جامعة شلمنقة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 86:
===مرحلة التراجع===
خلال الغزو الفرنسي بين عامي ١٨٠٨-١٨١٣ دُمِرت العديد من مباني المدارس السالامانكية خلال فترة "معركة سالامنكا" كما أطلق عليها المؤرخون البريطانيون، في جنوب المدينة ما يسمى حاليا شارع "أنتشا"، حيث قامت القوات البريطانية بالهجوم على المدينة في الجزء الذي يضم ثلاثة مواقع فرنسية محصنة، وقامت بتفجير عظيم حين فجرت برميل بارود في دير سان فيسنتي، أحد التحصينات الثلاثة. نُهب ما تبقى من مكتباتها (وقد تم نقل جزء منها إلى القصر الملكي بعد إغلاق الكليات عام ١٧٨٠). تم استرداد هذه الكتب من أمتعة الملك خوسيه بعد معركة فيتوريا عام ١٨١٣، وأعطى فرناندو السابع جزءا منها إلى اللورد ولينغتون كشكر وامتنان، ونُقل جزء آخر إلى مكتبة القصر الملكي. وجزء من هذه الكتب الأخيرة أعيدت إلى مكتبة الجامعة عام ١٩٥٤. في عام ١٨٥٢ فُقِدت مكانة الجامعة الباباوية، واعتُمِدَ مرسوم ملكي في ٢١ مايو ألغي فيه كليتين كنسيتين (القانون الكنسي واللاهوت). بعد خطة بيدال عام ١٨٤٥، فقدت الجامعة القدرة على إصدار شهادات الدكتوراه، التي أصبحت منحصرة على الجامعة المركزية في مدريد. في ذلك الوقت توقفت سالامنكا عن لعب دور الجامعة النموذج والذي حظيت به جامعة مدريد منذ ذلك الوقت. وخسرت اثنتين من كلياتها: الطب والعلوم، وتم تقليصها إلى قسمين: القانون والفلسفة. مولت حكومة المقاطعة ومجلس المدينة استمرار الجامعة ككليات حرة، ووضع الطب في مبنى كلية ارزوبيسبو وما يسمى بالكلية الحرة للعلوم في مبنى المدراس الصغيرة، واستمر هذا حتى ساهمت رئيسين من رؤسائها وهما اسبيرابيه وأونامونو، في عام ١٩٠٤، بالاعتراف بها ككليات حكومية.
 
===استعادة مكانتها===
منذ عام 1951، حاول وزير التربية والتعليم، خواكين خيمينيز، تقليل سيطرة الحكومة السياسية على الجامعات، وانفتاح الجامعات الإسبانية على سائر أوروبا، ومنح حكم ذاتي لمديرياتها. شكلت جامعة سلامنكا، وذلك لمكانتها التاريخية، نموذجاً مناسباً لبدء التطبيق، حيث دعمت الحكومة الإسبانية استعدادات الاحتفال بالذكرى المئوية السابعة للجامعة، وذلك في العام الأكاديمي 1953-1954، ليكون هذا الحدث واجهة للسياسات الجديدة المعتمدة. واستغلت الجامعة الحدث لإبراز هدفها في إرجاع مكانة الجامعة المتميزة التي كانت تشغلها من قبل في ساحة الجامعات الإسبانية، وذلك بالتخلي عن وثيقة جامعة المحافظات التي أقرتها السياسة الليبرالية المركزية في القرن التاسع عشر. ونجحت الاحتفالات بالذكرى المئوية للجامعة في إعادة صورة الجامعة من خلال التكريم الذي نالته من أكثر من 70 جامعة عالمية مشتركة في الحفل، اعترفت بجامعة سلامنكا على أنها الجامعة الأم لجميع الجامعات الأمريكية - الإسبانية. وفي الاحتفالات التي تمت في تشرين الأول من عام 1953، نشر رئيس الجامعة، أنطونيو توبار، الاتفاقية الصادرة عام 1948 والتي تعلن عن منح الجامعة درجة الدكتوراه الفخرية إلى فرانسيسكو فرانكو. وأحرزت الاحتفالات بالذكرى المئوية صدىً سريعا، ففي السادس من تشرين الثاني من نفس السنة، أعاد مجلس الوزراء لجامعة سلامنكا القدرة على منح درجة دكتور. وفي أيار عام 1954، قام بإعادة مليار مخطوطة من مكتبات الكليات الرئيسية القديمة التي بقيت في مدريد منذ فترة حكم الملك كارلوس الرابع. وفي عام 1955، منحت الجامعة نظام حكم خاص يتميز بقدرٍ من حرية القرار والحكم الذاتي، والذي كان ممكناً تطبيقه على جامعات أخرى بناءً على النتائج الملحوظة في سلامنكا. ولكن تجمدت هذه العملية عام 1956 بسبب استقالة الوزير رويث- خمينيث، الذي بات عاجزاً عن إقناع القطاعات المحافظة التابعة لنظام فرانكو بالانفتاح والإصلاح.
 
