قدر (إسلام): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 1:
{{أركان الإيمان}}
{{ {{#ifeq:|{{void}}|void|Error:must be substituted}}| حذف }}{{حذف/تاريخ|1=|تاريخ=يوليو 2016}}
{{إسلام}}
'''القَدَر''' في [[الإسلام]] حكم الله وما قدره من الأشياء بقدرته في سابق علمه، وللإيمان بالقدر أهمية كبرى بين أركان الإيمان عند المسلمين، حيث ورد التنصيص في [[السنة النبوية]] على وجوب [[الإيمان بالقدر]] خيرا كان او شرا. والقدر هو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه، واقتضته حكمته.
 
'''الإيمان بالقدر''' هو أحد [[أركان الإيمان]] الستة في [[الإسلام]]، وقد ورد في ال[[قرآن]] وال[[سنة]]، ولا يتم إيمان [[مسلم|المسلم]] إلا بها.
== معنى القدر ==
القدر في اللغة من التقدير ومن القدرة، وقَدْرُ الشيء مبلغه، قال في [[مختار الصحاح]]: وقَدْر وقَدَر بسكون الدال وفتحها ذكره في التهذيب والمجمل. والْقَدَرُ والْقَدْرُ مايقدره الله من القضاء، وقَدْرُ الله وقَدَرُه بمعنى واحد.<ref>مختار الصحاح للرازي حرف القاف (ق د ر)، رابط الكتاب على: [https://ar.wikisource.org/w/index.php?title=مختار_الصحاح/باب_القاف&mobileaction=toggle_view_desktop#.D9.82.D8.AF.D8.B1 ويكي مصدر]</ref> والقدير والقادر من صفات الله فهو القادر على كل شيء، ومقدر كل شيء وقاضيه، ويكونان من القدرة ويكونان من التقدير، فالله سبحانه على كل شيء قدير، وهو سبحانه مقدر كل شيء وقاضيه. و[[ليلة القدر]] هي التي تقدر فيها الأشياء وتقضى، والقادر من صفات الله، والقدير منه للمبالغة، والمقتدر أبلغ منهما. والقدر: القضاء الموفق. ويقال: جاءه قدره إذا وافق الشيء الشيء. قال ابن سيده: القدر والقدر القضاء والحكم، وهو ما يقدره الله عز وجل من القضاء، ويحكم به من الأمور، قال الله تعالى: {{قرآن|إنا أنزلناه في ليلة القدر}} أي: الحكم كما قال تعالى: {{قرآن|فيها يفرق كل أمر حكيم}}.<ref>لسان العرب لابن منظور، حرف القاف (قدر) ج12 ص36</ref>
 
