انقلاب 14 تموز 1958: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 44:
تم إعلان قيام [[الجمهورية العراقية (1958–1963)|الجمهورية العراقية]] وانتهاء حقبة العهد الملكي من خلال البيان الأول للحركة والذي أذاعه [[عبد السلام عارف]] من دار الإذاعة، وذلك بعد نجاحه في قلب نظام الحكم بالسيطرة على القيادة العامة لل[[جيش]] ودار الإذاعة ومجمع بدالة [[هاتف|الهاتف]] المركزي، من خلال قطاعات اللواء العشرين الذي تحت إمرته، وبمساندة من زملائه أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين أو الضباط الأحرار في صباح يوم الاثنين الموافق [[14 تموز]] [[1958]].
 
فوجيء المواطنون بإذاعة نشيد [[الله أكبر (نشيد)|الله أكبر]] الحماسي ثم تلته أناشيد [[ثورة رشيد عالي الكيلاني]]، لاحت رؤس الحراب، و[[موطني (نشيد)|موطني]]، ثم أهدت [[أم كلثوم]] للعراق أنشودة [[بغداد]] يا قلعة الأسود، التي كان يمتزج صداها مع أزيز الرصاص ودوي المدافع، وكان صدى تلك الأناشيد الحماسية والثورية و[[أغاني وطنية|الأغاني الوطنية والعربية]] يتردد في شوارع [[بغداد]] وأزقتها، التي تفاعلت مع الحدث، فطغت روح [[وطنية|الحماسة الوطنية]] لدى المواطنين من جميع الشرائح والقطاعات، مشمرين عن سواعدهم في مجاميع هائجة تأييدا وابتهاجا بالحدث الصاعق.
 
وبعد ذلك قطع البث الإذاعي فجأةً، وأعلن المذيع بأن نبأ هاما سيذاع من محطة دار الإذاعة العراقية من بغداد. وساد صمت مطبق في الأزقة والشوارع المكتظة بالجماهير الهائجة وهم يصغون إلى أجهزة [[مذياع|المذياع]] المنتشرة في المقاهي والأماكن العامة. وبعد دقائق من الانتظار تقطعت فيها أنفاس الناس وهي تنتظر اللحظات الثقيلة التي مرت ببطء. وإذا بدوي صوت جهوري ذو نبرة حماسية يعلن النبأ الهام. إنه البيان الأول للثورة يذيعه العقيد الركن [[عبد السلام عارف]] والذي استهله بآية من [[القرآن]]، ثم بدأ بتلاوة البيان الآتي:
{{صندوق اقتباس
|حجم الخط = 80%
|اقتباس = '''البيان رقم واحد'''
 
'''صادر من القائد العام للقوات المسلحة الوطنية'''
 
'''بسم الله الرحمن الرحيم'''
 
'''أيها الشعب الكريم'''
 
'''بعد الإتكال على الله وبمؤازرة المخلصين من أبناء الشعب والقوات الوطنية المسلحة، أقدمنا على تحرير الوطن العزيز من سيطرة الطغمة الفاسدة التي نصبها الاستعمار لحكم الشعب والتلاعب بمقدراته وفي سبيل المنافع الشخصية'''
 
'''إن الجيش منكم وإليكم، وقد قام بما تريدون وأزال الطبقة الباغية التي استهترت بحقوق الشعب، فما عليكم إلا أن تؤازروه. وأعلموا أن الظفر لا يتم إلا بترصينه والمحافظة عليه من مؤامرات الاستعمار وأذنابه وعليه فإننا نوجه إليكم نداءنا للقيام بإخبار السلطات عن كل مفسد ومسيء وخائن لاستئصاله. ونطلب منكم أن تكونوا يداً واحدة للقضاء على هؤلاء والتخلص من شرهم.'''
حركة تموز 1958
'''أيها المواطنون:'''
 
'''إننا في الوقت الذي فيه نكبر فيكم الروح الوطنية الوثابة والأعمال المجيدة، ندعوكم إلى الإخلاد والسكينة والتمسك بالنظام والتعاون على العمل المثمر في سبيل مصلحة الوطن.'''
 
'''أيها الشعب:'''
 
'''لقد أقسمنا أن نبذل دماءنا بكل عزيز علينا في سبيلكم، فكونوا على ثقة واطمئنان بأننا سنواصل العمل من أجلكم وان الحكم يجب أن يعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه وهذا لا يتم إلا بتأليف جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة وترتبط برباط الأخوة مع الدول العربية والإسلامية وتعمل بمبادئ الأمم المتحدة وتلتزم بالعهود والمواثيق وفق مصلحة الوطن وبقرارات مؤتمر باندونغ. وعليه فإن الحكومة الوطنية تسمى منذ الآن (الجمهورية العراقية). وتلبية لرغبة الشعب فقد عهدنا رئاستها بصورة وقتية إلى مجلس سيادة يتمتع بسلطة رئيس الجمهورية ريثما يتم استفتاء الشعب لانتخاب الرئيس. فالله نسأل أن يوفقنا في أعمالنا لخدمة وطننا العزيز انه سميع مجيب'''
 
'''بغداد، في اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1377 هجرية، الموافق لليوم الرابع عشر من شهر تموز سنة 1958 م.'''
 
'''العقيد الركن عبد السلام محمد عارف'''
 
''' القائد العام للقوات المسلحة الوطنية وكالة'''}}
[[ملف:Defence.jpg‏|تصغير|الجماهير المحتشدة تتدفق على وزارة الدفاع فور اعلان نبأ "الثورة"]]
 
وبعد أن أتم عارف تلاوة البيان أنطلقت الجماهير وهي تهتف لقادة الحركة بعد أن أخذت تتعرف عليهم فبدأت الحناجر تهتف " احنه جنودك يإسلام "، وبعد أن تعرفت في نهاية ذلك اليوم التموزي القائض على بقية القادة كالعميد الركن [[عبد الكريم قاسم]] وبقية اعضاء تنظيم الضباط الوطنيين فاخذت جموع الجماهير تهتف لهم كما هتفت "للثورة" ولل[[عراق]]، كما أخذت بعض الجماهير ولا سيما القوميين منهم تهتف للوطن العربي وتطلق شعارات عربية أخرى تّذكر بأمجاد [[العرب]] وتنادي بالوحدة مع الاتحاد العربي المسمى الجمهورية العربية المتحدة.
 
[[ملف:Aref with Qasim.png|تصغير|قادة الحركة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف]]