شيخية: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديلين معلقين من 37.239.134.210 إلى نسخة 19480295 من Jobas. |
ط روبوت: استبدال قوالب: مقال تفصيلي; تغييرات تجميلية |
||
سطر 25:
{{...}}
=== أحمد الأحسائي والتأسيس ===
{{
[[أحمد بن زين الدين الأحسائي|''الشيخ'' أحمد بن زين الدين الأحسائي]] الأب الروحي للمدرسة الشيخيَّة من أهل [[الأحساء (محافظة)|الأحساء]] الواقعة بشرق الجزيرة العربيَّة، والتي يقطنها أكثريَّة من الشيعة الإثني عشريَّة، حيث ولد بقرية [[المطيرفي]] [[أحساء|الأحسائيَّة]] عام [[1166 هـ]] / [[1753|1753 م]]، وكانت الأحساء حينها تابعةً [[الدولة السعودية الأولى|للدولة السعوديَّة الأولى]] وعاصمتها [[الدرعية|الدرعيَّة]].
=== كاظم الرشتي ===
{{
=== بعد وفاة الرشتي ===
سطر 43:
</center>
==== شيخية تبريز ====
{{
'''شيخية تبريز''' أو '''الأُسكوئية''' أو '''الإحقاقية''' هم القسم الذي اتبع [[حسن كوهر الحائري|حسن گوهر الحائري]]، وأما تسميتهم بشيخيَّة تبريز فهو لعموم انتشارهم في مدينة [[تبريز]] وغيرها من مدن [[أذربيجان الشرقية (محافظة)|أذربيجان الشرقيَّة]] [[أذربیجان الغربیة (محافظة)|وأذربيجان الغربيَّة]] الإيرانيَّتين، ومنها مدينة [[أسكو]] التي هي مدينة [[محمد باقر الأسكوئي]]، والذي صار مرجع شيخيَّة تبريز، وقد نسبوا إليه بتسميَّة '''الأسكوئية'''، وقد تولَّى [[المرجعية عند الشيعة|المرجعيَّة]] من بعده ابنه [[موسى الإحقاقي]] الذي كتب كتاب ''إحقاق الحق'' فسمي بالإحقاقي وعرفت أسرته باسم أسرة آل الإحقاقي، ثمَّ صار هذا اللقب لقباً عاماً لشيخية تبريز حيث انحصرت مرجعيتهم بعد ذلك في ذرية الإحقاقي من بعده. بالإضافة إلى التواجد الملحوظ لشيخيَّة تبريز في أذربيجان الإيرانيَّتين، فإنَّهم يشكلون مكوناً مهماً من المجتمع الشيعي في [[الكويت]] [[الأحساء|والأحساء]].
سطر 57:
</ref>
===== حسن گوهر الحائري =====
{{
==== شيخية كرمان ====
سطر 64:
وقد ظلَّت [[كرمان]] مقرَّ زعامتهم لسنوات طويلة وكانت منحصرة في أبناء الكرماني وأحفاده حتى سنة [[1400 هـ]] التي قُتل فيها زعيمهم عبد الرضا خان الإبراهيمي حيث انتقل مقرُّ زعامتهم من [[كرمان]] إلى [[البصرة]]، وذكر المتكلِّم المعاصر [[جعفر السبحاني]]: {{اقتباس مضمن|وكان مقر زعامتهم مدينة كرمان بإيران، حيث يتواجد أحفاد الكرماني والأكثرية من أتباعه، ولما قتل مرشدهم عام 1400 هـ، انتقل مقر الزعامة إلى مدينة البصرة بالعراق أهم معقل لهم بعد كرمان، ولا زال زعيمهم الحالي في مدينة البصرة حتّى اليوم}}.<ref>[http://tohid.ir/ar/index/articleView?articleId=2753 موقع سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السبحاني مُدّ ظِلّه العالي]</ref>
===== كريم خان الكرماني =====
{{
===== محمد بن كريم خان الكرماني =====
{{
===== زين العابدين خان الكرماني =====
سطر 88:
== المدرسة الشيخية دراسة تاريخية علمية مختصرة ==
=== المبحث
الشيخية شيعة اثنا عشرية وليسوا طائفة منفصلة عن الشيعة الإمامية الاثني عشرية ولا قسيما لهم<ref>(السيد علي السيد عبد الله الموسوي (مجموعة رسائل وأجوبة مسائل) الجزء الأول، الطبعة الثانية
كما يحرصون على أداء الأعمال الشرعية والقيام بواجباتها من صلاة وصيام وحج وزكاة وخمس وغير ذلك <ref>(السيد علي السيد عبد الله الموسوي
أما سبب تسميتهم بـ "الشيخية" فلأنهم قلدوا الشيخ احمد بن زين الدين الأحسائي في حياته وتلامذته وحملة حكمته وعلومه بعد وفاته واخذوا منهم معالم دينهم من الأحكام والحلال والحرام،
وأما تسميتهم بـ"الكشفية" فان مخالفيهم أرادوا ان ينبزوهم بهذا اللقب مؤوّلين له أنهم قد كشف الغطاء عن قلوبهم فيرون العلوم والأحكام ولا يحتاجون إلى نبي ووصي ولا إلى ولي، ولكن مؤلفات علماء الشيخية الكثيرة وواقع أتباعهم المشاهد يبرّؤهم من هذه النسب <ref>(السيد علي السيد عبد الله الموسوي
"ان الكشف على قسمين: قسم يكشف الناظر به عن حقيقة ما يتدبر فيه وينظر وليس له لحاظ غير ذلك، فاذا انقطع عما سوى تدبر الآية ظهر له بعض ما فيها من الآيات والعنوانات لان كل شيء خلقه الله في تقدير الله جعله دليلا ومدلولا عليه وشاهدا ومشهودا وكتابا ومكتوبا وبيانا ومبينا وتابعا ومتبوعا وعارضا ومعروضا وعلة ومعلولا وامثال هذه، فاذا نظر في الآية متدبرا لها غير ملتفت إلى ما يفهم قبل ولا إلى قواعد عنده ولا إلى ما انست به نفسه من المسائل فانه ينفتح له بنسبة إقباله وإخلاصه في إقباله، وما حصل له من الآيات والدلالات فلا شك في صحته وقطعيته، وذلك العلم لدني قال سبحانه "وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين" <ref>(القران الكريم، سورة الانعام، اية 75)</ref>
لقد حدد الشيخ الأحسائي ـ كما هو واضح في هذا النص ـ طريق الكشف الصادق بالاقبال على الله والإخلاص في ذلك الإقبال، كما قيد صدق الكشف بشهادة الكتاب والسنة وهما دليلا الشيعة بل المسلمين جميعا في مسائل احكام الدين.
واما تسميتهم بـ "الركنية"
ثم ان مصطلح أركان الدين والإيمان لم يكن مختصا بعلماء الشيخية فقط وإنما اصطلحه العديد من علماء المذهب الشيعي الإمامي في كتبهم كالشريف المرتضى في كتابه الشافي <ref>(الشريف المرتضى (الشفافي) الجزء الثاني، الطبعة الثانية، مؤسسة إسماعيليان، إيران، قم، سنة1410 هـ، ص 57)</ref>، والعلامة الحلي في بعض اجوبته على المسائل <ref>(العلامة الحلي (اجوبة مسائل) الجزء 42، الطبعة الثانية دار احياء التراث العربي لبنان سنة 1403 هـ - 1983 م ص110)</ref>، والشيخ علي ابن يونس العاملي في كتابه الصراط المستقيم <ref>(الشيخ علي ابن يونس العاملي (الصراط المستقيم)الجزء الثاني، مطبعة الحيدري ص 218)</ref>، والمحقق الكركي في بعض رسائله <ref>(المحقق الكركي (رسائل الكركي) الجزء الأول الطبعة الأولى مطبعة الخيام إيران قم، سنة 1409 هـ، ص 59)</ref>، والمحقق الاردبيلي في كتابه مجمع الفائدة <ref>(المحقق الاردبيلي (مجمع الفائدة)الجزء الرابع مؤسسة النشر الإسلامي التابعة إلى جماعة المدرسين بقم المشرفة إيران 1405 هـ، ص 166)</ref>، والسيد محمد العاملي في مدارك الاحكام <ref>(السيد محمد العاملي (مدارك الاحكام) الجزء الخامس مطبعة مهر، إيران قم سنة1410 هـ، ص 237)</ref>، والمولى محمد صالح المازندراني في شرح اصول الكافي <ref>(المولى محمد صالح المازندراني (شرح اصول الكافي) الجزء الخامس الطبعة الأولى دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان سنة 1421 هـ - 2000 م، ص 145)</ref>، والمحقق البحراني في الحدائق الناضرة <ref>(المحقق البحراني (الحدائق الناضرة) الجزء الخامس
وأما تسميتهم بـ "الاحسائية" فنسبة إلى بلاد الأحساء التي نزح منها الشيخ الأحسائي وكثير ممن قلده وتلامذته من بعده فرارا من هجمات المد الوهابي آنذاك.
