سفسطة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:أضاف قالب {{ضبط استنادي}}
الرجوع عن 4 تعديلات معلقة إلى نسخة 16664556 من Mtanos
سطر 1:
{{دمجمصدر|تاريخ=أكتوبرمارس 2015|سفسطة2007}}
'''نقاش سفسطائي''' او '''جدال سفسطائي''' مشتق من [[سفسطة]] (ب[[اليونانية]]:σόφισμα) {{إنج|Sophism}} وتعني سفسطائي (سوفيتيس) أي الحكيم أو المعلم. وهي ظاهرة فلسفية نشأت في بلاد الاغريق في القرن الخامس قبل الميلاد وتطلق على ادعياء العلم والفلسفة مع انهم يملكون ثقافة ضحلة وخصوصا في العلوم الطبيعية والرياضيات والفلسفة لكنهم بارعون في البلاغة والخطابة الذي هو لب دراستهم وتركيزهم ومن خلال هذه الخاصية يقلبون الحقائق ويخلطون الأمور وان أهم ما يميزهم هو استعدادهم للنقاش والجدال إلى ما لا نهاية وبدون ملل .<br/>
المصطلح الحديث للنقاش السفسطائي هو : الكلام الذي فيه تمويه للحقائق مع فساد في المنطق مع صرف الذهن أيضا عن الحقائق والأحوال الصحيحة أو المقبولة في العقل وتضليل الخصم عن الوجهة الصحيحة في التفكير.
 
'''السفسطة ''' كما تشير أغلب الكتب هي مذهب فكري-فلسفي نشأ في [[اليونان]] إبان نهاية القرن السادس وبداية القرن الخامس ق.م في بلاد [[إغريق|الإغريق]] (اليونان حالياً)، بعد انحسار حكم [[أوليغارشية|الأوليغارشية]] (الأقلية) وظهور طبقة حاكمة جديدة [[ديمقراطية]] تمثل الشعب ، وقد ظهر السفسطائيون كممثلين للشعب وحاملين لفكره وحرية منطقه ومذهبه العقلي والتوجه المذكور هذا هو الذي كلفهم كل ما تعرضوا له من هجوم حتى ليصدق القول بأن السفسطائيين كانوا من أوائل المذاهب الفكرية التي تعرضت للتنكيل والنفي والقتل لمجرد كونها تخدم مصلحة الضعفاء والمساكين، فقتل أغلب قادتهم وشرد الباقون، كمثل ما حصل مع [[هيبياسي]]، الذي كان من أشهر قادة الديمقراطيين، والذي تعرض فيما بعد للإعدام. وكذلك [[بروتاجوراس]] الذي أوكلت إليه مهمة وضع دستور للبلاد الإغريقية إبان الحكم الديمقراطي الجديد، حيث أحرقت كتبه ونفي من [[أثينا]]. وغير ذلك "[[بروديقوس]]" الذي عذب وحوكم بالإعدام بشرب السم بتهمة افساد عقول الشباب!!!
== تاريخ ==
ظهرت السفسطة حوالي عام 490 - ق. م حين كانت الفلسفة اليونانية في عز ازدهارها . فبعد ان توحدت اليونان كإمبراطورية بعد حربها مع الفرس وطغت عليها موجة من النهضة في كل الميادين لكن هذه النهضة دفعت الجيل الناشئ للتخلي عن كل مبادئ وعقائد أجدادهم .. تاريخهم وأخلاقهم بدعوى أنها تقيد العقل في هذه الظروف نشأت جماعة السفسطائيون وهي ليست جماعة فلسفية بالمعني المعروف بل جماعة كانت تدعو إلى الانتصار على الطرف الآخر بالجدل دون وازع متنقلين من بلد للآخر يلقنون الناس أسلوب الانتصار لقضية ما مهما كانت سطحيتها أو صحتها من خطئها بأجر متفق عليه مسبقا.. انهم أنصار الجدل للجدل، ومن هنا نشأ اداعئهم بأنهم خبراء في معرفة وتعليم كل الفنون التي تهم الإنسان وأنهم يملكون البيان الذي يمكنهم من جذب السامعين
 
== تطور المدرسة السفسطائية ==
فمهروا في تعليم الناس فنون البيان، والخطابة، والجدل، وتزويق الكلام. وكانوا يفخرون بأنهم يستطيعون أن يؤيّدوا الرأي ونقيضه، وتمادوا في غوايتهم، حتى كانت طريقتهم تؤدي إلى هدم أسس العقل والمعرفة، وتمزيق الأخلاق. كانوا وقتذاك، على ما يبدو، قادرين على بيع خطبهم حول أيِّ موضوع بأثمان غالية، حتى وإن كانت تلك الخطب تتعلق بمواضيع متناقضة. من هنا يمكن اعتبارهم بحق مؤسِّسي فنِّ الخطابة أيضًا
لأنهم كانوا في الحقيقة أول من اخترع علم اشتقاق الكلمات (الإيتيمولوجيا) ووضع القواعد اللغوية؛ كما أنهم كانوا أول من حاول دراسة مختلف أنواع الحجج وتحليل مختلف أنواع البراهين. بصرف النظر عن معرفتهم في هذا المضمار أو ذاك، كان السفسطائيون سادة فنِّ الكلام.
 
