فترة مييجي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:أضاف قالب {{ضبط استنادي}}
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط روبوت: استبدال قوالب: مقال تفصيلي; تغييرات تجميلية
سطر 35:
[[ملف:Iwakura mission.jpg|تصغير|350بك|[[بعثة إيواكورا]]: من اليمين إلى اليسار: [[أوكوبو توشي-ميتشي]]، [[إيتو هيروبومي]]، [[إيواكورا تومومي]]، [[ياماغوتشي]] و[[كيدو تاكا-يوشي]].]]
 
للإسراع في الإصلاحات، قام [[إيواكورا تومومي]] (من كبار مستشاري الإمبراطور) بقيادة بعثة إلى الولايات المتحدة وأوروبا (عرفت بـبعثة إيواكورا). ما بين سنوات [[1871]] و[[1873]] م زار زعماء الإصلاحيين العديد من البلدان الغربية فتفقدوا مؤسساتها واطلعوا على أحدث ما توصلت إليه في عالم التقنية. تركت هذه الرحلة عميق الأثر في نفوس هؤلاء اليابانيين. بدأت الحكومة في جلب العديد من الخبراء والمهندسين -بلغ عددهم حوالي الـ3000 حتى سنة [[1890]] م- من مختلف البلدان الغربية للمساعدة في تحديث البلاد. قام البريطانيين بالتكفل بتحديث القوات البحرية، فيما تولى الفرنسيين أمر القوات البرية. كما أسهم خبراء ألمان في وضع الأسس للنظام التعليمي الجديد. من بين الميادين التي شملتها الإصلاحات في المرحلة الأولى: التعليم، الحقوق، العلوم، والنظام السياسي. اتبع اليابانيون سياسة صارمة في التعامل مع هؤلاء الأجانب، فرغم أنه كان يُعمل بنصحائهم وإرشاداتهم إلا أنه كان يمنع عليهم تقلد أي منصب في الدوائر الحكومة أو غيرها، كانوا يعملون وأعين الحكومة ترصدهم. كانت بعثة 1871 م قد استبقت العديد من اليابانيين في البلدان الغربية لإكمال دراساتهم. مع بدء هؤلاء في العودة واستكمال تشييد وتحديث المنشآت والمؤسسات الوطنية استوفت [[اليابان]] حاجتها للخبرات فتوقف استقدامهم حوالي عام [[1890]] م.
مع مطلع عام [[1870]] م، تم طرح وجهات نظر مختلفة حول التوجهات الكبرى التي يتوجب على السياسة اليابانية السير عليها. كان البعض (وأغلبهم من المعاقل الغربية، على غرار [[ساتسوما|الساتسوما]] [[تشوشو|التشوشو]]) يرى وجوب الأخذ بالشعار المحلي: بلاد ثرية بجيشها القوي، بينما يرى آخرون ومن بينهم إيواكورا تومومي عدم خوض المغامرة العسكرية، والتركيز على قطاعي التعليم والصناعة. انتصر أصحاب الرأي الثاني، مما أغضب [[سائيغو تاكاموري]]، فقاد مجموعة من المتمردين على السلطة منذ سنة 1874 م، بينما فضل زعيم آخر وهو [[إيتاكاغي تائيسوكي]] (板垣 退助) ع(1837-1919 م) طرقا أكثر سلمية، فأسس حركة معارضة هي: الحركة من أجل حقوق وحريات الشعب والتي أصبحت فيما ومنذ 1881 م تعرف باسم [[الحزب الليبرالي (اليابان)|الحزب الليبرالي]] (自由党).
سطر 49:
مع ازدهار حركة الترجمة، برزت سنوات 1870-1880 م إلى الساحة السياسة مجموعة من المثقفين المتأثرين بالأفكار الغربية الداعية للحقوق المدنية للمواطن، استجابة لضغوطات هؤلاء وعدت الحكومة العمل على قيام بكتابة دستور وطني للبلاد بحلول عام [[1875]] م، يكفل حماية هذه الحقوق. قام [[أوكوما شيغه-نوبو]] (大隈重信) بالشروع في كتابة مسودة أولى، كانت النصوص التي قام بتحريرها مستوحاة من النظم والقوانين البريطانية.، إلا أن أزمة اقتصادية عرفتها البلاد أجبرته على الاستقالة من الحكومة. بعد استبعاده، قام الأخير سنة 1882 م بتأسيس حزبه الخاص: [[ريكين كايشنتو|الحزب التقدمي]].
 
