طاوية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط روبوت: استبدال قوالب: المراجع; تغييرات تجميلية
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: إزالة التشكيل
سطر 33:
يطلق اليوم على هاتين المدرستين الطاوية الفلسفية والطاوية الدينية على التوالي.
 
إسم الطاوية لم تتم صياغته حتى حكم أسرة هان في القرن الثاني قبل الميلاد ، ففي هذا الوقت إندمجت بعض التيارات الرئيسية للعقيدة الطاوية معا وأصبحت عقيدة واحدة <ref> [http://plato.stanford.edu/entries/daoism/ "Taoism"]</ref>. وارتبط احد هذه التيارات بالإمبراطور الأسطوري الأصفر هوانج تي، وكان يمكن تتبعها تاريخيا في دولة شي ( Ch’i ) التي كانت تشغل فيما يقال الجزء الشمالي من شانتونج الحديثة shantung والجزء الجنوبي من هوباي Hopei . وكان حكام هذه الدولة مثل حكام الدولة الصينية يعتبرون أنفسهم من سلالة الإمبراطور الأصفر، وكانوا يمارسون شعائر العبادة الخاصة به في بلاطهم. لكنهم أيضا افتتحوا أكاديمية للفلاسفة أسموها أكاديمية بوابة شي Chi – gate . والمقصود بالبوابة هنا بوابة رب الزراعة The god of agriculture وإنتعشت هذه الأكاديمية خلال الجزء الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد . وكان أحد أشهر أعلام هذه الأكاديمية هو تسو ين Tsou Yen الشهير . الذي كان اول من صاغ وجهة النظر الصينية للكون في نسق أو نظام قائم على طاقتين كونيتين هما الظلمة (Yin) والنور (Yang) واتحد النور والظلمة مع القوى أو العناصر الخمسة المتحركة (الوهسنج Wuhsing) لكن الغالبية العظمى من علماء هذه الأكاديمية كانوا ينتمون لمدارس طاوية مختلفة، كان أبرزهم سنج هسينج sung Hsing وين ون Yin Wen وكانت أفكارهما مستقاه من فلسفه مفكر أقدم هو يانج شو Yang Chu الذي دافع عما يمكن وصفه بالخلاص الفردي، وكانت تعالميه معاكسه بشكل مباشر لتعاليم مو- تسو Mo-Tzu الذي ظهرت أعماله في الشرائع الطاوية وعقيدة هذا الأخير تقوم على الفكرة الصينية المثالية عن ملك أو حاكم يضحي بنفسه لصالح شعبه مثل المقدس يو Yu . ولم يكن يانج شو راغبا في إقتلاع شعرة واحدة حتى لو كان في إقتلاعها صالح العالم أجمع فلقد كانت تعاليم مدرسته الأساسية هي : " أبعد الضرر عن نفسك وعش عمرا مديدا بقدر ما تستطيع " <ref> [http://www.patheos.com/Library/Taoism "Patheos Library – Taoism"]</ref>.
 
'''مصطلحات''': قد تلاحظ أن التسمية العربية للفلاسفة الصينيين لها نفس مشاكل التسمية في لغات أخرى، ف[[تشوانغ تسو]] مثلا، هو [[شوان زي]]، حين يسمى بالإنجليزي Chuang tzu أو Zunag zi وبالفرنسي Tchouang Tseu.
 
== طاو ==
الفكرة الأساسية عن الطاو الذي يقول به الطاويون مستقي في الأساس من دين قديم شاع خلال حكم أسرة شانج Shang ولا ندري عنه سو القليل .فنحن نقرأ في " الطاو – تي – شنج Tao-teching" ( السفر الكلاسيكي للطاو) والذي تظهر فيه دلائل كثيرة على الإنتقال من الدين إلى الفلسفه، أن بوابة الظلمة هي أصل كل الأشياء <ref>Pregadio, 2008. Vol. 1, p. 326, Daoshi</ref>. ومن الواضح أن إقتباس من أسفار أقدم عهدا وربما يشير إلى أرض قديمة أو إلى ربة الماء التي تهب الميلاد لكل الموجودات وتستردهم مرة آخرى عند الموت . والنهوض من فتحة هذة الرى جرى تفسيره بالمرور من اللاوجود إلى الوجود .ومادام أصل الوجود هو اللاوجود فالنتيجة التي وصلوا إليها أن كل الموجودات ستصبح أخيرا لا موجودات . فمن هذة الرب انبثق كل الوجود وكل الحركات وإليهما العودة حتما <ref> [http://www.academia.edu/6919287/2014_Religion_and_Society._A_Summary_of_French_Studies_on_Chinese_Religion Religion and Society. A Summary of French Studies on Chinese Religion]</ref>.
 