في القرن الخامس قبل الميلاد هاجم الفرس بمساعدة الفينيقيين بلاد اليونان ومع أن اليونانيون قد هزموا الفرس والفينيقيين فقد خرجوا من الحرب منهوكي القوى ثم أدركوا أن الفرس لم يستطيعوا أن يصلوا إلى بلادهم البعيدة إلى اليونان إلا بأسباب الحضارة المادية القائمة على العلم فاندفع الشبان اليونانيون لتعلم العلم ولكن المعلمين كانوا قليلين فتصدى(أي قام) للتعليم أناس كثيرون عاديون ولكن على شيء من المعرفة سموا أنفسهم (سوفيتيس) (المعلمين البلغاء أو معلمي الحكمة).
وأشهرهم (بروتاغوراس)، واضع المحور الذي تدور عليه سخافات السوفسطائيين، بقوله المشهور: (إن الإنسان مقياس كل شيء)؛ فقد كان العلماء والفلاسفة يرون أن الحقيقة تُدرَك بالعقل لا بالحس؛ لأن الحواس خادعة، فجاء بروتاغوراس هذا، ينكر المعرفة بالعقل، ويزعم أن الإحساس هو المصدر الوحيد للمعرفة. ولما كان الناس يختلفون باحساساتهم، باختلاف أجسادهم، وأعمارهم، فقد أصبح إدراك الحقيقة مستحيلاً، وأصبح ما يدركه كل شخص صحيحاً بالنسبة إليه، ولا يوجد شيء يمكن أن يسمّى خطأ، لأن كل رأي هو صحيح بالنسبة للشخص المدرِك ... وقد أطلق العرب على هذا المبدأ القائل بأن الإنسان مقياس كل شيء، إسم (العِـنـديـّة)، لأنه يؤدي لاعتقاد كل فردٍ بما عنده. ومنها لفظ عنيد اى الذى لايرى سوى مايراه. ثم جاء (غورجياس)، فدفع السوفسطائية إلى غايتها الأخيرة في السخافة والهذيان والتعطيل، حين أنكر، دفعة واحدة، وجود الأشياء. وقال باستحالة المعرفة، والتعارف والتفاهم بين الناس .
 
المصطلحومع الحديثأن للنقاشهذا السفسطائيالاسم هو[[سوفيتيس]] :(و يعني سفسطي أو سفسطائي) كان في الأصل وصف مدح فإن هؤلاء المعلمين المتكسبين بالعلم حقاً وباطلاً قد جعلوا منه صفة ذم فأصبح قول سفسطة يعنى بها الكلام الذي فيه تمويه للحقائق مع فساد في المنطق مع صرف الذهن أيضاأيضاً عن الحقائق والأحوال الصحيحة أو المقبولة في العقل وتضليل الخصم عن الوجهة الصحيحة في التفكير..
== انتقادات ==
بالرغم أن اسم "سوفيتيس" (وتعريبها سفسطي أو سفسطائي) كان في الأصل وصف مدح؛ إلا أن لجوء هؤلاء المعلمين لتقاضي مالا لقاء تعليمهم (أي للتكسب بعلمهم) جعل ([[سقراط]]) يعتبر ذلك مأخذا سلبيا عليهم؛ فصار اسم (سفسطي) صفة ذم ، ونتيجة لرأي سقراط ومن بعده ([[أرسطو]]) كذلك فأصبح لفظ "سفسطة" ينحصر في معنى: الاستدلال القائم على الخداع والمغالطة.<ref>
{{cite web
| title = رسائل الخريجين ,,, موقف المغالطة السوفسطائية من العقل والمنطق
| url = http://www.alsader.org/alsader/jomaa/m10.htm
| accessdate = 2014-04-15
}}
</ref><ref>
{{cite web
| title =الفلسفة الاغريقية في السياسة والدولة .. الجزء الرابع - بنت الرافدين
| url = http://brob.org/old/bohoth/makalat_b10/makalat1123.htm
| accessdate = 2014-04-15
}}
</ref>
 