===معنى القدرالإيمان في الإسلام=بالقدر==
'''القدر''' بمعنى: ما قدره الله بعلمه وقدرته، وأن الله قدر كل الأشياء في سابق علمه، وعلم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل أن يوجدها، ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه. فلا يحدث حدث إلا بعلمه وقدرته وإراته. والمخلوق لا يقدر على شيء إلا بعلم الله وقدرته وإرادته، فلا حول له ولا قوة إلا بالله. قال تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}}. أي: أن الله هو الذي خلق العباد وخلق أفعالهم، ولا أحد سواه يخلق ذلك، وقد كلف الله الإنسان وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين، ووعد الطائعين بالثواب والعصاة بالعقاب، وكل ما يفعله الإنسان أو يقوله: كل ذلك لا يكون إلا بعلم الله وقدرته وإراته، فالإنسان ليس مجبرا على كل شيء؛ لأن الله لا يظلم أحدا، كما أن الإنسان لا يفعل الأشياء بقدرته بل بقدرة الله، أي: أن الله خلق الإنسان وخلق له قدرة وإرادة محدودن؛ ليتمكن من فعل الأشياء ويتحمل مسؤلية ما يفعل، وليتحقق العدل في الجزاء، فالإنسان يقدر بقدرة الله على البطش بيده والسعي برجله وغير ذلك من الأفعال الاختيارية، لكن الإنسان لا يحدث ذلك من تلقاء نفسه، قال تعالى: {{قرآن|ولو شاء ربك ما فعلوه}} أي: أن الله هو الذي خلق لهم قدرة على الفعل ولوشاء الله لسلبهم القدرة فلم يقدروا على فعل شيء.
ومذهب أهل السنة والجماعة: أن الإنسان لا يخلق أفعال نفسه، وأن العبد ليس مجبرا من كل الوجوه وليس مختارا من كل الوجوه، بل إن الله خلق له قدرة واختيارا يمكنانه من العمل ليجازى عليه، قال تعالى: {{قرآن|وما تشاؤون إلا أن يشاء الله}} وأن الخلق ليس لهم فيما يفعلونه إلا نوع اكتساب ومحاولة ونسبة وإضافة، وأن كل ذلك إنما حصل لهم بتيسير الله وبقدرته وتوفيقه وإلهامه. قال [[القرطبي]]: «الذي عليه أهل السنة أن الله سبحانه قدر الأشياء أي: علم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه، فلا يحدث حدث في العالم العلوي والسفلي إلا وهو صادر عن علمه تعالى وقدرته وإرادته دون خلقه، وأن الخلق ليس لهم فيها إلا نوع اكتساب ومحاولة ونسبة وإضافة، وأن ذلك كله إنما حصل لهم بتيسير الله تعالى وبقدرته وتوفيقه وإلهامه، سبحانه لا إله إلا هو، ولا خالق غيره، كما نص عليه القرآن والسنة، لا كما قالت القدرية وغيرهم من أن الأعمال إلينا والآجال بيد غيرنا.»<ref>تفسير القرطبي، سورة القمر، ج17 ص135 دار الفكر.</ref>
 
هو التصديق الجازم أن كل خير أو شر إنما هو بقضاء [[الله]] وقدره، وأنه الفعال لما يريد، قال {{صلى الله عليه وسلم}} : '''لو أن [[الله]] عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت [[جهنم|النار]].'''<ref>أخرجه أحمد</ref><ref>أخرجه أبو داود</ref>
===القدرة والقدر===
تدل نصوص القرآن والسنة أن الله تعالى هو وحده القادر على كل شيء بقدرة مطلقة، فلا يعجزه شيء، وبقدرته خلق الخلق وأوجدهم من العدم، وقَدَّرَ كل الأشياء قبل حدوثها وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى. قال تعالى: {{قرآن|وخلق كل شيء فقَدَّرَه تقديرا}} وقال تعالى: {{قرآن|القمر|49}} قال الطبري معناه: بمقدار قدرناه وقضينا.<ref>تفسير الطبري</ref> وقال البغوي: ما خلقناه فمقدور ومكتوب في اللوح المحفوظ، قال الحسن: قدر الله لكل شيء من خلقه قدره الذي ينبغي له. وفي الحديث: {{حديث|عن [[أبي هريرة]] رضي الله عنه قال: جاءت مشركو قريش إلى النبي {{صلى الله عليه وسلم}} يخاصمونه في القدر فنزلت هذه الآية: {{قرآن|إن المجرمين في ضلال وسعر}} إلى قوله: {{قرآن|إنا كل شيء خلقناه بقدر}}}}.<ref>تفسير البغوي [[سورة القمر]] آية 49، ج7 ص435، دار طيبة. الحديث رواه البغوي بسنده.</ref> <ref>تفسير القرطبي ج17 ص134. الحديث خرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.</ref> قال أبو ذر: «قدم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: الأعمال بأيدينا والآجال بيد غيرنا.» فنزلت الآيات من سورة القمر إلى قوله تعالى: {{قرآن|القمر|49}} فقالوا: يكتب علينا الذنب ويعذبنا فقال: «أنتم خصماء الله يوم القيامة». ومعنى هذه المقولة: أن مقادير الآجال التي يعجز المخلوق عنها مثل: الموت وإحياء الموتى وغيرها كلها مقادير لا يملكها الإنسان، وقولهم: الأعمال بأيدينا: إنكار قدرة الله على كل شيء، وقد كان نزول الآية ردا على قولهم: أن الأعمال تنسب إليهم وأن الله لم يقدرها عليهم، وقد رد الله عليهم ذلك بأن كل الأشياء مخلوقة بقدر الله.<ref>تفسير القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، سورة القمر، ج17 ص135، دار الفكر.</ref> الحديث: «أنتم خصماء الله يوم القيامة» أي: لأن الله تعالى هو الذي أنزل في كتابه: أنه خلق كل شيء بقدرته، وتكذيبهم تكذيب لله، ومن كذب بما أنزل الله كان الله خصيمه يوم القيامة.
عن طاوس اليماني قال: «أدركت ناسا من [[صحابة|أصحاب]] رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} يقولون: "كل شيء بقدر الله"»، قال: وسمعت [[عبد الله بن عمر]] رضي الله عنه يقول: قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} : «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس»، أو «الكيس والعجز».<ref>تفسير البغوي [[سورة القمر]] آية 49، ج7 ص435</ref>
{{حديث|عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر.» -زاد عبيد الله: "خيره وشره"}}.<ref>تفسير البغوي [[سورة القمر]] آية 49، ج7 ص436</ref>
 
