إسماعيل بن جعفر: الفرق بين النسختين
[مراجعة غير مفحوصة] | [مراجعة غير مفحوصة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: وسوم صيانة، أزال وسم بذرة |
Hassan Ehap (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر 5:
| تعليق = تخطيط اسم الإمام إسماعيل الديباج بن جعفر الصادق رحمه الله
| ألقاب = الديباج، المبارك، الطاهر، الأعرج،الإمام السابع.
| تاريخ_الولادة = [[
| مكان_الولادة = [[المدينة المنورة]]، {{الدولة الأموية}}
| تاريخ_الوفاة = [[
| مكان_الوفاة = [[المدينة المنورة]]، [[العريض]]، {{الدولة العباسية}}
| مبجل(ة)_في = [[إسلام|الإسلام]]: [[الإمامية|الشيعة الإمامية]]، [[الإسماعيلية|الشيعة الإسماعيلية]]، [[أهل السنة والجماعة]]
سطر 23:
'''إسماعيل بن [[جعفر الصادق|جعفر]] بن [[محمد الباقر|محمد]] بن [[علي زين العابدين|علي]] بن [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] بن [[علي بن أبي طالب]]'''.
أمه فاطمة بنت الحسين الاَثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ولد في [[المدينة المنورة]] عام [[
== حياته ==
إنّ إسماعيل هو الاِمام الاَوّل والموَسِّس للمذهب ، فوالده الاِمام الصادق (عليه السّلام) غنيّ عن التعريف ، وفضله أشهر من أن يذكر ، وُلِد الاِمام الصادق عام
لقد تزوج (عليه السّلام) فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين ، فأنجب منها إسماعيل وعبد اللّه وأُمّ فروة.
وكان إسماعيل أكبر الاِخوة وكان أبو عبد اللّه (عليه السّلام) شديد المحبة له والبر به والاِشفاق عليه ، مات في حياة أبيه (عليه السّلام) « بالعريض » ، وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة ، حتى دفن بالبقيع
ولذلك كان من اللازم استعراض سيرته وسيرة بعض أولاده ممن كان لهم دور في نشوء هذه الفرقة فنقول :
عنونه الشيخ في أصحاب رجال الصادق (عليه السّلام) و اقتصر على اسمه واسم آبائه ، وقال : إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن [[الحسين بن علي]] بن أبي طالب الهاشمي ، المدني
وقال [[ابن عنبة]] : وأمّا إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السّلام) ويكنى أبا محمد ، وأُمّه فاطمة بنت الحسين الاَثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ويعرف بإسماعيل الاَعرج ، وكان أكبر ولد أبيه ، وأحبَّهم إليه ، كان يحبُه حباً شديداً ، وتوفي في حياة أبيه « بالعريض » ، فحمل على رقاب الرجال إلى البقيع ، فدفن به سنة ثلاث وثلاثين ومائة ، قبل وفاة الصادق (عليه السّلام) بعشرين سنة ، كذا قال أبو القاسم [[ابن خداع]] نسّابة المصريين.<ref>ابن
وقال [[ابن خلدون]] : تُوفّي قبل أبيه ، وكان [[أبو جعفر المنصور]] طلبه ، فشهد له عامل المدينة بأنّه مات.<ref>تاريخ
قال المفيد : لمّا توفي إسماعيل جزع أبو عبد اللّه عليه جزعاً شديداً ، وحزن عليه حزناً عظيماً ، وتقدّم سريرَه بغير حذاء ولا رداء ، وأمر بوضع سريره على الاَرض قبلَ دفنه مراراً ، وكان يكشف عن وجهه وينظر
▲وقال [[ابن خلدون]] : تُوفّي قبل أبيه ، وكان [[أبو جعفر المنصور]] طلبه ، فشهد له عامل المدينة بأنّه مات. (5)
لم نقف في حياة إسماعيل على شيء سوى ما نقله ابن أبي الحديد حيث قال : كان القاسم بن محمد بن طلحة<ref>هو
▲قال المفيد : لمّا توفي إسماعيل جزع أبو عبد اللّه عليه جزعاً شديداً ، وحزن عليه حزناً عظيماً ، وتقدّم سريرَه بغير حذاء ولا رداء ، وأمر بوضع سريره على الاَرض قبلَ دفنه مراراً ، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه. (6)
▲لم نقف في حياة إسماعيل على شيء سوى ما نقله ابن أبي الحديد حيث قال : كان القاسم بن محمد بن طلحة (7) يلقّب « أبا بعرة » ، ولي شرطة الكوفة ، لعيسى ابن موسى العباسي ـ فكلَّم إسماعيل بن [[جعفر الصادق]] بكلام خرجا فيه إلى المنافرة.