وأما تسميتهم بـ "بني عامر" فحقيقة الأمر ان الشيخية معتقد ديني يعتنقه الكثير من الناس على مختلف مناطقهم الجغرافية وانتماءاتهم العشائرية، وحيث ان عشيرة بني عامر من العشائر الكبيرة في أحد أهم أماكن وجود الشيخية "البصرة "، وان أغلب أفرادها من مقلدي علماء الشيخية، وان موكب عزاء الإمام الحسين التابع لهم أسموه
=== المبحث الثاني: علماء الشيخية ===
ان الشيعة بصورة عامة مأمورون بأخذ معالم دينهم وأموره وأحكامه وحلاله وحرامه من العلماء المتقين والفقهاء العاملين لقول الإمام جعفر الصادق " أما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام ان يقلدوه"<ref>(الشيخ الطبرسي (الاحتجاج) الجزء الثاني منشورات دار النعمان النجف الاشرف 1966 م، ص
==== الشيخ [[أحمد بن زين الدين الأحسائي]] ====
ولد في الأحساء في قرية المطيرفي سنة 1166 هـ – 1752 م وتوفي سنة 1241 هـ – 1825 م
ولما مضى من عمر الشيخ عشرون سنة هاجر إلى العراق سنة 1186 هـ لزيارة العتبات المقدسة ولكي يرى هل في علمائها من له انس بما عنده فأتى إلى كربلاء
وكان الشيخ الأحسائي في جميع أسفاره وأماكن مروره وإقامته وحله وترحاله معززا مكرما عند العلماء والرؤساء والرعية بشكل عجيب، وكان مدة إقامته في اصفهان يصلي كل يوم في مسجد الشاه وكانت صفوف المصلين خلفه تصل في بعض الأيام إلى قسم من ميدان الشاه، وقد أحصى المصلين رجل يوم من الأيام فبلغو اثني عشر ألف مصليا <ref>(الحاج أبو القاسم الإبراهيمي (الفهرست) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 139)</ref> وعلى رواية أخرى ستة عشر ألف مصليا.<ref>(السيد علي السيد عبد الله الموسوي (أحوال الشيخ احمد الاحسائي والشيخية) ص 23)</ref>
وقد أجازه جمع من مراجع التقليد وعلماء عصره
1- إجازة الشيخ جعفر النجفي صاحب كتاب كشف الغطاء وفيها: ان العالم العامل والفاضل الكامل زبدة العلماء العاملين وقدوة الفضلاء الصالحين الشيخ احمد بن المرحوم المبرور الشيخ زين الدين قد عرض علي نبذة من أوراق تعرض فيها لشرح بعض كتاب تبصرة المتعلمين لحجة الله على العالمين ورسالة صنفها في الرد على الجبريين مقويا فيها لرأي العدليين فرأيت تصنيفا رشيقا قد تضمن
2- إجازة السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي وفيها: وكان ممن اخذ بالحظ الوافر الأسنى وفاز بالنصيب المتكاثر الأهنى زبدة العلماء العاملين ونخبة العرفاء الكاملين الأخ الأسعد الأمجد الشيخ احمد بن زين الأحسائي زيد فضله ومجده وعلا في طلب العلا جده.
سطر 132:
4- إجازة الميرزا مهدي الشهرستاني وفيها: ان الشيخ الجليل والعمدة النبيل والمهذب الأصيل العالم الفاضل والباذل الكامل المؤيد المسدد الشيخ احمد الأحسائي أطال الله بقاه وأقام في معارج العز وأدام ارتقاه ممن رتع في رياض العلوم الدينية وكرع من حياض زلال سلسبيل الأخبار النبوية قد استجازني.... إلى قوله: فسارعت إلى إجابته وإنجاح طلبته لما كان إسعاف مأموله فرضا لفضله وجودة فطنته.
5- إجازة الشيخ احمد الدمستاني وفيها: قد استجازني الولد الأعز الأمجد الأسعد الشيخ احمد بن الشيخ زين الدين الأحسائي المطرفي وفقه الله لبلوغ الغاية في الرواية والدراية كما جرت به عادة
6- إجازة الشيخ حسين الدرازي وفيها: وهو العالم الأمجد ذو المقام الانجد الشيخ احمد بن زين الدين الأحسائي ذلل الله له شوامس المعاني وشيد به قصور تلك المباني وهو في الحقيقة حقيق بان يجيز لا يجاز لعراقته في العلوم الإلهية على الحقيقة لا المجاز.(الحاج محمد الكرماني <ref>(هداية المسترشد مطبعة السعادة إيران كرمان ص 51. وانظر السيد كاظم الرشتي (دليل المتحيرين) الطبعة الثالثة، مطبعة الغدير العراق البصرة، السنة 1429، ص 28 وانظر السيد علي السيد عبد الله الموسوي (نقاش مع الصراف والعقاد) الطبعة الاولى مطبعة الغدير
كما ان جمعا آخر من العلماء الكبار اخذوا من الشيخ الأحسائي الإجازة فمنهم:
سطر 152:
وهذه نماذج لنصوص بعض الباحثين الذين اثنوا على الشيخ الأحسائي:
1- قال السيد محمد باقر الخونساري في كتابه روضات الجنات: ترجمان الحكماء المتألهين ولسان العرفاء والمتكلمين غرة الدهر وفيلسوف العصر العالم بأسرار المباني والمعاني شيخنا احمد بن زين الدين بن الشيخ إبراهيم الأحسائي البحراني لم يعهد في الأواخر مثله في المعرفة والفهم والمكرمة والحزم وجودة السليقة وحسن الطريقة وصفاء الحقيقة وكثرة المعنوية والعلم بالعربية والأخلاق السنية والشيم المرضية والحكم العلمية والعملية وحسن التعبير والفصاحة ولطف التقدير والملاحة وخلوص المحبة والوداد لأهل بيت الرسول الأمجاد بحيث يرمى عند بعض اهل الظاهر من علمائنا بالافراط والغلو مع انه لاشك من اهل الجلالة والعلو.<ref>(السيد محمد باقر الخونساري
2- الشيخ عباس القمي صاحب الكتاب المعروف "مفاتيح الجنان" ذكر في كتاب رجاله "الفوائد الرضوية" أثناء شرح أحوال احمد بن محمد بن يوسف البحراني: الشيخ احمد بن زين الدين الأحسائي البحراني الحكيم المتألّه الفاضل العارف العالم العابد المحدث الماهر الشاعر صاحب شرح الزيارة وشرح الحكمة العرشية للملا صدرا وشرح التبصرة ورسائل كثيرة المتوفي سنة 1243 هـ في سفر الحج ودفن في ظهر البقعة المباركة لائمة البقيع صلوات الله عليهم أجمعين وذهبت انا إلى قبره وكان مكتوبا على لوح مزاره:
{{قصيدة|لزين الدين احمد نور علم|تضيء به القلوب المدلهمة}}
{{قصيدة|يريد الجاحدون ليطفـئوه|ويـأبـى الله الا ان يـتـمـه}}<ref>(الحاج عبد الرضا الإبراهيمي (اجراء الاستعمار) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 7)</ref>
3- قال الشيخ عبد الله نعمة صاحب كتاب "فلاسفة الشيعة" تحت عنوان الأحسائي: كان من رجال الشيعة اللامعين الذين اخذوا بأسباب المعرفة والفكر والفلسفة والكلام والفقه والعرفان إلى جانب تمرسه بالطب والرياضيات والنجوم والكيمياء " الصنعة " وعلم الأعداد والكلمات والحديث والاصول وكانت حياته فريدة من نوعها فقد أنفقها على العلم والإنتاج.<ref>(الشيخ عبد الله نعمة (فلاسفة الشيعة)
4- قال الشيخ عبد الله السبيتي صاحب كتاب مشيخة الأزهر: ان الشيخ احمد كان من كبار الفلاسفة الإلهيين وضليعا بفلسفة ما وراء الطبيعة.... والحق انه كما يلوح في كتبه قد وقف حياته أو أكثر حياته على التعمق في العلوم الإسلامية واخصها الأحاديث الواردة في اصول الإسلام وأوشك ان يكون أخصائيا متفوقا كل التفوق.<ref>(الشيخ عبد الله السبيتي (مشيخة الازهر) ص 167)</ref>
5- قال البروفيسور هنري كربين صاحب كتاب المدرسة الشيخية: انه لاشك بان الشيخ لم يفكر أبدا بتأسيس مكتب متميز عن غيره فان قصده فقط انه يؤمن بإخلاص بجميع تعاليم الأئمة الأطهار التامة ويحيي علومهم ويكسبها روحا جديدة<ref>(البروفسور هنري كربين (المدرسة الشيخية) باللغة الفرنسية ترجمه للفارسية
واما نتاجه العلمي والفكري فقد خلف
==== [[السيد كاظم الرشتي]] ====
سطر 171:
هو السيد كاظم بن السيد قاسم بن السيد احمد بن السيد حبيب الحسيني، وكان السيد حبيب من أشراف السادات الحسينية ورؤساء أهل المدينة المنورة، وبعد وفاته ظهر طاعون فيها فهاجر ابنه السيد احمد منها إلى "رشت" وسكنها وتزوج فيها، فولد له السيد قاسم وكان من فضلاء أهل "رشت " وولد له السيد كاظم سنة 1212 هـ ومن هنا اشتهر بـ "الرشتي"، فلما رآه أبوه راغبا في تحصيل العلوم منذ طفوليته وضعه عند معلم فتعلم العلوم الظاهرية، وطلب العلوم العالية فتوجه إلى يزد للقاء الشيخ احمد الأحسائي الذي كان فيها حينذاك فالتزمه واشتغل بالاستفادة من علومه إلى ان أمره الشيخ ان يسكن كربلاء ويتوطن فيها ويشتغل بالتدريس.
وقد اقر له بالعلم والفضل جمع من علماء عصره منهم:
1- السيد علي الطباطبائي صاحب كتاب الرياض.
سطر 186:
7- الميرزا محمد حسين الشهرستاني.
