عبد العزيز بن الحسن: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: إضافة بوابة
سطر 23:
 
=== بيعته ===
قبيل وفاة السلطان [[الحسن الأول بن محمد|الحسن الأول]] وعند عودته من [[تافيلالت]] إلى [[مراكش]] عزل خليفته بالمدينة، وهو ابنه [[مولاي محمد]]، ويروي [[لويس أرنو]] في كتاب "[[زمن المحلات السلطانية]]" عن سبب عزله: {{اقتباس|": لما ثبت لديه من أفعال صدرت منه غير مرضية وأحوال استبدادية ومخالفته لأحكام شرعية.. وكان ابنه مولاي عمر حينئذ بفاس، وبعزل مولاي محمد قدم نجله الأعز لديه المولى عبد العزيز}}.
 
بعد عودة السلطان الحسن من مراكش، توجه لمدينة فاس، لكن وافته المنية بعد مرض ألم به في الطريق بمنطقة تادلة سنة 1894. فتكلف الحاجب السلطاني [[أحمد بن موسى البخاري]] المعروف ب «اباحماد» بزمام أمور البيعة وتنسيق حملة دعائية وسط القبائل كي تبايع الابن الأصغر المولى عبد العزيز.<ref>[http://www.hespress.com/histoire/157601.html هكذا استطاع الحاجب السلطاني "أبا حماد" حُكْمَ المغرب] [[هسبريس]]، [[- إسماعيل التزارني]]، تاريخ الولوج 22 مارس 2014</ref>
سطر 29:
فكتم خبر وفاة السلطان باتفاق مع [[لالة رقية الشركسية]]، أم المولى عبد العزيز، وعندما وصلت المحال السلطانية إلى بلاد الشاوية، قرب مدينة [[سطات]]، جمع باحماد [[المخزن (المغرب)|الهيأة المخزنية]]، المكونة من كبراء الأسرة الحاكمة والوزراء وقواد الجيش، وأخبرهم بوفاة السلطان وبترشيح السلطان المتوفى لابنه الأصغر المولى عبد العزيز. ويرجع سبب كتمان باحماد خبر الوفاة، حسب [[علال الخديمي]] في كتاب "[[الحركة الحفيظية]]"، هو تجنب تعرض محلة السلطان لأي أذى وسط قبائل تادلة.
 
تمت [[حفل الولاء والبيعة|طقوس البيعة]] ب[[الرباط (مدينة)|الرباط]] حوالي سنة [[1311 هـ]] وعمر مولاي عبد العزيز أربعة عشرة سنة. كانت أسرة [[آل الجامعي]] التي ينتمي إليها [[الصدر الأعظم]] [[المعطي الجامعي]] ووزير الحرب [[محمد الصغير الجامعي]]، تطمح إلى انتقال السلطان إلى مدينة فاس حيث معقل آل الجامعي. لكن الحاجب باحماد، حال دون ذلك وأقنع السلطان بالتوجه إلى [[مكناس]]، حيث توجد قوة تقليدية من [[جيش البخاري]]، التي ينتمي إليها باحماد. فالتحق الصدر الأعظم المعطي الجامعي وأخوه وزير الحربية بمكناس، ليعتقلهما الحاجب باحماد هناك ويصادر أموالهما، بتهمة التآمر ضد السلطان لصالح أخيه المولى محمد. وباعتقال آل الجامعي، سيخلو الجو للحاجب باحماد ليتمكن من احتلال منصب الصدارة العظمى، ويتصدر واجهة الدولة باسم السلطان لمدة ست سنوات.
 
أكمل المولى عبد العزيز بناء وتزيين [[متحف البطحاء|دار البطحاء]] سنة 1897م كإقامة صيفية معدة للاستقبالات الملكية مكملا بذلك ما بدأه والده المولى الحسن.
سطر 39:
بعد وفاة باحماد بدأت الفترة المعروفة ب«المرحلة العزيزية»، فيها تتبدل صورة السلطان الصغير المحجور عليه وهي مليئة بالأحداث، حيث خلف باحماد في الصدارة العظمى ابن عمه [[المختار بن عبد الله]]، الذي سرعان ما سيتم اقالته وتعيين مكانه [[فضول غرنيط]]، بإيعاز من [[المهدي المنبهي]]، الذي استأثر بزمام الأمور بعد وفاة باحماد، وسيَّرَ شؤون البلاد تحت الخفاء، ويعتبر المنبهي أول من بدأ بتهريب الأموال إلى أوروبا، حتى حرَّضَ عليه غرنيط وأقنع المولى عبد العزيز بإقالته.
 
