الناصر محمد بن قلاوون: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:أضاف قالب {{ضبط استنادي}}
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: إضافة بوابة
سطر 3:
 
=== عودة الناصر محمد ===
دخل الملك الناصر دمشق في شهر شعبان بتأييد غالبية الأمراء وزينت الشوارع وفرح الناس بقدومه وكثر الدعاء له. وفي يوم الجمعة 12 شعبان احتشد الناس في الميدان للصلاة وخطب له. فلما وصلت الأنباء إلى القاهرة استدعى [[بيبرس الجاشنكير]] كل الأمراء واستشارهم، فنصحه بيبرس الدوادار وبهادر آص بخلع نفسه والذهاب إلى الناصر ليستعطفه. فوافق وارسل بيبرس الدوادار إلى الناصر، لكنه أصيب باضطراب في آخر النهار فدخل الخزائن وأخذ ما استطاع من المال والخيل والهجن وفر مع مماليكه فلحقت بهم العامة وراحت تسبهم وتلقيهم بالحجارة إلى أن تمكنوا من الفرار. وفي صباح اليوم التالي أمر سلار حراس قلعة الجبل بالهتاف باسم الملك الناصر، وفي يوم الجمعة خطب على منابر مصر باسمه واسقط اسم الملك المظفر.
 
في أول أيام شهر شوال وصل الناصر إلى القاهرة وصلى صلاة العيد بالدهليز، وفي اليوم التالي جلس على تخت الملك للمرة الثالثة. في فترة حكمه الأولى كان الناصر دمية في أيدى [[العادل كتبغا]] والشجاعي وفي الفترة الثانية، مع أنه كبر وأصبحت له أعمال يعتز بها، إلا أنه عاش محجوراً عليه عن طريق [[بيبرس الجاشنكير]]وسلار اللذان كانا يمارسان السلطان الفعلي ويتحكمان في معاشه. أما هذه المرة فقد عاد إلى مصر وقد جاوز سن الطفولة وأصبح في الخامسة والعشرين، وقد صقلته الأحداث وحنكته التجارب <ref>>الشيال 2/ 183-184</ref>. عاد الناصر إلي تخت السلطنة هذه المرة عازماً على الانتقام لنفسه ممن أساءوا إليه ومصمماً على ألا يترك أحداً يستصغره أو يتآمر عليه.
 
== عودة الناصر محمد إلى مصر ==
سطر 21:
 
=== معركة وادي الخزندار ===
{{طالع أيضا|معركة وادي الخزندار}}
[[ملف:BattleOfHoms1299.JPG|تصغير|يسار|250بك|معركة وادى الخزندار 1299]]
في سنة 699 هـ / 1299 م وردت إلى القاهرة أنباء عن زحف مغولي على الشام يقوده [[محمود غازان]] إلخان مغول فارس ([[إلخانات|الإلخانات]]) فتوجه الناصر إليها. وفى 8 ربيع الأول اصطدم جيش الناصر بجيش غازان المتحالف مع [[مملكة أرمينيا الصغرى]] عند [[حمص]] في معركة عرفت باسم [[معركة وادى الخزندار]] أو معركة حمص الثالثة.<ref>Kurkjian,p 253</ref><ref>على الرغم من أن غازان اعتنق [[الإسلام]]، فإن ذلك لم يمنعه من التحالف مع [[الصليبيين]] ضد المسلمين. اشرفت على تربية غازان " ديسبينا خاتون"، زوجة الإلخان "[[أباقا]]"، صديقة الصليبيين التي عملت دائماً على إثارة الحقد ضد المسلمين. وكان يحقد على المماليك. (العسلي، 136 - 137)</ref>. انهزم جنود الناصر وفروا مما أحزنه وأبكاه. ودخل المغول دمشق وسيطروا على الشام، وخطب لغازان على [[منبر]] دمشق ثم غادر غازان دمشق بعد أن أقام الأمير قبجق <ref>الأمير قبجق، كان من مماليك المنصور قلاوون. بعد وفاة قلاوون أقامه السلطان لاجين نائباً على دمشق. هرب إلى المغول وانضم إلى غازان. -(ابن إياس، 1/406)</ref>. نائباً عليها تحت حماية نائبه قطلو شاه <ref>المقريزى، 322 - 2/325</ref><ref>ابن إياس، 1/405</ref>
سطر 35:
شهدت البلاد في فترة حكم الناصر محمد الثانية اضطرابات وقلاقل كان من أخطرها " وقعة [[أهل الذمة]] "، ومشاغبات بعض العربان في [[البحيرة (محافظة)|البحيرة]] و[[صعيد مصر]].
 
