مشبهة: الفرق بين النسختين
[مراجعة غير مفحوصة] | [مراجعة غير مفحوصة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل |
|||
سطر 4:
== عقيدة المشبهة ==
قال الشيخ أبو سعيد المتولي النيسابوري (المتوفى سنة [[478 هـ]]) في كتابه "الغُنية في أصول الدين" في بيان عقيدة المشبهة: {{اقتباس مضمن|والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافًا [[الكرامية|للكرامية]] وال[[حشوية]] والمشبهة الذين قالوا إن لله جهة فوق. وأطلق بعضهم القول بأنه جالس على العرش مستقر عليه، تعالى الله عن قولهم. والدليل على أنه مستغن عن المحل أنه لو افتقر إلى المحل لزم أن يكون المحل قديمًا لأنه قديم، أو يكون حادثًا كما أن المحل حادث، وكلاهما [[الكفر في الإسلام|كفر]]. والدليل عليه أنه لو كان على العرش على ما زعموا، لكان لا يخلو إما أن يكون مِثْل العرش أو أصغر منه أو أكبر، وفي جميع ذلك إثبات التقدير والحد والنهاية وهو كفر. والدليل عليه أنه لو كان في جهة وقدرنا شخصًا أعطاه الله تعالى قوة عظيمة واشتغل بقطع المسافة والصعود إلى فوق لا يخلو إما أن يصل إليه وقتًا ما أو لا يصل إليه. فإن قالوا لا يصل إليه فهو قول بنفي الصانع لأن كل موجودين بينهما مسافة معلومة، وأحدهما لا يزال يقطع تلك المسافة ولا يصل إليه يدل على أنه ليس بموجود. فإن قالوا يجوز أن يصل إليه ويحاذيه فيجوز أن يماسه أيضًا، ويلزم من ذلك كفران:▼
▲
▲وقال إمام الحرمين [[أبو المعالي الجويني]]: {{اقتباس مضمن|واعلموا أن مذهب أهل الحق: أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حيز، ويتنزه عن الاختصاص بجهة. وذهبت المشبهة إلى أنه مختص بجهة فوق، ثم افترقت آراؤهم بعد الاتفاق منهم على إثبات الجهة، فصار غلاة المشبهة إلى أن الرب تعالى مماس للصفحة العليا من العرش وهو مماسّه، وجوزوا عليه التحول والانتقال وتبدل الجهات والحركات والسكنات، وقد حكينا جُملاً من فضائح مذهبهم فيما تقدم.}}<ref>الشامل في أصول الدين/ تأليف: أبو المعالي الجويني.</ref> وقال أيضا: {{اقتباس مضمن|[[البارئ (أسماء الله الحسنى)|البارىء]] سبحانه وتعالى قائم بنفسه، متعال عن الافتقار إلى محل يحله أو مكان يُقله.}}<ref>الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد/ تأليف: أبو المعالي الجويني.</ref> فالله تعالى هو '''[[القيوم (أسماء الله الحسنى)|القيوم]]''' أي القائم بنفسه الذي لا يزول ولا يحول ولا يتغير ولا يتحول، ومعنى قيامه بنفسه هو استغناؤه عن كل شيء، فهو '''[[الغني (أسماء الله الحسنى)|الغني]]''' لا يحتاج إلى شيء.