كان المغرب يعيش أزمة مالية خانقة، وسط ندرة المداخيل وانتشار الجراد والمجاعة وتزايد حجم القروض الأوروبية، اضطر المولى عبد العزيز لفرض ضريبة "الترتيب"، التي فشل المولى الحسن في تطبيقها سابقا. عارض هذه الضريبة ذوي الإمتيازات من الشرفاء والمحميين والأجانب وقواد القبائل وعمالها، وتعزز رفض هؤلاء بمساندة العلماء الذين اعتبروا الضريبة غير شرعية. كانت ضريبة الترتيب تفرض كل سنة على حسب الملكيات والمواشي وعدد الأشجار، مقابل الإعفاء من الأعشار والزكاة والمكوس، وكانت تهدف إلى توحيد الضرائب. ونتج عن فشل ضريبة الترتيب حرمان خزينة الدولة من جزء كبير من مداخيلها بسبب إسقاط الضرائب القديمة والجديدة في آن واحد، مما زاد من تعميق الأزمة المالية في وقت كان فيه المخزن في أشد الحاجة إلى المال لمواجهة الأحوال الإقتصادية والسياسية المتدهورة، مما اضطرها إلى الإقتراض من الخارج وخاصة فرنسا، وقدم المخزن كضمانة تخصيص نسبة 60% من المداخيل الجمركية لتسديد هذه الديون.<ref>[http://www.histgeo.net/fichiers/alawiya_fichiers/maroc20.html#.Uy2G187EiQ4 المغرب في مطلع القرن العشرين الأوضاع الداخلية والإتجاه نحو فرض الحماية ] </ref>
 
كان من بين مستشاريه القاضي [[عبد الله بن الهاشمي بن خضراء]]، والفقيه [[أبو الفيض الكتاني]]، الذي اتهم في البداية بالانحراف عن العقيدة ومحاولة الانقلاب على السلطة، فبرأه السلطان من تهمة الانقلاب، وتم اجراء [[مناظرة]] بين مجموعة من الفقهاء مع أبو الفيض الكتاني، انتهت بتبرئته مما نسب إليه، وأصبح بعد هذه المناظرة مستشارا للسلطان. كما كانت تربط أسرة الكلاوي علاقة قوية بين السلطان مولاي عبد العزيز، حيث شارك الأخوين [[المدني الكلاوي]] و[[التهامي الكلاوي]] في «الحركات المخزنية» لقمع [[بلاد السيبة|القبائل المتمردة]].
سطر 60:
لم يتقبل سكان فاس نمط حياة السلطان المولى عبد العزيز، خصوصا إكثاره من مرافقة ومصاحبة الأوربيين، حيث كانت خرجاته بالسيارة في أزقة المدينة يقابل من طرفهم بالاستياء، وزاد من حدة هذا الاستياء الحملة الموسعة التي شنها عدد كبير من الفقهاء ضد إسراف السلطان ولهوه. ويصف بعض الأوروبييون الذين عايشوا السلطان كيف كان ينفق أموالا كيثرة من أجل اقتناء الألعاب والاختراعات الجديدة، حيث تعرف على الكهرباء وافتتن بها، غير أنه لم يستثمرها جديا لإنارة المغرب بل لتكون وسيلة للعب فقط. لتجنب ردود الفعل هذه، أصبح السلطان شديد التكتم في تنفيذ هواياته، ومنها رغبته في إنشاء سكة حديدية صغيرة، أرادها أن تكون رابطة بين قصره بفاس وحدائق دار الدبيبغ على طول مسافة أربعة كيلومترات فقط. وصلت طلبية السلطان من أوربا وهي متضمنة لقاطرة وعربتين تضمان صالونات فاخرة إلى ميناء العرائش، واستغرق نقلهما إلى فاس برا حوالي أربعة أشهر، وتم شحنهما في عربات تقليدية مجرورة بحوالي ستين [[بغل]] حتى وصلت إليه وتم تركيبها. وجربها ليتنزه في حدائق أگدال بفاس، وتركها بعد ذلك عرضة للتلف. وقد كلفته هذه السكة حينها 100 ألف فرنك فرنسي لفائدة شركة «كروزو».
 
ويروي [[غابرييل فيري]] حول ذلك: {{اقتباس|«لم تتعرض نزوات السلطان للنقد بالقدر الذي تعرضت له هذه النزوة، لقد تسببت الظروف التي أنشئت فيها السكة بأضرار كثيرة تجاوزت نطاق القصر، فقد كانت تخترق طريقا كثيرة الاستعمال، ولم يتورع الخدام عن إزالة تلك الطريق نزولا عند رغبة سيدنا، وتمت إقامة جدران من الجهتين، حماية للسكة من أنظار الفضوليين، وكان هذا الأمر مثار بلبلة وتشويش عظيمين بمدينة فاس».}}
 
كما كان السلطان مولعا بإطلاق المناطيد الهوائية والشهب الصناعية الملونة، لدرجة أنه كان يستهلكها بسرعة، فيسارع إلى طلب ذخيرة بأعداد كبيرة من أوروبا، كما جُهزت له قاعة باذخة للعبة [[بلياردو|الِبلْيَارْ]] بقصر فاس، فكانت طاولة اللعبة مرصعة بالأحجار الكريمة ومذهبة بالكامل.
سطر 92:
{{تصفح بوابة المغرب}}
 
{{شريط بوابات|أعلام|المغرب}}
 
[[تصنيف:أشخاص من فاس]]