فقال القاسم : لم يزل فضلنا وإحساننا سابغاً عليكم يا بني هاشم ، وعلى بني عبد مناف كافة.
فقال إسماعيل : أيّ فضل وإحسان أسديتموه إلى بني عبد مناف؟! أغضب أبوك جدي بقوله : « ليموتن محمد ولنجولنّ بين خلاخيل نسائه ، كما جال بين خلاخيل نسائنا » ، فأنزل اللّه تعالى مراغمة لاَبيك : « وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُوَذُوا [[رَسُولَ اللّهِ]] وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً »
و روى [[الكشي]] بسنده عن [[عنبسة العابد]] : كنت مع جعفر بن محمد بباب الخليفة أبي جعفر بالحيرة ، حين أُتي ببسّام ، وإسماعيل بن جعفر بن محمد ، فأُدخلا على أبي جعفر
قلت : الضمير في « إليه » يرجع إلى المنصور من باب خطاب الغائبين بما يقتضيه الحال.
والحديث يدل على أنّه وشي عليهما لدى المنصور فطلبهما ، فقتل بسّاماً وأطلق إسماعيل.و لعلّه ثبتت براءته مما نسب إليه.
و روى [[الكشي]] أيضاً في ترجمة [[عبد اللّه بن شريك]] العامري ، عن [[أبي خديجة]] الجمّال ، قال : سمعت أبا عبد اللّه ، يقول : إنّي سألت اللّه في إسماعيل أن يُبقيه بعدي فأبى ، ولكنّه قد أعطاني فيه منزلة أُخرى ، انّه يكون أوّل منشور في عشرة من أصحابه ، ومنهم عبد اللّه بن شريك وهو صاحب لوائه.
و الحديث يدل على انّ الاِمام الصادق (عليه السّلام) كان يحبّه كثيراً ، و لعلّ إسماعيل مرض ، فدعا أبوه اللّه تعالى أن يشفيه ولكن اللّه قدّر موته ، كما يدل على وثاقته أيضاً.
ويظهر ممّا رواه الكشي في ترجمة المفضل بن مزيد ، أخي شعيب الكاتب ، أنّه كان مأموراً بدفع جوائز إلى بني هاشم ، وكان أسماءُ أصحاب الجوائز مكتوباً في كتابٍ ، ناولَ الكتابَ للاِمام الصادق (عليه السّلام) فلما رآه قال : ما أرى لاِسماعيل هاهنا شيئاً ، فأجاب المفضل : هذا الذي خرج إلينا.
ومن راجع الكتب الحديثية يرى أنّ هناك روايات يظهر منها جلالة منزلة إسماعيل ، عند والده نذكر منها ما يلي :
روى [[الكليني]] بسنده ، عن عبد اللّه بن سنان ، قال : كنت عند أبي عبد اللّه (عليه السّلام) إذ دخل عليه رجل فأعطاه ثلاثين ديناراً يحجّ بها عن إسماعيل ، ولم يترك شيئاً من العمرةِ إلى الحجّ إلاّ اشترط عليه أن يسعى في وادي مُحسِّر ، ثمّ قال : يا هذا ، إذا أنت فعلتَ هذا كانَ لاِسماعيل حجة بما أنفق من ماله ، وكانت لك تسْع بما أتعبَت من بدنك.
