كلية الأركان المشتركة العراقية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 27:
بعد التطور الذي مرت به مدرسة الاركان والتي افتتحت في ١ شباط ١٩٢٨ واقبال الضباط للقبول في دوراتها ،، صدر الامر بتحويل المدرسة الى كلية الاركان وتعيين الزعيم الركن بهاء الدين نوري عميداً للكلية سنة ١٩٣٧ حيث تم اختيار شعار الكلية المعروف ،، . وقد اختير الحديث النبوي الشريف ( اعقل وتوكل ) تحت السيف والريشة الذان يرمزان الى القوة والعلم وقصة الحديث قول رجل للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( يا رسول الله أترك ناقتي وأتوكل أو أعقلها وأتوكل؟ قال: بل اعقلها وتوكل)) وعقل الناقة يعني: شد ركبة الناقة مع ذراعها بحبل لمنعها من الحركة والضياع أثناء غياب صاحبها، وسمي العقل عقلاً؛ لأنه يمنع صاحبه عن التورط في المهالك، والعاقل هو من يحبس نفسه ويردها عن هواها.
فالتوكل على الله والاعتماد عليه أساس تنفيذ ونجاح كل أعمالنا والأخذ بالأسباب من تمام التوكل على الله ولا ينافيه..ولذلك يجب التخطيط وتأمين متطلبات المعركة لغرض تحقيق النصر بعد التوكل على الله .
 
 
 
كلية الاركان العراقية .... وعبق التاريخ
 
 
1.لم يكن تأسيس كلية الاركان مجرد صدفة , بل كان ذلك مرتبطا بعوامل خارجية وداخلية لعل ابرزها , ضغط الرأي العام البريطاني على حكومته بسبب حجم النفقات الكبيرة التي تنفقها على قواتها في العراق والذهاب الى الابقاء على قوات محدودة , وجعل العراق مسؤولا عن حماية نفسه من جهة وما شهدته المؤسسة العسكرية العراقية من مراحل تطور خلال الفترة التي سبقت تأسيس كلية الاركان العراقية من جهة اخرى , مما دفع الحكومة العراقية الى تأسيس كلية الاركان, وذلك من اجل اعداد ضباط ركن يتولون قيادة التشكيلات العسكرية عن طريق اطلاعهم على ما استجد من العلوم العسكرية في دول العالم على اعتبار ان كلية الاركان هي التي ترسم الأسس والخطوط العريضة للمفاصل العسكرية بتعبير ادق ان هيئات الركن تمثل الدعامة الرئيسية في كيان الجيش .
 
 
2.كان امرا طبيعيا , ان تضع بريطانيا عراقيل عدة من اجل عدم تأسيس كلية الاركان لانها لم تكن ترغب بان يكون الجيش العراقي قويا , بل ارادته ان يكون مجرد قوة محدودة تقتصر مهمتها على حفظ الامن وحماية مصالحها ولذلك ظل الجيش العراقي يعتمد ومنذ تأسيسه عام 1921 على الضباط العراقيين من خريجي المدارس العسكرية العثمانية (الحربية والاركان ) والذين كان عددهم يتناقص مع توسع التشكيلات العسكرية العراقية .
 
 
3.من هذا المنطلق , وضعت الحكومة العراقية في اولى اولوياتها السعي الى اعداد جيل من ضباط الركن لادارة القطعات العسكرية وتنظيمها وان يحظى جيشها بالعدد الكافي منهم على نحو يتناسب والتوسع المستمر في تشكيلاته من خلال تاسيس كلية اركان تاخذ على عاتقها اعداد الضباط وتزويدهم بالعلوم العسكرية وتمكينهم من ادارة وتنظيم وقيادة القوات المسلحة على اسس علمية وعملية رصينة .وفي الواقع , فان الحكومة العراقية استغلت وبشكل كبير نقطة مهمة الا وهي خلو معاهدتي 1922 – 1926 الموقعتين بينهما من اي نص يحول دون تأسيس اية مدارس او اكاديميات عسكرية عراقية من جانب . فضلا عن ذلك فقد استغلت الحكومة العراقية الفقرة الاولى من المادة الاولى من معاهدة عام 1922 التي نصت على تثقيف الضباط العراقيين بالعلوم العسكرية في بريطانيا .بالمقابل فان رفض بريطانيا قبول الضباط العراقيين في كلية الاركان البريطانية ( كمبرلي ) بحجة ان فرص التعليم التي هيأها الضباط البريطانيون المتواجدون في الجيش العراقي كان كافيا لضمان تعليم واجبات الاركان لسنوات مقبلة.
 