=== أدلة الإيمان بالقدر= في الإسلام ==
===القدر خيره وشره===
قَدَّرَ الله كل الأشياء وخلق الخير والشر، فكلاهما بقدر الله كما يريد، وقد ورد في ذلك [[حديث جبريل]] وفيه:
{{حديث|قال فأخبرني عن الإيمان قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.}}<ref>صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى وبيان الدليل على التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه. رقم (8).</ref> وقال الله تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}} ذكر ابن بطال عن المهلب أن غرض البخاري من الترجمة في كتاب التوحيد: إثبات أن أفعال العباد وأقوالهم مخلوقة لله تعالى.<ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}}. {{قرآن|إنا كل شيء خلقناه بقدر}}. رقم: 7116 ص537. دارالريان للتراث. 1407 هـ/ 1986 م</ref> وفي إثبات نسبة العمل إلى العباد لا يراد به معنى الخلق، بل هو بمعنى الكسب الذي يكون مسندا إلى العبد. والعبد إنما هو ملك الله تعالى يفعل فيه ما يشاء.
فكل ما أسند من أفعال العباد إلى الله تعالى فهو بالنظر إلى تأثير القدرة ويقال له الخلق، وما أسند إلى العبد إنما يحصل بتقدير الله تعالى، ويقال له الكسب، وعليه يقع المدح والذم كما يذم المشوه الوجه ويمدح الجميل الصورة، وأما الثواب والعقاب فهو علامة.<ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}}. إنا كل شيء خلقناه بقدر. رقم: 7116 ص538. دارالريان للتراث. 1407 هـ/ 1986 م</ref>
قال الله تعالى: {{قرآن|ذلكم الله ربكم خالق كل شيء}} فدخل فيه الأعيان والأفعال من الخير والشر، والأعمال والحركات فإنها داخلة في خلق الله، خلافا للمعتزلة الذين قالوا: أن العبد يخلق أفعال نفسه، ورد عليهم أهل السنة بأن الله تعالى خلق إبليس وهو الشر كله، وقال تعالى: {{قرآن|قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق}} فأثبت أنه خلق الشر.<ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}}. إنا كل شيء خلقناه بقدر. رقم: 7116 ص538 و539. دارالريان للتراث. 1407 هـ/ 1986 م</ref>
وقال تعالى: {{قرآن|الذي خلق الموت والحياة}} وقال: {{قرآن|وأنه هو أمات وأحيا}} فأخبر أنه هو المحيي وهو المميت، وأنه خلق الموت وخلق الحياة، فثبت أن الله هو الذي خلق الأفعال كلها خيرها وشرها. وقال تعالى: {{قرآن|وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}} وقال تعالى: {{قرآن|أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون}} فسلب عن الخلق هذه الأفعال وأثبتها لنفسه؛ ليدل بذلك على أن المؤثر فيها حتى صارت موجودة بعد العدم هو خلق الله لها، وأن الذي يقع من الناس إنما هو مباشرة تلك الأفعال بقدرة حادثة أحدثها الله على ما أراد، فهي من الله تعالى خلق بمعنى الاختراع بقدرته الأزلية، وفعل العباد كسب على معنى تعلق قدرة حادثة بمباشرتهم التي هي كسبهم ووقوع هذه الأفعال على وجوده بخلاف فعل مكتسبها أحيانا من أعظم الدلالة على موقع أوقعها على ما أراد.<ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {{قرآن|والله خلقكم وما تعملون}}. إنا كل شيء خلقناه بقدر. رقم: 7116 ص541. دارالريان للتراث. 1407 هـ/ 1986 م</ref>
وفي الحديث: {{حديث|قال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن.}}<ref>تفسير القرطبي، ج17 ص136</ref>
 