روى [[الكليني]] بسنده ، عن [[حريز بن عبد اللّه]] السجستاني ، قال : كانت لاِسماعيل بن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) دنانير وأراد رجل من [[قريش]] أن يخرجَ إلى اليمن ، فقال إسماعيل : يا أبت إنّ فلاناً يريد الخروج إلى اليمن ، وعندي كذا وكذا ديناراً ، أفترى أن أدفعها إليه يبتاع لي بها بضاعة من اليمن؟ فقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام) : يا بُنيّ أما بلغك أنّه يشرب الخمر؟ فقال إسماعيل : هكذا يقول الناس ، فقال : يا بُنيّ لا تفعل.
فعصى إسماعيلُ أباه ودفع إليه دنانيره فاستهلكها ، ولم يأته بشيء منها ، فخرج إسماعيل وقضى أنّ أبا عبد اللّه (عليه السّلام) حجّ وحجّ إسماعيل تلك السنة فجعل يطوف بالبيت ، ويقول : اللهمّ أجرني واخلف عليّفلحقه أبو عبد اللّه (عليه السّلام) فهمزه بيده من خلفه ، فقال له : مَهْ يا بني فلا واللّه مالك على اللّه (هذا) حجة ولا لك أن يأجرك ولا يُخلف عليك ، وقد بلغك أنّه يشرب الخمر فائتمنته ، فقال إسماعيل : يا أبت إنّ ـ ي لم أره يشرب الخمر ، إنّما سمعت الناس يقولون.
فقال : يا بُني إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول في كتابه : « يُوَْمِنُ بِاللّهِ ويُوَْمِنُ للمُوَمِنين »
قلة رواياته
لم نجد في الجوامع الحديثية شيئاً يروى عنه ، إلاّ الحديثين التاليين ، ولعلّ قصر عمره وموته في حياة والده صارا سبباً لقلة الرواية عنه ، وإليك ما وقفنا عليه من رواياته :
== اسطورة حياته بعد رحيل أبيه ==
غير أنّ بعضهم يجازفون في القول، ويدعون أمراً خارقاً للعادة، ويقولون: والاَمر الهام في قضية إسماعيل وإمامته، هو أنّه عاش بعد أبيه، وأثبت هذا الخبر كثيرون من الموَلفين المعاصرين له مما يدل علي أنّ إسماعيل بقي بعد أبيه اثنتي عشرة سنة.
ولقد حكي أنّ إسماعيل حين ترك المدينة سرّاً، رُئي ثانية في البصرة، حيث بلغ رفعة، بما أظهر من مقدرة نادرة بشفاء المرضي والمعلولين، وخشية من اكتشاف الاَمر، ترك البصرة ورحل إلي سوريا واستقر فيها، ولكن ليس بطمأنينة تامّة حيث حالما سمع الخليفة «المنصور» الذي كان يحكم الجزيرة العربية، بوجود إسماعيل، أمر واليه في دمشق بإرساله إسماعيل تحت الحراسة إلي بلاطه، ولكنَّ الوالي لم يكن يحترم الاِمام إسماعيل فحسب، بل كان من أتباعه، وبناء عليه ولينقذ الوالي سيده الروحي، نصح الاِمام أن يترك سوريا لعدّة أيّام، وما أن ابتعد الاِمام عن سوريا، حتي أعلن الوالي التفتيش الدقيق عنه، وكتب للخليفة أنّه لم يجد لاِسماعيل أثراً في أيّ مكان.
