ساطع الحصري: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت التصانیف المعادلة (25) +ترتيب (۸.۶): + تصنيف:قوميون عرب عثمانيون
تنسيق المصادر
سطر 1:
{{مصدر|تاريخ=مارس 2016}}
{{صندوق معلومات شخص
| اسم = ساطع الحُصْري
السطر 36 ⟵ 35:
 
وإثر قيام ثورة [[رشيد عالي الكيلاني]] قام [[الإنجليز]] بنفي ساطع الحصري إلى [[حلب]] فتسلل منها إلى [[بيروت]] حتى عاد مرة أخرى إلى [[دمشق]] عام [[1944]] حيث قامت [[حكومة|الحكومة]] [[سورية|السورية]] المستقلة بتكليفه للعمل كمستشار لصياغة النظام [[تربية|التربوي]] و[[تعليم|التعليمي]] في البلاد واهتم بالفكر [[قومية|القومي]] وبتطوير مناهج [[تعليم|التعليم]]. عين مديراً لمعهد البحوث والدراسات العربية في [[القاهرة]] عام [[1953]]م.
* {{#وسم:ref|[[أعيان الزمان وجيران النعمان]] في [[مقبرة الخيزران]] - [[وليد الأعظمي]] - [[بغداد]] - مكتبة الرقيم - 2001م - صفحة 211.}}
 
== مؤلفاته ==
سطر 55:
* آراء وأحاديث في التربية والتعليم
* العروبة بين دعاتها ومعارضيها
* {{#وسم:ref|الدليل العراقي الرسمي - [[بغداد]] - مطبعة دنكور - 1936م - صفحة 889.}}
 
== دفاعه عن عروبة مصر ==
السطر 66 ⟵ 67:
واجه الحصري دعاة الإقليمية في [[سوريا الكبرى]] و[[المشرق العربي]] وأبرزهم [[أنطون سعادة]] مؤسس [[الحزب السوري القومي الاجتماعي]] الذي كان ينفي وجود رابط قومي بين [[سوريا]] وغيرها من الأقطار العربية التي يصفها بالبداوة على عكس الأقطار السورية في [[الهلال الخصيب]] ([[سوريا]] و[[لبنان]] و[[فلسطين]] و[[العراق]] و[[الأردن]]) مركزاً على الرباط الجغرافي للهلال الخصيب لتمييزه عن الأقطار العربية الأخرى. فهكذا نجد الحصري يرفض الرباط الجغرافي فقط كأساس للقومية، ويرفض أيضاً التسليم بوجود سمات ومميزات للسوريين (سكان الهلال الخصيب) تختلف عن تلك التي تتسم بها الشعوب الأخرى الناطقة بالعربية، بل أن الحصري كان ينفي تماماً وجود ما يعرف بالإقليم السوري (سورية الكبرى) بمعناه الإداري الحديث حتى عام [[1943]].
 
ويقدِّم الحصْري وحدة اللغة على سائر عوامل الرابطة القومية . ويرى أنَّ الثقافة القائمة على اللغة تؤكد تشابه التكوين النفسي ويعتبره أساس الأمة . فيقول لطه حسين " اضمنوا لي وحدة الثقافة وأنا أضمن لكم كلَّ ما بقي من ضروب الوحدة " . وفرَّق بين الثقافة التي اعتبرها قومية وبين الحضارة التي اعتبرها أمميَّة . وتكلَّم عمَّا يدعى ويسمى ( العبودية الثقافية ) و( السيطرة الثقافية) التي تمارسها بلدان الغرب الإمبريالية ويراها تشكل خطراً على الثقافة القومية والوجود القومي العربي . وحذِّر من مخلَّفات السيطرة الاستعمارية الغربية التي تروِّج للتيارات والنـزعات الإقليمية ..الإقليمية، وبالمقابل يؤكد الحصْري على شعبية الثقافة ويعتبرها الأساس في تكوين نفوس الشعب ولا يقصد بذلك التقليد بل البعث والنهوض . وهذا ما دعاه إلى رسم سياسة لغوية صحيحة في معركة النضال من أجل الوحدة العربية ، فأبرز أهمية إصلاح اللغة والتعمّق في معرفة الفصحى في مدارس البلدان العربية .
 