=== زعم المشبهة أن الله موجود في السماء ===
السطر 32 ⟵ 30:
== عقيدة أهل السنة ==
* قال الإمام '''[[أبو جعفر الطحاوي]]''' في [[العقيدة الطحاوية|بيان عقيدة أهل السنة والجماعة]]: {{اقتباس مضمن|تعالى (يعني الله) عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات.}} والجهات الست هي الفوق والتحت واليمين والشمال والأمام والخلف. أي لا يوصف الله بأنه تحيط به الجهات الست كما أن المخلوق تحيط به الجهات الست، بعض المخلوقات في جهة فوق وبعضها في جهة تحت وبعضها في الشمال وبعضها في الجنوب أما الله فليس متحيزاً في جهة من الجهات الست، على هذا علماء السلف والخلف من الصحابة ومن جاء بعدهم، ومن خالف هذا فهو ضالٌ مبتدع في العقيدة. وقال أيضا: {{اقتباس مضمن|ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر، فقد كفر. من أبصر هذا اعتبر. وعن مثل قول الكفار انزجر. وعلم أن الله بصفاته ليس كالبشر.}}<ref>العقيدة الطحاوية.</ref>
* وقال '''[[نعيم بن حماد]]''' شيخ [[البخاري]]: {{اقتباس مضمن|من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهاً.}} وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: وجدت في كتاب أبي نعيم بن حماد قال: {{اقتباس مضمن|حق على كل مؤمن أن يؤمن (بجميع) ما وصف الله به نفسه ويترك التفكر في الرب تبارك وتعالى ويتبع حديث النبي -[[صلى الله عليه وسلم]]- أنه قال: (تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق) قال نعيم: ليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء من الأشياء.}}<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=68&idto=68&bk_no=110&ID=64 شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، باب جماع توحيد الله عز وجل وصفاته وأسمائه، سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن التفكر في ذات الله عز وجل.]</ref>
وقد ذكر الإمام '''[[تاج الدين السبكي]]''' [[عقيدة إسلامية|عقيدة أهل السنة]] في كتابه [[طبقات الشافعية الكبرى]] فقال: {{اقتباس مضمن|وها نحن نذكر عقيدة [[أهل السنة]]، فنقول: عقيدتنا أن الله قديم أزلي، لا يشبه شيئا، ولا يشبهه شيء، ليس له جهة ولا مكان، ولا يجرى عليه وقت ولا زمان، ولا يقال له: أين، ولا حيث، يرى لا عن مقابلة، ولا على مقابلة، كان ولا مكان، كون المكان، ودبر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان. هذا مذهب أهل السنة، وعقيدة [[صوفية|مشايخ الطريق]] رضي الله عنهم. قال [[الجنيد]] رضي الله عنه: متى يتصل من لا شبيه له، ولا نظير له بمن له شبيه ونظير؟ وكما قيل ل[[يحيى بن معاذ الرازي]]: أخبرنا عن الله عز وجل؟ فقال: إله واحد، فقيل له: كيف هو؟ فقال: مالك [[القادر (أسماء الله الحسنى)|قادر]]، فقيل له: أين هو؟ فقال: بالمرصاد، فقال السائل: لم أسألك عن هذا. فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرت عنه. وكما سأل [[ابن شاهين]] الجنيد رضي الله عنهما عن معنى "مع" فقال: "مع" على معنيين؛ مع الأنبياء بالنصرة والكلاءة؛ قال الله تعالى: '''{إنني معكما أسمع وأرى}''' [سورة طه: آية 46]، ومع العالم بالعلم والإحاطة؛ قال الله تعالى: '''{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم}''' [سورة المجادلة: آية 7] فقال ابن شاهين: مثلك يصلح دالا للأمة على الله. وسئل '''[[ذو النون المصري]]''' رضي الله عنه، عن قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} [سورة طه: آية 5] فقال: أثبت ذاته، ونفى مكانه، فهو موجود بذاته، والأشياء بحكمته كما شاء... وقال '''[[جعفر الصادق]]''' رضي الله عنه: من زعم أن الله في شيء أو على شيء فقد أشرك؛ إذ لو كان في شيء لكان محصورا، ولو كان على شيء لكان محمولا، ولو كان من شيء لكان محدثا.