جهاز عصبي مركزي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 1:
[[ملف:Central nervous system.svg|تصغير|150بك|مخطط يظهر الجهاز العصبي المركزي CNS:<br/>'''1.''' الدماغ <br/>'''2.''' الجهاز العصبي المركزي<br/>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;<small>(الدماغ والنخاع الشوكي)</small><br/>'''3.''' نخاع شوكي]]
'''الجهاز العصبي المركزي central nervous system''' أو ('''CNS''') : يمثل الجزء الأضخم من [[الجهاز العصبي]] العام. اجتماعه مع [[الجهاز العصبي الذاتي|الجهاز العصبي المستقل]] [[جهاز عصبي جسدي|والجهاز العصبي الجسدي]] يشكل ما ندعوه الجهاز العصبي الذي يلعب الدور الرئيس في التحكم بسلوك وتصرفات الحيوانات عامة والإنسان خاصة.
[[ملف:1201 Overview of Nervous System.jpg|تصغير|رسم تخطيطي يظهر الجهاز العصبي المركزي باللون الزهري، و الجهتز العصبي الطرفي باللون الاصفر <ref>{{cite book | title=Farlex Partner Medical Dictionary, Farlex 2012}}</ref>]]
الجهاز العصبي المركزي هو جزء من الجهاز العصبي، ويتكون من الدماغ والحبل الشوكي، و يسمى الجهاز العصبي المركزي بهذا الإسم لأنه يجمع بين المعلومات التي يتلقاها وينسق ويؤثرعلى نشاط جميع الأجزاء من أجسام الكائنات ثنائية التماثل (كل الحيوانات متعددة الخلايا باستثناء الإسفنج والحيوانات المتماثلة شعاعيا مثل قناديل البحر)، ويشكل هذا الجهاز معظم الجهاز العصبي. يمكن القول، أن العديد يعتبرون شبكية العين <ref name="Purves 2000">{{cite book | last1 = Purves | first1 = Dale | title = Neuroscience, Second Edition | language = | volume = | year = 2000 | url = http://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK10799/ | isbn = 9780878937424 | location = Sunderland, MA | publisher = Sinauer Associates }}</ref> والعصب البصري (العصب القحفي الثاني)، <ref>{{cite web|title=Medical Subject Headings (MeSH): Optic Nerve|url=http://www.ncbi.nlm.nih.gov/mesh/68009900|publisher=National Library of Medicine|accessdate=28 September 2013}}</ref><ref name="Fitzgerald" /><!-- 292 --> وكذلك الأعصاب الشمية (العصب القحفي الأول) ونسيج الظهارة الشمية <ref name="Gizurarson S. 2012 566–582">{{cite journal | author = Gizurarson S | title = Anatomical and histological factors affecting intranasal drug and vaccine delivery. | journal = Current Drug Delivery | volume = 9 | issue = 6 | pages = 566–582 | year = 2012 | pmid = 22788696 | pmc = 3480721 | doi = 10.2174/156720112803529828 }}</ref> أجزاء من الجهاز العصبي المركزي؛ لأنها تتشابك مباشرة مع نسيج الدماغ دون العقد الوسيطة، ويعتبر نسيج الظهارة الشمية النسيج الْوَحِيد من الجهاز العصبي المركزي في اتصال مباشر مع البيئة، الذي يُفتح للمداواة العلاجية. <ref name="Gizurarson S. 2012 566–582"/> يوجد هذا الجهاز داخل تجويف الجسم الظهري، الدماغ موجود في تجويف الجمجمة والنخاع الشوكي في القناة الشوكية. في الفقاريات، الدماغ محمي بواسطة الجمجمة، في حين أن الحبل الشوكي محمي بواسطة الفقرات، وكلاهما مغلفان بالسحايا.<ref>
{{cite book
| last = Maton | first = Anthea
|author2=Jean Hopkins|author3=Charles William McLaughlin|author4=Susan Johnson|author5=Maryanna Quon Warner|author6=David LaHart|author7=Jill D. Wright
| title = Human Biology and Health
| publisher = Prentice Hall
| year = 1993
| location = Englewood Cliffs, New Jersey, USA
| pages = 132–144
| isbn = 0-13-981176-1
}}</ref>
 