 
4.ان رفض بريطانيا قبول الضباط العراقيين في كلية الاركان البريطانية ( كمبرلي ) بحجة ان فرص التعليم التي هيأها الضباط البريطانيون المتواجدون في الجيش العراقي كان كافيا لضمان تعليم واجبات الاركان لسنوات مقبلة. الامر الذي دفع الحكومة العراقية ان ترفض هذه الحجة جملة وتفصيلا , وذلك من خلال اصرارها على اشراك الضباط العراقيين في كليات الاركان الغربية مما يؤكد حقيقة مهمة وهي ان العراق وان كان في بدايات تأسيسه الا انه كان يشكل قوة متينة مرنة امام بريطانيا التي كانت تفوقه عددا وعدة في كل المجالات لاسيما السياسية والعسكرية . بتعبير اوضح ان العراق اجبر بريطانيا ولاكثر من مرة ان تتنازل من عليائها والحد من نفوذها . وهذا لا يعني قطعا ان بريطانيا كانت اضعف من العراق بل كانت تدرك تماما بان ابقاء العراق ضمن الحدود المطلوبة امرا مستحيلا لذا كانت تتجنب اثارة الخصومات معه وقــــــد اثبتت السياسة البريطانية فيما بعد صواب ذلك التقدير.وفي الواقع , فان استجابة بريطانيا لضغوطات العراق كانت محسوبة النتائج سواء على الصعيد السياسي ام العسكري على اعتبار ان تاسيس كلية اركان عراقية كان يمثل في حد ذاته استجابة لقدر من طموحات العراق المشروعة ولكن دون الخروج عن الاطار العام الذي رسمته لمؤسستة العسكرية لاسيما مع وجود الضباط الوطنيين الذين اصبحوا يمثلون قوة ضغط كبيرة تزامنت مع ما افرزه الواقع العراقي بعد عام 1920 وتطلعهم حول طبيعة تكوين الجيش العراقي , وما اثبته هؤلاء او معظمهم من كيفية وضع مصلحة البلاد فوق كل مصلحة وهذا يعني بحد ذاته ان تأسيس كلية الاركان قد مر بسلسلة من الكفاح الطويل.
 
 
5.وعلى اية حال تم تاسيس كلية الاركان العراقية في 2 شباط 1928 باسم " مدرسة الاركان" , والتي كانت في الكرادة الشرقية ( حاليا ) , وصممت على غرار كلية الاركان البريطانية ( كمبرلي ) , واصبحت معظم هيئاتها التعليمية من الضباط البريطانيين . بتعبير ادق , ان بريطانيا ارادت ان تكون " كلية الاركان" نسخة ثانية للنموذج العسكري السائد في بريطانيا , وقد رفضت الاخيرة بشدة ارسال الضباط العراقيين للدراسة في الكليات الاوربية , لان ذلك يعني تغيير بنية , وتركيبة الجيش العراقي المصصم على غرار السياقات البريطانية الامر الذي يؤدي حتما الى الاخلال بمبدأ المصدر الواحد لشؤون الجيش العراقي المقيد ببريطانيا دون غيرها. وبالتالي فان الاخلال بهذا المبدأ , كان سيفتح الباب امام العراق للاعتماد على غير بريطانيا في شؤونه العسكرية , وهذا يعني بحد ذاته افلات الامور من يد بريطانيا , ومن ثم فقدان سيطرتها على العراق عاجلا ام اجلا .
 
 
6.مما سبق يبدو واضحا ان بريطانيا ارادت ان تكون كلية الاركان العراقية عراقية الشكل بريطانية الهيكلية والتنظيم والمسلك والتفكير وذلك من اجل ضمان جيل جديد من الضباط العراقيين تكون رؤيتهم العسكرية منسجمة مع الرؤية العسكرية البريطانية .
من هذا المنطلق حرصت بريطانيا على ان يكون حتى امري الكلية من الضباط الذين تخرجوا من المدارس العسكرية البريطانية او المشاركين في دورات الاركان البريطانية . فضلا عن انها عينت العقيد ( ر. لوفانو ) لمنصب ( ناظر ) في الكلية.
 