}}<ref>[https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=632093&bk_no=1702&startno=3 طبقات الشافعية الكبرى، كتاب ذكر الموت، الطبقة السابعة، الشيخ شهاب الدين ابن جهبل.]</ref>
قال الله تعالى: '''{ولله المثل الأعلى}''' [النحل: 60] قال [[أحمد بن عجيبة|ابن عجيبة]] في [[البحر المديد في تفسير القرآن المجيد|البحر المديد]]: {{اقتباس مضمن|أي: الصفة العليا، وهو الوجوب الذاتي والغنى المطلق، والجود الفائق، والنزاهة عن صفات المخلوقين، والوحدانية في الذات والصفات والأفعال".}}<ref>تفسير [[البحر المديد في تفسير القرآن المجيد]]، [[سورة النحل]]: الآية 60.</ref>
وقال: '''{فلا تضربوا لله الأمثال}''' [النحل: 74] قال [[أحمد بن عجيبة|ابن عجيبة]] في [[البحر المديد في تفسير القرآن المجيد|البحر المديد]]: {{اقتباس مضمن|لا تجعلوا له أشباهًا تشركونهم به، أو تقيسونهم عليه، فإنَّ ضرب المثل تشبيه حال بحال"
وقال أيضا: '''{هل تعلم له سميا}''' [مريم: 65] قال [[أحمد بن عجيبة|ابن عجيبة]] في [[البحر المديد في تفسير القرآن المجيد|البحر المديد]]: {{اقتباس مضمن|أي: شبيهًا ونظيرًا، أو هل تعلم أحدًا تسمى بهذا الاسم غير الله العالي، والتسمية تقتضي التسوية بين المتشابهين، ولا مثل له، لا موجودًا ولا موهومًا، مع أن المشركين مع غلوهم في المكابرة لم يسموا الصنم بالجلالة أصلاً، ولم يتجاسر أحد أن يسمي بهذا الاسم، ولو تجاسر أحدٌ لهلك.}}<ref>تفسير [[البحر المديد في تفسير القرآن المجيد]]، [[سورة مريم]]: الآية 65.</ref>
أي لا تجعلوا لله الشبيه فإن الله تعالى لا شبيه له ولا مثيل له، فلا ذاتُه يشبه الذوات ولا صفاتُه تشبه الصفات. فلا يوصف الله بصفات المخلوقين من التغيّر والتطور من حال إلى حال والانتقال من مكان إلى مكان والجلوس فوق العرش، وما إلى ذلك من صفات الأجسام والمخلوقات. فالله تعالى لا مِثْلَ له ولا شبيه ولا نظير، فمن وصفه بصفة من صفات البشر كالقعود والقيام والجلوس والاستقرار يكون شَبَّهَهُ بهم، وهذا الاعتقاد [[الكفر في الإسلام|كفر]] لتكذيبه قول الله: '''{ليس كمثله شيء}''' [الشورى: 11] ([http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3353&idto=3353&bk_no=61&ID=3396 انظر تفسير التحرير والتنوير])، وقوله تعالى: '''{ولم يكن له كفوا أحد}''' [الإخلاص: 4] أي لا نظير له بوجه من الوجوه.<ref>[[تفسير التحرير والتنوير]]، [[سورة الشورى]]: الآية 11.</ref>
=== الله موجود بلا مكان، وهو معنا في كل مكان ===
سطر 65:
وقال '''[[أحمد بن عجيبة|ابن عجيبة]]''' في [[البحر المديد في تفسير القرآن المجيد|البحر المديد]]: {{اقتباس مضمن|بالعلم والقدرة والإحاطة الذاتية، وما ادعاه [[ابن عطية الأندلسي|ابنُ عطية]] من الإجماع أنه بالعلم، فإن كان مراده من أهل الظاهر فمسلّم، وأمّا [[صوفية|أهل الباطن]] فمجمِعون على خلافه.}}<ref>تفسير [[البحر المديد في تفسير القرآن المجيد]]، [[سورة الحديد]]: الآية 4.</ref>
قيل إن [[راهب|راهباً]] سأل عن بعض المسائل وطلب من علماء المسلمين الرد عليها، فأجابه الإمام [[أبو حنيفة النعمان|أبو حنيفة]].. وهذا وصف الحوار الذي دار بينهما:
|