منذ بداية التأثير النظري [[سيبرنيطيقا|لعلم السيبرنتيك]] cybernetics في الخمسينيات، تم تمييز الجهاز العصبي المركزي على أنه الجهاز المخصص لمعالجة المعلومات، حيث يتم حساب الناتج الحركي المناسب كنتيجة للدخل الحسي الذي يرد الدماغ. لكن العديد من الأبحاث اللاحقة بين أن الفعالية الحركية توجد بشكل جيد قبل التدخل والتنبيه الحسي وأثنائه، مما يعني أن الجهاز الحسي يؤثر على السلوك فقط لكنه لا يسيطر عليه.
==البنية==
يتكون الجهاز العصبي المركزي من اثنين من التركيبات الرئيسية: الدماغ والحبل الشوكي. االدماغ مغطى بالجمجمة، والتي يحميها القحف،<ref name="Moore's" /> والحبل الشوكي مستمر مع الدماغ ويقع ذيليّاً بالنسبة إلى الدماغ، <ref name="Kandel" /> ومحمي من قبل العمود الفقري، <ref name="Moore's" /> ويبدأ الحبل الشوكي من قاعدة الجمجمة، حيث أنه يستمر من خلال<ref name="Moore's" /> أو يبدأ من أدنى <ref name="Huijzen" /> الثُّقْبَةُ العُظْمَى، <ref name="Moore's" /> وينتهي تقريبا مع مستوى الفقرة القطنية الأولى أو الثانية، <ref name=Kandel>{{cite book|vauthors= Kandel ER, Schwartz JH |title=Principles of neural science|year=2012|publisher=McGraw Hill|location=Appleton & Lange|isbn=978-0-07-139011-8|pages=338–343|edition=5.}}</ref><ref name="Huijzen">{{cite book|last=Huijzen|first=R. Nieuwenhuys, J. Voogd, C. van|title=The human central nervous system|year=2007|publisher=Springer|location=Berlin|isbn=978-3-540-34686-9|pages=3|edition=4th}}</ref> ويحتل الأقسام العلوية من القناة الفقرية. <ref name="Fitzgerald">{{cite book|last=Estomih Mtui|first=M.J. Turlough FitzGerald, Gregory Gruener|title=Clinical neuroanatomy and neuroscience|publisher=Saunders|location=Edinburgh|isbn=978-0-7020-3738-2|pages=38|edition=6th}}</ref>
===المادة البيضاء والرمادية)السنجابية)===
[[ملف:1202 White and Gray Matter.jpg|تصغير|تشريح الدماغ مع العلامات التي تبين تقسيم واضح بين المادة البيضاء والرمادية. ]]
مجهرياً، هناك اختلافات بين الخلايا العصبية والأنسجة في الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي، وينقسم الجهاز العصبي المركزي إلى المادة البيضاء والرمادية، <ref name="Kandel" /> ويمكن أن ينظر ظاهريا إلى أنسجة المخ؛ حيث تتكون المادة البيضاء من المحاور والخلايا قليلة التفرع، في حين أن المادة الرمادية تتكون أساسا من الخلايا العصبية، وكلا النسيجين يشملان عدد من الخلايا الدّبقية (على الرغم من أن المادة البيضاء تحتوي على أكثر منها)، والتي غالبا ما يشار إليها باسم خلايا دعم الجهاز العصبي المركزي. هناك أشكال مختلفة من الخلايا الدبقية ولكل منها وظائف مختلفة، بعضها يتصرف تقريبا كما سقالات للأرومات العصبية لتتسلق خلال تكوين الخلايا العصبية مثل دبقية بيرجمان، في حين أن أشكال أخرى مثل الخلايا الدبقية الصغيرة، والتي هي نوع خاص من البلاعم، تشارك في نظام المناعة في الدماغ وكذلك تخليص أنسجة المخ من نواتج الأيض المختلفة،<ref name="Fitzgerald" /> ويمكن أن تشارك الخلايا النجمية في كل من إزالة نواتج الأيض ونقل الوقود والمواد المفيدة المختلفة للخلايا العصبية من الشعيرات الدموية في الدماغ، وخلال إصابة الجهاز العصبي المركزي، فإن الخلايا النجمية سوف تتكاثر، مما يتسبب في الدباق (شكل من أشكال ندب النسيج العصبي)، وبالتالي إلى نقص في الخلايا العصبية الوظيفية. <ref name="Fitzgerald" />
الدماغ (المخ وكذلك الدماغ المتوسط والدماغ المؤخر) يتكون من القشرة، الَتِي تتكون من الخلايا العصبية -أجسام الخلايا تشكل المادة الرمادية- بينما داخليا هناك مادة بيضاء أكثر والتي تشكل المسارات والأصورة، وبصرف النظر عن المادة الرمادية القشرية، فهناك أيضاً المادة الرمادية تحت القشرية التي تتكون من عدد كبيرمن نوى مختلفة.<ref name="Kandel" />
===الحبل الشوكي===
يوجد بروزات للجهاز العصبي المحيطي من وإلى الحبل الشوكي على شكل الأعصاب في العمود الفقري (وأحيانا الأعصاب القطعية <ref name="Moore's" />)، وهذه الأعصاب تربط الحبل الشوكي مع الجلد والمفاصل والعضلات وغيرها، وتسمح بنقل الصادرات الحركية وكذلك واردات الإشارات الحسية والمحفزات، <ref name="Kandel" /> وهذا يسمح للحركات الطوعية وغير الطوعية للعضلات، فضلا عن تصور الحواس. يوجد 31 عصب شوكي يبرز من جذع الدماغ، <ref name="Kandel" /> بعضها تشكل ضفيرة لتفرعها، مثل الضفيرة العضدية، والضفيرة العجزية إلخ، <ref name="Moore's" /> وكل عصب شوكي يحمل الإشارات الحسية والحركية على حد سواء، ولكن الأعصاب تشبك في مناطق مختلفة من الحبل الشوكي، سواء من الأطراف إلى الخلايا العصبية الحسية التي تنقل المعلومات إلى الجهاز العصبي المركزي أو من الجهاز العصبي المركزي إلى الخلايا العصبية الحركية، التي تنقل المعلومات إلى الأطراف. <ref name="Kandel" />
الحبل الشوكي ينقل المعلومات إلى الدماغ من خلال مسارات العمود الفقري من خلال "المسار المشترك النهائي" <ref name="Kandel" /> إلى المهاد، وفي نهاية المطاف إلى القشرة، ولا يتم ترحيل كافة المعلومات إلى القشرة المخية، ولا تصل إلى وعينا على الفور، ولكن بدلا من ذلك فإنها تنقل فقط إلى المهاد الذي يفرزها ويتكيف وفقا لذلك؛ وهذا بدوره قد يفسر لماذا لا يوجد لنا إدراك مستمر لجميع جوانب محيطنا.
[[ملف:1507 Short and Long Reflexes.jpg|تصغير|قد تحدث ردود الفعل أيضا دون إشتراك أكثر من خلية عصبيّة واحدة من الجهاز العصبي المركزي كما في المثال التالي من رد فعل قصير.]]
[[ملف:1615 Locations Spinal Fiber Tracts.jpg|تصغير|صورة تخطيطية توضح مواقع بعض المسارات للحبل الشوكي]]
[[ملف:Sobo 1909 615.png|تصغير|الرسم توضيحي للأعمدة ومسارات الألياف في الحبل الشوكي. تحدث نقاط الاشتباك العصبي الحسي في الحبل الشوكي الظهري (أعلاه في هذه الصورة)، أما الأعصاب الحركية فإنها تغادر من خلال الحبل البطني (ويسمى جانبي) وهي قرون من الحبل الشوكي كما هو موضح أدناه في الصورة]]
[[ملف:1508 Autonomic Control of Pupil Size.jpg|تصغير|طرق مختلفة يمكن من خلالها تفعيل الجهاز العصبي المركزي وجعلنا على إدراك للأفعال بدون إشراك القشرة. يظهر المثال أعلاه العملية التي يتم خلالها توسع الحدقة خلال الضوء الخافت، وتفعيل الخلايا العصبية في النخاع الشوكي. يظهر المثال الثاني تضيق الحدقة نتيجة لتفعيل نواة إدينغر-يستفال (العقدة المخية).]]
====الأعصاب الدماغية====
بصرف النظر عن الحبل الشوكي، هناك أيضا الأعصاب الطرفية من الجهاز العصبي المحيطي التي تشبك من خلال وسطاء أو العقد مباشرة إلى الجهاز العصبي المركزي، ويوجد الإثني عشر عصباً في منطقة الرأس والرقبة وتسمى الأعصاب القحفية أو الدماغية. هذه الأعصاب القحفية تجلب المعلومات إلى الجهاز العصبي المركزي من وإلى الوجه، وكذلك لعضلات معينة (مثل العضلات شبه المنحرفة، التي يزودها العصب الشوكي الإضافي<ref name="Moore's" />
وكذلك بعض الأعصاب الشوكية العنقية في العمود الفقري). <ref name="Moore's" />
 