== الخلود ==
الخلود بالنسبة للصيني القديم يعني الخلود المادي . فكانت فكرة الخلود الروحي غير معروفة للصينيبن قبل إحتكاكهم بالبوذية . ولكن سرعان ما إنتشرت فكرة ان الإنسان بعد الموت يترك جسده القديم كما تترك حشرة زير الحصاد (السيكادا Cicada) أو الحية جلدها القديم منسلخة عنه ليحلق في أجواء السعادة في كل انحاء الإمبراطورية خلال القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد . وحظيت هذه العقيدة بالقبول في دولة شن Ch’in في الأجزاء الشمالية الغربية من الصين، حيث كان الجو مهيأ بشكل جيد لها بسبب تدفق أفكار الدين الشاماني العامر بالأفكار الصوفية من أسرة شانج الحاكمة القديمة ، وكان أول إمبراطور في أسرة شن Ch’in هو شيه-هوانج- تي (Shih-huang-ti) وقد بذل جهودا كبيرة ليكون خالدا لا يموت وجمع لتحقيق هذا الغرض عددا كبيرا من السحره في بلاطه <ref> [https://books.google.com.eg/books?id=HG-fUg2TqRQC&pg=PA21&redir_esc=y Walking the I Ching]</ref>.
 
=== الممارسات التي كانت تجري لإطالة العمر ===
سطر 79:
عن طريق التناغم التلقائي مع نزوات طبيعته الذاتية الأساسية، وترك كل المعارف العلمية المكتسبة، يتحد الإنسان مع "[[طاو|الطاو]]" ويستخلص منه قوة غامضة ([[دي]]). بفضل هذه القوة يستطيع الإنسان تجاوز كل المستحيلات على ذوي البشر العاديين، على غرار الموت والحياة.
 
اعتبرت المدرسة الطاوية المبكرة هذه القوى بأنها سحرية، فيما اعتبرها كل من "[[لاوتسو]]" (老子) و"[[تشوانغ تسو]]" (莊子) قوى ناتجة عن أهلية الشخص (اِسْتِحْقاق)، وعوامل الطبيعية والتلقائية<ref> [http://plato.stanford.edu/entries/laozi/ "Laozi"]</ref>.
 
انتقد "[[تشوانغ سو]]" (莊子) ما كان يذهب إليه كل من "[[كونفيشيوس]]" وأتباع مدرسة "[[موتسه]]"، من أن الحكمة الإنسانية وحدها يمكن أن تقود إلى استكشاف الـ"[[طاو]]"، كان يعتقد أن التمييز (الذاتي، التلقائي) للأفكار التصورية هو المسئول عن انفصال الإنسان عن الـ"طاو".
سطر 107:
نقرأ كيف أن [[لاو تزي]] و[[جوانغ تزى]] انتقدا في كتاباتهما، نهم الإنسان نحو العلم والتطور، آخذين عليه اهماله للسكينة ووداعة العيش. هذه النظرة لامت أيضا [[كونفوشيوس]] وأتباعه في سيرهما نحو نزع الأمية من [[المجتمع الصيني]]، وسعيه الحثيث في تغيير السياسيات المطبقة.
 
مع هذا، اعترف [[كونفوشيوس]] نفسه بأنه على هدْي الطاوية القديمة، هذا ما دفع [[شوِنشون تزي]] ([[زونزي]]) أحد أتباع كونفوشيوس، للمزج بين الطاو في الطريقة الأولى، وبين الكونفوشية ([[كونفشيوسية]]) التي تدعوا للتطور.
 
قال شوِن تزي، في كتاباته: ''كل شيء يتغير، تماما مثل الطاو، الذي هو في تغير دائم.'' وأعطى مثالا، حيث يطالَب أتباع الطاو بالمحافظة على الصحة الجسمية والعقلية، وقارنها بالطبيب الطاوي الذي يسعى حثيثا في البحث عن أنجع الأدوية تفاديا للأمراض.