نورمان: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:أضاف قالب {{تصنيف كومنز}}
ط بوت:أضاف قالب {{ضبط استنادي}}
سطر 1:
{{مصدر|تاريخ=مارس 2016}}
[[ملف:Normannen.png|thumb|300px|left| فتوحات النورمان باللون الأحمر.]]
'''النورمان''' أو النورمانديون (من [[النوردية القديمة]] Norðmanðr «نورذمانذر» أيْ رجال الشمال - وحُرّفت إلى عدّة لغات أوروبية) خليط من شعوب [[إسكندنافيا]]، استقروا في [[الدانمرك]] و[[السويد]] و[[النرويج]]. كانوا ذوي أصول [[جرمانيون|جرمانية]] تميزهم ثقافتهم الخاصة واعتادوا الملاحة ب[[بحر البلطيق]] و[[بحر الشمال]]، وإن لم يكن معظمهم بحارة بل من الفلاحين.
 
أطلق عليهم أيضاً اسم [[فايكنغ|الفايكنغ]]، وإن كان هذا المصطلح يشير إلى الشعوب النورمانية المستقرة على السواحل (لا سيما بملاذات [[فيوردي|الفيوردي]]) والمنخرطة بأعمال [[قرصنة|القرصنة]].
سطر 18:
== النورمان في النورماندي ==
 
احتل النورمان [[نورماندي]] الحالية (إقليم شمال فرنسا سـُمي نسبة لهم) انطلاقاً من الربع الأخير من [[القرن التاسع]]. في عام [[911]]، منح [[شارل الثالث ملك فرنسا]] الغزاة جزءاً صغيراً من الأرض على طول المجرى الأسفل لنهر [[السين]]، ما لبث أن توسع وليصبح [[دوقية النورماندي]]. كان الغزاة بقيادة الأمير النرويجي [[رولو]] (ولكنه كان يقود دانماركيين)، الذي اضطر للتحالف مع شارل.
 
صار النورمان مزارعين، واندمجوا مع سكان [[نيوستريا]] المحليين، اعتنقوا المسيحية ولغة غالرومانسية، فولدت هوية ثقافية جديدة مختلفة سواءً عن تلك الإسكندنافية أو تلك الفرنكية.
 
جغرافياً، تبعت النورماندي لمقاطعة [[رووا]] الكنسية السابقة أو نيوستريا. لم يكن لها حدود طبيعية وسابقاً كانت وحدة إدارية بسيطة.
 
بعد جيل أو جيلين، كان من الصعب تمييزهم عن الجيران الفرنسيين. توطد وضع الغزاة بالنورماندي في القرن الحادي عشر. وأُعتمد شيئاً فشيئاً النظام الإقطاعي الفرنسي (سواء في نورماندي أو في انكلترا).
 
اختلفت طبقة المحاربين نورمان عن الارستقراطية الفرنسية القديمة، فالعديد من أسر تلك الأخيرة تعود إلى [[كارولينجيون|الكارولينجيون]]، بينماً نادراً ما كان للنورمان أسلاف سابقين للقرن الحادي عشر. ظل أغلب الفرسان فقراء ودون أرض، لهذا السبب امتهن كثير منهم القتال وصاروا [[صليبيين]]، للاستحواذ على الثروات والأراضي.
سطر 32:
كان النورمان على اتصال مع انكلترا منذ تاريخ مبكر. فلم يدمـّر الوثنيون الفايكنغ السواحل البريطانية عدة مرات فحسب، ولكن أيضاً احتلوا أغلب الموانئ الهامة على الواجهة الإنكليزية للمانش.
 
بسط الدنماركيون هيمنتهم على عدة ممالك إنجليزية، باسثناء [[مملكة وسكس]] الساكسونية، فقد استطاع الملك [[ألفريد العظيم]] (حكم 871 - 878) الصمود أمامهم.
 