زوجين من الأعصاب القحفية هما العصب الشمي والعصب البصري <ref name="Purves 2000"/> غالبا ما يعتبران من الجهاز العصبي المركزي؛ وذلك لأنهما لا يشبكان أولاً على العقد الطرفية، ولكن مباشرة على الخلايا العصبية للجهاز العصبي المركزي. ويعتبر نسيج الظهارة الشمية مميزاً في أنه يتكون من النسيج العصبي المركزي و يكون في اتصال مباشر مع البيئة، وهَذَا يسمح بإعطاء بعض الأدوية والعقاقير. <ref name="Gizurarson S. 2012 566–582"/>
== المنشأ الجنيني ==
[[ملف:Neuron with oligodendrocyte and myelin sheath.svg|تصغير|الأعصاب الطرفية المحاطة بالميالين في الأعلى، والخلايا العصبية للجهاز العصبي المركزي في الأسفل]]
[[ملف:Neural tube.png|تصغير|150بك|تكوُّن الأنبوب العصبي]]
===الدماغ===
يبدأ تطور الجهاز العصبي المركزي في مرحلة مبكرة من التطور الجنيني؛ ففي اليوم الـ20 من حياة الجنين تهاجر خلايا الصفيحة العصبية إلى [[الخط الناصف]]، وفي اليوم 23 تندمج هذه الخلايا من الأعلى لتُكَوِّن [[الأنبوب العصبي]]، أما خلايا [[العرف العصبي]] (neural crest cells) فتصبح قاسية بالنسبة للأنبوب. الخلايا المبطنة للأنبوب العصبي تصبح -لاحقاً- إما [[خلايا البطانة العصبية]] أو [[خلايا جذعية عصبية]]. أما خلايا الأنبوب العصبي الخارجية فتصبح -لاحقاً- [[العصبونات]] و[[الخلايا الدبقية]] للجهاز العصبي المركزي. أما خلايا العُرف العصبي فتصبح -لاحقاً- [[الأعصاب الحسية]] و[[الأعصاب الحركية]] [[جهاز عصبي طرفي|للجهاز العصبي الطرفي]].
إلى الأعلى من الحبل الشوكي يقع الدماغ، <ref name="Kandel" /> والذي يشكل الجزء الأكبر من الجهاز العصبي المركزي، وغالبا ما يكون الهيكل الرئيسي المشار إليه عند الحديث عن الجهاز العصبي، ويعتبرالدماغ الوحدة الوظيفية الرئيسية في الجهاز العصبي المركزي، وفي حين أن الحبل الشوكي لديه قدرات معالجة معينة مثل تحريك العمود الفقري ومعالجة ردود الفعل، فالدماغ هو وحدة المعالجة الرئيسية للجهاز العصبي.
====جذع الدماغ====
يتكون الدماغ من النخاع والجسر والدماغ المتوسط، ويمكن الإشارة إلى النخاع كامتداد للنخاع الشوكي، كما أن تنظيمه وخصائصه الوظيفية مماثلة لتلك الخاصة بالحبل ألشوكي، <ref name="Kandel" />
كما أن المسارات التي تمر من الحبل الشوكي إلى الدماغ تعبر من خلاله. <ref name="Kandel" />
 
