أوبرا (موسيقى): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط إضافة بوابة تمثيل
وسم: تعديل شريط البوابات
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط روبوت: استبدال قوالب: مقال تفصيلي; تغييرات تجميلية
سطر 12:
وهنا يمكن الوقوف عند كلام فيتوباندولفي : [ …وفي هذه الحال، قد يجوز لنا أن ننظر إلى المدائحيات على أنها أول أشكال المسرح الموسيقي، الذي قدر له أن يتحول إلى "أوراتوريو" (ابتهالية) وإلى "أوبرا" (مغناة) ]<ref>باندولفي، فيتو، تاريخ المسرح، الجزء الثاني، ترجمة الأب إلياس زحلاوي، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1979، ص171.</ref>. ويمكن القول بأن "....." هي أوبرا ذات موضوع ديني تقدم في الكنيسة عوضاً عن المسرح فقد انبثق كل من الأوبرا ....من جذور واحدة، كما انبثقت التمثيلات الدينية (مسرحيات الأسرار أو آلام المسيح) والمسرحيات الدنيوية من جذور واحدة.
أما في البلاط وقصور النبلاء في القرن الخامس عشر والسادس عشر فقد ظهرت عروض تتميز بالثياب الفاخرة وعجائب الديكور الذي لا يتعلق بالرسم وحسب بل بالنحت والهندسة، وكذلك بفواصل موسيقية بين الفصول ذات مضمون أسطوري أو رمزي، وقد ساهم أعظم فناني العصر كـ "[[رافائيل]]" و"برامانته" و"اريوسته" بتنفيذ الديكورات، التي ترتكز على مؤثرات تحصل بواسطة المنظور ومزيج بين الرسم والهندسة، كما كانت ألوان الأزياء تختار بعناية (على الأغلب فاتحة) كما كانت هناك تعاليم للحركة على المنصة (عدم المشي إلا عند الضرورة القصوى) وتعاليم النطق واللفظ وكذلك دراسة الإضاءة المناسبة للمنظور المرسوم واستخدام المرايا، كما واستخدمت [[أوركسترا]] موسيقية ودرست علاقات دخولها مع الكلام أثناء العرض المسرحي.
وتعتبر المسرحية الأوبرالية ''[[دافني]]'' (1597) لـ:[[جاكوبو بيري]]، الأوبرا '''الأولى'''، ولكن المؤلف الأول العظيم للأوبرا كان [[كلاوديو مونتيفيردي]] (1567-1643) الذي لا تزال أعماله تعرض وتؤدى حتى اليوم. ما لبثت الأوبرا بعدها إلا أن انتشرت من [[فلورنسا]]، [[البندقية]] و[[روما]]... من [[إيطاليا]] إلى بقية أرجاء [[أوروبا]]: [[شوتز]] في [[ألمانيا]]، [[جون باتيست لولي|لولي]] في [[فرنسا]]، و[[هنري برسل|برسل]] في [[إنجلترا]]، كل هؤلاء ساعدوا في إنشاء تواريخهم الوطنية. على أية حال، وفي القرن الثامن عشر، استمرت سيطرة الأوبرا الإيطالية على معظم أرجاء أوروبا، ما عدا فرنسا، مما ساعد على جذب مؤلفيين أجانب مثل [[جورج فريدريك هاندل|هاندل]]. في ذلك الوقت، كانت '''أوبرا سيريا''' أو الأوبرا الجدّية أو الدرامية، أكثر أنواع الأوبرا الإيطالية رفعةً في المستوى، حتى جاء [[كريستوف غلك|غلك]] الذي عاكس اصطناعية الأخيرة بمسرحياته الأوبرالية المعدّلة. وفي أواخر القرن الثامن عشر، كان [[فولفغانغ أماديوس موتسارت|موتسارت]] من أكثر الشخصيات تأثيرًا على الأوبرا آنذاك، ابتدأ موتسارت بأوبرا سيريا، ولكنه اشتهر بمسرحياته الأوبرالية الكوميدية الإيطالية، خصوصًا [[لي نوتزي دي فيغارو]] أو زواج فيغارو، [[دون جوفاني]] أو السيد جوفاني، و[[كوزي فان توتي]]. أوبرا [[داي زوبرفلوت]] أو المزمار السحري تعد من أشهر أعمال موتسارت وتعد أيضًا من العلامات الواضحة للتاريخ الألماني في الموسيقى.
