صالون أدبي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
اضافة لشريط البوابات : أدب (114830)
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت التصانیف المعادلة (25) +ترتيب+تنظيف (۸.۶): + تصنيف:اجتماعات
سطر 1:
[[Imageملف:Abraham Bosse Salon de dames.jpg|left|thumb|300px|''اجتماع السيدات''، [[أبراهام بوس]]، القرن السابع عشر.]]
الصالون هو مكان يستضيف فيه شخص بارز أو مهتم مجموعة من الناس إما للمتعة أو لصقل الذوق العام وتبادل المعارف و[[سجال|السجالات]] والمماحكات والحوارات، على منوال الحكمة الشهيرة التي أطلقها [[هوراس]] حين عرّف الشعر قائلاً "إما للمتعة أو للتأدب"، وغالباً ما ترتبط الصالونات بالحركات الأدبية والفلسفية والفكرية الفرنسية في القرنين [[قرن 17|السابع عشر]] و[[قرن 18|الثامن عشر]] على الرغم من أنّ منشأها الأصلي يعود لولادة حركة [[النهضة]] في [[إيطاليا]] في [[القرن السادس عشر]]، ويرى بعض الباحثين أن أول هذه [[منتدى|المنتديات]] بدأت في [[أندلس|الأندلس]].
 
سطر 6:
تظهر المصادر [[العربية]] و[[استشراق|الاستشراقية]] القديمة أن ظهور المقاهي في [[الدولة العثمانية]] تؤكد على نشأتها قبل ظهور مصطلح "صالون" في الثقافة الغربية بما يقارب القرن.
 
ففي اللغات [[اللاتينية]] و[[لغات جرمانية|الجرمانية]] ورد لفظان لكلمة "صالون" وهما "salon" و"saloon". ويشير أحد أشهر قواميس اللغة الإيطالية إلى أنّ كلمة "salone" دخلت إلى اللغة الإيطالية عام 1550 من خلال اللغة الفرنسية، وهذا يتناقض مع ما يشير إليه [[قاموس الأكاديمية الفرنسية]] من أنّ مصطلح "salon" كان قد ظهر للمرة الأولى في [[فرنسا]] عام 1664. ويبدو أنّ [[المصطلح]] كان قد ظهر في [[إيطاليا]] قبل [[فرنسا]] وأنّ "salon" تعود إلى اللفظة الإيطالية "salone" وتعني "غرفة الاستقبال" أو "صالون الحلاقة"، وأنّ كلمة "saloon"، المستخدمة لاحقاً في لغات أخرى مثل الإنجليزية، تعود إلى أصولها الفرنسية "salon" التي تحمل معاني "غرفة استقبال" أو "القاعة"، أو"حانة" إذا ما كتبت "salon". ويجب الوقوف على هاذين المعنيين في المصادر العربية القديمة كيف أنّ القهوة كانت تُوزّع في مناسبات "استقبالٍ دينية" ثمّ تطورت لتأخذ مكانها في حانات [[الدولة العثمانية]] لاحقاً، وهو ما يؤكده لنا الشيخ [[جزيري|الجزيري]] في مخطوطته قائلاً: "وكثر تجمعهم على تعاطيها في حانات لهو". ويقتبس جيرار-جورج لومير من كتاب "اسطنبول" للكاتب ([[إدموند أميسوس]]) أنّ بعض أصحاب "[[بيت القهوة]]" في [[القسطنطينية]] كانوا إلى جانب تقديم القهوة يعلّقون "على أحد الحواجز مرآةً صغيرة، وبالقرب منها ثمّة مسندٍ توضع عليه أدوات الحلاقة، وذلك لأنّ معظم المقاهي التركية هي في الوقت ذاته محلات حلاقة". ولا بد للناظر هنا أن يرى التقارب بين نشاطات المقاهي العثمانية وتعريف كلمة "صالون" الواردة في قاموس [[الأكاديمية الفرنسية]] و[[الموسوعة العالمية]].<ref name="ReferenceA">أحلام صبيحات، تأثير المقاهي العربية في نشأة الصالونات الأدبية والتحريض على قيام الثورة الفرنسية، مجلة دراسات الجامعة الأردنية، مجلد 37، العدد 3</ref>
 