وتشمل المهام التنظيمية لنوى النخاع السيطرة على ضغط الدم والتنفس، وتشارك النوى الأخرى في التوازن، والذوق والسمع والسيطرة على عضلات الوجه والرقبة.<ref name="Kandel" />
[[ملف:Brain-4th week.jpg|تصغير|150بك|الأقسام الرئيسة المتمايزة للدماغ عند بداية الأسبوع الرابع]]
بحلول الأسبوع الرابع تصبح أقسام ثلاثة ظاهرة في الأنبوب العصبي وهي : ''[[الدماغ الأمامي]]''، و''[[الدماغ المتوسط]]'' و''[[الدماغ الخلفي]]'' ، والجزء الباقي من الأنبوب سيصبح [[الحبل الشوكي]]، وهنا لا يكون حجم الجزء الذي سيصبح [[المخ|المخَّ]] أكبر بكثير من حجم الأجزاء الأخرى.
 
الجزء التالي هو الجسر الذي يقع على الجانب الأمامي البطني من الدماغ، وتشمل نوى الجسر نوى جسري التي تعمل مع المخيخ وتنقل المعلومات بين المخيخ والقشرة المخية، <ref name="Kandel" />
الدماغ الأمامي سيتمايز إلى [[الدماغ الانتهائي]] و[[الدماغ البيني]]. أما [[الدماغ الخلفي]] فسيتمايز إلى [[الدماغ التالي]] و[[الدماغ البصلي]]. ثم يتمايز الدماغ التالي إلى [[المخيخ]] و[[جسر (تشريح)|الجسر]] ويتمايز الدماغ البصلي إلى [[النخاع المستطيل]] (البصلة). ثم بزيادة تطور [[الجنين]] قليلاً ، تحصل تطورات عديدة على هذه الأقسام ويزداد [[تمايز خلوي|تمايزها]] مع الوقت كما هو موضح في الجدول.
وخلفياً في ظهري الجسر تكمن نوى لها علاقة مع التنفس والنوم والذوق. <ref name="Kandel" />
 
الدماغ المتوسط يقع فوق الجسر، ويشمل نوى تربط أجزاء متفرقة من الجهاز الحركي، من بين أمور أخرى مثل المخيخ، والعقد القاعدية وكل من نصفي الكرة المخية، وبالإضافة إلى ذلك توجد أجزاء من أنظمة البصر والسمع في الدماغ المتوسّط، بما في ذلك السيطرة على حركات العين التلقائية. <ref name="Kandel" />
عند الوصول إلى الأسبوع السادس يصبح هناك سبع مناطق يمكن تمييزها وهي:[[المخ]]، و[[الدماغ البيني]]، [[الدماغ المتوسط]]، [[المخيخ]] و[[جسر (تشريح)|الجسر]]، و[[النخاع المستطيل]]، و[[الحبل الشوكي]]. وبحلول الأسبوع السادس أيضاً يمكن تمييز مجموعتين من [[البطين|البطينات]] وهي: [[البطين الوحشي|البطينان الوحشيان]] و[[البطينان النازلان]]: البطينان الوحشيان هما البطين الأول والثاني (واللَّذَين تكونا من تجويف الدماغ الانتهائي)، والبطينان النازلان هما: [[بطين ثالث|البطين الثالث]] (والذي تكون من تجويف الدماغ البيني) و[[بطين رابع|البطين الرابع]] (والذي تكون من تجويفي الدماغ التالي وتجويف الدماغ البصلي).
 
