'''حلب''' هي أكبر مدينة في [[سوريا]]<ref name="UNDATA">{{cite web|url=http://data.un.org/CountryProfile.aspx?crName=Syrian%20Arab%20Republic |title=UN Data, Syrian Arab republic |publisher=Data.un.org |date=24 October 1945 |accessdate=11 March 2012}}</ref> وهي عاصمة [[محافظة حلب]] التي تعد أكبر المحافظات السورية من ناحية تعداد السكان. وهي تقع شمال غربي [[سوريا]] على بعد 310 كم (193 ميلاً) من [[دمشق]]. بعدد سكان رسمي يفوق 4.6 مليون (تقديرات [[2004]])، كما أنها تعد أكبر مدن بلاد الشام.<ref>{{cite web |url=http://unstats.un.org/unsd/demographic/products/dyb/dyb2007/notestab08.pdf |title=UN Demographic Yearbook 2009 |accessdate=21 April 2010}}</ref><ref>Expatify.com [http://www.expatify.com/syria/navigating-the-major-cities-of-syria-aleppo-and-damascus.html Navigating the Major Cities of Syria]</ref>. كما هي تعد أقدم مدينة في العالم، كانت المدينة عاصمة لمملكة [[يمحاض]] [[الأمورية]] وتعاقبت عليها بعد ذلك حضاراتٌ عدة مثل [[حثيون|الحثية]] و[[آراميون|الآرامية]] و[[آشوريون|الآشورية]] و[[الامبراطورية الفارسية|الفارسية]] و[[هيلينية|الهيلينية]] و[[الامبراطورية الرومانية|الرومانية]] و[[الامبراطورية البيزنطية|البيزنطية]] والإسلامية. وفي [[الدولة العباسية|العصر العباسي]] برزت حلب كعاصمة [[الدولة الحمدانية|للدولة الحمدانية]] التي امتدت من حلب إلى [[الجزيرة الفراتية]] و[[الموصل]]. تعد حلب واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم حيث أنها كانت مأهولة بالسكان في بداية الألفية السادسة قبل الميلاد<ref>Columbia Encyclopedia, Sixth Edition (2010)</ref>، حيث أظهرت الحفريات في تل السودة وتل الأنصاري الواقعتين جنوب [[حلب القديمة|المدينة القديمة]] أن المنطقة كانت قد احتلت في الجزء الأخير من الألفية الثالثة على الأقل <ref>The Oxford encyclopedia of archaeology in the Near East (1997)</ref> ويظهر هذا في أول ذكر لحلب في الألواح المسمارية المكتشفة في مملكة [[إيبلا]] و[[بلاد ما بين النهرين]] حيث لوحظ التفوق العسكري والتجاري.<ref>Britannica Concise Encyclopedia (2010)</ref> مثل هذا التاريخ ربما يرجع إلى كونها نقطة تجارية إستراتيجية في منتصف الطريق بين [[البحر الأبيض المتوسط]] و[[بلاد ما بين النهرين]] وفي كونها في نهاية [[طريق الحرير]] الذي يمر عبر [[آسيا الوسطى]] و[[بلاد ما بين النهرين]]. وبقيت حلب لقرون أكبر المدن السورية وثالث مدينة في [[الدولة العثمانية]] بعد [[إسطنبول]] و[[القاهرة]].<ref name="Encyclopedia of the Ottoman Empire">{{مرجع كتاب|مسار=http://books.google.com/books?id=QjzYdCxumFcC&pg=PA30&lpg=PA30&dq=Aleppo+third+largest+Ottoman+Empire&source=bl&ots=Pc1aMdCNu7&sig=Gz0APza0iRfEgNZY9UACCvkF7Ps&hl=en&ei=SHjJTOfXH5HSuwOnpu0V&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=4&ved=0CCEQ6AEwAw#v=onepage&q=Aleppo%20third%20largest%20Ottoman%20Empire&f=false |العنوان=Encyclopedia of the Ottoman Empire |الناشر=Google Books |تاريخ الوصول=11 March 2012}}</ref><ref name="Russell, Alexander (1794) The natural history of Aleppo">Russell, Alexander (1794), [http://books.google.com/books?id=7PfaAAAAMAAJ&ots=IZU99uoBId&dq=the%20natural%20history%20of%20aleppo&pg=PA1#v=onepage&q&f=true The natural history of Aleppo], 2nd Edition, Vol. I, pp. 1–2</ref><ref name="Gaskin, James J. 1846 Geography and sacred history of Syria p.33">Gaskin, James J. (1846), [http://books.google.com/books?id=9SoEAAAAQAAJ&dq=Gaskin,%20James%20J.%201846%20Geography%20and%20sacred%20history%20of%20Syria&pg=PA33#v=onepage&q&f=true Geography and sacred history of Syria], pp. 33–34</ref>. تحولت التجارة إلى البحر عندما تم افتتاح [[قناة السويس]] عام [[1869]] وبدأت حلب بالتراجع بشكل بطيء. تلقت حلب أكبر الضربات عند بداية [[القرن العشرين]]، فعند سقوط [[الخلافة العثمانية]] بعد [[الحرب العالمية الأولى]] سلخت عن حلب أجزاؤها الشمالية (معظمها ضمن [[الأقاليم السورية الشمالية]]) التي ضمت إلى [[تركيا]] عام 1920 بالاتفاق بين أتاتورك و[[الانتداب الفرنسي على سوريا|سلطات الانتداب الفرنسي]]. خسرت حلب [[التجارة]] مع مدن هذه الأقاليم خاصة المدن التي كانت تابعة ل[[ولاية حلب]] تاريخيا ك[[عنتاب]] و[[مرعش]] و[[أضنة]] و[[مرسين]]، كما خسرت السكك الحديدية الهامة التي كانت تصلها ب[[الموصل]]. أدت [[اتفاقية سايكس بيكو]] وفصل العراق عن سورية إلى كساد وتدهور كبير في اقتصاد حلب. وفي عام 1940 فقدت حلب إمكانية وصولها إلى البحر بعد خسارتها لمنفذها الرئيسي على [[البحر المتوسط]] في [[الإسكندرونة]]. تراجع موقع حلب السياسي بسبب جعل مدينة [[دمشق]] عاصمة لسورية. رغم كل هذه الضربات، بقيت هذه المدينة عاصمة اقتصادية لسوريا، فهي تضم أهم المعامل الصناعية وهي أيضا تشكل مركزا للمناطق الزراعية في سورية، وخاصة زراعة [[قطن|القطن]] الضرورية لمعامل [[نسيج|النسيج]] المزدهرة في المدينة. كانت حلب وريفها تعطي معظم الناتج الإجمالي السوري حتى نهاية الخمسينات <ref>Thomas Collelo, ed. Syria: A Country Study. Washington: GPO for the Library of Congress, 1987.</ref> أصبحت [[حلب القديمة|المدينة القديمة]] في مدينة حلب من [[مواقع التراث العالمي]] اليونسكو في عام 1986.<ref>[http://whc.unesco.org/en/statesparties/sy Syrian Arab Republic - UNESCO World Heritage Centre<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref>. وقد نالت المدينة لقب '''[[عاصمة الثقافة الإسلامية]]''' عن [[الوطن العربي]] في عام 2006 م. وخلال أحداث [[الثورة السورية]]، تضررت حلب بشكل كبير إنسانيا واقتصاديا بفعل القتال والقصف ونقل المعامل إلى تركيا، وتوقفت عجلة الاقتصاد في المدينة وتعرض الكثير من معالمها الأثرية للدمار مثل قلعة حلب.