أقول: ما ذكره انّ كثيراً من الموَلفين المعاصرين لاِسماعيل أثبتوا حياته بعد وفاة أبيه، شيء لم يدعمه بالدليل، فَمَنْ هوَلاء الموَلّفون المعاصرون الذين أثبتوا حياته بعد الاِمام الصادق، وما هي كتبهم؟! نعم أوعز الكاتب في الهامش إلي عمدة الطالب، وتقدم نصُّهُ
وقد اعترف بهذه الحقيقة الكاتب الاِسماعيلي عامر تامر حيث قال:هناك أقوال كثيرة لموَرخين يوَكدون فيها أنّه مات في عهد والده، وأنّ قصة ظهوره في البصرة أُسطورة لا تقوم علي حقيقة، ومهما يكن من أمر فالاِسماعيليون اشتهروا بالتخفّي والاستتار، والمحافظة علي أئمّتهم. لذلك ليس بعيداً أن تكون الرواية الاَُولي صحيحة.
إنّ تفسير قصة وفاة إسماعيل بالتمويه والتغطية فكره ورثها الجُدُد من الاِسماعيلين عن أسلافهم، قال مصطفي غالب: «ولكن أغلب موَرّخي الاِسماعيلية يقولون: إنّ قصة وفاة إسماعيل في حياة أبيه كانت قصة أرادَ بها الاِمام جعفر الصادق التمويه والتغطية علي الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، الذي كان يُطارد أئمة الشيعة في كلّمكان، وتحت كلّ شمس، فخاف جعفر الصادق علي ابنه وخليفته إسماعيل، فادّعي موته وأتي بشهود كتبوا المحضر إلي الخليفة العباسي، الذي أظهر سروراً وارتياحاً لوفاة إسماعيل الذي كان إليه أمر إمامة الشيعة، ثمّ شُوهِد إسماعيل بعد ذلك في البصرة، وفي بعض البلدان الفارسية. وعلي هذا الاَساس لم تسقط الاِمامة عن إسماعيل بالموت قبل أبيه لاَنّه مات بعد أبيه.
ويقول في موضع آخر: ورأينا الاَخير في هذا الموضوع بعد أن اطّلعنا علي جميع ما كتب حول إمامة إسماعيل، نقول: بأنّالاِمام جعفر الصادق قد شعر بالاَخطار التي تهدِّد حياة ابنه الاِمام إسماعيل، بعد أن نصّ عليه، وأصبح وليّاً للعهد، فأمره أن يستتر وكان ذلك عام
و فوراً توجه إسماعيل إلي سلمية، ومنها إلي دمشق، وعلم المنصور بذلك، فكتب إلي عامله أن يلقي القبض علي الاِمام إسماعيل، ولكن عامله المذكور كان قد اعتنق المذهب الاِسماعيلي، فعرض الكتاب علي الاِمام إسماعيل، الذي ترك البلاد نحو العراق حيث شوهد بالبصرة عام
ويوَكد كتاب دستور المنجمين أنّ إسماعيل هو أوّل إمام مستور وكان بدء ستره سنة
ما ذكره أُسطورة حاكتها يدُ الخيال ، ولم يكن الاِمام الصادق - عليه السّلام- ولا أصحابه الاَجلاّء، ممّن تتلمذوا في مدرسة الحركات السرية، حتي يفتعل موت ابنه بمرأي ومسمع من الناس، وهوبعدُ حيّ يُرزق، ولم يكن عامل الخليفة بالمدينة المنورة بليداً، يكتفي بالتنويه، حتي يتسلَّم المحضر ويبعث به إلي دار الخلافة العباسية.
والعجب أنّ الكاتب يذكر في كلامه الثاني أنّعامل الخليفة في المدينة كان بدوره من الاِسماعيليين، مع أنّه لم يكن في ذلك اليوم أثر للاِسماعيلية :«وكانت الاِمامة لاَبيه الاِمام الصادق - عليه السّلام- فكيف يكون في حياة الصادق - عليه السّلام- من الاِسماعيلية؟! وأعجب منه أنّه يعتمد في إثبات معتقده بدستور المنجمين، ثمّ يذكر له مصدراً في التعليقة بالشكل التالي «بلوشيه
إنّ عقيدة إسلامية مبنيّة علي تنبّوَ المنجمين وما أكثر أخطائهم عقيدةٌمنهارةٌ وفاشلة.