بدأت " وقعة أهل الذمة " في شهر رجب 700 هـ / 1301 م عندما توقف وزير ملك [[المغرب]] بالقاهرة وهو في طريقه إلى [[مكة]] [[الحج (توضيح)|للحج]]. هال الوزير المغربي رؤية أهل الذمة من [[أقباط|الأقباط]] و[[يهود|اليهود]] يعيشون في ترف ويزينون خيولهم بالحلي الفاخرة في القاهرة، فبكى واشتكى للأميرين سلار وبيبرس الجاشنكير وأثر على نفوس الأمراء ببكائه وطول كلامه. فاجتمع القضاة ببطرك الأقباط وأكابر [[قس|القساوسة]] ورؤساء اليهود، وتقرر ألا يستخدم أحد منهم بديوان السلطان ولا بدواوين الأمراء، وألا يركب المسيحيون واليهود و[[سامريون|السامرة]] [[حصان|الخيول]] والبغال، وأن يلتزموا بعدم ارتداء العمم البيض في مصر والشام. ثم تطور الأمر حين امتدت أيدي العامة إلى [[كنيسة|كنائس]] الأقباط بفتاوي تحريضية لبعض الشيوخ. واغلقت الكنائس نحو عام في مصر إلى أن توسط ملك [[نيقيا]] البيزنطي <ref>أمبراطورية نيقيا البيزنطية: تسمى بلاد الأشكرى في المصادر المملوكية. كان [[قائمة الأباطرة البيزنطيين|أباطرتها اللاسكاريين]] علاقات طيبة بمصر خاصة في عهد السلطان [[الظاهر بيبرس|ركن الدين بيبرس]].</ref> وبعض الملوك ففتحت الكنائس <ref>المقريزى، 2/337-339</ref>. وقد لعبت الحروب الصليبية دوراً أساسياً في إشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين المحليين في مصر والشام <ref name="Riley-Smith, p. 242">Riley-Smith, p. 242</ref>.
 
في ذات الوقت وقع في البحيرة صدام دموي بين طائفتين [[عرب|عربيتين]] هما طائفتا "جابر" و"برديس"، فخرج إليهما الأمير [[بيبرس الدوادار]] <ref>[[بيبرس الدوادار|ركن الدين بيبرس الدوادار]] : أمير ومؤرخ مملولكى عاش ومات في مصر في الثمانين من عمره. عاش بين المماليك وشارك في حروبهم. كان من مماليك السلطان قلاوون الذي نصبه نائبا على الكرك ثم جعله نائبا للسلطنة. شارك في فتح عكا (1291) في عهد السلطان الأشرف خليل كما شارك في معركة [[معركة شقحب|مرج الصفر]](1303) ضد المغول في عهد السلطان الناصر محمد. رغم احترام الناصر له إلا أنه سجنه أثناء سلطنته الثالثة. من أهم مؤلفاته " فكرة الزبدة في تاريخ الهجرة" (11 مجلد) و"التحفة المملوكية في الدولة التركية"</ref> في عشرين أميراً وطاردهما واستدعى شيوخهما ووفق بينهما. أما في الصعيد، فقد انتهز بعض العربان فرصة انشغال الدولة في حربها مع غازان فأمتنعوا عن دفع الخراج فسير إليهم الوزير سنقر الأعسر الذي قتل عدد من المتمردين وأخذ الإبل والأسلحة وكل خيول الصعيد. إلا أن ذلك لم يؤد إلى الاستقرار بالصعيد حيث استخف العربان بالولاة، وامتنعوا مرة آخرى عن دفع الخراج، وقاموا بفرض إتاوات على التجار في [[أسيوط]] و[[منفلوط]]، وتسموا بأسماء الأمراء واقاموا عليهم كبيرين أحدهما سموه بيبرس والآخر سلار، وأطلقوا سراح المساجين. فاستفتى الأمراء الفقهاء والشيوخ في جواز قتالهم، فأفتوهم بجواز ذلك. فقام الامراء بمنع السفر إلى الصعيد، واشاعوا أنهم مسافرون إلى الشام ثم حاصروا الصعيد من عدة جهات وأنقضوا على المتمردين وقضوا عليهم <ref>المقريزى، 2/346-347</ref>.
 
