تاريخ باكستان: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
اصلاح وسائط قالب:مرجع كتاب
سطر 1:
[[ملف:Mohenjo-daro Priesterkönig.jpeg|200px|تصغير]]
'''تاريخ باكستان''' يعود إلى 2500 سنة قبل الميلاد حيث قامت حضارة مزدهرة حول وادي [[نهر السند]]، <ref>Mughal, Muhammad Aurang Zeb. "Harappan Seals." World History Encyclopedia, Era 2: Early Civilizations, 4000-1000 BCE. Ed. Kevin Murray McGeough. Santa Barbara, CA: ABC-CLIO, 2011.</ref> تعاقب على حكم هذه المنطقة [[الفرس]] و[[الاسكندر المقدوني]] وأقوام من أواسط آسيا حتى العام [[711]] م، [[93 هـ]] حيث أبحر [[المسلمون]] [[العرب]] عبر [[بحر العرب]] وقاموا بفتح [[إقليم السند]] حيث نشروا [[الدين الإسلامي]] في هذا الإقليم. وبحلول عام [[391 هـ]]، 1000 م فتح المسلمون الأتراك منطقة شمال الباكستان انطلاقـًا من [[إيران]]، وقد أسس [[محمود الغزنوي]] مملكة إسلامية شمل نفوذها في بعض المراحل إقليم وادي [[نهر السند]] بأكمله.<ref name="Gier">Nicholas F. Gier, ''FROM MONGOLS TO MUGHALS: RELIGIOUS VIOLENCE IN INDIA 9TH-18TH CENTURIES'', Presented at the Pacific Northwest Regional Meeting American Academy of Religion, Gonzaga University, May 2006 [http://www.class.uidaho.edu/ngier/mm.htm]. Retrieved 11 December 2006.</ref><ref name=Naik>{{citeمرجع bookكتاب|lastالأخير=Naik|firstالأول=C.D.|titleالعنوان=Buddhism and Dalits: Social Philosophy and Traditions|yearسنة=2010|publisherالناشر=Kalpaz Publications|locationمكان=Delhi|isbnالرقم المعياري=978-81-7835-792-8|pageالصفحة=32}}</ref> وقد أصبحت [[لاهور]] عاصمة لهذه المملكة، ثم نمت وتطورت بعد ذلك لتصبح مركزًا رئيسيـًا من مراكز الثقافة الإسلامية في [[شبه القارة الهندية]]. وقد أصبحت معظم الأنحاء التي تعرف اليوم باسم باكستان، جزءًا من [[سلطنة دلهي]] عام 603 هـ، 1206 م، وهي إمبراطورية إسلامية كانت تضم شمالي [[الهند]].<ref name=re2000>Richard Eaton(2000), [http://jis.oxfordjournals.org/content/11/3/283.extract Temple Desecration and Indo-Muslim States], Journal of Islamic Studies, 11(3), pp 283-319</ref>
 
بدأت المنافسة تحتدم بين التجار الأوروبيين ابتداءً من القرن السادس عشر الميلادي، وذلك مفي [[الهند]] – والتي أصبحت فيما بعد ثكنات عسكرية تهاجم المدن والبلدات الهندية وتستبيحها -، وذلك بالتعاون مع أباطرة المغول. وبحلول القرن الثامن عشر الميلادي وما تلاه أصبحت شركة الهند الشرقية البريطانية الجنسية أضخم قوة تجارية في الهند. قامت [[بريطانيا]] بإحداث العديد من المدارس والجامعات بنظم تعليمية تغريبية التحق بها أعداد كبيرة من الهندوس بينما قاطعها غالبية المسلمين الذين بقوا يذهبون إلى مدارسهم الخاصة حيث اقتصر التعليم فيها على مبادئ الدين الإسلامي ومبادئ الحساب مما أدى إلى فجوة ثقافية كبيرة بين الهندوس والمسلمين وبالتالي سيطرة الهندوس على العديد من المواقع الهامّة في مديريات الدولة المختلفة، هنا ظهر العديد من المصلحين الإسلاميين الذين تنادوا لإصلاح وضع المسلمين وزيادة الوعي والعلم لديهم كخطوة أولى نحو التحرر والاستقلال، كان أحد أهم هؤلاء السيد أحمد خان الذي تزعم الحركة الإصلاحية في منتصف القرن التاسع عشر فبدأ خطته في الارتقاء بمستوى التعليم لدى المسلمين.