تزوجت [[إيما النورماندي|إيما]] ابنة دوق النورماندي [[ريتشارد الأول دوق نورماندي]]، من الملك الإنجليزي [[إثلرد الثاني]]. ولذا لجأ إثلرد إلى النورماندي سنة 1013، بعد أن طرده [[سوين فوركبيرد]] ملك الدانمرك. وتوفي الملك إثلرد فجاة 1016 أثناء حصار لندن ولحقه ابنه وخلفه [[إدموند أيرونسايد|إدموند الشجاع]] بعد سبعة أشهر ،و تزوجت [[إيما نورماندي|إيما]] من الملك [[كانوت العظيم]] ابن زفن والذي استولى على كامل الجزيرة.
سطر 40:
في [[1066]] مات إدوارد دون ذرية، ولكنه كان قد جعل من [[وليام الأول الغازي|وليام دوق نورماندي]] وريثاً له. والذي عبر القنال الإنجليزي لحماية حقوقه، مبتدأًً [[استيلاء النورماني على إنكلترا]]. غير أن الارستقراطية الإنكليزية انتخبت في الوقت نفسه أقوى أعضاءها ملكاً، وهو [[هارولد الثاني]] الذي حكم لبضعة أشهر، حتى تشرين الأول أكتوبر، عندما قـُتل في [[معركة هاستينغز]] الشهيرة والتي قررت مصير انكلترا. بعد ما يزيد قليلاً عن الشهرين توّج وليام ملكاً من قبل رئيس أساقفة يورك قرب [[ويستمنستر]].
 
حلّ الغزاة النورمان ونسلهم محل [[أنغلوسكسون]] كطبقة حاكمة لإنكلترا. كان نبلاء إنكلترا جزءاً من ثقافة ناطقة بالفرنسية فقط وامتلك العديد منهم أراضي على جانبي القناة.
 
بعد هذا الصعود المثير إلى السلطة، كان من السهل على وليام أن يعيد بناء هياكل المملكة السياسية والإدارية باستبعاده للارستقراطية الانغلوساكسونية المحلية من السلطة ومعززاً في نفس الوقت الوجود النورماني وهي سياسة ابتدأت بالفعل منذ عهد [[إدوارد المعترف]]. في أعوام حكمه العشرين أقام وليام النظام الاقطاعي الفرنسي بإنكلترا، مكافئاً بالإقطاعات نظير الخدمات المقدمة من الارستقراطية إلى حاشيته (بنيت في عهده حوالي ثمانين القلعة). بعد فترة أولى من الاستياء والتمرد، بدأ الشعبان بالانصهار، فاختلطت اللغات والتقاليد. فكان من إفرازات ذلك تحرير [[كتاب يوم الحِساب]] في عام [[1086]]، الذي تضمن إحصاءاً بالعقارات والأشخاص في أراضي المملكة. وقد حـُرّرَ هذا المسح السكاني ب[[لغة لاتينية]] غنية بالمفردات الانغلوساكسونية، وهو أحد أهم وثائق ذاك العصر على المستويات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المنطقة.
 
كان أوائل ملوك إنكلترا من النورمان كدوقات للنورماندي [[مُقطع|مُـقطعين]] من ملك فرنسا. لعلـّهم لم يعتبروا بالضرورة أن إنكلترا أهم ما يملكون (رغم أنه جلب لقب الملك). الملك [[ريتشارد قلب الأسد]] الذي كثيراً ما ينظر إليه باعتباره نموذجاً لملك إنكلترا بالقرون الوسطى، كان لا يتحدث سوى الفرنسية ويقضي وقتاً أكثر في [[أكيتان]] أو بالحملات الصليبية مما كان يقضيه في إنكلترا.
 
بدأ النورمان بتعريف أنفسهم باسم الأنغلونورمان، في حين أن اللغة الأنغلونورمانية صارت متميزة إلى حد كبير عن "الفرنسية الباريسية"، وهو ما كان موضوعاً لبعض من فكاهة [[جيفري تشوسر]]. في النهاية اختفى هذا التمييز تماماً تقريباً خلال [[حرب المائة عام]]، وأصبحت الارستقراطية الأنغلونورمانية تعرف نفسها تدريجياً بأنها إنكليزية، كما أندمجت اللغتان الأنغلوساكسونية والأنغلونورمانية لتكونا [[الإنكليزية الوسطى]].
سطر 53:
توغل النورمان في اسكتلندا، بانين القلاع ومؤسسين سلسلة من العائلات ينحدر منها بعض الملوك المستقبليين مثل [[روبرت بروس]] أو مؤسسي عصابات [[هايلاند]] الاسكتلندية. لعب الملك [[ديفيد الأول]] دوراً هاماً في دخول النورمان والثقافة النورمانية إلى اسكتلندا، مقضياً زمناً ببلاط [[هنري الأول]] والدي تزوج من مود شقيقة ديفيد. واستمرت العملية في عهد خلفاء ديفيد. طـُبـّق النظام الإقطاعي النورماني في السهول الاسكتلندية بينما كان التأثير على لغة الاسكتلنديين محدوداً.
{{تصنيف كومنز}}
 
{{ضبط استنادي}}
 
[[تصنيف:نورمان]]