=== القرآن الكريم ===
===الإيمان بالقدر===
{{انظر أيضا|الإيمان بالقدر}}
'''الإيمان بالقدر''' هو: التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره، وأنه الفعّال لما يريد، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا مَحيد لأحد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خُط في اللوح المسطور، وأنه خالق أفعال العباد والطاعات والمعاصي، ومع ذلك فقد أمر العباد ونهاهم، وجعلهم مختارين لأفعالهم، غير مجبورين عليها، بل هي واقعة بحسب قدرتهم وإرادتهم، والله خالقهم وخالق قدرتهم، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته، لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون.
 
* «وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا»<ref>[[سورة الأحزاب]]: 38</ref>
== مراتب القدر ==
* «لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا»<ref>[[سورة الأنفال]]: 42، 44</ref>
=== مرتبة العلم ===
* {{قرآن مصور|التغابن|11}}<ref>[[سورة التغابن]]: 11</ref>
يجب الإيمان بعلم [[الله]] عز وجل [[المحيط]] بكل شيء، وأنه علم ما كان، وما يكون، وما لم يكن كيف يكون، وأنه علم ما الخلق عاملون قبل أن يخلقهم، وعلـم أرزاقهم وآجالهم، وحركاتهم، وسكناتهم، وأعمالهم، ومن منهم من أهل [[الجنة]]، ومن منهم من أهل [[النار]]، وأنه يعلم كل شيء بعلمه القديم المتصف به أزلاً وأبداً.
* {{قرآن مصور|الحديد|22}}<ref>[[سورة الحديد]]: 22</ref>
* {{قرآن مصور|البقرة|156|157}}<ref>[[سورة البقرة]]: 157،156 </ref>
 
=== مرتبةالسنة الكتابةالنبوية ===
وهي أن الله كتب مقادير المخلوقات، والمقصود بهذه الكتابة الكتابة في اللوح المحفوظ، وهو الكتاب الذي لم يفرط فيه الله من شيء، فكل ما جرى ويجري وسيجري فهو مكتوب عند الله.
 
* يقول {{صلى الله عليه وسلم}} في حديث [[جبريل]] الطويل: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيرِهِ وَشَرِّهِ"
=== مرتبة الإرادة والمشيئة ===
أي أن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يخرج عن إرادته الكونية شيء.
 
* وقال {{صلى الله عليه وسلم}} : "وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ"<ref>أخرجه [[أحمد]] في المسند (5/182، 183، 185، 189)، و[[أبو داود]] برقم (4699)، و[[ابن ماجه]] برقم (77)، و[[الترمذي]] برقم (2516)، والحاكم في مستدركه (3/624) رقم (6304)، عن [[ابن عباس]] رضي الله عنهما. قال [[الترمذي]] هذا حديث حسن صحيح، وصححه [[الألباني]] في صحيح الجامع برقم (7957)، وفي السلسلة الصحيحة برقم (2382).</ref>
=== مرتبة الخلق ===
أي أن الله خالق كل شيء، من ذلك أفعال العباد، فلا يقع في هذا الكون شيء إلا وهو خالقه. قال تعالى: {{قرآن|القمر|49}}.
 