ودافع عن قومية الأدب أمام المنادين بإقليمية الأدب فخاطب أحمد ضيف : " إنَّ الأدب العربي لم يكن أدباً واحداً . وإنما هو مجموعة آداب ، نشأت في بيئات مختلفة " ويستشهد بالمتنبي الذي ولد في الكوفه ونشأ في البادية وعاش في بغداد وحلب وسافر إلى القاهرة ، ومع ذلك حافظ على أصالته وصفته الموحّدة . وإنَّ الأدب حافظ على صفته الموحَّدة والموحِّدة حتى في أسوأ عصور تفكك الدول العربية وتفتُّت شعوبها . فيرى الحصري أن " التنوّع والأصالة شيء وإقليمية الأدب شيء آخر . فلا يوجد أدب مصري وأدب عراقي أو شامي أو تونسيٌّ … وإنما يوجد أدباء مصريونمصريون، ، عراقيون ،عراقيون، شاميون ، وكلُّهم يسعون لتطوير الأدب وإبراز أصالته .. "
 
وفي سبيل تكوين ثقافة عربية معاصرة يجدُ الحصْري التنوير أنجعَ أداة . ولا يقتصر التنوير عنده على التعليم المدرسي والتحصيل الجامعي بل يتعدّاه إلى تأثير المفكرين والإيديولوجيين من حملة الأفكار القومية والوطنية النيّرة . وهذا ما جعله يعتبر وحدة الثقافة مقدِّمة هامة وأساسيّة للوحدة السياسية . وهذا يستدعي إصلاح وتوحيد أنظمة التربية والتعليم في البلدان العربية وقد ساهم واهتمَّ بهذا الدور التنويريِّ الهام فاعتبرَ المدرسةَ مهمَّتُها إعدادُ الجمهور لتقبُّلِ الأفكار الجديدة وجعل الجيل الجديد عاملاً في إعداد مجتمع راق ، ولذلك دعا إلى الإبداع الخلاق وزرعه في نفوس الناشئة دون إلغاء الأصالة .
 
لم يقض الحصْري عمرَه المديد وراء المكاتب وفي برجه بل كان مثالاً للباحث والمجرِّب والدارس الملتزم . يحاضر ويناقش ويطوِّر آراءه ونظراته ،ونظراته، ولم يغلق نوافذ ثقافته وتفكيره على ثقافة دون ثقافة بل أقاد كثيراً من نظريات تكوين الأمم تحديداً النظرية الألمانية والفرنسية . فقال الدكتور محمد أحمد خلف الله : " لقد كان ساطع الحصري يصدر عن العقيدة القومية في كلِّ أعمالِهِ التعليمية . كما دفعه ذلك إلى أن يسلك وسيلة خاصة مع المدارس التي ينشئها غيرُ العرب في العراق . فكان ينشئ إلى جانب كلِّ [[مدرسة]] إيرانية مدرسة عربية "
 
ويشيد المؤرِّخ المصري محمد عبد الرحمن برج بدور الحصْري فقال عنه في كتابه ( ساطع الحصري) : " كان ساطع على رأس الرعيل الأول الذي دعا إلى القومية العربية وإلى تجسيد هذه القومية في وقت كانت فيه شخصيةُ الأمة العربية قد ذابت في شخصيات أخرى . واتجّه أبناؤها اتجاهات شتىّ .. "
السطر 93 ⟵ 94:
ويتعمَّق في طرحِ أفكارِه محلِّلاً ماهية الوحدة العربية : فيقول : (( ويخطئ من يظنُّ بأنَّ قضايا الوحدة العربية يمكنُ أنْ تدرَّس وتعالج بأعمال حسابية ، ولْنعلَمِ العلم اليقين بأنّ (( الاتحاد يولّد قوّة )) ليس عن طريق جمعِ القوى . فحسب . بل عن طريق إيجاد حياة جديدة ، وأوضاع جديدة تولّد قوى جديدة ، تفوق مجموع القوى المتفرِّقة بآلاف الدرجات …)) وحول علاقة الفكر القومي بالدين ، وما تعرَّض له من ردود ونقاشات يبيّن الحصْري وجهة نظره في فصل الدين وعدم اعتباره من مقوِّمات القومية . (( إن التفكير في بعض الأمورِ مستقلاً عن الدين ، لا يعني إنكار الدين ، إنَّما يعني اعتبار تلك الأمور مما لا يدخل في نطاق الأمور الدينية . وذلك لا يحول دون الرجوعِ إلى الدين في سائر الميادين . ولذلك كلِّه . قلت ولا أزال أقول : إنَّ نَعْتَ القومية باللادينية والقوميين باللادينيين . لا يتفق مع حقائق الأمور بوجه من الوجوه … ))
 