سطر 8:
أصبحت باكستان في 14 أغسطس من عام 1947 م دولة مستقلة من دول رابطة الشعوب البريطانية ([[الكومنولث]])، كما حصلت الهند على استقلالها في اليوم التالي لهذا التاريخ، وقد أصبح [[محمد علي جناح]] الذي يعتبر مؤسس دولة باكستان أول رئيس حكومة في باكستان. يرى الكثير من مؤيدي فكرة استقلال باكستان عن الهند أّنها خلّصت المسلمين الهنود من تعصّب الهندوس الأعمى وتحكمهم في رقاب المسلمين ويأتي في مقدمة هؤلاء شاعر الإسلام محمد إقبال الذي كان يحلم بإنشاء وطن للمسلمين في شبه القارة الهندية. في العام [[1958|1958م]] قام الجنرال [[أيوب خان]] بأول [[انقلاب عسكري]] في تاريخ البلاد بدعم من [[الولايات المتحدة الأميركية]]، شهد حكم أيوب خان العديد من الإصلاحات الاقتصادية مما أدى إلى ارتفاع الخط البياني الاقتصادي للبلاد نسبياً، كما تمّ نقل العاصمة من كراتشي إلى إسلام آباد. تأئر أيوب خان بأفكار مصطفى كمال أتاتورك فكان علمانياً لا يتبنى فكرة الدولة الإسلامية وكان خصماً عنيداً للإسلاميين. في نهاية عام 1968 م وصل استياء الشعب من حكومة أيوب خان مداه, كما تحالفت العديد من القوى السياسية ضده وكان أبرزهم [[المودودي]] الذي عاد فعارض حكمه بسبب عقده [[اتفاقية طشقند]], ولم يكن أمام أيوب خان إلا أن يترك منصبه، فقدم استقالته في العام 1969 م ليتولى السلطة بعده قائد أركان الجيش [[آغا محمد يحيى خان]].
 
تولى [[يحيى خان]] الحكم وسط العديد من المشاكل والأخطار التي أصبحت تهدد الكيان الباكستاني بالوجود فما إن انتهت الحرب الهندية الباكستانية في العام 1966 م حتى بدأت مشكلة باكستان الشرقية بالتصاعد، هذه المشكلة التي بدأت في العام 1952 م بمطالبات أهل باكستان الشرقية ذات الأغلبية البنغالية باحترام حقوقهم الثقافية والعددية ذلك بعد أن أعلن محمد علي جناح أمام حشد ضخم من السكان البنغال في دكا، عاصمة باكستان الشرقية آنذاك، أن الأردية ستكون هي اللغة الرسمية الوحيدة في باكستان مما أدى إلى إرساء سابقة خطيرة لحكام باكستان الغربية (باكستان الحالي) ألا وهي تحييد الأغلبية العددية لباكستان الشرقية عبر إجراءات قانونية خادعة فضلاً عن إجراءات أخرى مجحفة أفقدت سكان باكستان الشرقي تأثير الصوت الانتخابي. تصاعدت حدة المطالبة بالحقوق البنغالية والتي تزعمها مجيب الرحمن - والذي كان وللمفارقة من أبرز المؤيدين لـ "محمد علي جناح" في تأسيس دولة باكستان - زعيم [[حزب رابطة عوامي]] الممثل الأكثر شعبية لدى البنغاليين لتصل حدّ المطالبة بالاستقلال الذاتي الكامل لباكستان الشرقية وتمثيلها في المجلس النيابي الاتحادي على أنها تمثل أغلبية السكان.