هجرة بني هلال: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط روبوت: استبدال قوالب: مقال تفصيلي; تغييرات تجميلية
سطر 3:
و بالرغم أن بني هلال وبني سليم شكلوا أكبر القبائل المهاجرة الا انها ضمت قبائل هوازنية أخرى كشجم وسلول ودهمان والمنتفق وربيعة وخفاجة وسعد وكعب وسواءة وكلاب وقبائل قيسية كفزارة واشجع وعبس وعدوان وفهم وقبائل مضرية كهذيل وقريش وتميم وعنزة بل وقحطانية كجذام وكندة ومذحج.
 
وقد كان بنو هلال وبنو سليم ومن جاء معهم من القبائل يقيمون في المنطقة الممتدة بين [[الطائف]] و[[مكة]]، وبين [[المدينة]] و[[نجد]]، وشاركوا في الفتوحات العربية الإسلامية، الا انهم احتفظوا بثقلهم وطابعهم البدوي في الجزيرة العربية حتى تاريخ هجرتهم 440 هـ.
واستقرت هذه القبائل في شمال [[أفريقيا]], وشاركت هذه القبائل في الحروب والفتوحات والصراعات السياسية والعسكرية التي قامت في المنطقة وفي حوض المتوسط، وكان لها الأثر الحاسم في [[تعريب]] شمال أفريقيا.
 
كان لهذه الهجرة نتاج أدبي ضخم، عرف ب[[تغريبة بني هلال]]، وهي [[ملحمة]] طويلة تغطي هذه الهجرة.
== مواطنهم قبل التغريبة ==
 
المواطن الأصلية لقبائل [[بني هلال]] و[[بني سليم]]:
 
=== مواطنهم قبل التغريبة ===
 
تعددت مواطن هذه القبائل عبر التاريخ فكانت لها مواطنها في شبه الجزيرة العربية في [[الجاهلية]] ثم مواطن أخرى بعد ظهور الإسلام. وهكذا أثرت الأحداث والتحولات التي عرفتها جزيرة العرب والعالم الإسلامي في تغير مواطنها، كما أثرت تلك التحولات على الخريطة البشرية في مناطق متعددة من البلدان التي وصلها [[الفتح الإسلامي]]. وأول ما يعرف عن مواطن تلك القبائل وتجمع المصادر أنها كانت تقطن الجزيرة العربية ثم هجرتها إلى [[الشام]] و[[العراق]] و[[مصر]]، ومنها انتقلت تلك القبائل العربية إلى [[المغرب]]. وقد كان بنو هلال وبنو سليم مقيمين قبل ظهور الإسلام في [[نجد]]، وهذه المنطقة كثيرة الأودية والهضاب، وعرفت باعتدال مناخها وندرة أمطارها. وعن تلك المواطن يتحدث [[ابن خلدون]] "كانت [[بطن|بطون]] هلال وسليم من مصر لم يزالوا بادين منذ [[الدولة العباسية]]، وكانوا أحياء ناجعة بمجالاتهم من فقر [[الحجاز]] بنجد: فبنو سليم مما يلي المدينة وبنو هلال في جبل [[غزوان]] عند [[الطائف]] وربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف [[العراق]] والشام...". كما سميت باسم بني هلال مواطن كثيرة، منها بنو هلال قرية قديمة من أعمال الشرقية، وبنو هلال بالبحيرة تابعة لمركز [[دمنهور]]، وبنو هلال بقسم [[سوهاج]]. وكانت القبائل الهلالية في أغلبها قبائل بدوية ظاعنة وتنتقل ما بين [[البصرة]] و[[مكة]] من ناحية، وما بين مكة و[[يثرب]] من ناحية أخرى ومن المعلوم عنها أنها كانت تدين بالوثنية مثل بني هلال وبني سليم، فبنو هلال يعبدون صنم [[ذو الخلصة]] مع [[خثعم]] و[[بجيلة]].
 
