صقللي محمد باشا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 65:
 
== عهد [[سليم الثاني]] ==
أبقى السلطان سليم على صوقللو كصدر أعظم. كان السلطان سليم مديناً لزوج إبنته بالعرش إذ كان قائداً للجيش الذي هزم أخيه بايزيد الذي تمرد عليه. لذلك أعطاه السلطان صلاحيات غير محدودة جاعلاً منه المتحكم الرئيسي في الإمبراطورية مترامية الأطراف، وفضل السلطان أن يقوم بواجبات رئاسة الدولة بوقار دون كثير من التدخل في شئون الديوان، وهو أمر مشابه لما يجري في الملكيات المعاصرة. وعلى الرغم من ذلك، تدخل السلطان بذكاء في بعض قرارات صوقوللو وحال دون أن يمكنه من التخلص من أعداؤه أمثال الوزير [[لالا مصطفى باشا]] والقائد [[عثمان بن أوزديمير باشا]]. لكن غدت قوة محمد باشا ضرورية وعامل توازن مهم في الدولة، حيث إزداد تدخل الحريم في شئون الحكم وعلى رأسهم [[السلطانة مهرماه]] و [[نوربانو سلطان]] فيما عٌرف بإسم [[سلطنة الحريم]]، حيث وقف محمد باشا ضد تدخلات هؤلاء وضد تكتل الوزراء و<nowiki/>[[الإنكشارية]] في شئون الدولة.
 
أبرم محمد باشا في [[أدرنة]] معاهدة صلح مع الإمبراطور [[ماكسيمليان الثاني]] في [[1568]] رضي فيها الأخير بدفع 30 ألف دوكا كجزية سنوية.
أمر محمد باشا خان [[تتار القرم]] وبمساعدة قاسم باشا بمحاصرة [[أستراخان]] مفتتحاً [[الحرب الروسية العثمانية (1568-1570)]]. كان الغرض إسترجاع أستراخان التي إستولى عليها الروس سابقاً بالإضافة لحفر قناة تربط [[نهر الدون]] بنهر [[
 
أمر محمد باشا خان [[تتار القرم]] وبمساعدة قاسم باشا بمحاصرة [[أستراخان]] مفتتحاً [[الحرب الروسية العثمانية (1568-1570)]]. كان الغرض إسترجاع أستراخان التي إستولى عليها الروس سابقاً بالإضافة لحفر قناة تربط [[نهر الدون]] بنهر [[الفولغا]]. فشلت العملية نتيجة لهجوم مضاد روسي قوي ولتحطم الأسطول العثماني نتيجة عاصفة.
 
أمر محمد باشا واليه على مصر [[سنان باشا]] بالإستيلاء على [[اليمن]] من الحكم [[الزيدية|الزيدي]]. تقدم الوزير سنان باشا بصحبة القائد [[عثمان بن أوزديمير باشا]] ونجحا في إجبار الإمام الزيدي على الطاعة. نشأ خلاف بين سنان باشا وعثمان باشا، ترك على إثره عثمان باشا جنوده لسنان باشا وعاد لإسطنبول. ولأن عثمان باشا من معية [[لالا مصطفى باشا]] العدو اللدود لصوقوللو محمد باشا فقد أراد محمد باشا بأن يعدمه. نجا عثمان باشا من الإعدام بأمر من السلطان سليم بعد رجاء من لالا مصطفى باشا في إلغاء الإعدام.
 
أراد السلطان سليم إحتلال [[قبرص]] نظراً لموقعها الإستراتيجي في شرق [[البحر المُتوسط]]. كان العديد من الوزراء وخاصة [[بياله باشا]] يحثون السلطان على ذلك. وعلى الرغم من معارضة صوقوللو محمد باشا إلا أنه إضطر في النهاية إلى إعلان الحرب على [[البندقية]] وتوجيه جيش بري بقيادة [[لالا مصطفى باشا]] برفقة الإسطول لإحتلال قبرص. نجحت الحملة وتم إحتلال قبرص بالكامل، لكن الإسطول العثماني تلقى ضربة قوية في [[معركة ليبانت]] على يد إسطول [[العصبة المقدسة]]. إتٌهم محمد باشا بالتسبب في الهزيمة لأنه عين قائداً برياً في شخص [[مؤذنزاده علي باشا]] قائداً على الأسطول. بعد الهزيكة ، عين السلطان [[أولوج علي باشا]] القائد البحري قائداً على الأسطول. دأب محمد باشا على بناء الإسطول بسرعة وهمة مستغلاً حلول الشتاء. وتمكن في أقل من عام من بناء 156 سفينة جديدة وتعويض خسائره، وهو ما لخصه لسفير البندقية بالقول:
 
'''" لقد جئت لتحسس قوانا، إنكم نجحتم في حلق لحياي (يقصد الإسطول) ولكني قطعت لكم ذراعاً (يقصد قبرص)، اللحية تنبت مرة أخرى سريعاً بينما الذراع لا تنبت مرة أخرى أبداً ".'''
 
واضطرت البندقية في النهاية للإعتراف بقبرص كولاية عثمانية وأنهت الحرب. كما لجأ محمد باشا إلى إرسال قائده [[سنان باشا]] للإستيلاء على [[تونس]] من الأسبان عقاباً لهم على حلفهم مع البنادقة ومشاركتهم في معركة ليبانت.
 
شارك محمد باشا في إختيار ملك بولونيا [[1572]]. كانت النمسا ترغب في تعيين ملكاً من آل<nowiki/>[[هابسبورغ]] ليكون موالياً لها. الدولة العثمانية التي لم ترض بذلك تدخلت وأعطت [[بولونيا (توضيح)|بولونيا]] لهنري الثالث شقيق ملك فرنسا الموالية للعثمانية.
 