=== معركة شقحب (معركة مرج الصفر) ===
{{طالع أيضا|معركة شقحب}}
[[ملف:GhazanAndKingOfArmenia1303.JPG|تصغير|يسار|250بك|الحليفان غازان إلخان المغول وهيتوم ملك أرمينية الصغرى]]
في رجب عام 702 هـ / 1303 م قدم البريد إلى القاهرة من حلب بأن غازان على وشك التحرك إلى الشام، فخرج إلى دمشق الأمير بيبرس الجاشنكير على رأس ثلاثة آلاف من الأجناد.<ref>المقريزى، السلوك 2/ 355</ref>. أرسل غازان قائده ونائبه قطلوشاه إلى الشام بجيش قوامه 80 ألف مقاتل. ولما عرف قطلوشاه أن الناصر لم يخرج من مصر بعد، وأن ليس بالشام غير العسكر الشامي، توجه تواٌ إلى حماة <ref>المقريزى، السلوك 2/ 365-355</ref>.
سطر 64:
إلا أن الأمور لم تستقم لبيبرس الجاشنكير الذي لم يكن محبوبا عند المصريين بسبب سؤ الأحوال الاقتصادية والسياسية في البلاد، ففي عهده عم الوباء وانخفض منسوب مياه النيل وارتفعت الأسعار، فراح الناس يطالبون بعودة الناصر محمد ويهزءون من بيبرس ونائبه سلار ويغنون : " سلطاننا ركين ونائبنا دقين، يجينا الماء منين. جيبوا لنا الأعرج، يجى الما ويدحرج" <ref>المقريزى، السلوك، <2/ 431</ref><ref>الشيال 2/ 183</ref><ref>بركين ودقين كان الناس يقصدون بيبرس (ركن الدين)، وسلار لقلة عدد شعرات لحيته، أما بالأعرج فكانوا يعنون الناصر محمد لأن كان به عرج خفيف. -(المقريزى، السلوك، هامش <2/ 431)-(الشيال 2/ 183)</ref>. مع مرور الوقت زاد اضطراب [[بيبرس الجاشنكير]] وأصبح أمر الملك الناصر يؤرقه وينغص عليه، فنصحه أمراءه بالقبض عليه، إلا أنه خشى عاقبة اقدامه على فعل ذلك، لكنه أرسل إليه الأمير مغلطاي لياخذ منه الخيل والمماليك، فغضب الملك الناصر وقال له : " أنا خليت ملك مصر والشام لبيبرس، وما يكفيه حتى ضاقت عينه على فرس عندى أو مملوك لى، ويكرر الطلب ؟ ارجع اليه، وقل له والله لئن لم يتركنى والا دخلت بلاد التتر، وأعلمتهم أنى قد تركت ملك أبى وأخى وملكى لمملوكى, وهو يتبعنى ويطلب منى ما أخذته". فلما رد عليه مغلطاي بقلة احترام صاح به : " ويلك! وصلنا إلى هنا؟" وأمر بجره ورميه من سور القلعة، لكنه عفا عنه واكتفى بحبسه بعد أن شفع فيه الأمير أرغون الدوادار، ثم طرده. كتب الناصر رسائل إلى بعض نواب الشام ومؤيديه من أمراء مصر يستعطفهم ويثيرهم على بيبيرس الجاشنكير. فشرح لهم أنه ترك مصر بسبب ضيق اليد والتدخل في شئونه. وأن الملك المظفر يضايقه من حين لأخر بمطالبته بالمال والخيل والمماليك. وقال لهم: " أنتم مماليك أبي وربيتموني. فإما تردوه عني إلا أسير إلى بلاد التتار". وتعاطف بعض الأمراء مع الناصر محمد وأعلنوا عن تأييدهم له. وأرسل الأمير بهادرآص من دمشق إلى بيبرس يعلمه أن نواب الشام قد مالوا إلى الناصر وأن عليه الخروج إلى الشام. فأجاب بيبرس بأنه لا يخرج لأنه يكره الفتنة وسفك الدماء وأن الخليفة قد كتب بولايته وعزل الملك الناصر، فإما أن يرضى النواب بذلك أو يتنحى.
=== الانتقام من بيبرس الجاشنكير وسلار ===
بدأ الناصر ولايته الثالثة بالقبض على عدد من الأمراء وحبسهم بالإسكندرية، وأفرج عن بعض المساجين والأمراء، كان من ضمنهم شيخ الإسلام [[ابن تيمية]] والأقوش المنصوري قاتل سنجر الشجاعي. كما جرد عدداً من الأمراء إلى دمشق، وأمر اثنين وثلاثين من مماليكه. ثم بدأ يجهز للانتقام من [[بيبرس الجاشنكير]] وسلار.
 