كانت الشركات الكبرى في البلاد تابعة للدولة، إلا أن الأزمة الاقتصادية أجبرت الحكومة على مراجعة سياسيتها، فقررت الأخيرة عام 1882 م خوصصة هذه الشركات، كما تم إنشاء أول بنك وطني ياباني على نمط كبرى المصارف الأوربية (كان قد تم اتخاذ أول عملية وطنية: [[ين|الين]] عام [[1870]] م). بمساعدة الحكومة، تحولت العديد من العائلات التي كانت تمتهن التجارة إلى النشاطات الصناعية، على غرار [[ميتسوئي]] (三井)، أو البعض ممن كان من الرجال الساموراي السابقين [[إيوازاكي|كإيوازاكي]] والذي أسس شركة ميتسوبيشي. كانت تلك أولى الخطوات في طريق تحديث الاقتصاد الياباني. استغلت هذه العوائل الصناعية الكبيرة ([[ميتسوبيشي]] (三菱)، [[ميتسوئي]] (三井)، [[سوميتومو]] (住友)...) والمقربة من مراكز القرار فترة الخوصصة، فكونوا ثروات هائلة وأسسوا إمبراطوريات اقتصادية ومالية (بعضها لا زال قائما إلى يومنا هذا)، قامت بعد ذلك تجمعات اقتصادية كبرى (تحالف عدة عائلات كبرى) فريدة من نوعها في العالم أطلق عليها اسم [[زائي-باتسو]] (أو [[زاي-باتسو]]).
 
== كتابة الدستور ==
سطر 74:
كانت [[اليابان]] قد قطعت شوطا كبيرا في تطوير صناعتها العسكرية وتحديث جيشها، عمل اليابانيون على الظهور بمظهر مخلص الشعوب الآسيوية من القوى الغربية. بعد توقيعها لاتفاقية تحالف مع بريطانيا عام [[1902]] م، رأت الحكومة اليابانية أن الفرصة مواتية للتحرك. قدمت اليابان طلبا رسميا لروسيا حتى تسحب قواتها المتمركزة في [[منشوريا]]، رغم طول المفاوضات وإصرار اليابانيين رفض الروس.
 
بدأت القوات اليابانية بمهاجمة ميناء [[بورت آرثر]] في [[منشوريا]]، والذي كانت تحت سيطرة القوات الروسية، ثم أعلنت الحكومة اليابانية رسميا الحرب على روسيا يوم الـ10 من شهر فبراير من عام [[1904]] م. دحر الأسطول الياباني القوات البحرية الروسية في أول مواجهة بينها في [[تسوشيما]]. على البر رغم تقدمها إلا القوات اليابانية تكبدت خسائر فادحة. لم يتردد الطرفان المتصارعان في قبول عرض الوساطة التي طرحه الرئيس الأمريكي [[تيودور روزفلت]]، انتهت الحرب مع توقيع اتفاقية [[بورتسمث]] (في [[نيو هامبشير]] -[[الولايات المتحدة الأمريكية]]-).
دامت الحرب أكثر مما كان مخططا له، وكانت حصيلة الخسائر المادية والإنسانية مرتفعة. خرج اليابان منتصرا من هذه الحرب. بموجب اتفاقية [[بورتسمث]] والتي تم توقيعها في الـ5 سبتمبر 1905 م، قامت روسيا بسحب قواتها المتواجدة في كوريا، ضمت اليابان جنوب شبه جزيرة ساخالين، كما أنتقلت إليها العديد من الحقوق الروسية في الصين على غرار الامتيازات التجارية في شبه جزيرة [[لياودونغ]]، مد خط سكة الحديد في جنوب [[منشوريا]] واستغلال مناجم الفحم في [[فوشون]]. رغم هذه التنازلات لم تتحصل اليابان على أية تعويضات عن الخسائر التي لحقتها، اعتبر بعض اليابانيين هذا الأمر بمثابة إهانة لهم، فقامت على إثر ذلك موجة من الاحتجاجات الشعبية.
سطر 82:
== الحرب العالمية الثانية ==
 