أهمل السفسطائيون [[الرياضيات]] والطبيعيات في التعليم إلا قليلاً, وطبعاً كانت ناتجة عن قلة معرفتهم بها ولقلة موافقتهم لغرضهم ثم ما لبثوا أن دخلوا على تعليم الفنون التي يجوز فيها الجدل ويقبل فيها الرأي الشخصي ك[[نحو|النحو]] و[[البلاغة]] و[[خطابة|الخطابة]] و[[التاريخ]] وكان هؤلاء يعلمون كل طالب معرفة ما يريده من الفنون ثم يزينون له تلك الفنون التي كان يميل إليها ويذمون أمامه الفنون التي لا يحبها أو التي لا يميل إليها.
== مواقف شهيرة ==
من أشهر الأساليب التي اتبعت وقتها ما سمي "القياس الإحراجي"، والذي اشتهر به المعلم "[[بروتاغورس]]"، الذي كان قد استخدم قياس الإحراج في قضية رفعها ضد أحد تلامذته، الذي تعهد لأستاذه الذي علمه القانون وجدل المرافعات أمام المحاكم، أن يدفع القسط الثاني من المصروفات عندما "يكسب" أول قضية له أمام المحاكم في أثينا، ومرَّ الوقت ولم يفِ التلميذ بالوعد أو يسدد، وهنا لجأ بورتاغورس إلى المحكمة في محاولة لاسترداد مصروفاته من التلميذ، وكانت مرافعته باستخدام "قياس الإحراج" كالآتي:
- إذا خسر التلميذ القضية وجب عليه أن يدفع القسط الثاني بمقتضى حكم المحكمة.
- وإذا "ربح" التلميذ القضية وجب عليه دفع القسط الثاني بموجب الاتفاق الموقع بينه وبين "بروتاغورس" أستاذه السابق.
وأصبح التلميذ إما أن يكسب القضية، أو يخسرها. وفي كلتا الحالتين وجب على التلميذ دفع القسط الثاني لأستاذه "بروتاغورس".
 
فكان الجدل هو أسلوب التعليم الذي خطه السفسطائيون إذ تكلموا في الخطابة والبلاغة وأثرها في الفرد والمجتمع وقد جادلوا في طبيعة الإنسان وجادلوا في اللغة أهي وضعية أم طبيعية وكذلك جادلوا في الأخلاق أهي وراثة اجتماعية أم مولودة اى مغروزة في الإنسان منذ الولادة.
ولكن التلميذ رد على أستاذه برد بليغ وكانت مرافعته بدوره كالآتي:
كان مأخذ سقراط على السفسطائيين هو تقاضيهم مالا لقاء تعليمهم ولكن برتراند راسل يوضح عن حق في أن السفسطائيين الذين يحترفون الكلام هم أيضاً بحاجة إلى الطعام. ولقد كان المواطنون العاديون في أثينا يعتبرون سقراط نفسه سفسطائيياً وليس فيلسوفاً، بسبب الجهل طبعاً.
- إذا كسبت هذه القضية أمام المحكمة فلن أدفع شيئاً بمقتضى حكم المحكمة.
- ولكن إذا خسرتها فلن أدفع شيئاً بمقتضى الاتفاق المبرم بيني وبين أستاذي، لأنه اشترط عليّ أن أدفع فقط في حالة "كسب" أول قضية أرفعها وهاأنذا قد خسرتها.
- ولكن إما أن أكسب القضية أو أخسرها.
إذن: فلن أدفع شيئاً في كلتا الحالتين.<ref>[http://www.alarabiya.net/ar/sport/2013/09/09/-شرفيو-الاتحاد-ادفعوا-أو-تألموا.html شرفيو الاتحاد.. ادفعوا أو تألموا - موقع العربية]</ref>
 
مثال على السفسطة
== في العصر الحديث ==
قام أحد السفسطائيين بتعليم أحد التلاميذ أصول السفسطة من أجل أن يحترفها التلميذ فيما بعد. لكن التلميذ ترك السفسطة وامتهن عملاً آخر فاشتكاه المعلم لدى المحكمة وطالب بمال لقاء تعليمه إياه السفسطة وكانت حجته أن على التلميذ أن يدافع عن نفسة إذا خسر القضية بسبب حكم المحكمة فإنه لم يتعلم أما إذا كسبها فمعنى ذلك أنه تعلم السفسطة منه وعليه أن يدفع أيضاً في هذه الحالة. كان ردّ التمليذ بليغاً إذ أنه طالب المحكمة في أن تعفيه من الدفع في حالة كسبه القضية وذلك استناداً على حكم المحكمة إما إن خسرها فمعنى ذلك أنه لم يتعلم السفسطة وبالتالي لن يدفع شيئا أيضاً.
أصبح مصطح السفسطائي يستخدم في العصر الحديث لوصف «المغالطة» وهو النقاش الذي يسعى فيه أحد الطرفين للمرواغة وكسب النقاش بإستخدام حجج وقرائن لا علاقة لها بصلب الموضوع انما تلتف حوله ،وتستخدم المغالطة حجة كاذبة بقصد تضليل. والسفسطائي هو الشخص الذي اسباب بحجج ذكية ولكن المغالطات خادعة.
 
