21٬652
تعديل
ط (بوت: وسوم صيانة، أضاف مقالة غير مراجعة) |
|||
الأعلى ثقب تخترقه الرياح"، ثم أكمل "أبن جبير" مسيرته قاطعاً ما نسميه اليوم مدينة الرياض من شمالها إلى جنوبها، والغريب العجيب أن "ابن جبير" الذي عاصر "صلاح الدين الأيوبي"، وأُعجب به أيما إعجاب لم يمر في طريقه لبغداد مع الطرق الأخرى الموازية لموقع مدينة الرياض الآن، بل قطع طريق صلاح الدين الحالي، وكأنه على علم بأن هذا المكان سيحمل بعد تسعة قرون اسم هذا السلطان الذي عاصره "أبن جبير" وأعجب به!.
أما الرحالة "أبن بطوطة" الذي زار المنطقة بعد "أبن جبير"، بما يقارب القرنين فقد عبر ذات الطريق وكتب قائلاً: "ثم رحلنا ونزلنا الجبل المخروق وهو في بيداء من الأرض في أعلاه ثقب نافذة تخترقه الرياح"، ومع بدايات تأسيس المملكة كان حي الملز خارج نطاق العاصمة بدليل أن مطار الملك
شارع الستين قبل ربع قرن تقريباً
شارع الستين قبل ربع قرن تقريباً
كما ذكر "وليم فيسي" قبل أكثر من ستين عاماً في كتابه الرياض المدينة القديمة أن الطائرات في بداية تحليقها فوق سماء الرياض كانت تهبط في حي الملز الذي لم يُعرف قبل بناء مطار الملك
ذكريات لا تنسى مع بروستد الكوخ ومخابز العجاجي وسمبوسة غوار وفلافل عرفة ومطاعم الفارس والجندول
ويُذكر أن سبب تسمية الملز عائد إلى كونه ملزاً للخيل، وإلاّ فقد سمي في بداياته البحر الأحمر، وذلك للأرض السبخة التي كانت تقع في مكان النادي الأدبي حالياً وحديقة الملز بين شارع صلاح الدين الأيوبي وشارع الجامعة.
كما كان من ضمن بدايات حي الملز إنشاء ملعب الصايغ في الخمسينات الميلادية، وكذا سكة القطار وفندق ماريوت هذا من الناحية الجنوبية، أما شمال الحي فبدأ بمطار الملك
جبل أبو مخروق وسط حي الملز في السبعينات
بداية الإعمار
وحي الملز كان بين أحياء مدينة الرياض متميزاً في مكانه وسكانه وخدماته ومرافقه، فقد كانت نهاية السبعينات وبداية الثمانينات الميلادية تمثّل حضارة هذا الحي المأنوس بعد أن بدأت ملامح عمرانه في منتصف الخمسينات الميلادية، ممثلة بإنشاء مقار ومبانٍ لمعظم الوزارات والهيئات والمرافق الحكومية في شارع الملك
من لم يقتن سيارة (L 042) وتغبيرة «البيكب» والجنوط الخليجية فقد فاته قطار الشباب
حضارة الملز
يكاد سكان حي الملز أن يجمعوا على أن الحي بلغ ذروة نشاطه وأناقته في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات الميلادية، بل إن بداية الثمانينات كانت تمثّل الوجه المشرق لحضارة حي الملز، إذ ما زال أبناء تلك الحقبة في هذا الحي يذكرون أسبقية الملز لكثير من الأحياء، لا سيما في مجال المطاعم والملاعب والحدائق العامة، ففي عام 1385ه كان ثمة مقهىً على طريق الملك
ملاعب «السعيد» و«الهطلاني» و«النملة» خرّجت جيلاً ذهبياً..و«الكابتشينو» و«الموكا» حاضرة بين الجميع قبل 40 عاماً
المركزية ممثلة ب "سوبرماكت" السدحان في شارع الستين (صلاح الدين)، وقبلة كان ثمة منافس آخر في شارع الملك
كما كان لمكتبة جرير في شارع جرير أسبقية في نظام القرطاسيات الحديثة رغم صغر مساحتها وكثر المنافسة من قبل مكتبات حي البطحاء والديرة وشارع الوزير، وكذا كانت العقارية الأولى والمستشفى الوطني ومكتبة المكتبة ومحال وأنشطة تجارية أخرى يصعب حصرها كان لها أسبقية الانتشار، حيث بدأت من حي الملز ومنه توسعت في نشاط تجاري واستثماري تزامن مع بدايات النشاط التجاري الحديث في العاصمة الرياض.
|