أحمد بن أبي الضياف: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 14:
من خلال كتابه يظهر تعلق ابن أبي الضياف بالأفكار الإصلاحية وخاصة ما يتعلق منها بنظام الحكم حيث نقد حكم الإطلاق المنافي للشرع وللعقل، وأن الإطلاق لا يقود إلا إلى الظلم. داعيا إلى تقييده بالشرع ونوه في نفس الإطار [[التنظيمات|بالتنظيمات]] مبينا جداوها ومحاولا الإقناع بالحجج المختلفة والعديدة بضرورة تطبيق الإصلاحات لوضع حد للشهوة الملوكية المطلقة وبالتالي لفساد الحكم وظلم البايات وعسف العمال <ref>[[أحمد الطويلي]]، تصدير النشرة الثانية من الإتحاف لأحمد بن أبي الضياف، تونس 1979، ج 3، ص5</ref>. وقد حرص ابن أبي الضياف على تقديم الدليل القاطع على أن الأبرياء يذهبون ضحايا للملك المطلق وأن الظلم مرتعه وخيم ويجر إلى نقص العمران واختلال شؤون الدولة وفساد الأحوال الاجتماعية وتدهور الاقتصاد بينما العدل يؤدي إلى ازدهار العمران ويمهد طرق الثروة الاقتصادية والأمن الاجتماعي <ref>المصدر نفسه ص 6</ref>.
==مقتطف==
في المقتطف التالي يتحدث ابن أبي الضياف عن حادث وقع بينه عندما كان شابا وبين الباي حسين باي، بما يعكس الرؤية إلى الحكم، يقول: (وفي رمضان من السنة 1248 (جانفي -فيفري 1833 م) وقعت وحشة بين الباي [حسين باي] ودولة النَّبُلْطَان، بسبب أنفار من نابُلي [Napoli] مستخدمين في صرايته لتنظيفها ومناولة سكانها ما يلزم لضرورياتهم...، غليهمغلبهم النوم في ليلة من ليالي رمضان، فلم يسمعوا علامة السّحور، وأيقظتهم علامة الإمساك، فلم يهيئوا موائد السحور للمماليك حتى حان وقت الفجر وأمسكوا بلا سحور. فاغتاظ عليهم رئيس المماليك بالصراية... فأمر بضربهم. وعاثت في أرجلهم أيدي الضرب المبرح، ففزعوا إلى قنصلهم بحرارة ما نالهم. فلم يسعه إلا القدوم إلى الباي... وقال له: "هل بلغك ما حلّ بالأنفار الخدمة في صرايتك من النبلطان؟" فقال له: "بلغني، وقد غفلوا عن واجب خدمتهم، وكل من غفل عن واجبه يلزمه الأدب"، فقال له: ليس هذا ضرب ادب، وإن شئت فانظر إلى أرجلهم وما حلّ بها من الأثر... فخلا الباي بوزيره شاكير وبعض رجال دولته، وفاوضهم في النازلة، فأشار بعضهم بتصويب رأي القنصل، وأن لا تسلّط للمستأجر على أجيره بالضرب. وكدتُ أن أمتحن في النازلة، لولا لطلف الله وصفاء باطنة هذا الباي، لأنه نظر إليّ وهو حنِق مع أخلاق الصائمين، وقال لي: "ما تقول؟" فقلت له : " يا سيدي الضرب غير مدخول عليه في الإجارة، لنه أمر مجهول، وهؤلاء أحرار"، فعظم عنده ذلك، وقال: "يقال بحضرتي لفظ حر؟"، وجعل يكررها وينقمها علي. ونادى أبي وقال له: "هذا كيف تربّى؟" فقال له: "نعلم أنه لا يصلح للخدمة، وقلت لك ذلك فاستخدمته على كره مني، فدونك وإياه"، فقال: "يقول هؤلاء أحرار" فقال له أبي : "هذا من جهله وعدم تخبقه بالسياسة". وغلبه حلمه وسكن غضبه" <ref>المصدر نفسه، ص 234-235</ref>.
 
==ببليوغرافيا مختارة==
فيما يلي بعض العناوين التي تناولت حياة أحمد بن أبي الضياف كتاباته وأفكاره: