسماء الله الحسنى|وأسمائه الحسنى]]، وصفاته الكاملة الواجبة له، وقد جاء في القدر صفاته سبحانه صفة [[العلم]]، والإرادة، والقدرة، والخلق، ومعلوم أن القدر إنما يقوم على هذه الأسس. والإيمان بالقدر هو المحك الحقيقي لمدى الإيمان بالله على الوجه الصحيح، وهو الاختبار القوى لمدى معرفته بربه، وما يترتب على هذه المعرفة من يقين صادق بالله، وبما يجب له من صفات الجلال والكمال، وذلك لأن القدر فيه من التساؤلات والاستفهامات الكثيرة لمن أطلق لعقله المحدود العنان فيها.
 
=== الإيمان بالقدر ===
الإيمان بالقدر هو التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره، وأنه الفعّال لما يريد، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا مَحيد لأحد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خُط في اللوح المسطور، وأنه خالق أفعال العباد والطاعات والمعاصي، ومع ذلك فقد أمر العباد ونهاهم، وجعلهم مختارين لأفعالهم، غير مجبورين عليها، بل هي واقعة بحسب قدرتهم وإرادتهم، والله خالقهم وخالق قدرتهم، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته، لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون. وقال النبي محمد {{حديث|لو أن [[الله]] عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت [[جهنم|النار]].<ref>أخرجه أحمد</ref><ref>أخرجه أبو داود</ref>}}
 
==== أدلة الإيمان بالقدر في الإسلام ====
===== القرآن الكريم =====
* «وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا»<ref>[[سورة الأحزاب]]: 38</ref>
* «لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا»<ref>[[سورة الأنفال]]: 42، 44</ref>
* {{قرآن مصور|التغابن|11}}<ref>[[سورة التغابن]]: 11</ref>
* {{قرآن مصور|الحديد|22}}<ref>[[سورة الحديد]]: 22</ref>
* {{قرآن مصور|البقرة|156|157}}<ref>[[سورة البقرة]]: 157،156 </ref>
 
===== السنة النبوية =====
سطر 64:
 
== مسألة الاحتجاج بالقدر ==
عقيدة الإيمان بالقدر لقيت كثيرًا من الاعتراضات، وأثيرت حولها كثير من الشبهات، ومن المعلوم أن كثيرًا من الكافرين والمشركين الضالين والمقصرين في عبادة الله والمنحرفين عن منهج الله، قد وجدوا في القدر مجالاً للاحتجاج به على كفرهم وفسادهم وتقصيرهم. ولذلك أوردنا الجواب على مسألة الاحتجاج بالقدر بأربع قواعد:
* (القاعدة الأولى): أن علم الله الأزلي محيط بكل شيء مما كان ومما سيكون ومما لم يكن لو كان كيف يكون. والأمور تقع على مقتضى علمه الكامل، لا يخرج شيء عنه.
* (القاعدة الثانية): غنى الله الكامل عن العباد ؛ حيث لا تنفعه طاعة المطيع كما لا تضره معصية العاصي. وغناه الله شامل ومطلق، وهو يفيد في طمأنينة القلب عند المؤمن في هذا الباب، وأن الله ليس بحاجة إلى العباد حتى يجبرهم أو يعذبهم بغير ذنب يستحقون العقاب عليه.
سطر 79:
{{ويكاموس|قدر}}
{{مواضيع الإسلام}}
 
{{شريط بوابات|إسلام}}
 
[[تصنيف:عقيدة إسلامية]]
[[تصنيف:أركان الإيمان]]
[[تصنيف:إسلام]]
[[تصنيف:عقيدة إسلامية]]
[[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]