اما إجازاته
وقد سلك السيد كاظم في العراق مع جميع الطبقات سلوكا حسنا حتى أحبه الحاكم والرعية والرئيس والمرؤوس واتبعوه وانجذبوا إليه، حتى نقل عن السيد محمود الالوسي مفتي بغداد وصاحب "المقامات الالوسية"
وكان شاعر الدولة العثمانية واحد كبار موظفيها عبد الباقي افندي العمري يجله غاية الإجلال وقد مدحه في أشعاره وأثنى عليه في قريضه فقال مادحا له كما في ديوانه المطبوع "الترياق الفاروقي"
{{قصيدة|اهلا بمن قال اله السما|فوق السما لجده اهلا}}
سطر 196:
{{قصيدة|ومن اتى في حقه هل اتى| نعم وفي أولاده قل لا}}
إلى ان قال
{{قصيدة|شرفت بغداد كما شرف الـ|عرش بنعلي جدك الأعلى}}
{{قصيدة|قد دستها في قدم ود هــا|م الاوج لو كان لها نعلا}}
سطر 202:
{{قصيدة|ذاتك للعلم غدت مظهرا|فهي له وهو لها مجلى}}
{{قصيدة|لم تلق أفكار المعاني سوى|فكرك يا كفؤ العلى بعلا}}
{{قصيدة|عن فضلك السائر قد احجمت |اهل النهى ياسابقا مهلا}}
<ref>(عبد الباقي افندي العمري (الترياق الفاروقي) مطبعة النعمان العراق النجف الاشرف الطبعة الثانية 1384 هـ 1964 م، ص252)</ref>
سطر 211:
{{قصيدة|كفاك فخرا بعلي أبا| وجدك الهادي ابي القاسم}}<ref>(السيد علي السيد عبد الله الموسوي (حقائق علمية وتاريخية) مصدر سابق ص69)</ref>
إلى آخر ما قال، وقال عند وقوفه على قبره راثيا له:
{{قصيدة|على مرقـد الخـتـم الإلهي كـاظم| وقفت ودمع العين يجري سواجمه}}
سطر 219:
{{قصيدة|ولله قبر صار للعلم مركبا| وقد طويت في صفحتيه عوالمه}}<ref>(عبد الباقي افندي العمري، مصدر سابق ص413 والموجود فيه من هذه المقطوعة البيتان الأولان فقط)</ref>
كما مدحه ورثاه العديد من شعراء كربلاء والنجف الاشرف في تلك الحقبة من الزمن مثل الشيخ قاسم الهر الحائري بقوله:
{{قصيدة|يامن اذا لمعت اشعة نوره|ظلت بها حدق الخلائق تحدق}}
{{قصيدة|كيف الضلال ونور رشدك مشرق|وشذاك في الاكوان نور يعبق}}
{{قصيدة|يامن اذا لمعت اشعة نوره|ظلت بها حدق الخلائق تحدق}}
{{قصيدة|ياكاظم الغيــظ الذي فيه اغتــدت|كل العلـوم الغـامـضـات تحقـق}}<ref>(الشيخ موسى إبراهيم الكرباسي (البيوتات الأدبية في كربلاء) مطبعة النعمان النجف الاشرف، سنة 1968 م، ص 537)</ref>
سطر 230:
ولقد خلّف السيد الرشتي ارثا علميا وفكريا ضمن (177) عنوانا يشتمل على (171) رسالة وخطبة واحدة و(3) فوائد ووصيتين.<ref>(الحاج أبو القاسم الإبراهيمي المصدر السابق ص 631)</ref> استوعبت مختلف العلوم التي ذكرت في نتاج استاذه الشيخ الأحسائي.
وأما أيادي السيد الرشتي على أهل كربلاء وتأثيره الكبير على جميع جوانب الحياة فيها فيجمله النص التالي:
==== الحاج محمد كريم الكرماني ====
ولد سنة 1225 هـ وتوفي سنة 1288 هـ في قرية " ته رود" على ثلاثة مراحل من كرمان في طريق
واقيمت له الفواتح في إيران والعراق، وفي كربلاء أقامها السيد احمد بن السيد كاظم الرشتي، ورثاه عدد من الشعراء منهم:الشيخ إسحاق المؤمن والشيخ يوسف بريطم والحاج محسن الحميري والشيخ محمد علي الهر.<ref>(السيد محمد حسن الطالقاني (الشيخية نشأتها وتطورها ومصادر دراستها) مصدر سابق ص 209)</ref>
فمن قصيدة الشيخ يوسف بريطم الكربلائي قوله:
{{قصيدة|من فل من مضر فقارا|ونضا لعزتها انكسارا}}
{{قصيدة|ولهاشم من سام اعـ| لى مجدها السامي انحدارا}}
سطر 247:
{{قصيدة|والشمس من غربت له| بل كان في الدنيا منارا}}<ref>(الشيخ موسى إبراهيم الكرباسي (البيوتات الادبية في كربلاء) مصدر سابق)</ref>
ومن قصيدة الحاج محسن حبيب
{{قصيدة|تداعى من الفخر العلي شمام |ووارى سنا شمس العلوم قتام}}
سطر 259:
خلف الحاج محمد كريم الكرماني من النتاج العلمي والفكري تراثا ضخما ضمن (286) عنوانا يشتمل على (255) رسالة و(21) فائدة و(9) وصايا ومقالة واحدة و(253) موعظة و(3) واردات و(32) عائدة وخطبة واحدة.<ref>(الحاج أبو القاسم الإبراهيمي (الفهرست) مصدر سابق، ص 631)</ref> في مختلف العلوم كالفلسفة والعقيدة والسلوك إلى الله والتفسير والأخبار واصول الفقه والطب والطبيعيات (كالفلك والرياضيات) والكيمياء والعلوم الغريبة (كالرمل والخيوط والحصيات والاعداد وتعبير الرؤيا) والعلوم الأدبية (كالصرف والنحو والاملاء واداب الكتابة).<ref>(الحاج عبد الرضا الكرماني (مقدمة كتاب التذكرة) مطبعة السعادة إيران كرمان 1391 هـ ص ل)</ref>
ويرى بعض المحققين ان الحاج محمد كريم الكرماني أول من تصدى للإصلاح الاجتماعي والتجديد في إيران، وانه سبق السيد جمال الدين المعروف بالأفغاني والشيخ هادي النجم ابادي في آرائه وأفكاره، فقد ألف قبلهما كتابا باسم السلطان ناصر الدين شاه القاجاري سماه بـ "الناصرية"
وأما إجازاته فله إجازتان من استاذه السيد كاظم الرشتي بخطه وخاتمه موجودتان محفوظتان عند أبنائه ومذكورتان في كتاب تذكرة الأولياء للميرزا نعمة الله الرضوي. والثالثة إجازة من الاخوند الملا حسين الكنجوي. والرابعة إجازة من الاغا محمد شريف الكرماني.<ref>(الحاج أبو القاسم الإبراهيمي (الفهرست) مصدر سابق ص 49. وانظر أيضا الحاج محمد كريم الكرماني كتاب (فصل الخطاب) الجزء الأول مطبعة الغدير البصرة 1429 هـ ص 23)</ref>
سطر 267:
ولد سنة 1263 هـ وتوفي في قرية لنكر على سبعة فراسخ من كرمان سنة 1324 هـ وحمل إلى كربلاء ودفن مجاور قبر أبيه والسيد كاظم مما يلي الشهداء ورجلي الإمام الحسين.
وقد خلف من النتاج العلمي (216) عنوانا يشتمل على (179) رسالة و(11) واردة و(13) فائدة
وأما إجازاته فأهمها إجازة أبيه الحاج محمد كريم الكرماني. والثانية إجازة الشيخ علي بن الشيخ حسن البحراني. والثالثة إجازة الشيخ
والرابعة إجازة الملا حسين الكنجوي.<ref name="ReferenceA">(الحاج أبو القاسم الإبراهيمي (الفهرست) مصدر سابق ص)</ref> وقد ذكر صور إجازاته في مقدمة كتابه "الكتاب المبين".<ref>(الحاج محمد الكرماني (الكتاب المبين) الجزء الاول مطبعة الغدير العراق البصرة 1426 هـ ص 10-19)</ref>
سطر 274:
ولد سنة 1276 هـ وتوفي سنة 1360 هـ وحمل إلى كربلاء ودفن في رواق أنصار الإمام الحسين مجاورا لمرقد السيد كاظم الرشتي وأبيه وأخيه.
وخلّف من النتاج العلمي
وأما إجازاته فأولها عن أستاذه وأخيه الأكبر الحاج محمد الكرماني. والثانية إجازة السيد حسين بن السيد جعفر اليزدي. والثالثة اجازة الشيخ علي بن الشيخ حسن البحراني.<ref name="ReferenceA"/>
سطر 285:
في هذا المبحث سوف نستعرض نصوصا محكمة لمراجع الشيخية هي القواعد التي بني عليها اصول اعتقاداتهم وترجع إليها جميع تفصيلات أبحاثهم وتحقيقاتهم:
1- قال السيد علي الموسوي: يعتقد أبناء هذه الطائفة وعلماؤها في اصول دينهم بمعرفة الله وحده لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا في عبادته، ويعتقدون أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إليه بإذنه وسراجا منيرا، ويعتقدون بسائر الأنبياء الذين جاءوا قبله من لدن ادم حتى الخاتم، ويعتقدون بالأئمة الاثني عشر الذين أولهم علي وآخرهم القائم بن الحسن العسكري انهم حجج الله في أرضه وخلفاء رسوله في امته، وإنهم لا يزادون على عددهم ولا ينقصون عنهم، وانهم عباد مكرمون لا يسبقون الله ورسوله بالقول وهم بأمره يعملون، ويعتقدون أن أولياءهم أولياء الله وان أعداءهم أعداء الله، هذا في اصول الدين وأما في فروعه فإنهم يعملون بالقران وبسنة النبي محمد (ص) وبأخبار أهل البيت ولا يتجاوزون عن ذلك، ولا يجيزون الرأي والاجتهاد وما قال قوم في دين الله ليس له برهان، وتقلد هذه الفرقة من علمائها الذي
2- قال الحاج عبد الرضا الإبراهيمي: الشيخية ليست مذهبا خاصا وهي بعينها مذهب الشيعة الاثني عشرية.