* وقال {{صلى الله عليه وسلم}}: "وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ؛ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ"<ref>جزء من حديث أخرجه [[مسلم]] برقم ( 2664 )، عن [[أبي هريرة]] رضي الله عنه.</ref>
== أقوال في القدر ==
يقول شيخ المالكية في المغرب [[ابن أبي زيد القيرواني]]: «والإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وكل ذلك قد قدره الله ربنا، ومقادير الأمور بيده، ومصدرها عن قضائه، علم كل شيء قبل كونه، فجرى على قدره، لا يكون من عباده قول ولا عمل إلا وقد قضاه وسبق علمه به قال الله تعالى: {{قرآن|الملك|14}}، يضل من يشاء فيخذله بعدله، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله، فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه، وقدره من شقي أو سعيد، أن يكون في ملكه ما لا يريد، أو يكون لأحد عنه غنى، خالق لكل شيء، ألا هو رب العباد، ورب أعمالهم، والمقدر لحركاتهم وآجالهم».
 
* قال {{صلى الله عليه وسلم}}: "كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ" <ref>أخرجه [[مسلم]] برقم ( 2655 )، عن [[عبد الله بن عمر]] رضي الله عنهما</ref>
ويقول الإمام [[البغوي]] في شرح السنة: «الإيمان بالقدر فرض لازم، وهو أن يعتقد أن [[الله]] خالق أعمال العباد، خيرها وشرها، كتبها عليهم في اللوح المحفوظ قبل أن خلقهم، ورد في [[القرآن]]: قول الله تعالى:{{قرآن|الصافات|96}} وقال عز وجل: {{قرآن|قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}}، وقال عز وجل : {{قرآن|القمر|49}}، فالإيمان والكفر، والطاعة والمعصية، كلها بقضاء الله وقدره، وإرادته ومشيئته، غير أنه يرضي الإيمان والطاعة، ووعد عليها الثواب، ولا يرضى الكفر والمعصية، وأوعد عليها العقاب ،والقدر سر من أسرار الله لم يطلع عليه ملكًا مقربًا، ولا نبيًا مرسلاً، لا يجوز الخوض فيه، والبحث عنه بطريق العقل، بل يعتقد أن الله – سبحانه والله – خلق الخلق فجعلهم فريقين : أهل يمين خلقهم للنعيم فضلاً، وأهل شمال خلقهم للجحيم عدلاً».
=== الإجماع ===
 
أجمع المسلمون على وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره من الله.
== مسألة الاحتجاج بالقدر ==
عقيدة الإيمان بالقدر لقيت كثيرًا من الاعتراضات، وأثيرت حولها كثير من الشبهات، ومن المعلوم أن كثيرًا من الكافرين والمشركين الضالين والمقصرين في عبادة الله والمنحرفين عن منهج الله، قد وجدوا في القدر مجالاً للاحتجاج به على كفرهم وفسادهم وتقصيرهم. ولذلك أوردنا الجواب على مسألة الاحتجاج بالقدر بأربع قواعد:
* (القاعدة الأولى): أن علم الله الأزلي محيط بكل شيء مما كان ومما سيكون ومما لم يكن لو كان كيف يكون. والأمور تقع على مقتضى علمه الكامل، لا يخرج شيء عنه.
* (القاعدة الثانية): غنى الله الكامل عن العباد ؛ حيث لا تنفعه طاعة المطيع كما لا تضره معصية العاصي. وغناه الله شامل ومطلق، وهو يفيد في طمأنينة القلب عند المؤمن في هذا الباب، وأن الله ليس بحاجة إلى العباد حتى يجبرهم أو يعذبهم بغير ذنب يستحقون العقاب عليه.
* (القاعدة الثالثة): وهي مبنية على القاعدة السابقة، وهي أن الله لا يظلم، وقد حرم على نفسه الظلم، ونفاه في كتابه، ذكر القرآن إن الله لا يظلم الناس شيئاً [يونس: 44]، وفي معنى هذه الآية آيات كثيرة تنفي عن الله ظلم العباد لا في عقوباتهم في الدنيـا ولا في جزائهـم يوم القيامة. وهذه قاعدة مهمة في باب الاحتجاج بالقدر، فإذا توهم العبد أو وسوس له الشيطان فليتذكر أن الله لا يظلمه مثقال ذرة، حتى يطمئن قلبه.
* (القاعدة الرابعة) : قيام الحجة على العباد، وهذه مسألة ينبغي أن يدركها كل مسلم، ومقتضاها أن حجة الله قد قامت على عباده.
 
