آق سنقر الحاجب: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:أضاف قالب {{صندوق معلومات شخص}} باستخدام أوب
سطر 1:
{{صندوق معلومات شخص
'''آق سنقر الحاجب التركماني''' (?-[[487 هـ]]) الملقب '''قسيم الدولة'''، قائد حاكم مسلم تولّى حكم [[حلب]] عدة مدن حولها مثل [[حماة]] و[[اللاذقية]]، وهو والد القائد الشهير [[عماد الدين زنكي]]. وكما هو واضح من اسمه فهو من قبائل [[الأتراك]]، من قبيلة تُعرف باسم "ساب يو"، وهي قبيلة تمتَّعت بمكانة رفيعة عند [[السلاجقة]] الأتراك<ref> ابن العديم: بغية الطلب في تاريخ حلب 8/3844.</ref>. تميز آق سنقر بعدله في الحكم وقضائه على الفساد والاضطرابات في حلب كما يقولون المؤرخون.
|سابقة تشريفية =
|الاسم =
|لاحقة تشريفية =
|اسم أصلي =
|صورة =
| الاسم عند الولادة =
|تاريخ الولادة =
|مكان الولادة =
|تاريخ الوفاة =1094
|مكان الوفاة =
|سبب الوفاة =
|مكان الدفن =
| النصب التذكارية =
| عرقية =
| منشأ =
|الإقامة =
|الجنسية =
|المدرسة الأم =
|المهنة =
|سنوات نشاط =
|أعمال بارزة =
|تأثر =
|تأثير =
|تلفزيون =
|المنصب =
|مؤسسة منصب =
|بداية منصب =
|نهاية منصب =
|المدة =
|سبقه =
|خلفه =
|الحزب =
|الديانة =
|الزوج =
|الأولاد =
|الأب =
|الأم =
|الجوائز =
|توقيع =
|الموقع =
}}
'''آق سنقر الحاجب التركماني''' (?-[[487 هـ]]) الملقب '''قسيم الدولة'''، قائد حاكم مسلم تولّى حكم [[حلب]] عدة مدن حولها مثل [[حماة]] و[[اللاذقية]]، وهو والد القائد الشهير [[عماد الدين زنكي]]. وكما هو واضح من اسمه فهو من قبائل [[الأتراك]]، من قبيلة تُعرف باسم "ساب يو"، وهي قبيلة تمتَّعت بمكانة رفيعة عند [[السلاجقة]] الأتراك<ref> ابن العديم: بغية الطلب في تاريخ حلب 8/3844.</ref>. تميز آق سنقر بعدله في الحكم وقضائه على الفساد والاضطرابات في حلب كما يقولون المؤرخون.
 
كان آق سنقر حاجب السلطان [[ملكشاه بن ألب أرسلان]] ومن أصحابه، وهو سلطانٌ عظيم امتدَّت حدود دولته من [[الصين]] شرقًا إلى [[آسيا الصغرى]] غربًا<ref> ابن العبري: تاريخ مختصر الدول ص186.</ref>، وكان عادلاً حسن السيرة كما يذك المؤرخون؛ فكان يُقَرِّب منه الصالحين من المسلمين، فكان وزيره الأول [[نظام الملك]]، وهو من أعظم الوزراء في [[الإسلام]]، وحاجبه كان آق سنقر والد [[عماد الدين زنكي]]، فهذا من أدلَّة صلاح السلطان ملكشاه وهي البطانةَ الصالحة.
 
==لقب قسيم الدولة==
السطر 8 ⟵ 50:
==الاوضاع السياسية بعصره ==
كانت هناك أحداث صعبة تمرُّ بها [[بلاد الشام]]؛ حيث كانت تُمَزِّقها صراعات سياسية خطيرة، خاصَّة منطقة [[حلب]] حيث كان يتنازع السيطرة عليها ثلاث قوى رئيسية:
'''القوة الأولى''' فهي قوَّة [[مسلم بن قريش العقيلي]] صاحب [[الموصل]] و[[حلب]].<ref> [[ابن العديم]]: زبدة الحلب 2/91، 92.</ref>
وأمَّا '''القوَّة الثانية''' فهي قوَّة [[تتش بن ألب أرسلان]] أمير [[دمشق]]، وهو أخو السلطان "ملكشاه" الذي يعمل معه آق سنقر، ولكنه كان فاسدًا وكذلك صار أولاده من بعده؛ وهم: رضوان ودقاق. وأمَّا '''القوَّة الثالثة''' فهي قوَّة [[سليمان بن قتلمش]] مؤسِّس إمارة [[سلاجقة الروم]] ووالد [[قلج أرسلان الأول]].
 