طلب بيبرس الجاشنكير الأمان من الناصر، ورد الأموال التي كان قد نهبها قبل فراره من القلعة، وقد سلمها بيبرس الدوادار إلى الملك الناصر <ref>>المقريزي 2/445 و 446</ref>. إلا أن الناصر أمر بالقبض عليه. رفض بيبرس مقاتلة الرجال الذين أرسلهم الناصر للقبض عليه وقام بتسليم نفسه عند غزة للأمير أسمندر كرجي، فقام بنقله مقيداً إلى الناصر في قلعة الجبل. فلما مثل بين يدي الناصر عنفه الناصر وراح يذكره بما فعل به، وبعد أن عدد له اساءاته ختم كلامه قائلاُ: " ويلك وزدت في أمري حتى منعتني شهوة نفسي ". فقال بيبرس : " يامولانا السلطان كل ماقلت فعلته، ولم تبق إلا مراحم السلطان ". فقال له الناصر: " يا ركن الدين أنا اليوم أستاذك، وأمس تقول لما طلبت أوز مشوي إيش يعمل بالأوز، الأكل هو عشرون مرة في النهار "، وأمر بإعدامه فخنق ودفن خلف القلعة <ref>المقريزى، السلوك، 2/449</ref><ref name="الشيال، 2/184">الشيال، 2/184</ref>.
 
أما سلار فقد طلب من الناصر محمد أن يعفيه من نيابة السلطنة وأن يعينه حاكماً على [[الشوبك (توضيح)|الشوبك]]، فاستجاب الناصر مؤقتاً، وعين الأمير بكتمر نائباً للسلطنة بدلاً منه، وسافر سلار إلى الشوبك وظن أن الناصر قد عفا عنه. إلا أن بعد مرور بعض الوقت، استدعاه الناصر إلى القاهرة وأمر بحبسه وصودرت أملاكه وممتلكاته، وكان سلار من أغنى الأمراء محباً لجمع المال، فقد بلغت ثروته المصادرة أكثر من خمسين حملاً من [[ذهب|الذهب]] و[[فضة|الفضة]] و[[أحجار كريمة|الجواهر]] واللجم المفضضة و[[قماش|الأقمشة]] المزركشة وغير ذلك. ومات سلار بالسجن ودفن في التربة التي كان قد أنشأها بالقرب من جامع [[أحمد بن طولون|ابن طولون]] <ref name="الشيال، 2/184"/><ref>شفيق مهدي، 108</ref>.
سطر 83:
في فترة حكم الناصر محمد الثالثة لم تشهد البلاد تهديدات خارجية وذلك بسبب ضعف الصليبيين والمغول نتيجة لهزائمهم المتكررة وخسائرهم الفادحة والتهائهم في صراعاتهم الداخلية. في سنة 1314 م فتح سيف الدين تنكز نائب الناصر في الشام [[ملطية|ملاطية]] وضمها للسلطنة <ref>المقريزى، السلوك 2/501-502</ref>، وقامت قوات الناصر بغارات على مملكة كيليكيا (مملكة أرمينية الصغرى)، وفي سنة 716 هـ / 1316 م أغار المغول بجيش صغير على حلب ولكن تصدى لهم [[تركمان|التركمان]] وقتلوهم، وأرسلوا أسراهم إلى القاهرة <ref>المقريزى، السلوك 2/516</ref>، ولكن الأمور لم تتطور إلى حروب كبيرة.
 