سطر 293:
4- وقال أيضا مجيبا على سؤال نصه: ما الهدف الأصلي الأساس للسلسلة الجليلة الشيخية ؟ فأجاب: عبادة الله وإطاعة نبيه وأوصيائه وموالاة أوليائهم ومعاداة أعدائهم وهذا هدف جميع الشيعة الاثني عشرية.<ref>(الحاج عبد الرضا الإبراهيمي (رسالة تسعين مسألة) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 55)</ref>
5- قال الحاج أبو القاسم الإبراهيمي: عقائدي في جميع الامور بدون استثناء هي ما نطق به كتاب الله وقامت به سنة نبيه (ص) وأوصيائه الأئمة ألاثني عشر صلوات الله عليهم وبينوه وأوضحوه وقامت به ضرورة الإسلام والمذهب وإجماع الفرقة المحقة الأمامية كثرهم الله، وقولي في جميع الأشياء ما علمت وما لم اعلم فهمت أو لم افهم بلغني أو لم يبلغني أظهروه أو كتموه
6- وقال أيضا: اني اشهد الله القاهر الغالب وأنبياءه المرسلين وملائكته المقربين والأئمة الطاهرين والكرام الكاتبين ان عقيدتي وعقيدة مشائخي (اع) وجميع هذه السلسلة الجليلة في جميع الأشياء الأصلية والفرعية والكلية هي ما قام عليه الإجماع وضرورة المذهب.<ref>(أبو القاسم الإبراهيمي (الفهرست) مصدر سابق ص 51، 27)</ref>
7- وقال أيضا: اعلموا يا إخواني ان الشيخية لم يأتوا بشرع جديد وكتاب جديد ونبي جديد وأئمة جديدة، وما عبدوا إلها آخر ولم يشركوا بالله ولم يدعو الإلوهية لأحد، وهم رجال مسلمون مؤمنون بما آمنتم به كافرون بما كفرتم به، مطيعون لله وللرسول (ص) مصدقون بكل ما جاء به النبي معتقدون بالمعاد واليوم الاخر، متبعون للائمة الاثني عشر صلوات الله عليهم ولا يغالون فيهم ولا يدعون في حقهم الربوبية نعوذ بالله ويقرون لهم كل فضل ممكن في العالم سوى الربوبية ولا ينكرون فضائلهم وولايتهم ولا يدعون الإمامة لأحد غيرهم، والشيخية يوالون أولياء آل محمد ويعادون أعداءهم
8- قال الحاج زين العابدين الكرماني: ان الله سبحانه ربنا لا شريك له أبدا في ذاته وصفاته وأفعاله وعبادته من أحد من خلقه من أول الخلق إلى آخرهم فلا يشاركه أحد، ومحمد (ص) وأوصياؤه الاثنا عشر وفاطمة الصديقة من بعده أفضل الخلق وأشرفهم بما فضل الله ولا يستقلون بأنفسهم في شيء ولا يقدرون بأنفسهم على شيء ولو حمل مثقال ذرة، وكل فضل لهم فهو من فضل الله عليهم وإمساكه إياه بيده لهم ومع ذلك لهم من الفضل بفضل الله وعطائه ما سوى الربوبية، والحق ما جاءوا به والباطل ما رفضوه وأبطلوه، هذا ديننا واعتقادنا.
9- وقال أيضا: ان مذهبنا وديننا دين الله الذي هو الإسلام وقد ارسل لإظهاره خير الأنام محمد بن عبد الله عليه واله الصلاة والسلام، فالحق ما جاء به وصدقه والباطل ما أنكره وكذبه وذلك من أمر التوحيد فما دونه إلى ارش الخدش، فالحق ما جاء به فيما اسر أو أعلن وفيما بلغنا عنه أو لم يبلغ، إلا أن ما بلغنا عنه وعلِمناه نعتقدُ به عينا وما لم يبلغنا نعتقد به إجمالا،
10- قال الحاج محمد الكرماني: نحن لا نريد في كل كلامنا واعتقادنا الا متابعة الأئمة الأطهار ولا نقول الا ما وصل إلينا من الأخبار والآثار.<ref>(الحاج محمد الكرماني (الرسالة الكازرونية) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 19)</ref>
11- وقال أيضا: مذهبنا ان المعبود هو الله وحده لا شريك له ونعبده وان لم ندرك ذاته وهو يرانا وان لم نره، ونتخذ حججه شفعاءنا في كل عمل ليقبله الله منا ببركاتهم، وعند العمل نتوجه إليه
12- قال الحاج محمد كريم الكرماني: عقايدنا عقايد الشيعة الاثني عشرية فما اتفقت عليه الشيعة الاثنا عشرية في اصول الدين نعتقد به وما أنكروه ننكره وإجماع الشيعة في الفروع والاصول عندنا حجة.
ثم ذكر في تفصيل هذه الكلمة الجامعة ما حاصله: اعتقادنا معاشر الشيخية ان الله سبحانه أحد في ذاته لا شريك له وواحد في صفاته فلا يشركه في صفاته أحد من خلقه وواحد في أفعاله فلا شريك له فيها وواحد في عبادته فلا معبود سواه وعبادة غيره شرك، ونعتقد ان الله سبحانه عدل لا ظلم فيه وخلق جنة ونارا، وخلق خلقا وعرفهم ما يقربهم من الجنة ويباعدهم من النار وبين لهم ما يقربهم من النار ويباعدهم من الجنة، وأعطاهم شعورا وقوة وقدرة واستطاعة فمن أراد العصيان اصحبه مشيته ليصل إلى منتهى غايته ومن أراد الطاعة
13- وقال أيضا: وان أردت قانونا كليا في عقايدنا فما وافق إجماع الشيعة فهو قولنا وديننا وما خالف إجماع الشيعة فنحن بريئون منه.<ref>(الحاج محمد كريم الكرماني (رسالة الفصول الثلاثين) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 70)</ref>
14- قال السيد كاظم الرشتي: إني اعتقد واجزم وأقول بلسان حالي ومقالي وجناني واركاني وسري وعلانيتي ان ظاهر ما عليه الفرقة المحقة هو الحق الذي لا شك فيه ولا ريب يعتريه، وكل مذهب أو اعتقاد
15- وقال أيضا: انا ما تركنا طريقة علمائنا الماضية وأصحابنا السالفين في كيفية الاستنباط
16- وأما الشيخ احمد الأحسائي فله رسالة كاملة تسمى " حياة النفس " في بيان بعض ما يجب على المكلفين من معرفة اصول الدين، وقد قسمها إلى خمسة أبواب وخاتمة وجرى فيها مجرى الأصوليين في مسألة تعداد اصول الدين:
سطر 333:
قال في "الرسالة التوبلية" يعرف الصوفية ويشرح بعض طرقهم ويرد عليها ويفندها: اعلم ان هؤلاء كانوا يتكلمون في الحقائق التي عرفوها بعبارة تخالف الشرع ظاهرا وتنافي الإيمان بل الإسلام في اللفظ....وكانت لهم طرق يخالفون فيها الشريعة:
فمنها ان منهم من يترك العمل مدعيا بالوصول وان العمل يشغل من هو بين يدي الملك، ولا يعلم ان استحضار ذلك هو الذي بين يدي الملك وهو بالقلب،
ومنهم من يستمع الملاهي ويستمع الألحان المطربة مدعيا ان النفس خلقت من حركات الأفلاك ونفوسها فإذا سمعت هذه الأصوات والملاهي طربت وتذكرت أوطانها وأوطارها وأطوارها فانصرفت عن هذا العالم فصافحت الملائكة وصعدت إلى الملكوت وأدركت حظها،
ومنهم من حصر المدلولات الشرعية على الامور الباطنية في الإنسان وقالوا إنما أراد الشارع هذا الذي عندنا وليس شيء سواه
ولكل رأيت منهم مقاماً
ولا يخفى حال هذه الجماعة وهم الذي نُهي عن أتباعهم لأن من أقوالهم ما يخالف الشرع ومن أعمالهم ومن علومهم ومن استعمالهم فمن تبعهم وقع فيما هم فيه.<ref>(الشيخ احمد الاحسائي (الرسالة التوبلية) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 22)</ref>
سطر 346:
مثلما أدرك البروفسور هنري كربين البعد الشاسع بين المدرسة الشيخية والمدرسة الصوفية كذلك أدرك الاختلاف الكبير بين المدرسة الشيخية وبين مدرسة الملا صدرا وابن سينا والاشراقيين فقال: انه بعيد بان الشيخية تجلس جنبا إلى جنب مع حكماء الملا صدرا والفلاسفة من أتباع ابن سينا والاشراقيين في خيمة واحدة ويتصلون معهم في مجلس واحد. ثم بين سبب ذلك البعد فقال: أما منابع الشيخية فهي تتكئ دائما على متون وبيانات الأئمة الأطهار.<ref>(السيد علي السيد عبد الله الموسوي (حقائق علمية وتاريخية) مصدر سابق، ص 33)</ref>
وان قراءة يسيرة في شرحي الشيخ الأحسائي على كتابي المشاعر والعرشية تظهر جليا ان طريقته
واليك انموذجا مما كتبه في شرح العرشية حيث قال بعدما ذكر قول الملا صدرا:قوله: " اذكر طائفة من المسائل الربوبية.... الخ " مثل قوله في " المشاعر "، وقد نبهت على كثير من بطلان دعواه هناك في شرحنا على "المشاعر" وربما نذكر هنا شيئا يظهر للناظر بطلان هذه الدعوى في كثير من كلامه وانه خرج عن طريقة الباحثين والمعلمين إلا في بعض المواضع فانه خرج عن بعض كلامهم إلى أسوأ مما قالوا وأقبح مما ذكروا، وان كان قولهم أكثره لا يجري على قواعد الدين ولا ينطبق على سنة سيد المرسلين صلى الله عليه واله أجمعين، وذلك لان دعواه انه لا يقول إلا بقول محمد واله الطاهرين صلى الله عليه واله الطيبين، ولو كان الأمر كما قال لما ذهب إلى ان الخلق من الله سبحانه بالسنخ، وهذا المذهب عند اهل البيت كفر وزندقة، ولما قال بسيط الحقيقة كل الأشياء ومعطي الشيء ليس بفاقد له في ذاته ولا في ملكه، وأمثال ذلك مما ينكرونه ويبرأون منه وممن ذهب إليه، ويأتي بيان كثير من بطلان دعواه في مواضعها.<ref>(الشيخ احمد الاحسائي (شرح العرشية) الجزء الاول مصدر سابق، ص 9)</ref>
سطر 356:
الحقيقة الأولى: ان " علي محمد الباب " نفسه في كتابه "البيان" قد حارب الشيخية ورئيسها الشيخ احمد الأحسائي وتلميذه السيد كاظم الرشتي وحرم النظر في كتبهم ونهى أتباعه عن معاشرتهم بل حثهم على عداوتهم فقال في سورة من سوره المزعومة في معرفة اسم القدوس ما هذا نصه: "من اليوم الذي قرء عليكم كتاب ربكم كتاب البيان حرمنا عليكم يا حروف كلمة البيان ومظاهر النقطة السايرة في هويات الظهور إلى تفسير الزيارة وشرح الخطبة وكلما كتب الأحمد بيمينه والكاظم بيمناه كما حرمنا على الذين من قبلكم النظر إلى عورات امهاتكم وان هذا من فضلنا عليكم وعلى الناس لعلهم يحذرون. قل لو أنتم تنظرون إلى حروف مما حرمنا عليكم على قدر لمحة البصر او ما هو اقرب ليحجبنكم الله من مشاهدة من يظهره وهو يوم قيامتكم فاتقوا الله يا أهل البيان لعلكم تفلحون. قل انظروا إلى الذين ترأسوا بعدهما في الناس كيف أنكروا أمر الفرقان وكتبوا إلى شطر الأرض من غربها وشرقها ان الذكر لمجنون". إلى ان قال: "قل ان الأحمد والكاظم والفقهاء لن يقدرون ان يفهموا ويتحملوا سر التوحيد بأفعالهم وكينوناتهم إذ هم أهل التحديد وما هم عند الله بعالمين".