هذه الآراء والأفكار وضعته في مواجهة فكرية مع أنصار الرابطة الإسلامية .. فتصدى لهم عن طريق الحوار فنفى كون الدين عاملاً من عوامل تكوين الأمة العربية ، وأنكر دوره في تشكّل الفكرة القومية العربية . وحذَّر من اعتبار الدين عاملاً أساسياً رغم أنه يراعي تأثير الإسلام على الجماهير العربية العريضة . ويؤكّد الحصري أن الموقف الذي يقفه دعاة الرابطة الإسلامية حيال الوحدة العربية يجعلهم في مواقع العداء لمصالح الأمة العربية . فهم بنفيهم العصبة الجنسية وبتأييدهم للعصبة الدينية يسهمون في تعميق النـزاع بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم من الطوائف فيقول : (( كيف يمكن لأحد أن يأمل بتكوين وحدة من البلاد الإسلامية التي تتكّلم بلغات مختلفة . دون تكوين وحدة من البلاد التي تتكلّم بلغة واحدة ، ولا سيما التي تتكلم بلغة القرآن .. ) ){{#وسم:ref|مقالات [[فهمي المدرس]] الناقدة لمنهج الحصري في المجلات والجرائد العراقية.}}
 
إنَّ اهتمام الحصْري بالقضايا المصيرية كان يدفعه إلى الحوارات والكتابة والإدلاء بآرائه . وقد تناثرت آراؤه القيمة في كتبه ومساجلاته ومحاضراته وهي ذات قيمة. فاعتبر الجامعة العربية خطوة بالغة الأهمية ،وهي سبيل إلى التلاحم القومي وبعث الوعي القومي الذي اعتبره سبيلاً إلى التلاحم في حال توفر الأسس الموضوعية لها . ويخرج بنا إلى آراء تحتاج إلى وقفة متأنية فيقول : (( إن الجامعة قد ألحقت الضرر بالقومية العربية بدلاً من أن تعمل لخيرها . قوبلت في البداية بحماسة شديدة ، لكن الوقائع خيَّبت آمال الكثيرين ويرى أيضاً : من الخطأ المطابقة بين جامعة الدول العربية وبين المسيرة الوحدوية القومية . ويؤكد على كونها جامعة للدول العربية لا جامعة عربية والأخيرة لا تزال بمثابة المثل الأعلى الذي تصبو إليه النفوس المدركةُ معنى العروبة ))
 
== وفاته ==
وفي سنة [[1965]]م، عاد إلى [[العراق]] وتوفي في [[بغداد]] في [[4 شوال]] [[1388 هـ]]/ [[23 ديسمبر]]/كانون الأول [[1968]]م، وصلى على جنازته الحاج [[معتوق الأعظمي]] في [[جامع أبو حنيفة]]، ودفن في [[مقبرة الخيزران]]، في [[الأعظمية]]، قرب مرقد الشيخ [[رضا الواعظ]].{{#وسم:ref|[[أعيان الزمان وجيران النعمان]] في [[مقبرة الخيزران]] - وليد الأعظمي - [[بغداد]] - مكتبة الرقيم - 2001م - صفحة 211.}}
 
وكرَّمته جامعة الدول العربية بعد وفاته وخصَّصت أسبوعاً لدراسة فكره ورؤيته تقديراً لدوره القومي والتربوي .
 
== المصادر والمراجع ==
{{مراجع}}
* [[أعيان الزمان وجيران النعمان]] في [[مقبرة الخيزران]] - [[وليد الأعظمي]] - [[بغداد]] - مكتبة الرقيم - 2001م - صفحة 211.
* الدليل العراقي الرسمي - [[بغداد]] - مطبعة دنكور - 1936م - صفحة 889.
* مقالات [[فهمي المدرس]] الناقدة لمنهج الحصري في المجلات والجرائد العراقية.
* من [[النيل]] إلى [[الفرات]]..[[مصر]] و[[سوريا]] وتحديات الصراع العربي الإسرائيلي - [[جمال سلامة علي]] - الناشر [[دار النهضة العربية]] - [[2003]] - من ص 25 : ص 27.