وقد كان بنو سليم "يسكنون عالية [[نجد]] قرب [[خيبر]]، في أماكن تسمى [[الحرة]] مثل حرة بني سليم. ويقول البعض بأن لسليم وهلال مواطن في [[العراق]]، ومن ذلك أن مجموعة منهم إتخذوا لهم محلة بوادي [[الكوفة]] حوالي 120هـ وكان هذا المكان يعرف بمسجد بني هلال، كما استوطن بنو هلال بنواحي [[حلب]] و[[الموصل]] ونزلوا المنازل التي كانت قبلهم [[ربيعة|لربيعة]] و[[كهلان]]. "أما في [[مصر]] فإن صاحب الخراج فيها استقدم إلى الجوف الشرقي أيام [[هشام بن عبد الملك]] الأموي عام 109هـ أبياتا قيسية في [[نصر بن معاوية]] و[[عامر بن صعصعة]] وغيرهما من بطون [[هوازن]]". وينحى [[المقريزي]] هذا المنحى عندما يقول: ""أن [[عبيد الله بن الحبحاب]] لما ولاه هشام مصر قال: "ما أرى لقيس فيها حظا إلا لناس من [[جديلة]] وفهم فيهم و[[عدنان]]" فكتب إلى هشام: "أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قد شرف هذا الحي من قيس ونعشهم ورفع من ذكرهم وأني قدمت مصر فلم أر لهم فيها حظا إلا أبياتا من فهم، وفيها كور ليس فيها أحد وليس يضر بأهلها نزولهم معهم ولا يكسر خراجا وهو [[بلبيس]] فإن رأي [[أمير المؤمنين]] أن ينزلها هذا الحي من قيس فليفعل" فكتب إلى هشام: "أنت وذلك" فبعث إلى البادية فقدم عليه مائة أهل بيت من [[بني نضر]] ومائة أهل بيت من بني سليم فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع". وكان ذلك في بداية القرن الثاني للهجرة، واستيطان هذه المجموعات انعكس على المجموعات الأخرى التي بقيت قابعة بالجزيرة حيث تشكوا شظف العيش، وذلك مما دفع هذه الأخيرة إلى مغادرة البادية، والهجرة إلى [[مصر]] للاستيطان بالقرب من القبائل الأخرى.
سطر 59:
كانت الجازية الهلالية من الفاعلين الأساسيين في تغريبة بني هلال المشهورة. قيل انها احتكرت ثلث المشورة في مجلس الشورى لقومها ومجلس حربهم نظرا لرجاحة عقلها وحسن تدبيرها وصواب المشورة والحكمة والروية.
من أجل قبيلتها بني هلال تركت زوجها "شكر الهاشمي" صاحب [[مكة]] الذي كانت تحبه، ولا ترضى برجل غيره، والذي أنجبت منه ولدًا اسمه محمد، ولم يغلبها على هذه العاطفة الخاصة إلا العاطفة العامة تجاه قبيلتها؛ والتي تستوجب سفرها معهم إلى [[تونس]] لحاجتهم إلى مشورتها وتحميسا لهم على النصر؛ ولذا فارقت زوجها الذي آثرت وولدها الذي أحبت، وفارقت رغد العيش معه إلى جفوة الحياة القاسية التي تقوم على النقلة والحرب.
والجدير بالذكر أن المرأة في [[بني هلال]] كانت لاعبًا أساسيًا في مختلف مظاهر الحياة وليست الحياة السياسية وحدها والأمثلة كثيرة، مثل شيحة أخت الأمير أبي زيد، وخضرة الشريفة والدته، وواصفة ابنة دياب بن غانم.
 
 
سطر 65:
{{اقتباس عالم|ابن خلدون|متن=إفريقية و[[المغرب]] لما جاز إليها [[بنو هلال]] و[[بنو سليم]] منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خراباً كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمراناً تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر. |[[تاريخ ابن خلدون]]الجزء الأول- 8 من 258}}
 
== ملاحم أدبية ==
{{مقال تفصيليمفصلة|تغريبة بني هلال}}
خلفت الهجرة الهلالية عدد ضخما من الروايات والابيات الشعرية تروي ملحمتهم في [[شمال أفريقيا]] التي تعرف ب[[تغريبة بني هلال]].
 
== مصادر ==
 
* د. الراضي دغفوس، "مراحل تاريخ الهلالية في المشرق: مسار قبائل بني هلال وبني سليم من الحجاز ونجد إلى إفريقية والمغرب"، المؤرخ العربي، (بغداد: الأمانة العامة لإتحاد المؤرخين العرب العراق عدد 11)، 209.
* أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ود. عبد الحليم عويس، بنو هلال أصحاب التغريبة في التاريخ والأدب، (الرياض: دار العلوم، شارع الستين1981)، 17.
* تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي المقريزي (توفي 845هـ / 1441م)، البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب مع دراسة في تاريخ العروبة في واد النيل" تحقيق د. عبد المجيد عابدين، (القاهرة: دار النشر،1961)، 28.
* ابن عبد ربه الأندلسي العقد الفريد، (بيروت: دار الكتاب العربي)، 354.
* ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب، تحقيق عبد السلام محمد هارون، ج 1، (القاهرة: دار المعارف، 1962)، 384.
* خير الدين الزركلي: الأعلام: قاموس تراجم لأكثر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، (القاهرة: ادار لفكر، ج9)، 92.
* عز الدين بن الأثير، اللباب في تهذيب الانساب، (بغداد: مكتبة المثنى، ج 3)، 396.
* ابن خلدون، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر أيام العرب والعجم والبربر ومن عاشرهم من ذوي السلطان الأكبر، (بيروت: دار الكتاب اللبناني،1981)، 48.
 
== مراجع ==
{{مراجع}}