السطر 95 ⟵ 96:
والحقّ أنّه توفي أيام حياة أبيه، بشهادة الاَخبار المتضافرة التي تعرفت عليها، وهل يمكن إغفال أُمّة كبيرة وفيهم جواسيس الخليفة وعمالها؟! وستر رحيل إسماعيل إلي البصرة بتمثيل جنازة بطريقة مسرحيّة يعلن بها موته فانّه منهج وأُسلوب السياسيين المخادعين، المعروفين بالتخطيط والموَامرة، ومن يريد تفسير فعلَ الاِمام عن هذا الطريق فهو من هوَلاء الجماعة « وكلّ إناء بالذي فيه ينضح». وأين هذا من وضع الجنازة مرّات وكشف وجهه والاستشهاد علي موته وكتابة الشهادة علي كفنه؟!
والتاريخ يشهد علي أنّه لم يكن لاِسماعيل ولا لولده الاِمام الثاني، أيّة دعوة في زمان أبي جعفر المنصور ولا ولده، بشهادة أنّ المهدي العباسي الذي تسلم عرش الخلافة بعد المنصور العباسي
تري انّه يذكر جميع الفرق المزعومة للشيعة، حتي يذكر العمارية المنسوبة إلي عمار الساباطي الذي لم يكن له يوم ذاك أيّ تابع إلاّ كونه فطحياً موَمناً بإمامة عبد اللّه الاَفطح، ولا يذكر الاِسماعيلية ؟! فلو كانت لاِسماعيل دعوة سرية أيّام المنصور، ثمّ لابنه محمد، حيث كانا ينتقلان من بلد إلي بلد، كان من المحتّم مجيء اسمه في قائمة أصحاب الاَهواء. كلّ ذلك يدلّ علي أنّ المذهب قد نشأ بعد لاَي من الدهر .
السطر 104 ⟵ 105:
== وفاته ==
قد عرفت أنّ ابن عنبة ذكر أنّه توفي عام (
و أرّخ الزركلي في الاَعلام وفاته سنة (
و القول الثاني أقرب للصواب ، لاَنّه لو كان توفي سنة (
وقال عارف تامر السوري من كُتّاب الاِسماعيلية : إنّإسماعيل ولد سنة
== استشهاد الاِمام [[الصادق]] (عليه السّلام) على موته ==
كان الاِمام الصادق حريصاً على إفهام الشيعة بأنّ الاِمامة لم تُكْتب لاِسماعيل ، فليس هو من خلفاء الرسول الاثني عشر الذين كتبت لهم الخلافة والاِمامة بأمر السماء وإبلاغ الرسول الاَعظم.
و من الدواعي التي ساعدت على بثّ بذر الشبهة والشك في نفوس الشيعة في ذلك اليوم ، هو ما اشتهر من أنّ الاِمامة للولد الاَكبر. وكان إسماعيل أكبرَ أولاده فكانت أماني الشيعة معقودة علي هـ حسب الضابطة ـ صحّت أم لم تصح ، ولاَجل ذلك تركزت جهود الاِمام الصادق (عليه السّلام) على معالجة الوضع واجتثاث جذور تلك الشبهةو انّ الاِمامة لغيره ، فتراه تارة ينصَّ على ذلك ، بقوله وكلامه ، وأُخرى بالاستشهاد على موت إسماعيل ، وأنّه قد انتقل إلى رحمة اللّه ، ولن يصلحَ للقيادة والاِمامة.
وإليك نماذج توَيد النهج الثاني الذي انتهجه الاِمام (عليه السّلام) لتحقيق غرضه في إزالة تلك الشبهة ، وأمّا القسم الاَوّل أي النصوص على إمامة أخيه فموكولة إلى محلّها<ref>عارف
فلمّا حشد المجلس قال : « يا داودُ إكشف لي عن وجه إسماعيل » ، فكشف عن وجهه فقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام) : « يا داود أحيٌّ هو أم ميت؟ » قال داود : يا مولايَ هو ميّت ، فجعل يعرض ذلك على رجل رجل ، حتى أتى على آخر مَن في المجلس ، و انتهى عليهم بأسرهم وكلٌّ يقول : هو ميّت يا مولاي ، فقال : « اللهمّ اشهد » ، ثمّ أمر بغَسْله وحنوطه ، وادراجه في أثوابه.