جذع الدماغ ككل يوفر الدخول والخروج إلى الدماغ لعدد من مسارات الحركة والسيطرة اللاإرادية للوجه والرقبة من خلال الأعصاب القحفية، <ref name="Kandel" />
كما أن التحكم اللاإرادي في الأعضاء يتم بواسطته من قبل العصب القحفي العاشر (العصب الحائر). <ref name="Fitzgerald" /> جزء كبير من الدماغ يشارك في مثل هذه السيطرة اللاإرادية على الجسم، وهذه الوظائف قد تتضمن القلب والأوعية الدموية، والحدقة، وغيرها. <ref name="Kandel" />
كما أن الدماغ يتبع تشكيل شبكي، أي أن مجموعة من نوى تكون معنية في كل من الإثارة واليقظة. <ref name="Kandel" />
 
====المخيخ====
المخيخ يقع وراء الجسر، ويتكون من عدة شقوق تقسيم وفصوص، وتشمل وظائفه السيطرة على وضعية الجسد، وتنسيق حركات أجزاء الجسم، بما في ذلك العينين والرأس وكذلك الأطراف، وعلاوة على ذلك فإنه يشارك في الحركة التي تم تعلمها وإتقانها مع الممارسة، كما أنه قادر على التكيف في تعلم حركات جديدة، <ref name="Kandel" /> وعلى الرغم من التصانيف السابقة بوصفه بنية للحركة، فإن المخيخ يشمل أيضا وصلات إلى مناطق القشرة المخية تشارك في اللغة وكذلك وظائف معرفية، وقد تبين أن هذه الاتصالات تم كشفها عن طريق استخدام تقنيات التصوير الطبي، مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. <ref name="Kandel" />
جسم المخيخ يحمل المزيد من الخلايا العصبية أكثر من أي بنية أخرى من الدماغ بما في ذلك المخ أكبر (أو نصفي الكرة المخية)، <ref name="Kandel" /> كما يعالج المحفزات الحسية، والمعلومات الحركية وكذلك معلومات التوازن من الجهاز الدهليزي. <ref name="Kandel" />
====الدماغ البيني====
الجزآن الجديران بالذكر من الدماغ البيني هما المهاد وتحت المهاد، ويعمل المهاد على الربط بين المسارات الواردة من الجهاز العصبي المحيطي وكذلك العصب البصري (على الرغم من أنه لا يتلقى مدخلات من العصب الشمي) لنصفي الكرة المخية. في السابق كان يعتبر مجرد "محطة للتقوية"، ولكن تبين أنه يشارك في فرز المعلومات التي ستصل نصفي الكرة المخية (القشرة المخية الحديثة). <ref name="Kandel" />
وبصرف النظر عن وظيفتها في فرز المعلومات من المحيط، فالمهاد أيضا يربط بين المخيخ والعقد القاعدية مع المخ، ومن القواسم المشتركة مع النظام الشبكي المذكور سابقاً؛ مشاركة المهاد في اليقظة والوعي، مثل النواة فوق التصالبية.<ref name="Kandel" />
ما تحت المهاد يشارك في وظائف لعدد من العواطف البدائية أو المشاعر مثل الجوع، والعطش، وارتباط الأم(رابطة الأمومة)، وينظم هذا جزئيا من خلال السيطرة على إفراز الهرمونات من الغدة النخامية، وإيضاً ما تحت المهاد تلعب دورا في التحفيز والعديد من السلوكيات الأخرى للفرد. <ref name="Kandel" />
====المخ====
المخ بنصفي الكرة المخية يشكل الجزء الأكبر من الدماغ البشري. العديد من الأجزاء تشكل نصفي الكرة المخية، من بين أمور أخرى، القشرة، والعقد القاعدية، واللوزة و الحُصَين، ونصفي الدماغ مع بعضهما يسيطران على جزء كبير من وظائف الدماغ البشري مثل العاطفة والذاكرة والإدراك ووظائف الحركة، وبصرف النظر عن ذلك؛ فإن نصفي الكرة المخية مسؤولان عن القدرات المعرفية للدماغ. <ref name="Kandel" />
يربط بين كل من نصفي الدماغ الجسم الثفني فضلا عن العديد من الأصورة الإضافية. <ref name="Kandel" /> واحد من أهم أجزاء نصفي الكرة المخية هي القشرة، والتي تتكون من المادة الرمادية التي تغطي سطح الدماغ، وتشارك القشرة وظيفياً في التخطيط وتنفيذ المهام اليومية. <ref name="Kandel" />
ويشارك الحصين في تخزين الذكريات، واللوزة المخية تلعب دورا في التصور والعاطفة، في حين أن العقد القاعدية تلعب دورا رئيسيا في تنسيق الحركات الإرادية. <ref name="Kandel" />
===الفرق بين الجهاز العصبي المركزي والمحيطي===
[[ملف:1205 Somatic Autonomic Enteric StructuresN.jpg|تصغير|خريطة تبين الأجزاء المختلفة من الجهاز العصبي في الجسم، والتي تشمل الجهاز العصبي المركزي، الجهاز العصبي المحيطي، والجهاز العصبي المعوي. ]]
ما يميز الجهاز العصبي المركزي عن الجهاز العصبي المحيطي (والذي يتألف من الخلايا العصبية)، محاور عصبية وخلايا شوان. الخلايا قليلة التغصن وخلايا شوان لها وظائف مماثلة في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي، وكلا الجهازين يعملان على إضافة الأغماد المايلينية إلى محاور، والذي يعمل بمثابة شكل من أشكال العزل والسماح لانتشار أفضل وأسرع للإشارات الكهربائية على طول الأعصاب، كما أن المحاور في الجهاز العصبي المركزي غالباً ما تكون قصيرة جدا (بالكاد بضعة ملليمترات) ولا تحتاج إلى نفس الدرجة من العزلة كما في الأعصاب الطرفية، حيث يمكن لبعض الأعصاب الطرفية أن تكون أكثر من ١م في الطول؛ مثل الأعصاب إلى إصبع القدم الكبير، ولضمان إشارات تتحرك بسرعة كافية، فهناك حاجة للميالين.
تختلف الطريقة التي يتغمد بها الميالين خلايا شوان والخلايا قليلة التغصن، خلية شوان عادة يتكون فيها الميالين على محور عصبي واحد وتحيط به تماما، وفي بعض الأحيان قد يتكون الميالين على العديد من المحاور، خاصة عندما تكون في مجالات محاور قصيرة، <ref name="Moore's">{{cite book|last=Arthur F. Dalley|first=Keith L. Moore, Anne M.R. Agur|title=Clinically oriented anatomy|year=2010|publisher=Lippincott Williams & Wilkins, Wolters Kluwer|location=Philadelphia [etc.]|isbn=978-1-60547-652-0|pages=48–55,464,700,822,824,1075|edition=6th ed., [International ed.].}}</ref> أما الخلايا قليلة التغصن فعادة يتكون فيها الميالين على عدة محاور، ويتم ذلك عن طريق ارسال بروزات رقيقة من غشاء الخلية والتي تغلف وتحيط المحور العصبي.
==النمو==
 