السطر 14 ⟵ 56:
 
==توليه الحكم على حلب وحماة وحولها==
السلطان [[ملكشاه بن ألب أرسلان]] ولّى آق سنقر على مدينة حلب في شهر شوال [[479 هـ]] الموافق يناير [[1087]]م، استلمها وكان الوضع فيها سيِّئًا للغاية نتيجة الصراعات الدموية التي دارت في المنطقة؛ فلم يجد السلطان ملكشاه حلاًّ لإصلاح أوضاعها إلاَّ بتسليم إدارتها لرجل يثق بقدراته وأخلاقه وورعه، وهو قسيم الدولة آق سنقر الحاجب، وهكذا بدأ الحُكم السلجوقي لمدينة حلب فعلياً، وأعطاه إلى جوار حلب عدَّة مدن في المنطقة منها [[حماة]] و[[منطقة منبج|منطقة مَنْبِج]] و[[اللاذقية]].<ref> ابن الأثير: الكامل في التاريخ 8/443.</ref>
 
===أوضاع حلب المتدهورة قبل تسلمه حكمها===
السطر 23 ⟵ 65:
اهتم آق سنقر بداية بالحالة الأمنية الخطيرة التي كانت تُعاني منها منطقة حلب وما حولها، فأقام [[حد (عقوبة)|الحدود الشرعية في الاسلام]]، وطارد اللصوص وقُطَّاع الطرق، وقضى عليهم، وتخلَّص من المتطرِّفين في الفساد.
وإضافةً إلى هذه السياسة التي تعتمد على وجود [[شرطة]] قوية عادلة تُدافع عن الحقوق، وتستخدم سلطتها في حماية الناس بدلاً من التسلُّط عليهم.
إضافةً لهذه الشرطة فإن آق سنقر لجأ إلى سياسة أخرى عجيبة آتت ثمارًا وفي وقتٍ محدود؛ ذلك أنه أقرَّ مبدأ [[المسئولية الجماعية]] لكل [[قرية]] أو قِطَاع في المدينة؛ مما يعني أنه في حالة إذا هُوجمت [[قافلة إبل]] أو إنسان أو نحوه، فإن أهل القرية يتحمَّلون مسؤولية الدفاع عنه، وإذا سُرقت [[مال|أمواله]]، فإنهم يجتمعون معًا لتعويضه عما سُرق؛ ومن ثَمَّ أصبحت مهمَّة الحفاظ على الأمن هو مهمَّة الجميع <ref> ابن الأثير: الباهر ص15.</ref>، ولا يمكن أن يشكَّ الناس في لص أو عصابة مجرمين دون الإخبار عنها؛ لأن المسئولية أصبحت جماعية وليست فردية، وهذا له مرجع في [[الشريعة الاسلامية]]، حيث مبدأ «العاقلة»، بمعنى أن أفراد العائلة الواحدة أو [[القبيلة]] الواحدة، أو القرية الواحدة يتعاقلون فيما بينهم، أي يتعاونون فيما بينهم لجمع [[دية|الدِّيَة]] المطلوبة من أحدهم، أو سداد الدَّين عنه، وبذلك تعود الحقوق لأصحابها مهما كانت كبيرة.
 
===انتشار الأمن والأمان فى زمنه===
السطر 33 ⟵ 75:
ونتيجة لهذا الأمن، نادى آق سنقر في أهل حلب بأمر عجيب، وهو أن لا يرفع أحد متاعه من الطريق إذا أراد أن يذهب إلى مكان بعيد ثم يعود، بل يتركه دون [[حراسة]]، وهو ضامن له ألا يُسرق، وهذا أمرٌ أثر [[شعب|بشعوب]] المنطقة فكان أمنًا عجيبًا تحدَّث عنه الناس هنا وهناك.
 
ومما يُروى في هذا الصدد قصَّة عجيبة، وهي أن آق سنقر كان قد مرَّ بقرية من قرى حلب، فوجد أحد الفلاحين -وكان لا يعرف آق سنقر- قد فرغ من عمله في حقله، ويستعدُّ لحمل أداة من أدوات الزراعة على دابَّته ليحملها إلى القرية، وكانت هذه الآلة مغلَّفة بالجلد، فقال له آق سنقر: ألم تسمع مناداة قسيم الدولة بأن لا يرفع أحدٌ متاعًا ولا شيئًا من موضعه؟ بمعنى أنه يضمن لك حفظه من السرقة. فقال الفلاح: حفظ الله قسيم الدولة، وقد أُمِّنَّا في أيامه، وما نرفع هذه الآلة خوفًا عليها من السرقة، لكن هنا حيوان يقال له ابن آوَى (حيوان مثل الذئب) تأتي إلى هذه الآلة فتأكل الجلد الذي عليه، فنحن نحفظه منها ونرفعه لذلك. فعندما عاد قسيم الدولة إلى حلب أمر الصيَّادين فتتبعوا هذه الحيوانات في كل الإمارة، فصادوها حتى أفنوه.<ref name="ابن العديم: زبدة الحلب 2/104">ابن العديم: زبدة الحلب 2/104.</ref>
 