فلمّا فرغ منه قال للمفضل : « يا مفضّل احسر عن وجهه » ، فحسَر عن وجهه ، فقال : « أحيٌّ هو أم ميّت؟ » فقال : ميّت ، قال : « اللهم اشهد عليهم » ؛ ثمّحُمِل إلى قبره ، فلما وضع في لَحده قال : « يا مفضل اكشف عن وجهه » وقال للجماعة : « أحيٌّ هو أم ميت؟ » قلنا له : ميت فقال : « اللهمّ اشهد ، واشهدوا ، فإنّه سيرتاب المبطلون ، يريدون إطفاء نور اللّه بأفواههم ـ ثم أومأ إلى موسى ـ واللّه متم نوره ولو كره المشركون » ، ثم حثونا عليه التراب ثمّ أعاد علينا القول ، فقال : « الميّت ، المحنَّط ، المكفَّن ، المدفون في هذا اللحد من هو؟ » قلنا : إسماعيل ، قال : « اللهم اشهد » ، ثمّ أخذ بيد موسى (عليه السّلام) و قال : « هو حقّ ، والحقّ منه ، إلى أن يرث اللّه الاَرض ومن عليها ».
و هذه الروايات و خاصّة ما نقلناه عن أبي خديجة الجمّال حاكية عن جلالة إسماعيل ، ويوَكّدها تقبيل الاِمام له بعد موته مراراً.
نعم هناك روايات تدل على ذمّه ذكرها الكشي في ترجمة عدّة ، مثل إبراهيم ابن أبي سمال ، وعبد الرحمان بن سيابة ، والفيض المختار ، وقد ناقش السيد الخوئي ، اسنادها فلاحظ.
وقد أخطأ الكاتب الاِسماعيلي ، مصطفى غالب السوري في فهم رأي الشيعة في معرض كتابته عن إمامه ، حيث قال :
غير أنّ موَرّخي الشيعة ، والسنة ، يذهبون في إسماعيل مذهباً مختلفاً كلّ الاختلاف عمّا يقوله الاِسماعيلية. فيقولون : إنّ إسماعيل لم يكن يصلح للاِمامة ، كونه كان يشربُ الخمر ، وأنّه كان من أصدقاء أبي الخطاب الملْحِد الذي تبّ ـ رأ منه الاِمام الصادق ، وأنّ الصادق أظهر فرحه لموت ابنه إسماعيل ، وعلى هذه الصورة اضطربت الروايات ، واختلفت الاَقاويل في أمر إسماعيل ، فأصبح أكثر الباحثين لا يدرون حقيقة أمره ، ولا سيّما أنّه الاِمام الذي تنسب إليه الحركة الاِسماعيلية التي قامت بدورٍ هامٍّ في تاريخ العالم الاِسلامي منذ ظهورها.
قد عرفت عقيدة الشيعة الاِماميّة في حقّ إسماعيل وانّهم ـ عن بكرة أبيهم ـ يذكرون إسماعيل بخير ، اقتداء بإمامهم الصادق (عليه السّلام) وأنّ رميه بشرب الخمر من صنيع أعداء أهل البيت (عليهم السّلام) حيث كانوا لا يتمكّنون من رمي أئمة الشيعة بالسفاسف فيوجهونها إلى أولادهم المظلومين المضطهدين.
السطر 151 ⟵ 152:
|}
== مراجع ==
{{مراجع}}
▲14 ـ الوسائل : الجزء 8 ، الباب 1 من أبواب النيابة في الحجّ ، الحديث 1.
▲17 ـ الكافي : 5/299.
{{شريط بوابات|أعلام|الإسلام|المدينة المنورة}}
|