قامت القوات اليابانية بغزو [[الصين]] قبل أندلاع الحرب العالمية الثانية مما حدى ب[[الولايات المتحدة]] وحلفائها إلى فرض مقاطعة اقتصادية على [[اليابان]]، وعلى إثره، قررت ''اليابان'' ضرب ميناء [[بيرل هاربر]] في 7 ديسمبر 1941، بلا سابق إنذار وبدون إعلان للحرب على الولايات المتحدة. تسبب الهجوم على ميناء [[بيرل هاربر]] بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي، إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تُصب بأذى لكون الحاملات في عرض [[المحيط الهادي]] لأداء مهمّات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب [[آسيا]] تزامناً مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، [[ماليزيا]]، و[[إندونيسيا]]، و[[الفلبين]] بمحاولة من [[اليابان]] للسيطرة على حقول [[النفط]] الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني [[ونستون تشرشل]] حادثة سقوط [[سنغافورة]] في أيدي القوات اليابانية بأنه من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق.
 
بالحرب العالمية الثانية على دحر وهزيمة [[ألمانيا]] النازية، إلا أن جدول أعمال الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها [[أستراليا]]، دأبوا على استرجاع الأراضي التي استولت عليها [[إمبراطورية اليابان|اليابان]] في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال [[دوجلاس مكارثر]] بالهجوم ومحاولة استرجاع [[غينيا الجديدة]]، و[[جزر سليمان]]، و[[بريطانيا الجديدة]]، [وإيرلندا الجديدة،] و[[الفلبين]]. وتنامت الضغوط على [[اليابان]] بهجوم [[الولايات المتحدة]] على السفن التجارية اليابانية وحرمان [[اليابان]] من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدّت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان.
 
استيلاء الحلفاء على جزيرتي [[إيوجيما]] و[[أوكيناوا]] اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقّة. وإعلان الاتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمّة مهاجمة [[منشوريا]]
سطر 91:
 
== الهزيمة والاحتلال ==
{{مقال تفصيليمفصلة|احتلال اليابان}}
 
استسلمت اليابان لقوات الاحتلال في [[14 أغسطس]] [[1945]] عندما أعلمت الحكومة اليابانية قوات الحلفاء قبول إعلان بوتسدام. وفي اليوم التالي أعلن [[الإمبراطور هيروهيتو]] استسلام اليابان الغير مشروط على المذياع لأول مرة يسمع فيه الشعب الياباني صوت إمبراطورهم وهو اليوم الذي يعتبر آخر يوم في [[الحرب العالمية الثانية]]. في ذات اليوم قام الرئيس الأمريكي [[هاري ترومان]] بتعيين الجنرال [[دوغلاس ماكارثر]] [[القائد الأعلى لقوات التحالف|كقائد أعلى لقوات التحالف]] للإشراف على احتلال اليابان. كانت قوى التحالف قد اتفقت على تقسيم اليابان فيم بينها مثلما حدث في احتلال ألمانيا، إلا أنه في النهاية منح [[القائد الأعلى لقوات التحالف]] حكماً مباشرا على جزر اليابان الرئيسية. تم نزع سلاح اليابان ووضع [[دستور اليابان]] الجديد عام 1947 الذي منع اليابان من الاشتراك في أي حرب مع دولة أجنبية.