هو "فيلكس مندلوسن بارتولدى" المعروف "بفيكلس مندلسون" ([[3 فبراير]] [[1809]] -[[4 نوفمبر]] [[1847]]) موسيقار [[ألماني]] وقائدا للأوركسترا في الحقبة الرومانتيكية المبكرة. ولد لعائلة [[يهودية]] ذائعه الصيت، فجده هو "موسى مندلسون" الفيلسوف الألمانى البارز في القرن الثامن عشر.
== موسيقى مندلسون بين معاصريه ==
كان "مندلسون" وإلى حد كبير محافظاً في أسلوبه الموسيقى، مغايرا لروح عصره، فلم يشبهه أحدهم وقد تأثر بشكل كبير بتراث "باخ" و"هاندل"، وموسيقاه في رأى الكثيرين امتداداً موسعاً للبناء اللحني عند باخ وإذا كان الكثيرين من معاصريه ينظرون إلى موسيقاه بنوع من الاستخفاف، فهو كذلك لم يبد أدنى ارتياح لموسيقي عصره أمثال "برليوز" و"ليست"، كما أنه كان معادياً (كالكثير من الموسيقين الألمان) للمدرسة الموسيقية الفرنسية واعتبر الأوبرا الفرنسية نوعا من الفن المبتذل وكان يضيق بشكل خاص بالموسيقار اليهودى "ماييربير" حتى أنه عندما أخبره أحدهم أن ملامحه تشبه إلى حد كبير ملامح "مايربير" استشاط غضبا ولم يتردد في أن يغير تسريحة شعره كى لايشبه.
وقد تعرضت موسيقى "مندلسون" وطوال القرن التاسع عشر للكثير من الانتقادات التي رأت فيه موسيقارا ارتداديا، لاينسجم مع العصر وأشرس نقاده كان الموسيقار الألمانى "ريتشارد فاجنر" الذي نعته بالسطحية وافتقار الموهبة الأصيلة ولاشك أن أصول "مندلسون" اليهودية قد شجعت على توجيه الانتقادات له دون وجه حق، وظلت هذه الانتقادات تلقى التأييد والحماس حتى بلغت أوجها في عهد الحكومة النازية التي منعت تقديم أعماله وحرصت على تشويه صورته ومحي ذاكرته.
في أعماله المبكرة تأثر مندلسون إلى حد كبير بأعمال "باخ" و"موتسارت" و"بيتهوفن" ويتضح ذلك التأثر جليا ولكن مع شيئاً من السطحية في الإثنى عشر سيمفونية اللاتى كتبهم للوتريات وهو في الثالثة عشر من عمره تقريبا. ولم يحدث أن تم عزف إحدى هذه السيمفونيات علنياً في حياة مندلسون ولم يتم نشرهم إلا بعد وفاته بوقت طويل.
ولكن إمكانياته الموسيقية بدأت في الظهور بداية من ثماني الوتريات 1825 وافتتاحية "حلم ليلة صيف" 1826 (والتي تأثر فيها بشكل كبير بالموسيقار "أدولف برنارد ماركس" ثم رباعي الوتريات في سلم لا الصغير (تم إدراجه برقم 2 ولكنه كتب قبل الرباعي المدرج برقم 1). أبرزت هذه الأعمال مدى فهمه الفطري المبكر للتداخل اللحني والهارمونية والتلوين الأوركسترالي مما يبرر ماقد يقال من أن نبوغ مندلسون المبكر قد فاق نبوغ موتسارت في نفس هذه المرحلة العمرية.