== في إيطاليا ==
سطر 16:
 
== في فرنسا ==
[[Fileملف:A Reading in the Salon of Mme Geoffrin, 1755 Small.jpg|frame|قراءة في صالون مدام جيوفران, 1755]]
من أوائل المرادفات لكلمة صالون المتعارف عليها في الوسط الأرستقراطي في [[فرنسا]] [[القرن السابع عشر]] ما عُرف بـ "ممر ruelle"، وأخذ هذا [[المصطلح]] من الممر بين السرير وجدار غرفة سيدة أرستقراطية كانت تستلقي على سريرها ويلتف حولها جالسين على كراسٍ مجموعة من المفكرين والأدباء فيتناقشون ويتبادلون الحوار ويتطارحون الآراء. وهذا التقليد يتعارض مع المراسم المفروضة في بلاط [[لويس الرابع عشر]] حيث تجد رعاة الملك وقوفاً من حوله كما تبينها وتثبتها لوحات الرسامين. وأقدم صالون عرفته الوثائق التاريخية هو "[[فندق رومبيو]]"، القريب من قصر [[اللوفر]] في [[باريس]]، وكانت مضيفته الرومانية الأصل [[مركيزة دو رومبيو]] واسمها [[كاترين دو فيفون]] ([[1588]]-[[1665]]) وقد أدارت جلساته منذ عام [[1607]] حتى وفاتها. وكانت هي من أسست لقواعد وأصول الصالونات الفرنسية بالاستناد إلى قواعد وقوانين [[الفروسية]] الإيطالية.
 
سطر 50:
 
باع رجلٌ آخر جاء من المشرق العربي يدعى يوسف القهوة بطريقة توزيعها على الناس في الشوارع كما فعل باسكال قبله، ثم تطورت تجارته وافتتح عدة مقاهٍ في باريس. ثم افتتح رجلٌ من [[حلب]] يدعى ستيفن مقهىً قريباً من Pont au Change على نهر السين، ثم انتقل إلى شارع [[سان أندريه]] بهدف التوسع.
هكذا بدأت فكرة المقاهي في باريس، ذات طابعٍ شرقيةً بكل ما في الكلمة من معنى، اعتمدت فكرة المقهى الفرنسي على الوصول لعامة الشعب والطبقة الفقيرة الكادحة والسكان أو الزوار الأجانب، لم تكن ترى أبداً [[النبلاء]] و[[البرجوازيين]] يرتادونها، ولكن التجار الفرنسيون استطاعوا اجتذاب هؤلاء إلى نوعٍ جديدٍ من المقاهي، بعد أن تأثروا ب[[المشارقة]]، فقاموا بتأسيسها على درجةٍ كبيرةٍ من الفخامة تتناسب وذوق الرجل الفرنسي النبيل والبرجوازي، فعرفت باريس مقاهٍ ب[[رأسمالٍ]] وإدارةٍ فرنسيتين، تتميز بالرحابة والاتساع، تلمس فيها طابع الأناقة، مزينة بالسجاد الفاخر والمرايا الكبيرة والصور المعلقة على الجدران، إلى جانب الشموع المضاءة فوق [[شمعدان|شمعداناتٍ]]اتٍ وأثاث مجهز من الخشب الثمين حيث تقدم القهوة والشاي والشوكولاتة وحلوياتٌ أخرى، وما أن ظهر هذا النوع من المقاهي حتى تزاحمت عليه [[الطبقة المخملية]] والثرية، وأصبحت المقاهي تحظى باحترامٍ منقطع النظير في فرنسا.
 
