مصباح الجربوع: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: صيانة قوالب المساعدة على التحرير
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: إزالة التشكيل
سطر 50:
 
==العملية الفدائية الأولى==
لقد كانت الشعبة التي انضمّ إلى صفوفها الشهيد [[مصباح جربوع]] هي شعبة (قصر الجوامع)، التي تأسّست في نفس المدة وأصبح فيها عضوا بارزا ومنفذا لأوامر الحزب التي كانت تصله باستمرار عن طريق المرحوم [[علي بن ضو الهنشير]]، ولم تكد تندلع ثورة [[18 جانفي]] [[1952]] حتى كان مصباح من أوائل الحاملين للسلاح ليقاوم [[الاستعمار]]، هو «ومجموعته» الأولى التي كانت تتركب من [[عبد اللّهالله الجليدي]] و[[ميلود بن محمد البوعبيدي]]، و[[سعيد فرشينة]] و[[محمود العجيلي]] وغيرهم، وهي مجموعة فدائية حافظت على السرية في أعمالها وخططها، وبدأت عملياتها بالهجوم على الثكنة العسكرية [[مدنين|بمدنين]] ليلا ورمتها بالرصاص وأدخلت بذلك الهول والفزع في أوساط [[الجيش الفرنسي]]، وهي عملية فدائية حرّكت سواكن أبناء [[الجنوب]] ودفعتهم إلى الكفاح وحمل السلاح.[[ملف:صورة لبعض الثوار.jpg|thumb|تتضمن الصورة مصباح جربوع ويتوسط الصورة [[علي جربوع]] بالإضافة إلى باقي المقاومين|يمين]]
ومن خلال تلك العملية الفدائية الناجحة قامت السلطات الفرنسية العسكرية بحملات تطهير ومداهمة للمشتبه بهم في تعاونهم مع «الفلاة» وما إن وصلت الأخبار إلى الجهات الفرنسية عن تلك العمليات الفدائية ومنفذيها عن طريق (عملائها) حتى قامت القوات الفرنسية بإيقاف عدد كبير من المقاومين و»الفلاقة» والمجاهدين المشتبه فيهم (حيث نقلت وسائل الاعلام [[التونسية]] الصادرة يوم [[22 فيفري]] [[1952]] وتحت عنوان حملات التطهير بمدنين تفاصيل دقيقة وثابتة وصريحة عن تلك المداهمات والإيقافات) فذكرت ما يلي: وفي يوم السبت قصد الركب العسكري منطقة ([[وادي اللبة]]) [[مدنين|بمدنين]] الجنوبية بقوة هائلة من الجند والدبابات التي يتواجد في تلك المنطقة عرشا الهناشير والأفراج وبعد أن طوّقوها في الصباح الباكر من جميع الجهات أخذوا في التفتيش الدقيق في منازل السادة [[ضو الهنشير]] و[[سالم بن فرج]] و[[الربعي]] و[[سعد بن فرج]] و[[المبروك بن بلقاسم]] وذلك بحثا عن السلاح حيث وصلت معلومات شبه رسمية إلى السلطات [[الفرنسية]] تفيد بأن كميات هائلة من السلاح مخفية في تلك المنطقة الفلاحية ولدى العائلات المذكورة التي تسلمها إلى المقاومين والثوار و»الفلاة» بطريقة سرية خدمة للنضال والجهاد. وتضيف جريدة «[[الصباح]]» الصادرة في [[22 فيفري]] [[1952]] فتقول: «إنه رغم تفتيش تلك المنطقة أكثر من ثلاث مرات في يوم واحد وخصوصا منزل ضو الهنشير الذي وجدوا لديه بندقية صيد بها عطب فاتخذوها مبررا لاعتقاله رفقة [[سالم بن منصور بن فرج]] وزجّوا بهما في السجن وعائلتهم لم تعلم عن حياتهم شيئا».
 
== كمين في البئر الأحمر ==
وتوالت أعمال المقاوم [[مصباح جربوع]]<ref>مقال للصحفي المنصف بن فرج</ref> البطولية وقيادته للأعمال الفدائية ضد جيش المستعمر الفرنسي، منها نصبه لكمين في منطقة البئر الأحمر يوم [[25 ماي]] [[1952]] وفيه قتل العديد من الجنود الفرنسيين وما كان من القوات الاستعمارية إلا رد الفعل بالقبض على بعض رفاق مصباح منهم ميلود البوعبيدي وسعيد فرشينة وعلى أفراد عائلته وزوجته فاطمة ووالده الحاج صالح وأودعوهما السجن، ثم ألحقوا بهما أخاه المقاوم المرحوم [[علي جربوع]] المتوفى مؤخرا والذي قضى مدة في الحبس ثم وضع تحت الاقامة الجبرية في منطقة [[بني خداش]] من [[ولاية مدنين]]، وكان [[مصباح جربوع]]، في تلك الأثناء، كثير التحرك في مناطق جبال تطاوين وغمراسن وبني خداش ومطماطة وغيرها، يشعل فتيل الثورة، ويترصد جنود الاحتلال، وينصب لهم الكمائن، منها ذلك الكمين الذي نصبه في الطريق الرابط بين تامزرط ومطماطة، أطلق فيه الرصاص على سيارة عسكرية [[فرنسية]] جرح فيها ضابط [[فرنسي]]، يوم [[1 سبتمبر]] [[1952]]، ثم هجم هو ورفاقه على برج مطاماطة ثم وقعت (معركة تشين)، وفيها جرح أحد جنود الاستعمار، وكان مصباح يبحث دائما عن المتطوعين والأنصار، فكون (مجموعة فدائية ثانية) ضمّت [[المبروك بن محمد الحرابي]] و[[فرج المهداوي]]، وكان أشهر أعمالها اصطدامها بالجيش الفرنسي في موقعة كاف العنبة، حيث اعترضوا سبيل سيارة عسكرية، فقتلوا ركابها وجرحوا بعضهم ولاذوا بالفرار، وظل المقاوم [[مصباح جربوع]] يبحث باستمرار عن تعزيز صفوف الثوار، فانضمّ إليهم [[علي بن عبد اللّهالله اللملومي]] و[[محمد الحارس]]، وفي شهر ديسمبر [[1952]]، أطلق سراح زوجة مصباح ووالده وخفف الحصار على أخيه علي فقويت شوكة الثورة التونسية بالجنوب، وانضم [[صالح بن نصر]]، و[[الفرجاني اللملومي]] إلى الثوار، وهكذا أصبحت الهجومات على جنود [[الاستعمار]]، مع مطلع [[1953]]، عنيفة وحادة، بتضافر جهود وتنسيق بين جماعات [[مصباح جربوع]] ومجموعة [[زايد الهداجي]] من [[مطماطة]]، واتجهت أصابع الاتهام إلى بعض الخونة والمساعدين للسلطة [[الفرنسية]]، فشرع مصباح في تهديدهم بواسطة الرسائل تنفيذا لتعليمات الحزب الواردة عليه من تونس.
 
== معركة جبل ميتر ==