خلال النمو المبكر لجنين الفقاريات، يقوم أخدود طولي على اللوحة العصبية بالتعمق تدريجيا وتصبح الحواف على جانبي الأخدود (الطيات العصبية) مرتفعة، وفي نهاية المطاف فإنها تلتقي، لتحول الأخدود إلى أنبوب مغلق، ويشكل جدار الأدمة بداية للجهاز العصبي. هذا الأنبوب يتمايز في البداية إلى ثلاث حويصلات (جيوب): الدماغ الأمامي في الجبهة، والدماغ المتوسط، وآخيراً بين الدماغ المتوسط والحبل الشوكي، الدماغ المؤخر، وَفِي الأسبوع السادس مِّن نمو الجنين البشري؛ ينقسم الدماغ الأمامي الى الدماغ الانتهائي والدماغ البيني، وينقسم الدماغ الخلفي إلى الدماغ التالي والدماغ البصلي.
{{multiple image
| align = right
| direction = vertical
| width = 300
| image1 = Sobo 1909 621.png
| alt1 = Central nervous system seen in a median section of a five week old embryo.
| width1 = 300
| image2 = Sobo 1909 622.png
| alt2 = على الشمال؛ الجهاز العصبي المركزي كما يرى في القسم المتوسط من جنين عمره 3 أشهر..
| width2 = 300
| footer = في الأعلى; الجهاز العصبي المركزي كما يرى في القسم المتوسط من جنين عمره 5 أسابيع . <br> في الاسفل; الجهاز العصبي المركزي كما يرى في القسم المتوسط من جنين عمره 3 أشهر.
| footer_align = center
}}
 
عند الولادة يكون [[المخ]] أكبر جزء ظاهر عند النظر إلى [[الدماغ]] ويغطي المخُّ الدماغَ البيني والدماغ المتوسط و[[جسر (تشريح)|الجسر]] ويُبقي كلاً من [[النخاع المستطيل]] و[[المخيخ]] ظاهِرَيْن.
 
[[ملف:Brain-embr.jpg|تصغير|يسار|التكوين الجنيني للدماغ ويلاحظ الأقسام الرئيسية لدماغ الكائنات الفقارية]]
<table style="width:75%" border=1 cellpadding=1 cellspacing=0>
<tr>
<td rowspan=6> [[جهاز عصبي مركزي|جهاز <br/> عصبي <br/> مركزي]]
<td rowspan=5>[[دماغ]] </td>
<td rowspan=2> [[دماغ أمامي]] </td>
<td>[[الدماغ الانتهائي]] (المخ) </td>
<td colspan=2>
[[دماغ شمي]] Rhinencephalon، [[أميغدالا]] = [[لوزة (تشريح عصبي)|لوزة عصبية]] Amygdala، [[حصین (تشريح)|حصين]]،حصين، [[قشرة جديدة]]،جديدة، [[بطين جانبي|بطينات جانبية]]
</td>
</tr>
<tr>
<td>[[دماغ بيني]] </td>
<td colspan=2>
[[مهيد]] Epithalamus،
[[مهاد]] ،
[[وطاء|الوطاء أو تحت المهاد]] ,
[[مهاد تحتاني]] Subthalamus،
[[غدة نخامية]] ،
[[غدة صنوبرية]] ،
[[بطين ثالث|البطين الثالث]]
</td>
</tr>
<tr>
<td>[[دماغ متوسط]] </td>
<td colspan=2>
[[سقف (تشرح عصبي)]] Tectum، [[سويقة مخية]] Cerebral peduncle، [[برتيكتوم]] Pretectum،
[[مسال دماغي|المسال الدماغي]]
</td>
</tr>
<tr>
<td rowspan=2> [[دماغ خلفي]] </td>
<td> [[دماغ تالي]] </td>
<td>
[[المخيخ]]،المخيخ، [[جسر (تشريح)|الجسر]] </td>
</tr>
<tr>
<td>[[دماغ بصلي]] </td>
<td>[[النخاع المستطيل]] </td>
</tr>
 