== مقهى بروكوب ==
[[Fileملف:Le-Procope.jpg|thumb]]
وبقيت المقاهي إما فرنسية الطابع أو مشرقية الطابع حتى عام [[1689]] حين مزج أحد الإيطاليين الطابع الشرقي مع الفرنسي في مقهى حمل اسمه وهو [[مقهى بروكوب]]. جاء [[فرونسوا بروكوب]] من مدينة [[فلورنس]] الإيطالية، حيث كان يعمل فيها بائعاً ل[[عصير الليمون]]، وحصل على [[تصريحٍ ملكي]] ببيع ال[[بهارات]] و[[المثلجات]] وعصير الليمون وغيرها من [[المرطبات]]، وسرعان ما أضاف القهوة إلى القائمة، ونجح هذا المقهى نجاحاً منقطع النظير حتى ما يزال يعرف لليوم. ومما ساهم في شهرة هذا المقهى افتتاحه قريباً من المسرح الفرنسي Comédie Française، في شارع عُرف لاحقاً باسم [[فوسيه سان جيرمان]]، ويعرف هذا الشارع الآن باسم L’Ancienne Comédie. استطاع بروكوب أن يحقق كل هذا النجاح رغم أن مقهاه بدأ بطابعٍ كئيب مزري كما وصفه أحد كتاب عصره الذي قارنه بمغارة لشدة الظلمة فيه حتى في ذروة ساعات النهار، أما في ساعات المساء فقد كانت إضاءته ضعيفة، وهو الطابع الذي كان يضفيه أولئك الشعراء الذين كانوا يرتادونه بوجوههم الشاحبة وملابسهم الباهتة كما أشباح الظلام.
 
سطر 65:
 
== أشكال أخرى للمقاهي ==
[[Imageملف:Voltaire and Diderot at the Café Procope.jpeg|thumb|left|في مقهى بروكوب: من الشمال إلى اليمين: ماركيز دو كوندورسيه، لا أرب، فولتير، ديدرو]].
بعض الأماكن لم تبدأ كمقاهي لتناول القهوة، فعدد منها أضاف إلى قائمة مشروباته القهوة فتحولت تسميتها مع الزمن من "[[حانة]]" إلى "[[مقهى]]" مثل حانة [[رويال درومر]]، الذي أسسه [[جون رونبونو]] ليكون ملتقىً لنواب الملك [[لويس الخامس عشر]] ممن لم يكونوا يحملون سمعةً طيبة بين أبناء الشعب، خاصةً عندما تلوح في الأفق أجواءٌ احتفالية. وحتى الملكة [[ماري أنطونيت]]، زوجة لويس الخامس عشر، رقصت رقصة جماعية لا تليق بملكة في هذا المقهى الذي اقتبس اسمه كعلامةٍ تجارية لاحقاً في عالم الموضة الباريسية ليطلق على الأثاث والملابس والطعام.
 
سطر 82:
ساهمت القهوة بتغيير [[الأنماط]] الاجتماعية والنفسية لأهل باريس وساهم الباريسيون بدورهم بتعديل طعم القهوة بعد أن كان يغلب على طريقة تحضيرها أن تقدم من [[ماء]] مخلوط بالقهوة المطحونة، وكان الباريسيون يميلون إلى القهوة المحلاة بكميات كبيرة من السكر مما أدى لشيوع استعمال السكر مع انتشار شرب القهوة.
 
توسعت مهنة المقاهي وازداد عددها كل عام واحتد التنافس فأصبح من الضروري اجتذاب الزبائن بطرقٍ جديدة، فولدت فكرة غناء المقاهي، فقدمت الأغاني وال[[مونولوجات]] والرقصات والمسرحيات القصيرة للمترددين على المقاهي، قدمت العديد من هذه العروض في الهواء الطلق في منطقة [[الشنزليزية]]، وعرف الباريسيون مقاهٍ مختصة في تقديم القهوة خلال الأجواء السيئة مثل [[إلدورادو]] و[[الكازار ديفيه]] و[[سكالا]] و[[جيتيه]] و[[فولي بوبينو]] و[[رومبوتو]] و[[مسرح القرن التاسع عشر]] و[[المسرح الأوروبي]] وعدد كبير جداً من مقاهي الترفيه والتسلية، ولاحقاً، بين نهايات [[القرن السابع عشر]] وبدايات [[القرن الثامن عشر]]، ستقوم المقاهي على إضافة مشروبات جديدة على لوائحها ثم أصناف من الأطعمة حتى تحول عدد من المقاهي إلى مطاعم مع الوقت.
 
== في النمسا ==
سطر 106:
{{شريط بوابات|أدب}}
 
[[تصنيف:ثقافة فرنسيةاجتماعات]]
[[تصنيف:استشراق]]
[[تصنيف:ثقافة أوروبية]]
[[تصنيف:ثقافة فرنسية]]