وقال: "يا أهل الذكر والبيان قد حرم عليكم اليوم بمثل ما حرمنا النظر إلى أساطير الأحمد والكاظم والفقهاء القعود والجلوس مع الذين اتبعوهم في الحكم لئلا يضلوكم
الحقيقة الثانية: ان أول من رد على " البابية " وعلى طريقتهم الباطلة وبدعهم المضلة وحكم عليهم بأنهم خارجون عن الإسلام هم علماء الشيخية، فلقد أمطروا الباب وابلا من اللعن والطرد بشتى الوسائل في مواعظهم ودروسهم وكتبهم وكانوا سبب اصدار حكم اعدامه واعدم في تبريز وخلص الناس من شره، وكتبهم في ذلك مطبوعة منتشرة خاصة ما كتبه الحاج محمد كريم الكرماني في رد الباب بأمر السلطان ناصر الدين شاه فقد وجه الضربة القاضية عليه وعلى أتباعه، وقد سعى "الباب" في اغتيال الحاج محمد كريم وخاب مسعاه.<ref>(السيد علي السيد عبد الله الموسوي (نقاش مع الصراف والعقاد) مصدر سابق، ص 42)</ref>
سطر 362:
وهذه أسماء بعض الكتب التي ألفها علماء الشيخية في الرد على البابية:
1 الرد على الباب المرتاب
2 إزهاق الباطل
3 الشهاب الثاقب
4 تقويم العوج
5 رد الباب المرتاب
6 رد بعض تأويلات البابية
7 الشمس المضيئة
8 الصاعقة
9 صواعق البرهان
10 معراج السعادة
وقد ذكر الباحث محمد حسن آل الطالقاني في رسالته
وقال أيضا: كان موقف الخان – أي الحاج محمد كريم الكرماني – من دعوة الباب والبابية مشرّفا لحد كبير فقد وقف في وجهه وأدلّ في رده وحاضر وخطب في نقده وكشف زيفه واستخدم ثراءه الفاحش وسلطانه الواسع وقابليته العلمية وأقرباءه وأتباعه الكثيرين وغير ذلك من دعائم المقدرة لمقاومته وفضح أكاذيبه، وتعرض له بالنقد والرد والسخرية والهتك في اثني عشر كتابا من مؤلفاته وبعضها خاص فيه، ويقول عباس افندي الملقب بـ
واما نسبة بعض الباحثين الميرزا علي محمد الباب إلى المدرسة الشيخية فينفيه ما ذكر في الحقيقة الأولى مضافا إلى الجواب الذي يذكره علماء الشيخية في رد هذا الايراد وهو: ان كان قد حضر الميرزا علي محمد الذي لقب نفسه بالباب درس السيد كاظم الرشتي أياما قلائل في كربلاء فلا يؤاخذ الأستاذ بجنون تلميذه ولا تلصق بدعته به كما لا تلصق بدع من ضل من
==== المدرسة الاصولية والمدرسة الإخبارية ====
ان القواعد والمصادر العلمية التي تستند إليها المدارس الثلاث الاصولية والإخبارية والشيخية واحدة وهي القرآن وأحاديث النبي (ص) وأخبار الأئمة الاثني عشر، كما ان غايتهم وهدفهم واحد وهو الوصول إلى الحكم الشرعي الذي -لا يقبل الخطأ- للمسائل المختلفة وخصوصا المستحدثة منها، فمن هنا نستطيع ان نحكم بجزم ويقين انه لا فرق بين المدارس الثلاث الا
قال الحاج محمد كريم الكرماني: من البين انه ليس مبنى طريقة الإخباريين والاصوليين على مذهبين متباينين ممتازين في الاصول بحيث ان يلزم الإنسان ان يكون اما على طريقة هؤلاء أو على طريقة هؤلاء، واذا اختار طريقة يلزمه ان يجانب ما يقوله أهل الطريقة الأخرى بالكلية، فان كلتا الطائفتين إلههم واحد ونبيهم (ص) واحد وأئمتهم اناس مخصوصون، كل منهما يريدون اتباع هؤلاء يشاركون في اصول المذهب، وكل منهما يريد اتباع آثار محمد(ص) وأهل بيته الطاهرين غاية الأمر، انه قد اشتبه بعض الامور النظرية على بعضهم والاشتباه والخطأ والنسيان بين كلا الفريقين مقسوم، وليس ان يكون إحدى الطائفتين معصومة عن الخطأ والزلل وإحداهما خاطئة بل يجوز السهو والنسيان والخطأ والاشتباه على كلتيهما البتة، ولذلك ترى علماءنا الإخباريين رضوان الله عليهم يخالف بعضهم بعضا في اصول تفقههم وفروعه، وليس ان يكون كل مسالة قالها اصولي تركها إخباري ولا العكس بل هو على حسب الأنظار، فكل من راجع الأخبار ونظر إليها بعين الاعتبار فهم منها شيئا وعمل به، وإنا والله نعلم ان علماءنا الاصوليين رضوان الله عليهم لم يتعمدوا الخلاف على آل محمد وان اشتبه عليهم بعض الامور، كما ان علماءنا الإخباريين لم يتعمدوا الخلاف على آل محمد وان اشتبه عليهم بعض الأمور، والواجب على هذه العصابة المرحومة اقتفاء آثار آل محمد كائنا ما كان بالغا ما بلغ، ثم ان اشتبه عليهم الأمر في بعض الموارد فالله أولى بالعفو ونسأله ان يعفو عنا وعنهم بكرمه وفضله، وكل من إخباريينا واصوليينا مشاركون في الخطأ راجون العفو من الله سبحانه.
ثم لاشك ان مسائل الدين ليست ببديهية يعرفها
واني بعد الإمعان من النظر لم أجد فرقا بين الإخباري والاصولي إذ رأيت بعض هؤلاء يقول بمسائل هؤلاء أحيانا وبعض هؤلاء يقول بمسائل هؤلاء أحيانا.<ref>(الحاج محمد كريم الكرماني (سوانح سفر خراسان) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 2)</ref>
وأما الإشارة إلى اختلاف الطرق التي سلكها علماء المدارس الثلاث فمثلا ان علماء الاصوليين في علم اصول الفقه جوزوا العمل بالأدلة الظنية، بينما علماء الشيخية يحرمون العمل بها، ولا اختلاف في أصل المسألة بين المدرستين ان العمل بالظن حرام بأدلة الكتاب والسنة، إلا أن الاصوليين يقولون نعمل بالظن من باب الضرورة لان باب العلم انسد علينا بعد غيبة الإمام الثاني عشر، وهم في كلامهم صادقون -
قال الحاج عبد الرضا الإبراهيمي: لكن مشائخنا أعلى الله مقامهم دلونا على طريق حصول العلم، والأبحاث التي ذكروها في هذا الباب أبحاث اخوية وهي من باب دلالة الطريق لحصول العلم واليقين لا شيء آخر، وإلا فان كلا الطرفين في طلب الحق وكلاهما معتقدان ان الحق في كتاب الله وكلمات الأئمة الأطهار (ع) وكلاهما ذهبوا إليه ويذهبون، وإذا حصل خطأ في طريق طلب الحق لا يبعث نعوذ بالله على الخروج من الإيمان ".<ref>(الحاج عبد الرضا الإبراهيمي (رسالة عالم الذر) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 39)</ref>
سطر 399:
==== الأول: كيفية المعاد ====
قال الشيخ احمد الأحسائي في كتابه "شرح الزيارة الجامعة "
الجسد لغة هو الجسم أو اخص منه، وفي القاموس: محركة جسم الإنسان والجن والملائكة والزعفران وعجل بني إسرائيل والدم اليابس هـ ،<ref>(الفيروز ابادي (القاموس المحيط) (مادة الجسد)</ref>) وفي مجمع البحرين: قوله تعالى "عجلا جسدا"<ref>(القران الكريم، سورة الاعراف، الاية، 148)</ref> أي ذا جسد أي صورة لا حراك فيها إنما هو جسد فقط، أو جسدا بدنا ذا لحم ودم، ثم قال والجسد من الإنسان بدنه وجثته والجمع أجساد، وفي كتاب الخليل لا يقال لغير الإنسان من خلق الأرض جسد وكل خلق لا يأكل ولا يشرب
إلى ان قال: اعلم وفقك الله ان الإنسان له جسدان
إلى ان قال: وأما الجسد الثاني فهو الجسد الباقي وهو الطينة التي خلق منها ويبقى في قبره إذا أكلت الأرض الجسد العنصري وتفرق كل جزء منه ولحق بأصله، فالنارية تلحق بالنار والهوائية تلحق بالهواء والمائية تلحق بالماء والترابية تلحق بالتراب، يبقى مستديرا كما قال الصادق.
سطر 409:
ولا يخفى ان كيفية المعاد مسألة علمية بحتة لها مقدماتها وادلتها وتحليلاتها واستنتاجاتها ولا تبحث الا بين العلماء وطلبة العلم في المدارس والمحافل العلمية، واما العوام فيكفيهم ان يعتقدوا بالمعاد الجسماني اجمالا وهو ما افتى به وحكم بوجوبه جميع علماء الشيعة الامامية ومنهم علماء المدرسة الشيخية في كتبهم الاعتقادية.