سطر 20:
== الجذور ==
=== الأوبرا الإيطالية ===
{{مقال تفصيليمفصلة|أوبرا إيطالية}}
 
كلمة ''أوبرا'' تعني "العمل" ب[[لغة إيطالية|اللغة الإيطالية]] (من [[لغة لاتينية|اللاتينية]] ''أوبس'' وتعني "العمل" أو "بذل الجهد")، هذا يقترح أنها تمزج ما بين الفن المنفرد ومع الجوقة الموسيقية، الخطبة، التمثيل والرقص على منصة المسرح.
سطر 28:
وتعتبر ''دافني'' ل[[جاكوبو بيري]] وجماعة "كاميراتا Camerata"، باكورة المزيج الذي اعتبر لاحقا أوبرا أو مسرحية أوبرالية. كتبت ''دافني'' خلال العام 1597، مستوحاة من أديب إيطالي. كانت ''دافني'' محاولة لإحياء [[المسرح الاغريقي]] الكلاسيكي، والتي كانت بدورها جزءاً من السمات المميزة ل[[عصر النهضة]]. لللأسف ''دافني'' فقدت أجزاؤها وضاعت. ولكن في العام 1600 ظهرت ''[[يوريديتشي]]'' عمل آخر ل[[جاكوبو بيري|بيري]]، التي ولحسن الحظ تعتبر '''الأوبرا الأولى''' التي لا تزال محفوظة حتى اليوم الحاضر.
 
وظهر في عام 1600 ذاته نموذج آخر جديد هو نموذج التمثيلية الدينية أطلق عليها اسم "....." ومنها تمثيلية "الروح والجسد" التي كتبها "إيميليودي كافالييري (1550- 1602) Cavaliri" واستخدام فيها [[الرقص]] و[[الغناء]] و[[التمثيل]] والمشاهد المسرحية وكانت تشبه في سماتها أوبرا "بيري Peri" فكانت مزودة بمجموعات إنشاد كورالي بسيط وبفواصل من موسيقى الآلات المناسبة لكل شخصية درامية والمصاحبة للأصوات البشرية في اتحاد نغمي وفقاً لطبقاتها الصوتية، وحول فيه الحوار إلى [[غناء]] بجانب أجزاء الكورال والأدوار المنفردة، ويعد "كافالييري" أول من نقل الموسيقى إلى خشبة المسرح وأول من حوّل المسرحية إلى ألحان وكان راقصاً وعازفاً للأرغن وأستاذ غناء وهو ممهد الطريق الحقيقي إلى الكتابة الأوبرالية بلا منازع.