== معاني لكلمة سفسطة ==
== مصادر ==
* السفسطة هي قياس مركب من الوهميات الغرض منه إفحام الخصم أو إسكاته. والسفسطائيون ينكرون الحسيات والبديهيات وغيرها مما أقره المنطق أو قبلته أحوال المجتمع السليم.
{{مراجع}}
 
* والسفسطة في [[المعجم الوسيط]] تعني من أتى ب[[حكمة|الحكمة]] المموّهة.
{{مواضيع الفلسفة}}
* السفسطة هي أيضاً التلاعب بالألفاظ لطمس الحقائق والإجابة على السؤال بسؤال.
{{شريط بوابات|فلسفة}}
 
== أثر السفسطة في الفلسفة ==
{{تصنيف كومنز|Sophists}}
و مع أن السفسطائيين كانوا محنة لل[[فلسفة]] لأنهم تلاعبوا بالمدارك الفلسفية واستخدموا تعليم الفلسفة في سبيل كسب المال لكنهم قد أفادوا المجتمع في أنهم أثاروا في نفوس الشبان شيئاً من الرغبة في طلب العلم.
 
فمن أعلامهم مثلاً [[بروثاغوراس]] الذي كان أول من فكر في قوانين [[النسبية]] ويعتبره البعض الملهم [[أينشتاين|لأينشتاين]]. حيث قال من ضمن نظريته القديمة في النسبية (أن قيمة الأشياء نسبية فليس ثمة شيء خير من نفسه أو شر في نفسه وإنما هو خير أو شر وعدل وظلم.
{{ضبط استنادي}}
 
من أهم السفسطائيين أيضاً، وربما على الإطلاق، [[سقراط]] الذي شاركهم الاهتمام بالإنسان وحده وبالمجادلة عن الآراء ثم خالفهم في أنه جعل قيمة الأشياء مطلقة وقد جعل جداله محاذياً للمنطق فامتاز عنهم في الجدل بأنه جعل رد السؤال بسؤال من جنسه ليثير التفكير عند السائل ثم مزج الجد في الجدال بشيء من التهكم. وكانت غاية العلم عند سقراط هي إدراك ماهيات الأمور والأشياء كإيجاد حدود تامة تساعد الإنسان على أن يتبين معاني الأشياء في أوضح صورها ودقائقها وذلك بأن يكون للكلمات مدلولاتها الدقيقة وللمعاني نطقها الخاص بها بخلاف بعض المغالطين الذين يتقصدون استعمال الكلمات المتقاربة في اللفظ والمشتركة في المعنى والغامضة في الدلالة الذين أطلق عليهم المغالطين في ذلك الوقت والذين كانوا يميلون في جدالهم إلى الإبهام في الألفاظ والإيهام في المعاني.
[[تصنيف:بلاغة]]
 
ومن أهم ما تم نقله عن [[سقراط]] أو إمام السفسطائيين أنه جعل الأخلاق حيزاً من العقل لا حيزاً من [[دين|الدين]] وقال إن المعرفة تنتج عن الفضيلة ومن عرف الحق لم يظلم ومن رأى وجه الخير لا يقرب الشر ولا يمكن للإنسان أن يسلك سلوكاً يخالف رأيه الصائب. وإن أتى نفر من المشهورين بالعلم شراً كان علمه على ظن وليس على يقين.
 
كما لا يفوتنا أن الكثير من الفلاسفة المعاصرين تبنوا أو تأثروا بهذا المذهب ولعل أهمهم كان [[فريدريك نيتشة]] و[[ديكارت]] وغيرهم. طور السفسطائيون من أسلوبهم في التعامل بالمنطق فكانوا يميلون إلى المنطق الممزوج بالخيال أحياناً.
 
{{== مراجع}} ==
* [[المعجم الوسيط]].
 
 
{{شريط بوابات|فلسفة}}
[[تصنيف:فلسفة إغريقية]]
[[تصنيف:بلاغة]]
[[تصنيف:فلسفة]]