أما في مصر فقد نشبت بعض الاضطرابات في الصعيد نتيجة لخروج العربان عن القانون وقطعهم الطريق امتناعهم عن دفع الخراج، ولكن أمكن السيطرة عليها بسهولة <ref>المقريزى، السلوك 2/489</ref>. إلا أنه في فبراير 1321 م نشبت مشاحنات بين المسلمين والمسيحيين بعد أن أصيبت بعض الكنائس في نفس الوقت في أنحاء مختلفة من مصر بأضرار، وتبع ذلك نشوب حرائق في بعض المساجد والمباني بالقاهرة وقد أدت تلك الحرائق إلى نشوب حريق هائل. وقبض على بعض المسيحيين أثناء محاولتهم إضرام النار في بعض المباني والمساجد واعترف أحدهم أن البعض اجتمعوا وصنعوا خرق بها نفط وقطران ووزعوها على بعض الناس لإشعال الحرائق انتقاماَ من الاعتداء على بعض الكنائس. وأمر الناصر باستدعاء البطريرك الذي أدان ماحدث. وقبض على بعض المسلمين وعوقب مثيري الشغب من الطرفين <ref>المقريزى، السلوك 2/36-45</ref>. وقد أدت الهجمة الغربية الصليبية على بلاد المسلمين إلى إثارة الضغائن أحياناً بين المسلمين والمسيحيين المحليين في بلاد المسلمين <ref> name="Riley-Smith, p. 242<"/ref>.
 
على الرغم من انتعاش الاقتصاد المصري والرخاء الذي عم مصر إلا أنه حدثت بعض الاضطرابات المالية وارتفاع في الأسعار نتيجة لظهور [[عملة|عملات]] مغشوشة وأخرى تحت الوزن القانوني (زغل) في الأسواق، مما أدى في سنة 724 هـ / 1323 م إلى توقف الناس عن أخذ النقود واغلاق الحوانيت. وتم التعامل بالنقود بالوزن وليس بالعدد <ref>المقريزى، السلوك 3/220</ref>. وقد واجه الناصر تلك المشكلة بطرح آلاف العملات في الأسواق لمحاربة العملات المغشوشة، وحددت أسعار جديدة لصرف الدينار <ref>شفيق مهدي، 111-110</ref>
سطر 91:
في عهد الناصر ارتفعت مكانة مصر في العالم الخارجي وسعت البلاد الإسلامية والمسيحية على السواء لخطب ودها، وأصبحت القاهرة قبلة للمتوددين والزوار من شتى الأرجاء <ref>الشيال، 2/187</ref>. وخطب باسم الناصر على [[منبر|منابر]] بغداد التي كانت في حوذة مغول فارس، ونقش اسمه على [[عملة|نقودها]]، كما خطب ملوك بني رسول في [[اليمن]] للناصر وأرسلوا له الهدايا. وخطب للناصر في دولة بني قرمان في آسيا الصغرى، وعلى منابر [[تونس]] و[[طرابلس|طرابلس الغرب]] وماردين، وقامت علاقات ودية بينه وبين ملوك [[الهند]] و[[جمهورية الصين الشعبية|الصين]] وملوك [[غرب أفريقيا]]. وكان الناصر، ومن ألقابه [[خادم الحرمين الشريفين]]، يشرف على [[الحجاز]] و [[تهامة]] وينصب أمراء [[المدينة المنورة|المدينة]] و [[مكة]] <ref>الشيال، 2/187-188</ref><ref>المقريزي، السلوك3 /310 و 471</ref>. وفي عام 1322 عقد الملك الناصر اتفاقية سلام مع أبو سعيد إلخان مغول فارس <ref>Riley-Smith, p. 246</ref>.
 