 
7.اما الغرض الاساسي من تاسيس الكلية فهو اعداد ضباط ركن اكفاء في الادارة وتنظيم القطعات العسكرية بحيث يكونو قادرين على القيام بواجبات الركن ومهام القيادة بعد فترة من التجربة العملية عن طريق تزويد الطلاب بالمعلومات الضرورية العسكرية وغيرها وصقل المواهب وغرس المهارات الضرورية للقيام بواجبات القيادة والاركان وممارسة االتخطيط في المؤسسة العسكرية ورفع سياستها العسكرية العليا الذي يؤمن الارتباط الوثيق بالمستوى الاعلى وتوفير القدرة لطلبتها على مقارعة المهمات التي تخبئها لهم الحياة العسكرية لان الذين يدرسون فن الحرب ويطلعون على متناقضاته تكون لهم القدرة على مواجهة اغلب المعاضل ، الامر الذي يؤكد وبدون شك ان كلية الاركان كانت تمثل احدى الطرق التي تصب في بناء المؤسسة العسكرية وتطويرها , وتزويدها بالمعلومات العسكرية الثقافية العلمية والعملية التي هي حصيلة خبرات وتجارب الجيوش .
 
 
8.في بداية تأسيس الكلية عام 1928 تكون الهيكل التنظيمي من المقر الذي يديره آمر الكلية والذي يتم تعيينه من قبل وزارة الدفاع ،بعد ان يتم ترشيحه من قبل رئاسة اركان الجيش طبقا للشروط والتي اهمها ان " يكون معلما في كلية الاركان " , وان " يكون خريجاً لأحدى دورات الاركان الخارجية " وان " يجيد اللغة الانكليزية " ويفضل ان " يكون من الحاصلين على الدرجة ( أ ) التي تمثل درجة امتياز " , ويعتبر هذا المنصب منصبا مرموقا وهو يعادل مناصب مدراء المديريات في وزارة الدفاع باعتباره من المع ضباط الركن . فضلا عن ان اشغال منصب آمر كلية الاركان هو تمهيد لاشغال منصب رئيس اركان الجيش مستقبلاً. مع العلم ان كلية الاركان كانت تضم ايضا " مساعد الامر " و" ضابط ركن التدريب " و " ضابط ركن الاداري " والذين يحملون رتبا عسكرية مختلفة .
 
 
9.اما اقسام الكلية فتتكون من هيأة التصميم التي تتألف من " ضابط ركن التصميم " و " معلمين اجانب" , وبرتب عسكرية مختلفة و " قسم وسائل الايضاح" الذي كان يتكون من ثلاث شعب وهي" شعبة الخرائط والتصاوير الجوية "و " شعبة ادامة وسائل الايضاح الفنية والكهربائية " و " شعبة الانتاج " ويرأس هذا القسم ضابط ركن ،ولكل شعبة ضباط خاصين بها . اما القسم الثالث فهو " الجناح الاداري " الذي كان يتكون من " ضابط الاعاشة " و " ضابط المعسكر والمطعم " و " المكتبة " , و " مفرزة الية " , و " مراتب وتوابع ".
ومن الجدير بالملاحظة , ان امري الكلية ومعلميها , كانوا يستخدمون لمدة محدودة , وهي اربع سنوات فقط ابتداءً من تاريخ تعيينه .وعند تغيير احد المعلمين فيجب الحاق الضابط المنتخب من كلية الاركان لمنصب معاون معلم لمدة سنة واحدة قبل ان يتم تعيينه معلما بصورة دائمية على ان يكون هذا الضابط من " خريجي كلية الاركان الممتازين " اي من الحاصلين على الدرجة ( أ ) وممن له " المام باللغة الانكليزية " , ومن المشتركين في " دورة اركان خارجية " .ينبغي ان نشير هنا الى ان صفوف الكلية كانت في باديء الامر صفا واحدا كان يضم عددا من التلاميذ يحدد من قبل رئاسة اركان الجيش .
 
 
10.على الرغم من محدودية عدد التلاميذ , الا ان هذه الكلية قد نالت اهتمام الملك فيصل الاول اذ زارها في 22 ايلول 1928, وسجل في سجل الزيارات هذا الكلام المعبر :
 
 
" اشجعكم على العمل والاستمرار وارجو من ذلك انشاء جيش يحمي دياركم ".
فضلا عن ذلك , فقد حظيت الكلية باهتمام الملك غازي حيث رافق طلاب دورة الاركان الثانية في جولتهم التي شملت منطقة الحدود الشرقية , ضمن الحدود العراقية– الايرانية.وفي الواقع , فان التطورات العسكرية التي شهدتها جيوش العالم من جهة وتوسيع اعمال الركن في تلك الدول من جهة اخرى دفع اركان الدولة العراقية الملكية والقيادات العسكرية العليا , الى الدفع باتجاه تطوير تشكيلاتها العسكرية فتحولت كلية الاركان من مدرسة الى كلية في عام 1937 ووضع لها شعار " اعقل وتوكل " واصبحت موضع اهتمام الدولة ومثقفيها بناء على ما اخذت تتصف به من روح عسكرية عالية .
 
[[تصنيف:كلية الأركان العراقية]]