===إسهاماته فى المجال العمرانى===
فام أيضاً باسهامات عمرانية فكان متوازنًا مهتمًّا بكل التفاصيل في إمارته، وقد جدَّد منارة [[مسجد حلب الجامع]]، وما زال اسمه منقوشًا عليها إلى اليوم.<ref name="ابن العديم: زبدة الحلب 2/105">ابن العديم: زبدة الحلب 2/105.</ref>
 
===اسهاماته فى المجال العسكرى ===
كان منظّمًا؛ فكان له جيش نظاميٌّ معظمه من [[التركمان]]، وكان له -أيضًا- [[جيش]] احتياطي مكوَّن من [[العرب]] والتركمان، وكانت القوَّات الاحتياطية تبلغ 20 ألف مقاتل.<ref> name="ابن العديم: زبدة الحلب 2/104.<"/ref> . وصار حديث الناس وأحبَّه أهل حلب وعامَّة المسلمين.
 
==أقوال بعض المؤرخين عنه==
يقول المؤرخ [[ابن القلانسي]] في ذيل "تاريخ دمشق" عن آق سنقر: {{اقتباس مضمن|وأحسن فيهم السيرة، وبسط العدل في أهليها، وحمى السابلة (الطريق المسلوك) للمتردِّدين فيها، وأقام الهيبة، وأنصف الرعية، وتتبَّع المفسدين فأبادهم، وقصد أهل الشرِّ فأبعدهم، وحصل له بذلك من الصيت، وحُسن الذكر، وتضاعف الثناء والشكر، فعمرت السابلة للمتردِّدين من السفار، وزاد ارتفاع البلد بالواردين بالبضائع من جميع الجهات والأقطار}}.<ref>ابن القلانسي: ذيل تاريخ دمشق ص196.</ref>.
 
وقال [[ابن الأثير]] في حقه: {{اقتباس مضمن|وكان قسيم الدولة أحسن الأمراء سياسةً لرعيته، وحفظًا لهم، وكانت بلاده بين رخص عام وعدل شامل وأمن واسع}}.<ref> ابن الأثير: الكامل في التاريخ 8/495.</ref>.
 
وقال [[ابن كثير]]: {{اقتباس مضمن|كان قسيم الدولة من أحسن الملوك سيرةً، وأجودهم سريرة، وكانت الرعية في أمن وعدل ورخص}}.<ref>ابن كثير: البداية والنهاية 12/147.</ref>.
السطر 51 ⟵ 93:
كان هناك مَنْ يُنكر عليه خيره وفضله، ومن يحقد عليه لصلاحه وورعه، أو يغار منه، وعلى رأس هؤلاء كان "[[تتش بن ألب أرسلان]]" أخو السلطان [[ملكشاه]]، وكان تتش يطمع في بسط سيطرته على [[بلاد الشام|الشام]] بكاملها، وفي وجود مثل هذا الحاكم العادل في حلب فإنَّ ذلك سيصعب عليه؛ فالناس يحبونه، وكذلك السلطان ملكشاه.
 
لقد كان تتش ذكيًّا في شرِّه فبدأ في السعي لضمِّ كل الإمارات الشامية باستثناء حلب؛ لأنه يعلم أن ملكشاه يحبُّ آق سنقر، فلا داعي لاستثارة السلطان عليه، ثم إنه أثار حملة السلطان لمساعدته بأن ذكر له أن بقية الإمارات الشامية واقعة تحت تهديد النفوذ [[الدولة الفاطمية|العبيديِّ]]، فأمر السلطان ملكشاه أمراء الشام بما فيهم آق سنقر أن يساعدوا تتش في حروبه ضدَّ [[العبيديين]].<ref> ابن الأثير: الكامل في التاريخ 8/477.</ref>
 
لكن قسيم الدولة كان يُدرك أطماع تتش الانفصالية، وكان في الوقت نفسه عظيم الوفاء للسلطان ملكشاه، لكنه لم يستطع أن يطعن في تتش لكونه أخَا ملكشاه، وهذا دفعه لمساعدة تتش بغير حماسة<ref>سهيل زكار: مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ص216.</ref>؛ مما أوغر صدر تتش عليه أكثر وأكثر، بل وراسل أخاه السلطان ملكشاه في أمر قسيم الدولة.
 