وكثر وصول السفارات إلى مصر من ملوك [[أوروبا]] والعالم المسيحي فوصلت سفارات من بابا الكاثوليك، وملك فرنسا، وملك أرجونة، وإمبراطور [[القسطنطينية]]، وإمبراطور [[إثيوبيا|الحبشة]] وغيرهم <ref>الشيال، 2/188</ref>.
 
في يونيو 1327 م وصلت إلى القاهرة سفارة من بابا الكاثوليك جون الثاني والعشرين (John XXII) ومعهم هدية ورسالة من البابا يرجو فيها من الناصر حماية المزارات المسيحية في الأراض المقدسة ووقف الحملات على مملكة أرمينية الصغرى. وكانت هذه أول سفارة باباوية تفد إلى مصر منذ عهد السلطان الأيوبي الصالح أيوب <ref>المقريزي، السلوك3/100</ref>. وفي عام 1330 م أرسل فيليب السادس ملك فرنسا إلى القاهرة سفارة ضخمة قوامها 120 رجل، طالباً من الناصر منحه بيت المقدس وبعض المناطق على ساحل الشام، فأهان الناصر رجال السفارة وملكهم، وقال لهم : " لولا أن الرسل لا يقتلون لضربت أعناقكم "، وطردهم من مصر <ref>المقريزي، السلوك 3/129</ref><ref>أبو الفداء، 730 هـ</ref>.
سطر 139:
الأسماء والألقاب : " السلطان الملك الناصر ناصر الدنيا والدين "، " السلطان الملك "، " السلطان الأعظم الملك "، " السلطان الملك ناصر الدنيا والدين قسيم أمير المؤمنين "، " الملك "، " ناصر الدين ". وأمير المؤمنين هو الخليفة العباسي المقيم بالقاهرة.
 
كما نقش اسم والده قلاوون كالتالي : " الملك المنصور "، " الملك المنصور الصالحي "، " أمير المؤمنين "، " الملك المنصور سيف الدين "، ولقب " سيف الدين " يعد فريداً حيث كانت العادة أن يطلق اللقب المضاف إلى " الدنيا " أو " الدين " على السلطان القائم وليس المتوفي <ref>شفيق مهدي، 98 و 106 و 112-113</ref>.
 
----[[ألقاب ومصطلحات مملوكية|مصطلحات مملوكية]] وردت في المقال :
سطر 187:
* Rieley-Smith,Jonathan, The Oxford Illustrated history of The crusades,Oxford University Press 2001 ISBN 0-19-285428-3
* The Flower of Histories of the East : compiled by Het'um the Armenian of the Praemonstratensian Order, translated by Glenn Burger، Toronto 1988
 
 
{{بداية}}
{{الحكم}}
{{s-bef|سبقه=[[الأشرف صلاح الدين خليل]]}}
{{sتعاقب-ttlلقب|العنوان=[[مماليك|المماليك]]}}
{{sتعاقب-aftتبعه|تبعه=[[العادل كتبغا|كتبغا]]}}
{{s-bef|سبقه=[[حسام الدين لاجين]]}}
{{sتعاقب-ttlلقب|العنوان=[[مماليك|المماليك]]}}
{{sتعاقب-aftتبعه|تبعه=[[بيبرس الجاشنكير]]}}
{{s-bef|سبقه=[[بيبرس الجاشنكير]]}}
{{sتعاقب-ttlلقب|العنوان=[[مماليك|المماليك]]}}
{{sتعاقب-aftتبعه|تبعه=[[سيف الدين أبو بكر]]}}
{{نهاية}}
 
السطر 205 ⟵ 204:
{{تصنيف كومنز|Al-Nasir Muhammad Mosque}}
{{ضبط استنادي}}
 
 
{{شريط بوابات|أعلام}}
 
[[تصنيف:مواليد 1285]]