== عهد السلطان [[مراد الثالث]] ==
بوفاة السلطان سليم في عام [[1574]]، إرتقى إبنه مراد لعرش السلطنة. بحسب كثير من المؤرخين وعلى العكس من أبيه، كان السلطان مراد لا يكن محبة متزايدة لصوقوللو لأنه كان يستقل بالقرارات. لم يكن السلطان في ذات الوقت قادراً على عزله لأنه كان يستند على جماعة الإنكشارية التي يخشى السلطان أن تثير إنقلاباً إن قام بتنحية محمد باشا. وضع السلطان خطة دقيقة لتقليل نفوذ محمد باشا، تستند أساساً على تقديم خصومه كوزراء وإبعاد حلفاؤه تدريجياً من السلطة. أهم هذه الأحداث كان إغتيال قريب محمد باشا، القائد صوقوللو مصطفى بك الذي كان والياً على [[بودا|بودين]].
 
ولوفاة الشاه [[طهماسب الأول]]، حدثت توترات على الحدود مع الصفويين وأصبح الوضع في إيران متأزماً. رأى العديد من الوزراء إستغلال الأمر في إعلان الحرب على [[الصفويين]] لاستقطاع ما يمكن إستقطاعه منهم من الأراضي. عارض صوقوللو وبشده هذه الحرب، لكنه لم يتمكن من إقناع السلطان بذلك. أعلنت الحرب على الدولة الصفوية وصار [[لالا مصطفى باشا]] [[سردار]] وقائداً أعلى للجبهة.
 
== وفاة صوقوللو وشخصيته ==
أثناء وجود محمد باشا في قاعة الديوان بقصر [[الباب العالى]] في أكتوبر<nowiki/>[[1579]] ، طلب أحد الدراويش مقابلة محمد باشا. سمح محمد باشا للدرويش بالمثول في حضرته. وأثناء حديث الدرويش مع محمد باشا تقدم وطعنه بسكين. مات محمد باشا على إثر ذلك بعد ثلاث ساعات منهياً ما يقارب ال15 عاماً حكماً مطلقاً للدولة. ودٌفن في كٌليّته الكائنة خلف [[جامع أيوب سلطان]].
 
تاريخياً، يعتقد العديدين أن حادث الإغتيال مٌدبر وورائه السلطان مراد بذاته، أو تقف زوجة السلطان المفضلة [[صفية سلطان]] وراء إغتياله. بينما قال البعض أن حادث الإغتيال ليس مٌدبراً لأن الدرويش كان مجنوناً.
 
كان محمد باشا وزيراً قوياً وعسكرياً لامعاً. أتاح قربه من السلطان [[سليمان القانوني]] الإستفادة من خبرات الأخير خصوصاً في السياسة الدولية. وجه محمد باشا الدولة العثمانية بإتقان خلال فترة صدارته التى دامت 14 عاماً و4 أشهرووقف ضد تدخلات السلطانات في شئون الدولة. إستمر محمد باشا على العادة المخزية التي بدأها [[رستم باشا]] في تلقي الرشاوي من رجال الدولة الراغبين في تولي المناصب. كما كان على الولاة والباشوات إعادة شراء مناصبهم كل عام من الصدر الأعظم. لذلك كان هؤلاء يعمدون إلى إبتزاز ما دفعوه من أموال من الرعية، مما تسبب في طروء الفساد في الدولة وإستبدال القيادات ذات الكفاءة بقيادات عديمة الكفاءة غالباً. مما يقال عنه أن والي [[إيالة مصر]] وحده كان عليه أن يدفع سنوياً 100 ألف دوكا، وعلى الوزراء أن يدفعوا ما بين 50 إلى 60 ألف دوكا سنوياً، وعلى الباشوات أصحاب رتبة [[بيلر بي]] أن يدفعوا من 15 إلى 40 ألف دوكا بحسب مواقع خدمتهم، كذلك كان يتلقى هدايا سنوية من سفراء [[البندقية]] و<nowiki/>[[النمسا]] و<nowiki/>[[ترانسيلفانيا]].وبالإضافة إلى راتب صوقوللو الشخصي (20 دوكا يومياً) جعل ذلك دخل محمد باشا سنوياً يتجاوز المليون دوكا مما جعله _بحسب المؤرخين_ ذات دخل أعلى من عدد من ملوك أوروبا<ref>يلماز أوزتونا_تاريخ الدولة العثمانية. صفحة 431</ref>. وعلى الرغم من ذلك، عٌرِف محمد باشا بكثره أعمالة الخيرية والمعمارية ، أسس مسجداً في منطقة فاتح في إسطنبول من بناء [[معمار سنان]] كما أسس مساجد عديدة أخرى كما أقام عدداً من الأعمال الخيرية في [[مكة]]، [[المدينة المنورة]]، [[حلب]]، [[إسطنبول]]، [[أدرنة]] وغيرها.
 
وفاة محمد باشا كانت إيذاناً بتدخل الحريم بصورة أكبر في شئون الحكم. تزايد نفوذ كلا من [[نوربانو سلطان]] أم السلطان مراد، وزوجته الأثيرة [[صفية سلطان]] مما جعل العديد من الوزراء يتلقون أوامرهم من السلطانات أساساً عوضاً عن الديوان، وكان ذلك علامة على تراجع شأن الدولة وهيبتها.
 
== المراجع ==