وفي هذا الصدد هناك بحث علمي للسيد علي الموسوي في كتابه "البراهين القطعية"
==== الثاني : كيفية معراج النبي (ص) ====
1- قال الشيخ احمد الأحسائي في "شرح الزيارة الجامعة":
2- قال في رسالة الملا كاظم السمناني: اعلم ان نبينا (ص) عرج بجسمه إلى ماشاء الله فلم يبق ذرة في الوجود المقيد الا اوقفه الله عليه بجسمه ومثاله ونفسه وعقله وغير ذلك.<ref>(الشيخ احمد الاحسائي (رسالة في جواب الملا كاظم السمناني)، مطبعة السعادة إيران كرمان من مجموعة الرسائل 30
3- قال السيد كاظم الرشتي في جواب الشيخ علي بن قرين: ان رسول الله (ص) إنما عرج بهذا الجسم الدنيوي الذي كان مع الناس بل بثيابه ولباسه ونعله، صعد إلى السماء وخرق الحجب والسرادقات ووصل إلى العرش وصعد إلى مقام قاب قوسين.... هذا مذهب شيخي واستاذي ومذهبي به القى الله يوم القيامة.<ref>((السيد كاظم الرشتي(رسالة في جواب الشيخ علي بن قرين)مطبعة السعادة، إيران كرمان ص19))</ref> وكذلك ذكره في كتاب "دليل المتحيرين"<ref>السيد كاظم الرشتي (دليل المتحيرين) مطبعة الغدير العراق البصرة ص 65</ref> وكتاب "الحجة البالغة".<ref>(السيد كاظم الرشتي (الحجة البالغة) مطبعة السعادة إيران كرمان
4- وقال في كتاب كشف الحق: ان مسالة المعراج الجسماني لنبينا (ص) مما لا ينكرها إلا الملحدون ولا يجحدها إلا المعاندون وهي من أركان الدين المعروف بين المسلمين ومنكرها كافر على اليقين ومخلد في النار ابد الآبدين، وممن أصر على وقوع العروج الجسماني الجسداني حتى بثيابه (ص) ونعله (ص) ورد على المنكرين وأبطل شبه المخالفين وأوضح وكشف عن حقيقة الواقع وشرح
5- قال الحاج محمد كريم الكرماني في " الفطرة السليمة ": قد قام الإجماع الضروري من المسلمين ان النبي (ص) عرج بجسمه الشريف إلى المعراج ولم يكن معراجه روحانيا, ومنكر ذلك ملحد
وجدير بالذكر هنا ان كيفية المعراج من المسائل المختلف فيها بين علماء المسلمين، وقد أجمل تلك الاختلافات السيد علي الموسوي في كتابه "البراهين القطعية" بقوله: وهذه المسألة كسابقتها - يعني مسألة المعاد- قد اختلفت الأقوال فيها بين المسلمين فمنهم من انكر المعراج بالكلية مثل الخوارج، ومنهم من قال ان عروجه كان في النوم وان بدنه كان في مضجعه كما هو المروي عن محمد بن جرير الطبري عن حذيفة وهذه الرواية عن عائشة، ومنهم من قال بالعروج الروحاني كالجهمية، ومنهم من أوّل الأخبار التي ورد فيها انه راى الجنة والمنعمين فيها والنار والمعذبين فيها فقد حملها على انه رأى صفتهم أو اسماءهم كالمرحوم الطبرسي،
==== الثالث : الحلولية ====
قال الشيخ احمد الأحسائي في كتابه "حياة النفس" الذي كتبه في اصول العقائد:
==== الرابع :التفويض ====
قال الشيخ احمد الأحسائي في كتابه "شرح الزيارة الجامعة": الحق الأولى بالقبول هو ان جميع الأشياء لا يستغني عن مدد الله في وجودها وبقائها وفي جميع أحوالها فاعلة أو مفعولة ذاتا أو صفة جوهرا أو عرضا، فلا يكون شيء الا بالله ولا يُحدث شيء
وقال السيد علي الموسوي في البراهين القطعية: ان آل محمد لا يفعلون فعلا بالاستقلال عن الله ابدا وانما كل فعلهم بالله سبحانه وانهم غير منقطعين عن الله لذلك ورد في الاية الشريفة "ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين " <ref>(القران الكريم سورة الحاقة الآية 44 – 46)</ref>.<ref>(السيد علي السيد عبد الله الموسوي (البراهين القطعية) مصدر سابق، ص 54)</ref>
سطر 437:
==== الخامس : الغلو ====
الغلو معناه التجاوز عن الحد، والغلاة هم الذين يقولون في أهل البيت ما لا يلتزم اهل البيت بثبوت تلك المرتبة لهم كمن يدعي فيهم النبوة أو الربوبية، وإذا ثبت الغلو لشخص يترتب عليه اثار في الشريعة الإسلامية من الخروج منها والدخول في ملة الكفر، ويحدثنا التاريخ ان كثيرا من الرجال المؤمنين راحوا ضحية اتهامهم بالغلو وانظر إلى هذا النص من كتاب " مقباس الهداية " للشيخ عبد الله الممقاني: اعلم انه قد كثر رمي رجال بالغلو وليسوا حقيقة من الغلاة كرمي القدماء من القميين وابن الغضائري بعض الأشخاص بالغلو بمجرد مخالفتهم لهم بالاعتقاد حتى عدوا نفي السهو عن الائمة غلوا، فاذا كان كذلك فينبغي التامل كثيرا والاجتهاد وعدم المبادرة إلى القدح بمجرد رمي علماء الرجال من دون ظهور الحال.<ref>(الشيخ عبد الله الممقاني (مقباس الهداية في علم الدراية)
لقد رمى بعض الباحثين الشيخية بالغلو، ولكن النصوص التالية تبين حقيقة الامر:
1- قال السيد علي الموسوي: في الحقيقة ان من المستحيل عقلا ان يكون الحادث قديما، والله قديم ومحمد وآل محمد عباد مخلوقون لايملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا ولا حياة ولا نشورا وتصور ذلك مستحيل لان تصورالمستحيل مستحيل.<ref>(السيد علي السيد عبد الله الموسوي (البراهين القطعية) مصدر
2- قال الحاج عبد الرضا الإبراهيمي: القول ان محمدا وآل محمد شركاء الله ووكلاؤه، أو ان امر الخلق والرزق والموت والحياة مفوض اليهم وأمثال هذه الكلمات كفر البتة فمن قال بذلك فهو مغال، ومشائخنا يعتقدون في الأئمة الأطهار في كل مكان بانهم عباد لله ويعتقدون أن قدرتهم بقدرة الله وان علمهم بتعليم الله وفضيلتهم بعطاء الله.<ref>(الحاج عبد الرضا الإبراهيمي (رسالة تسعين مسألة) مصدر سابق، ص 10)</ref>
سطر 449:
4- قال الحاج محمد كريم الكرماني في ما يجب الاعتقاد به من امر الأئمة: ويجب أن يعتقد انهم عباد مكرمون لا يسبقون الله بالقول وهم بامره يعملون.... ويجب أن يعتقد انهم ليسوا بارباب ولا انبياء ثم لهم كل فضيلة يمكن في رتبة الحدوث.<ref>(الحاج محمد كريم الكرماني (الجامع لأحكام الشرائع) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 17)</ref>
5- قال السيد كاظم الرشتي في بيان اعتقاده بالأئمة: انهم حجج الله على الخلق وان الله لم يفوض اليهم امر خلقه بل هم " عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم مابين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين"<ref>(القران الكريم سورة الانبياء الاية 26 – 29)</ref>، وكل من ادعى فيهم غلوّا بمعنى انه يدعي فيهم الاستقلال أو الشركة مع الله أو تفويض الامور إليهم باعتزال الله أو يعتقد انهم أفضل من رسول الله (ص) أو يساوون
==== السادس: الركن الرابع ====
ان الأمر الضروري في اصول الدين هو الاعتقاد بها والعمل على مقتضاها باي نحو كان، وان عد اصول الدين بالشكل الخماسي المشهور "التوحيد والعدل والنبوة والامامة والمعاد يوم القيامة " وان كان صحيحا في جميع معانيه، لكن لم يرد بخصوص هذا التعداد نص عن الائمة المعصومين (ع) ولذلك اختلف علماء الشيعة على مر العصور والازمان في تعداد اصول الدين لا في معانيها، فمنهم من عدها ثلاثة مثل المحقق نصير الدين الطوسي في كتابه "قواعد العقائد" والعلامة الحلي في كتابه "كشف الفوائد" والشهيد الثاني في كتابه "حقائق الايمان"، ومن علماء الشيعة من عد اصول الدين اربعة مثل الشيخ المقداد بن عبد الله السيوري الحلي في كتابه "الأنوار الجلالية" ومنهم علماء الشيخية حيث وجدوا نصوصا متعددة تعالج موضوع اصول الدين وقد ذكروها في جل كتبهم الاعتقادية مثل "فصل الخطاب" و"الكتاب المبين" و"الفطرة السليمة" و"الزام النواصب" و"ينابيع الحكمة" وغيرها،
1- ما في كتاب "الاحتجاج" في احتجاج أمير المؤمنين على الطبيب اليوناني حين قال الطبيب
2- قال الإمام الصادق: الحمد لله صارت فرقة مرجئة وصارت فرقة حرورية وصارت فرقة قدرية وسميتم الترابية وشيعة علي، اما والله ما هو الا الله وحده لا شريك له ورسوله (ص) وآل رسول الله وشيعة آل رسول الله (ص).<ref>(الشيخ الكليني (الكافي) الجزء الثامن الطبعة الرابعة مطبعة حيدري دار الكتب الإسلامية إيران طهران
3- في حديث سؤال راهب اليمن للامام موسى الكاظم عن الحروف الاربعة التي نزلت من السماء إلى الأرض فقال الامام الكاظم: أما اولاهن فلا اله الا الله وحده لا شريك له باقيا، والثانية محمد رسول الله صلى الله عليه واله مخلصا، والثالثة نحن اهل البيت، والرابعة شيعتنا منا.<ref>(الشيخ الكليني (الكافي) الجزء الاول
4- سئل الإمام الباقر: اخبرني بدينك الذي تدين الله عز وجل به أنت واهل بيتك لأدين الله عز وجل به، فأجابه الإمام الباقر: والله لأعطينك ديني ودين ابائي الذي ندين الله عز وجل به شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله (ص) والإقرار بما جاء به من عند الله والولاية لولينا والبراءة من عدونا والتسليم لامرنا وانتظار قائمنا والاجتهاد والورع.<ref>(الشيخ الكليني (الكافي) الجزء الثاني ص 22)</ref>
سطر 465:
5- قال الإمام الصادق: إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ولا تعرفوا حتى تصدقوا ولا تصدقوا حتى تسلموا أبوابا اربعة لا يصلح اولها الا باخرها.<ref>(الشيخ الكليني (الكافي) الجزء الاول ص 182 وكذلك الجزء الثاني ص 47)</ref>
إلى غير ذلك من النصوص الأخرى المذكورة في الكتب المشار إليها سابقا، فاستنادا عليها قال علماء الشيخية ان اصول الدين أربعة:
الأول: معرفة الله سبحانه بجميع صفاته ومن جملة صفات الله العدل.