غير أن "....." لم يلبث أن تجرد من العناصر المسرحية من ملابس وتمثيل ومناظر وخشبة مسرح ليؤدى وحده بالكنيسة تلاوةً وإنشاداً وإلقاءً وغناءً منفرداً في حين تطورت الأوبرا فاتسم إخراجها بالفخامة والثراء فأقيمت دور للأوبرا، واشترك المهندسون في إخراج المسرحية الأوبرالية لإظهار الفخامة المفرطة وفق أسلوب الباروك، وكان المهندسون يحققون معجزات مسرحية كتصوير الزلازل والعواصف الرعدية وتحويل خشبة المسرح إلى بحر تظهر فيه جنيات الماء وحورياته ثم تختفي في غمضة عين، كما أدخلت [[الباليه]] كفن [[الرقص]] بين فصول الأوبرا في بعض الأحيان، ويؤكد د. ثروت عكاشة: [ …في هذا العصر ولدت الأوبرا التي تعد أكثر النماذج تمثيلاً لفن الباروك Baroqur فقد أرضت أهل الباروك الذين كانوا يتشيعون لإطلاق الحدود فيما بين جميع الفنون، ولهدم الأسوار التي تفصلها عن بعضها البعض، إذ يجب أن تتآلف جميعها ضمن العمل الدرامي مكونة وحدة ضخمة]<ref>عكاشة، د. ثروت، موسوعة تاريخ الفن، الزمن ونسيج النغم، دار المعارف، القاهرة، 1980، ص133.</ref>
 
سطر 34:
 
أتت الأوبرا كأحد مظاهر جمع [[الفنون السبعة]]، حيث يمكن العودة لتقديم أحمد بيومي في القاموس الموسيقي "الأوبرا" لملاحظة ما يخص تعاون وجمع الفنون فيها:
[ أوبرا: الأوبرا عمل مسرحي غنائي Opera\it.Eng).(Opéra\Fr)). مؤلّف درامي غنائي متكامل يعتمد على [[الموسيقى]] و[[الغناء]]، يؤدى الحوار ب[[الغناء]] بطبقاته ومجموعاته المختلفة، موضوعها وألحانها تتفق وذوق وعادات العصر التي كتبت فيه وتشمل الأوبرا على [[الشعر]] و[[الموسيقى]] و[[الغناء]] و[[الباليه]] و[[الديكور]] و[[الفنون التشكيلية]] و[[التمثيل]] الصامت والمزج بينها. كما تشمل أغانيها على الفرديات والثنائيات والثلاثيات والإلقاء المنغم (Recitativo)… والغناء الجماعي (الكورال) وبمصاحبة الأوركسترا الكاملة… ]<ref name="ReferenceA"/>.
كذلك تحدث د. ثروت عكاشة عن تعاون وجمع الفنون رغم سيطرة بعضها على الآخر في بعض الأعمال، بقوله: [ …وقد تلاقت الفنون جميعها في كل من نموذجي الأوبرا و[[الباليه]]، غير أنها لم تصل إلى مرتبة التوازن والتكامل الرائعة، وكثيراً ما كانت [[الموسيقى]] تطغى على [[التمثيل]] في الأوبرا، كما كان يحدث العكس أحياناً، وقد أخذت [[الفنون التشكيلية]] فيها مكان الصدارة مرات وتراجعت تماماً مرات أخرى، وفي أوبرات "الإخراج المسرحي الكبير" طغت المشاهد الدرامية على ما سواها كما فعل "مييزبير" في أوبرا "الهيوجونوت" حيث دارت مذبحة "سان بارتلميو" التاريخية وسط ديكور مسرحي هائل قام به فنانون تشكيليون، ونجح "[[فاجنر]]" في أن يعطي مثلاً رائعاً في أوبراته لوحدة الفنون جميعها في عمل فني شامل، كما جمعت فرقة "ديا جيليف" للباليه الروسي في العقد الثاني والثالث من القرن الحالي -[[القرن العشرين]]- أكبر فناني العصر في [[الموسيقى]] والتصوير و[[الرقص]] مثل "[[سترافنسكي]]" و"رافل" و"داريوس ميلو" و"[[بيكاسو]]" و"باكست" و"جونتشاروفا" و"[[فوكين]]" و"[[آنا بافلوفا]]" وغيرهم. وقد جنح "بروكوفييف" إلى إبراز مشهد السوق المزدحم بالرائحين والغادين في باليه "زهرة من صخر" ومنحه اهتماماً أكبر من اهتمامه بابراز حركة الرقص ]<ref>عكاشة، د. ثروت، موسوعة تاريخ الفن، [الفن المصري]، الجزء 1، دار المعارف بمصر، القاهرة، 1976، ص64.</ref>.