{{اقتباس عالم|[[النووي]]|متن=وقد تظاهرت الأدلة القطعيات من الكتاب، والسنة، وإجماع الصحابة، وأهل الحل والعقد من السلف والخلف؛ على إثبات قدر الله سبحانه وتعالى <ref>شرح صحيح مسلم للنووي (1/155)</ref>}}
وقيام الحجة على العباد بأمور: أن لا يكلف إلا البالغ العاقل؛ فالصغير والمجنون قد رفع عنه القلم؛ وجود الإرادة للعبد ؛ ففاقد الإرادة المكره لا يكلف، وحصول هذه الإرادة للعبد مما لا ينكره أي عاقل، وبهذه الإرادة يختار بين الطاعة والمعصية؛ القدرة، فالعاجز عن فعل الشيء المطلوب لا يكلف ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، والله لم يكلف الناس ما لا يطيقون؛ قيام الحجة الرسالية، بإرسال الرسل وإنزال الكتب. وبهذه الأمور نعلم أن الحجة قد قامت على العباد، ولا تعارض بينها وبين القدر.
 
{{اقتباس عالم|[[ابن حجر]]|متن=ومذهب السلف قاطبة أن الأمور كلها بتقدير الله تعالى<ref>[[فتح الباري]]، لابن حجر (11/287)</ref>}}.
==مراجع ==
 
{{اقتباس عالم|[[ابن حجر]] في تذكرة المؤتسي|متن=وأجمع أئمة السلف من أهل الإسلام على الإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، قليله وكثيره بقضاء الله وقدره، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يجري خير وشر إلا بمشيئته، خلق من شاء للسعادة واستعمله بها فضلًا، وخلق من أراد للشقاء واستعمله به عدلًا، فهو سر استأثر به، وعِلمٌ حجبه عن خلقه، ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ ، قال الله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾، وقال عز وجل: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ <ref>تذكرة المؤتسى، شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي (1/236)</ref>}}
{{div}}
{{مراجع|2}}
</div>
{{ويكاموس|قدر}}
 
{{شريط بوابات|إسلام}}
 
{{انظر==متضمنات أيضا|الإيمان بالقدر}}==
[[تصنيف:عقيدة إسلامية]]
 
الإيمان بالقدر أربع مراتب :
# الإيمان بأن الله علم كل شيء جملة وتفصيلا ،وأنه علم ما كان ، وما يكون ، وما سيكون ، وما لم يكون كيف يكون.
# الإيمان بأنه قد كتب ذلك في [[اللوح المحفوظ]]، قال رسول الله: '''كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة'''<ref>رواه مسلم</ref>
# الإيمان بمشيئة الله النافذة التي لا يردها شيء، وقدرته التي لا يعجزها شيء، ما شاء كان، وما لم يشأ يكن.
# الإيمان بأن الله هو الخالق الموجد للأشياء كلها، وأن كل ما سواه مخلوق له.<ref>كتاب تفسير العشر الأخير من [[القرآن الكريم]]</ref>
 
===القدرالإيمان بالقدر خيره وشره===
على [[مؤمن|المؤمن]] ان يؤمن بأن [[الله]] لسعة علمه يعلم الأمور قبل أن تقع، فعلم كل شيء جملة وتفصيلا، وكتبه في اللوح المحفوظ، وخلق جميع الكائنات: '''{الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل}'''. ولا يحدث في هذا الكون شيء إلا وقد علم الله حدوثه، وأذن به، قال [[الله]]: '''{إنا كل شيء خلقناه بقدر}.'''
 
وكل إنسان له مشيئة وقدرة، يختار بهما فعل الشيء أو تركه، فهو إن أراد توضأ وصلى، وإن أراد ضل وزنى، لذا هو محاسب ومجازى، ولا يجوز أن يحتج بالقدر على ترك الواجبات، أو فعل المحرمات.<ref>كتاب اركب معنا، د.[[محمد العريفي|محمد بن عبدالرحمن العريفي]]</ref>
 
==المصادر==
=={{مراجع ==}}
 
{{مواضيع الإسلام}}
 
{{شريط بوابات|إسلام}}
[[تصنيف:أركان الإيمان]]
[[تصنيف:إسلام]]
[[تصنيف:عقيدة إسلامية]]