سطر 475:
الرابع: ولاية أولياء آل محمد والبراءة من اعدائهم.<ref>(السيد علي السيد عبد الله الموسوي (نقاش مع الصراف والعقاد) مصدر سابق ص 22)</ref>
ومع ذلك لم يُخطّئ علماء الشيخية
واما قصد علماء الشيخية من الركن الرابع مضافا لما تقدم فتوضحه النصوص التالية:
1- قال السيد كاظم الرشتي في كتاب "الحجة البالغة": والركن الرابع الشيعة وهو المشار اليهم في أحاديث الائمة وأخبارهم بـ " اوالي من والوا واعادي من عادوا واجانب من جانبوا ".<ref>(السيد كاظم الرشتي (الحجة البالغة) مصدر سابق
2- قال الحاج محمد كريم الكرماني في كتابه " الفطرة السليمة ": اعلم ان حقيقة مرادنا على الجملة من الركن الرابع الاعتراف بان اولياء آل محمد (ع) هم أولياء الله ويجب ولايتهم واعداء آل محمد هم أعداء الله ويجب عداوتهم.<ref>الحاج محمد كريم الكرماني (الفطرة السليمة) المجلد الثالث مطبعة السعادة إيران كرمان ص 185</ref>
سطر 488:
5- وقال الحاج محمد الكرماني في كتابه "هداية المسترشد": انّا لم نضع اسم الركن الرابع على شخص واحد وهذه كتبي وكتب مشائخي (ا ع) بلغت ألف كتاب وزيادة وقد ملأت بلاد العرب والعجم فانظروا فيها واخبروني في اي مقام قلنا ذلك، نعم قلنا ان ولاية الشيعة هي الركن الرابع من الايمان.<ref>(الحاج محمد الكرماني (هداية المسترشد) مصدر سابق ص 239)</ref>
6- وقال في الرسالة الكازرونية :مرادنا من الركن الرابع رابع اركان الدين والمذهب وهو معرفة فقيه عالم عادل جائز الفتوى يروي لنا عن الإمام حديثه ويعرف أحكامه وينظر في حلاله وحرامه، ولا يخص برجل دون رجل بل كل من كان من الشيعة موصوفا بالعلم والفقه والعدالة فهو رابع الأركان، ولابد لكل من يدعي التشيع ولم يبلغ بنفسه درجة الاجتهاد ان يأخذ دينه عن الفقيه الراوي عن امامه كما قال الحجة: أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله.<ref>(الحاج محمد الكرماني (الرسالة الكازرونية)
7- قال الحاج زين العابدين الكرماني في تتميم رسالة ايضاح الاشتباه: أليس انه يجب أن يكون الإنسان مقلدا أو مجتهدا ؟ وإذا كان مقلدا أليس انه يجب أن يعرف المجتهد فيواليه ويقلده ويأخذ عنه امور دينه ؟ وهذا والله بعينه هو غرضنا من الركن الرابع ولا نريد غير ذلك.<ref>(الحاج زين العابدين الكرماني (تتميم رسالة ايضاح الاشتباه) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 6)</ref>
8- قال الحاج أبو القاسم الإبراهيمي في كتابه " الفلسفية: مقصود علمائنا وأساتيذنا من الركن الرابع الولاية والبراءة اللذين ذكرهما جميع علمائنا المتقدمين والمتأخرين واعتقدوا وجوبهما،
9- وقال في كتابه " رحلة بغداد " : أُجمل القول ان الركن الرابع من الايمان ليس شخصا معينا او علما لشخص معين وانما هو معنى وهو من الاصول الاعتقادية وهو ولاية اولياء آل محمد جميعا والبراءة من اعدائهم جميعا.<ref>(الحاج أبو القاسم الإبراهيمي (رحلة بغداد) مطبعة السعادة إيران كرمان ص 59)</ref>
10- قال الحاج عبد الرضا الإبراهيمي في كتابه "سياسة المدن": معنى الركن الرابع على سبيل الاجمال معرفة الشيعة وليس اسم شخص, وموضوع هذه المعرفة جميع الشيعة من العالي والداني والعالم والجاهل والصغير والكبير, ورجحان هذه المعرفة بتفاوت افراد الموضوع وأنواعه,
11- قال السيد علي الموسوي في كتابه " حقائق علمية وتاريخية ": ليس معنى الركن الرابع عند الشيخ واتباعه الا ولاية اولياء الائمة الاطهار والبراءة من اعدائهم لاغير.<ref>(السيد علي الموسوي (حقائق علمية وتاريخية) مصدر سابق
=== المبحث السادس : الواقع الاجتماعي للشيخية ===
المعروف اجتماعيا عن الشيخية انهم جماعة مسالمة يتصفون بالصفات الطيبة ويتخلقون بالأخلاق الحسنة ويأتمرون بأوامر علمائهم ومراجعهم وينتهون بنواهيهم ويقتدون باتّباعهم، ويحبون وطنهم التزاما بقول النبي (ص) "حب الوطن من الإيمان"<ref>(الشيخ علي النمازي الشاهرودي (مستدرك سفينة البحار)
فقد شهد مسجدهم الكبير في البصرة على سبيل المثال بعد تغيير النظام في العراق حل أزمة طائفية عاتية كادت أن تعصف فتسبب حربا أهلية جنب الناس ويلاتها بفضل إمساك رجال الشيخية لدفة تلك الازمة في حينها وإدارتهم لها بتوازن ووطنية.
سطر 508:
كما ولهم مواقف جريئة شجاعة يعرفها أهل البصرة جميعا في كبح جماح مجموعات حاولت فرض نفسها على الساحة البصرية بسلوك الطرق غير المشروعة كالخطف والقتل والسلب والابتزاز، في وقت ضعفت فيه سيطرة الحكومة وغاب القانون.
كما اثبتو للتاريخ انهم قبلا
والشيخية لا يخالفون الأنظمة والقوانين ولا يسوغ علماؤهم مخالفة الحكام والسلاطين في البلاد التي يعيشون فيها (على تفصيل سيأتي في المبحث القادم) ويحافظون قصارى جهدهم على إقامة الشعائر الدينية والأعمال الشرعية، ولهم مساجد وحسينيات كثيرة جدا جاوز عددها في مدينة البصرة فقط مائة حسينية فضلا عن الأماكن الأخرى، يقيمون فيها مجالس عزاء الإمام الحسين في كل ليلة غالبا على مدار السنة، وتتميز مساجدهم وحسينياتهم سيما المشيد حديثا منها بجمال التصميم وحسن الترتيب والنظافة، كما تتميز مجالسهم بالنظام والهدوء.
سطر 520:
في الوقت الذي نرجو ان تكون هذه الدراسة المتواضعة قد أوصلت إلى ذهن القارئ النبيه حقيقة غير مشوّهة عن الشيخية وعلمائهم ومعتقداتهم، والمقارنة بين مدرستهم الفكرية العلمية والمدارس الأخرى التي برزت على الساحة الإسلامية كالمدرسة الصوفية ومدرسة الملا صدرا والبابية والإخبارية والاصولية، وعن ابحاثهم وبياناتهم في مسائل علمية جعلها بعض الباحثين محورا للايراد عليهم، وعن واقعهم الاجتماعي والسياسي....
نقول ان النصوص التي ذكرت ضمن
فمن اقتنع بهذه الدراسة من طلاب الحقيقة نستطيع ان نطمئنه جازمين انه اقتنع بنتيجة هي الثمرة الطبيعية لاعتماد منهجية صحيحة في البحث والتحقيق، فالذي يريد معرفة قوم وحقيقة عقائدهم يتوجب عليه الذهاب إليهم والسؤال منهم وقراءة كتبهم ومؤلفاتهم وفهم تحقيقاتهم وتحليلها بصورة صحيحة للوصول إلى نتائج سليمة ليست بمتناقضة ولا متضاربة.