<tr>
<td colspan=5 align="right">[[نخاع شوكي]] </td>
</tr>
 
</table>
 
== تشريح الجهاز العصبي ==
=== المادة السنجابية والمادة البيضاء ===
تُقسم مناطق الأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي(بحسب ظهورهما للعين) إلى منطقتين رئيستين: المادة البيضاء والمادة السنجابية:
# ''المادة البيضاء'' (white matter) هي عبارة عن تجمعات من [[محور عصبي|المحاور الميالينيّة]] (myelinated axons)
# ''المادة الرمادية'' (gray matter) هي تجمعات من أجسام [[عصبون|الخلايا العصبية]] وتَغَصُّناتها
أجسام الخلايا في المادة السنجابية تُكَوِّن طبقات في بعض أجزاء الدماغ، كما تتجمع في عناقيد في مناطق أخرى في الدماغ والحبل الشوكي والتي تُعرَفُ بـ''النوى'(nuclei)'، ومثالها ''النواة الركبية ''(geniculate nucleus)، حيث تتم معالجة المعلومات البصرية <ref name="ReferenceA">ٍالمصدر: SILVERTHORN Human Physiology - الطبعة الرابعة</ref>''.
 
ومع نمو الفقاريات، فإن هذه الحويصلات تتمايز إلى أبعد من ذلك، والدماغ الانتهائي يتمايز إلى المخطط والحصين والقشرة المخية الحديثة، ويصبح تجويفه في البطينين الأول والثاني، وتشمل تطويرات الدماغ البيني الْمِهَاد الباطن ، وتحت المهاد، والمهاد والمهيد، ويكوِّن تجويفه البطين الثالث، أما السقف (التشرح العصبي) و الباحَةُ أَمامَ السَّقْفِيَّة والسويقة الدماغية وغيرها من الأجزاء؛ فإنها تتطور من الدماغ المتوسط، كما أن تجويفه ينمو في قناة الدماغ المتوسط (القناة الدماغية)، ويصبح الدماغ التالي يتكون مِّن الجسر والمخيخ، أما الدّماغ البصلي فإنه يشكل النخاع المستطيل، وتجاويفهم تتطور إلى البطين الرابع.
المحاور الميالينيّة في المادة البيضاء هي سبب لونها، حُزَم المحاور التي تصل الأجزاء المختلفة في الجهاز العصبي المركزي تسمى بـ''السُبُل'' <ref name="ReferenceA"/> كـ''السبيل القشري الجسري''(tractus corticopontinus) والذي يصل [[قشرة الدماغ]] [[جسر (تشريح)|بالجسر]].
 
يبدأ تطور الجهاز العصبي المركزي في مرحلة مبكرة من التطور الجنيني؛ ففي اليوم الـ20 من حياة الجنين تهاجر خلايا الصفيحة العصبية إلى الخط الناصف، وفي اليوم 23 تندمج هذه الخلايا من الأعلى لتُكَوِّن الأنبوب العصبي، أما خلايا العرف العصبي (neural crest cells) فتصبح قاسية بالنسبة للأنبوب. الخلايا المبطنة للأنبوب العصبي تصبح -لاحقاً- إما خلايا البطانة العصبيةأو خلايا جذعية عصبية. أما خلايا الأنبوب العصبي الخارجية فتصبح -لاحقاً- العصبونات والخلايا الدبقية للجهاز العصبي المركزي. أما خلايا العُرف العصبي فتصبح -لاحقاً- الأعصاب الحسية والأعصاب الحركية [[جهاز عصبي طرفي|للجهاز العصبي الطرفي]].
=== السحايا ===
 
[[ملف:Brain-4th week.jpg|تصغير|150بك|الأقسام الرئيسة المتمايزة للدماغ عند بداية الأسبوع الرابع]]
بحلول الأسبوع الرابع تصبح أقسام ثلاثة ظاهرة في الأنبوب العصبي وهي : ''الدماغ الأمامي''، و''الدماغ المتوسط'' و''الدماغ الخلفي'' ، والجزء الباقي من الأنبوب سيصبح الحبل الشوكي، وهنا لا يكون حجم الجزء الذي سيصبح [[المخ|المخَّ]] أكبر بكثير من حجم الأجزاء الأخرى.
 
الدماغ الأمامي سيتمايز إلى الدماغ الانتهائي والدماغ البيني. أما الدماغ الخلفي فسيتمايز إلى الدماغ التالي والدماغ البصلي. ثم يتمايز الدماغ التالي إلى المخيخ و[[جسر (تشريح)|الجسر]] ويتمايز الدماغ البصلي إلى النخاع المستطيل (البصلة). ثم بزيادة تطور الجنين قليلاً ، تحصل تطورات عديدة على هذه الأقسام ويزداد [[تمايز خلوي|تمايزها]] مع الوقت كما هو موضح في الجدول.
 