أراد السلطان ملكشاه أن يحلَّ الأزمة برفق؛ فهو لا يُريد أن يُغضب كلا الطرفين؛ ومن ثَمَّ فقد استدعى كل أمراء الشام بما فيهم آق سنقر وتتش إلى مقرِّه في فارس ليتباحثوا في أمر الشام، وهناك قام تتش بصراحة باتهام آق سنقر بعدم الإخلاص للسلاجقة، وهذا دفع آق سنقر لأن يدافع عن نفسه؛ بل واتهم تتش بالكذب، ومن العجب أن السلطان ملكشاه أقرَّ آق سنقر على رأيه، ورفض عزله، وأوصى أخاه تتش بعدم التعرُّض له.<ref> ابن العديم: بغية الطلب 4/1956.</ref>
 
وكان هذا اللقاء في شهر [[رمضان]] [[484 هـ]]، أي بعد 5 سنوات من ولاية آق سنقر على حلب، لكن في السنة التالية حدث أمر هام وهو
السطر 63 ⟵ 105:
فوقع قسيم الدولة آق سنقر في أزمة كبيرة؛ فهو يعلم أن قوَّة تتش أكبر بكثير من قوَّته، وهو في النهاية أخو ملكشاه السلطان المتوفَّى، وعمُّ السلطان الحالي بَرْكيَارُوق، لكن في الوقت نفسه هو على وفائه للسلطان العظيم ملكشاه، ويُريد أن يحفظه في ابنه، كما أنه يعلم أطماع تتش، ويعلم أنه ليس بالشخصية الجديرة بحكم المسلمين.
 
لقد فكَّر قسيم الدولة آق سنقر في خطَّة خطيرة، قد يدفع ثمنها من حياته يومًا ما، لكن لم يجد أمامه حلاًّ آخر، فقرَّر أن يخرج بجيشه مع تتش، ويوهمه أنه سيقاتل معه، فإذا التقى الجيشان، ترك قسيم الدولة جيش تتش وانضمَّ إلى جيش بَرْكيَارُوق.<ref> ابن الأثير: الكامل في التاريخ 8/488.</ref>
 
فقسيم الدولة كان يرى أن الحقَّ مع بَرْكيَارُوق، لكونه أصلح وأتقى من تتش؛ ولذلك ضحَّى بأمنه وحياته من أجل الدفاع عن هذا الحقِّ.
السطر 82 ⟵ 124:
 
لقد ترك له أولاً رعاية الله عز وجل وحفظه، وكفى بهذه الرعاية ميراثًا! لقد كان قسيم الدولة ورعًا تقيًّا قائلاً للحقِّ دومًا، حتى قال عنه ابن العديم<ref>ابن العديم (586-660 هـ=1192-1262م): كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي، الصاحب العلامة رئيس الشام، وكان محدثًا حافظًا مؤرخًا صادقًا فقيهًا مفتيًا منشئًا بليغًا كاتبًا مجودًا، درس وأفتى وصنَّف، وترسل عن الملوك، ولد بحلب، ورحل إلى دمشق وفلسطين والحجاز والعراق، وتوفي بالقاهرة، من كتبه: (بغية الطلب في تاريخ حلب). انظر ابن شاكر: فوات الوفيات 3/126-129، والذهبي: تاريخ الإسلام 14/938.</ref>:
«وكان قسيم الدولة شديد التقوى، عميق الإيمان»<ref> name="ابن العديم: زبدة الحلب 2/105.<"/ref>.
وهذه التقوى في الاسلام يعتقد أنها حفظت الابن الصغير الضعيف "عماد الدين" كما يؤمن المسلمون بقوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[النساء: 9].
 
السطر 89 ⟵ 131:
==شدة حب أهل حلب له==
ترك لابنه عماد الدين حبًّا في قلوب أهل حلب، فقد تعلَّقت قلوبهم جميعًا بهذا الحاكم العادل، حتى قال [[ابن الأثير]] كلمة عجيبة تصف حبَّ الناس له، فقال: {{اقتباس مضمن|توارث أهل حلب الرحمة عليه إلى آخر الدهر}}.
وقال [[ابن العديم]] كذلك: {{اقتباس مضمن|وعامل أهل حلب من الجميل بما أحوجهم أن يتوارثوا الرحمة عليه إلى آخر الدهر}}.<ref> ابن العديم: بغية الطلب فى تاريخ حلب</ref>.
أي أن كلَّ أبٍ يُوصِي أبناءه أن يتراحموا على قسيم الدولة، وهذا دليل شدة حبهم له، ولا شكَّ أن هذا سيكون له مردود كبير على حياة ابنه [[عماد الدين زنكي]].
و حبًّا واضحًا للسلاطين العادلين الأقوياء من السلاجقة، فقد كان ولاء قسيم الدولة لملكشاه، ولابنه بَرْكيَارُوق من بعده، وهذا أعطى وضوحَ رؤيةٍ كبير لعماد الدين زنكي، فلم ينبهر في حياته بلقبٍ أو شخص، إنما جعل ولاءه للسلطان العادل، ولم يتشتَّت بين القوى المختلفة، بل ظلَّ ثابتًا في اتجاه واحد، وهذا حقَّق له خيرًا كثيرًا في حياته.