ومن لم يقتنع بها منهم فلا بأس ان يبحث عنها بنفسه، وما أجمل به ان يسلك
== الوضع الاجتماعي والسياسي للشيخية ==
سطر 539:
=== المبحث السابع :الواقع السياسي للشيخية ===
سنستعرض في هذا المبحث وجهة نظر علماء المدرسة الشيخية في السياسة ومزاولتها وموقفهم الديني منها حيث انهم
==== المعنى الأول ====
سطر 548:
1- ما في الزيارة الجامعة التي رواها أغلب علماء الشيعة الاثني عشرية في كتب مزاراتهم عن الامام على الهادي في وصف آل محمد وساسة العباد وأركان البلاد.<ref>(الشيخ الصدوق (عيون اخبار الرضا) الجزء الاول مطابع مؤسسة الاعلمي بيروت لبنان سنة 1404 هـ - 1984 م، ص 305)</ref>
2- قول الإمام الرضا في وصف الإمام: نامي العلم كامل الحلم مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة مفروض الطاعة قائم بأمر الله عز وجل, ناصح لعباد الله حافظ لدين الله.<ref>(المصدر السابق 199، وانظر الشيخ الكليني (الكافي) الجزء الأول الطبعة الخامسة مطبعة حيدري
3- قول الإمام أمير المؤمنين في وصف الامام:عالم بالسياسة قائم بالرياسة مفترض الطاعة إلى يوم الساعة أودع الله قلبه سرّه وأطلق به لسانه فهو معصوم موفق.<ref>(الشيخ المجلسي (بحار الانوار) جزء 25 الطبعة الثالثة دار احياء التراث العربي بيروت لبنان
4- قول الإمام الصادق:ان الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب قال "انك لعلى خلق عظيم"<ref>(القران الكريم، سورة القلم، الآية 4)</ref> ثم فوض إليه أمر الدين والامه ليسوس عباده فقال عز وجل "ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" (القران الكريم سورة الحشر الاية 7) وان رسول الله (ص) كان مسدداً موفقاً مؤيداً بروح القدس لا يزل ولا يخطئ في شيء مما يسوس به الخلق.<ref>(الشيخ الكليني الكافي مصدر سابق
5- قول النبي (ص):نحن سادة العباد ونحن ساسة البلاد ونحن الكفاة والولاة والحماة والسقاة والرعاة وطريق النجاة.<ref>(الشيخ المجلسي (بحار الانوار) جزء 25 طبعة 3
من هنا قال الشيخ احمد الأحسائي في كتاب "شرح الزيارة الجامعة"
إلى ان قال في وصف محمد وآل محمد: انهم هم المعلمون للعباد في جميع طرق الرشاد كيفية السلوك والاقتصاد, وإنما قيل ساسة ولم يقل معلمون لان السائس هو المربي لمن لا يعرف رشدا لولا السائس ولانه يصلحه بالتدريج والتسهيل الطبيعي المطابق للحكمة بتسبيب أسباب التربية وتتميم القوابل بالمعالجة الحكيمة الإلهية المعبر عنها بسلوك سبل الرب مقتصرا عليه، لا يكون من السائس شيء الا مما جعل اليه المربي الأكبر المتعالى سبحانه وتعالى فانهم صلى الله عليهم لم يجعل لهم من الامر شيئا الا به فهم "بأمره يعملون. يعلم مابين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم ".<ref>(القران الكريم سورة الانبياء اية 27 – 29)</ref><ref>(الشيخ احمد الاحسائي (شرح الزيارة الجامعة) مطبعة السعادة جزء 1 ص 68)</ref>
سطر 562:
==== المعنى الثاني ====
وأصله التعريف الأكاديمي للسياسة بأنها "فن الممكن" (<ref>138</ref>)، فلا شك ان "الممكن" يدخل تحت معناه الامور التي تخالف تعاليم الدين واخلاقياته مثل الكذب والخداع والدهاء والمكر والنفاق والبغي والقتل والفتنة.... إلى اخر هذه الصفات التي لاتحتاج إلى دليل في اثبات ولو بعضها لساسة العالم الأرضي من غير الانبياء والاوصياء، لذلك فان مراجع وعلماء الشيخية يحكمون على السياسة في هذا المعنى انها ليست من الدين ويفصلون بينها وبينه، وقد اشتهر وعُرف عنهم على مدى تأريخهم عدم تدخلهم بالسياسة
ان الفرق الجوهري بين السياستين عند علماء الشيخية هو ان السياسة بالمعنى الأول تنتهج مبدء الرفق بالرعية ومداراتهم وايصالهم تدريجيا إلى فهم الهدف الاصلي من الوجود وعلة الخلقة والغاية من إرسال الانبياء وتنصيب الأوصياء المنطوية تحت قول الله سبحانه "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون"، ثم العمل على تطبيق لوازم وشروط ذلك الفهم بالاختيار والقناعة لا بالجبر والاكراه لتحصل بذلك الرعية على سبب نجاتها في عالم الاخرة.
اما السياسة بالمعنى الثاني فانها تنتهج مبادئ مخالفة للشريعة الإسلامية هدفها وغايتها الترؤس والتسلط على الناس والوصول إلى كراسي الحكم، الأمر الذي يحرّمه الدين، وقد عقد
1- قول الإمام الرضا: ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرق رعاؤها بأضر في دين المسلم من الرئاسة.
سطر 572:
2- قول الإمام الصادق: من طلب الرياسة هلك.
3- قول الإمام الصادق
4- قول الإمام الصادق:إياكم وهؤلاء الرؤساء والذين يترأسون فوالله ماخفقت النعال خلف الرجل الا هلك وأهلك.
سطر 581:
ومع ذلك كله لم يمنع مراجع الشيخية من اراد من اتباعهم ومقلديهم الانخراط في العمل السياسي شريطة ان تكون نيته خدمة الصالح العام، وان يكون عمله ضمن المباحات الشرعية، وان لا يزج بنفسه في طريق مخالفة تعاليم الدين، علماً ان الالتزام بذلك أخلاقي ديني بحت فلا سيف بأيدي مراجع الشيخية مسلط على رقاب الناس.
ومن هنا برزت بعض الأسماء لرجالات يقلدون مراجع المدرسة الشيخية على الساحة السياسية ألمعها اليوم "الحاج عامر الفائز" الشيخ العام لعشيرة بني عامر في العراق وعضو مجلس النواب العراقي بدورته الحالية، وكنا قصدناه قبل مدة
<big>بسمه تعالى</big>
سطر 589:
ان اتباع المدرسة الشيخية يؤمنون بعقيدة الامامية الاثني عشرية التي تذهب بأن الحاكم الشرعي الفعلي هو الامام المعصوم وان ساسة العباد هم نبينا محمد وآل بيته الائمة الاثنا عشر صلوات الله عليهم اجمعين أولهم أمير المؤمنين علي وآخرهم إمام العصر والزمان محمد المهدي, ولا يحق لأي أحد من العباد ان يحل محلهم, ولكنهم صلوات الله عليهم اجمعين تركوا للعباد تدبير امورهم في عصر الغيبة لغرض تنظيم الحياة إلى ان يأذن الله بظهور القائم عجل الله فرجه.
وانطلاقا من هذه العقيدة فاني اعرف السياسة كشخص من اتباع المدرسة الشيخية بأنها "فن تنظيم حياة الامم ودفعها نحو الأفضل بما يرضي الله ورسوله "، وان الدساتير والقوانين الوضعية بنظرنا هي وثائق وعقود لتنظيم الحية بما كان مباحا شرعا في كافة المجالات، ونعتبر الحكومات والحكام هم الجهات المسؤولة عن تنفيذ بنود هذه العقود التي يفترض بها ان تضع الحقوق في نصابها قدر المستطاع أي بشكل نسبي وليس مطلقا.
لذا فان لفظ الحاكم هنا عندنا مجاز وليس كما يعلم من ظاهر لفظه ان الحكم لله ولخليفته في الأرض وهو الامام المعصوم,
وبما ان العباد مختلفون بالاراء والنظرة للامور كاختلاف عقائدهم واديانهم ومتفاوتون بالالتزامات الدينية, فقطعا سيدخلون بصراعات ونزاعات على امور دنيوية وربما كان ظاهرها عقائديا, وعلى كل حال فانهم في عصر غياب الامام المعصوم عجل الله فرجه سيضطرون للتحاكم في المنازعات إلى القوانين الوضعية والتي تكون في أحيان كثيرة متقاطعة مع القوانين والنظم السماوية فضلا عن ان مقام الحاكم الفعلي هو للإمام المعصوم.
سطر 598:
وقد كنت أحد اعضاء حزب الدعوة الإسلامية وصارعت مع اخواني الدعاة النظام الشمولي السابق واعتقلت أكثر من مرة بسبب انتمائي السياسي، وبعد سقوط النظام شغلت منصب عضو مناوب في مجلس الحكم العراقي للشهيد عز الدين سليم، ثم عضوا في اللجنة العليا التي هيأت لانعقاد المؤتمر الوطني العام الذي انطلق منه المجلس الوطني العراقي المؤقت، ثم عضوا في هذا المجلس، وأخيراً اتفقت مع مجموعة من وجوه المجتمع المستقلة بغض النظر عن تقليدهم الديني وشكلنا "تجمع العدالة والوحـــــدة " وخضنا انتخابات مجالس المحافظات واستطعنا ان نحصد مقعدين من مجلس محافظة البصرة، ولا زال تجمعنا يعمل في الوسط السياسي، وانّ تصور البعض ان هذا التجمع خاص بالشيخية باعتباري الأمين العام له وأحـــــــد مؤسسيه تصور خاطيء بعيد عن الحقيقة كما وضحنا سلفاً.
عامر الفائــز
9 /11/2009 م
سطر 607:
كما تمخض ذلك الاجتماع عن اقرار "وثيقة الزهـراء" سميت تيمناً بذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء اليوم الذي اقرت تلك الوثيقة فيه، وقد تضمنت بنوداً ثمانية تعالج الملف الأمني المتأزم، تعهد قادة الأحزاب الموقعون عليها ان يلتزموا بمضامينها ويمكن القارئ الكريم مطالعتها ضمن مرفقات هذه الدراسة [[(وثيقة الزهراء)]].
ان من عايش ظروف تلك المرحلة العصيبة من تأريخ البصرة حيث بلغ منحى الاضطرابات الأمنية ذروته يدرك تماما مدى أهمية تلك الخطوة الكبيرة
== الهوامش ==
* {{هامش|1}} - تفرَّعت الشيخيَّة الباقريَّة عن الشيخيَّة الكرمانيَّة لفترة مؤقَّتة، ومردُّ هذا الانشقاق والتفرُّع هو معارضة الوراثة المرجعية، فاستقلَّ باقر الهمداني بالمرجعيَّة في همدان، وظلُّوا منشقين فترةً ما إلى أن توفي ثمَّ اندمجوا في الشيخيَّة الكرمانيَّة المدرسة الأم الذين تفرَّعوا منها.
== مصادر ==
<div class="reflist4" style="height: 110px; overflow: auto; padding: 3px" >
|