<ref name="New Left Book plc">{{citeمرجع bookكتاب|lastالأخير=Ali|firstالأول=Tariq|titleالعنوان=The Clash of Fundamentalism|yearسنة=2002|publisherالناشر=New Left Book plc|locationمكان=United Kingdom|isbnالرقم المعياري=1-85984-457-X|pagesالصفحات=395|urlمسار=http://books.google.com/books?id=C8h_VjG4ucsC&pg=PA181&dq=Pakistan+elections+1954+communist#v=onepage&q=Pakistan%20elections%201954%20communist&f=true}}</ref> تقرر يوم الثالث من آذار/مارس 1971 م موعداً لانعقاد المجلس النيابي، ولكن بوتو رفض حضور الجلسة رفضاً تاماً، فتأجل الموعد مما أثار أهل باكستان الشرقية، وانفجر فيها عصيان مسلح، أجّجه دعوة مجيب الرحمن إلى الإضراب العام ودعوته البنغاليين إلى التضحية بحياتهم في سبيل القومية البنغالية !! واضطر الرئيس "يحيى خان" للسفر إلى الجناح الشرقي لتهدئة الأوضاع فلم يفلح، واعتُقل مجيب الرحمن، لأنه أعلن قيام دولة بنغلاديش في 26 آذار/ مارس 1971 م. وفي أثناء ذلك توجهت عناصر انفصالية بنجلادشية أغلبها من الهندوس إلى الهند، وبدأت العمل ضد باكستان، وقُدّر هؤلاء بنحو تسعة ملايين، ثم قامت الهند بالتعاون مع هؤلاء الانفصاليين بالهجوم على باكستان، ثم اشتعلت الحرب بين الهند وباكستان على الحدود الشرقية والغربية للبلدين، وانتهت المعارك بهزيمة كبيرة لباكستان، وتوقيع معاهدة استسلام. أدى هذا القتال الدامي إلى وفاة أكثر من مليون شخص كما فقدت باكستان حوالي سُبع مساحتها وما يزيد على نصف عدد سكانها، تقدم يحيى خان باستقالته بعد مرور عدة أيام على وقوع هذه الأحداث، ثم خلفه ذو الفقار علي بوتو.
 
كان أول ما فعله [[ذو الفقار علي بوتو]] -الذي فاز حزبه بأغلبية الأصوات في باكستان الغربية أثناء الانتخابات البرلمانية التي كانت قد جرت في 1970 م- أن أطلق سراح مجيب الرحمن الذي أصبح رئيساً لهذه الدولة الوليدة، وكان ذلك مقابل الإفراج عن حوالي 92 ألف أسير باكستاني لدى البنغاليين والهنود.قام [[ضياء الحق]] بانقلاب عسكري أبيض ضد الرئيس بوتو في العام 1977 م، وأعلن أن الجيش قام لوضع حد لحالة التدهور التي تجتاح البلاد، والتي عجز الرئيس بوتو عن حلها. أعلن [[ضياء الحق]] أن عودة الحكم المدني لباكستان ستكون بأسرع ما يمكن، وأكد أن الجيش ليست له مطامع سياسية، وأنه سيحتفظ بالسلطة لحين إجراء الانتخابات في غضون ثلاثة أشهر. تميّز حكم ضياء الحق بالتقرّب من جهتين الأولى هي [[الولايات المتحدة الأميركية]] التي وجدت في حكومة ضياء الحق واسطة بينها وبين المجاهدين الأفغان التي أخذت واشنطن بدعمهم بشكل غير مباشر عن طريق الجيش الباكستاني والاستخبارات الباكستانية في مواجهة الدب السوفييتي كما أنّها أرادت إبقاء باكستان في فلك النظام الرأسمالي بعد الخطوات الاشتراكية التي اتخذها بوتو إبان حكمه وفي المقابل وجد ضياء الحق في أميركا الحليف القوي ضد الهند والملتزم بتسليح الجيش الباكستاني بأحدث العتاد الحربي.