وعلى الرغم من كل شيء، فقد نهضت الجامعة في تلك الحقبة بمجموعة من الأساتذة الجديرين بالذكر، من بينهم رئيس الجامعة أنطونيو توبار، والرئيس السابق راموس لوسثيرتاليس، والأساتذة غييرمو آرثيه، وميغيل ارتولا، ونوربيرتو كويستا، وغارثيا بلانكو، ومالوكير، ورويث خيمينث، وغرانخيل، وتيرنو غالبان، وثامورا بيثينته، والعديد من الآخرين.
 
ومنذ نهاية الافتتاح في عام ١٩٥٦ حتى بدايات العقد في عام ١٩٦٠، بقي عدد الطلاب في جامعة سلامنكا ثابتاً نسبياً، بين ٣٠٠٠ و٤٠٠٠ طالب. وبدءاً من العام الدراسي ١٩٦٢-١٩٦٣، والذي نتج عنه زيادة مستمرة في عدد المسجلين ومضاعفة وصلت إلى ٧٧٢٧ طالب في غضون ١٠ سنوات بين ١٩٧٢-١٩٧٣. ولم تنتج الزيادة في عدد الطلاب بطريقة متجانسة في جميع الكليات، مما أدى إلى التعديل الطاقة الاستيعابية لكل واحدة منهن. وحتى عام ١٩٦٥، تركزت الكثافة الطلابية في كليتي الحقوق والطب، وبدءاً من تلك السنة بدأت كلية الحقوق بفقدان طاقتها الاستيعابية لصالح كلية الفلسفة والآداب، في حين حافظت كلية الطب على موقعها. وكانت الأسباب الرئيسية في إعادة توزيع الطلبة بين الكليات الزيادة في عدد الطالبات الإناث، والتي أظهرت الأفضلية الكبرى لتعلم الفلسفة والأداب، والزيادة في عدد الطلاب الأجانب – أمريكا اللاتينية أساساً – الذين رغبوا بشكل رئيسي في دراسة الطب. ومنذ عام ١٩٥٥ حتى عام ١٩٧٠، زاد التأثير الدولي لجامعة سلامنكا مقارنةً بجامعة مدريد المركزية وجامعة برشلونة، وأيضاً كمرجع مهم من بين الجامعات في تلك الحقبة. وبين عام ١٩٥٥ و١٩٦٥، تضاعف التحاق الطلاب الأجانب ثلاث مرات، وسجلت في وقتٍ لاحق إنخفاضاً طفيفاً حتى عام ١٩٧٠، وبشكل عام، فقد تضاعف عدد الطلاب الأجانب من ٣٧١ طالباً في عام ١٩٥٥ إلى ٧٧٣ في عام ١٩٧٠. ما متوسطه 80% من الطلبه أتوا من الجزيرة الإيبيريه الأمريكيه وقد توجهوا بالأساس للدراسات الطبية (37,8% من التلاميذ الأجانب جاؤوا إلى هذه الكليه). أدت انطلاقة كلية الطب الى بلوغ مكانة مؤكده على المستوى الوطني وذلك من خلال إنشاء مراكز ومدارس مختصه كالأبحاث السريريه والمدارس المهنيه لطب العيون وعلم التوليد وطب النساء والحاجه إلى محترفين ومتخصصين بهذا المجال في الإيبيريه الأمريكيه. وقد جاء تلاميذ أجانب بنسبة 11,4% إلى كلية الفلسفه والآداب وبالأخص في الدراسات العليا في فقه اللغه الإسباني الذي بدأ عام 1950 ونتج عنه تعليم اللغه الإسبانيه في جامعة سالامانكا والذي لا يزال مستمرا إلى وقتنا الحالي. الغالبيه العظمى من هؤلاء الطلاب أتوا من أوروبا ( وبالأخص من المملكة المتحدة) والولايات المتحدة الأمريكيه.
 
== من مشاهير الطلبة والخريجين ==