عند الوصول إلى الأسبوع السادس يصبح هناك سبع مناطق يمكن تمييزها وهي:المخ، والدماغ البيني، الدماغ المتوسط، المخيخ و[[جسر (تشريح)|الجسر]]، والنخاع المستطيل، والحبل الشوكي. وبحلول الأسبوع السادس أيضاً يمكن تمييز مجموعتين من [[البطين|البطينات]] وهي: [[البطين الوحشي|البطينان الوحشيان]] والبطينان النازلان: البطينان الوحشيان هما البطين الأول والثاني (واللَّذَين تكونا من تجويف الدماغ الانتهائي)، والبطينان النازلان هما: [[بطين ثالث|البطين الثالث]] (والذي تكون من تجويف الدماغ البيني) و[[بطين رابع|البطين الرابع]] (والذي تكون من تجويفي الدماغ التالي وتجويف الدماغ البصلي).
 
عند الولادة يكون المخ أكبر جزء ظاهر عند النظر إلى الدماغ ويغطي المخُّ الدماغَ البيني والدماغ المتوسط و[[جسر (تشريح)|الجسر]] ويُبقي كلاً من النخاع المستطيل والمخيخ ظاهِرَيْن.
 
[[ملف:Brain-embr.jpg|تصغير|يسار|التكوين الجنيني للدماغ ويلاحظ الأقسام الرئيسية لدماغ الكائنات الفقارية]]
 
===التطور===
{{multiple image
| align = right
| direction = vertical
| width = 200
| image1 = Branchiostoma lanceolatum.jpg
| alt1 = [[Lancelet]]s or ''amphioxus'' are regarded as similar to the archetypal vertebrate form, and possess to true brain.
| width1 = 200
| image2 = Haikouichthys cropped.jpg|The early vertebrate ''[[Haikouichthys]]''
| alt2 = A neuron of the central nervous system, myelinated by an oligodendrocyte
| width2 = 200
| image3 = Spindle diagram.jpg
| alt3 = Traditional spindle diagram of the evolution of the vertebrates at class level.
| width3 = 200
| footer = الجزء العلوي: حيوان لالرميح، الذي يعتبر أحد الفقاريات التوراتية، يفتقر إلى الدماغ حقيقي.
الجزء الأوسط: الفقاريات في وقت مبكر.
الجزء السفلي: الرسم مغزلي لتطور الفقاريات.
| footer_align = center
}}
بلانارينس هي عضو من الديدان المسطحة (الديدان المفلطحة)، لديها أبسط ترسيم واضح المعالم للنظام العصبي في الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي. <ref>{{cite book
| last = Hickman, Jr.
| first = Cleveland P.
|author2=Larry S. Roberts|author3=Susan L. Keen|author4=Allan Larson|author5=Helen L'Anson|author6=David J. Eisenhour
| title = Integrated Princinples of Zoology: Fourteenth Edition
| publisher = McGraw-Hill Higher Education
| year = 2008
| location = New York, NY, USA
| pages = 733
| isbn = 978-0-07-297004-3}}</ref><ref>{{cite book
| last = Campbell
| first = Neil A.
| authorlink =
|author2=Jane B. Reece|author3=Lisa A. Urry|author4=Michael L. Cain|author5=Steven A. Wasserman|author6=Peter V. Minorsky|author7=Robert B. Jackson
| title = Biology: Eighth Edition
| publisher = Pearson / Benjamin Cummings
| year = 2008
| location = San Francisco, CA, USA
| pages = 1065
| isbn = 978-0-8053-6844-4}}</ref> تلك العقول البدائية، التي تتألف من اثنين من العقد الأمامية المندمجة، والحبال العصبية الطولية تشكل الجهاز العصبي المركزي، أما الأعصاب البارزة أفقيا فإنها تشكل الجهاز العصبي المحيطي، ووجدت الدراسة الجزيئية أن أكثر من 95٪ من 116 جين مسؤول عن الجهاز العصبي للبلانارينس، والذي يتضمن الجينات المتعلقة بالجهاز العصبي المركزي، موجودة أيضا في البشر، <ref>{{cite journal | author = Mineta K, Nakazawa M, Cebria F, Ikeo K, Agata K, Gojobori T | title = Origin and evolutionary process of the CNS elucidated by comparative genomics analysis of planarian ESTs | journal = PNAS | volume = 100 | issue = 13 | pages = 7666–7671 | year = 2003 | pmid = 12802012 | pmc = 164645 | doi = 10.1073/pnas.1332513100 | url = http://www.pnas.org/content/100/13/7666.full.pdf+html?sid=b2a914e7-5647-4ee2-835c-bc54c4927a98 }}</ref> ومثل البلانارينس، فإن الفقاريات لديها جهاز عصبي مركزي ومحيطي متميزين، على الرغم من أنهما أكثر تعقيدا من تلك التي للبلانارينس.
 
الجهاز العصبي المركزي في الحبليات يختلف عن ذلك الَذِي للحيوانات الأخرى في وضعه ظهريا في الجسم، وفوق القناة الهضمية والحبل الظهري أو العمود الفقري. <ref name=Romer>Romer, A.S. (1949): ''The Vertebrate Body.'' W.B. Saunders, Philadelphia. (2nd ed. 1955; 3rd ed. 1962; 4th ed. 1970)</ref> والنمط الأساسي للجهاز العصبي المركزي محفوظ جداً في جميع الأنواع المختلفة من الفقاريات وفي أثناء التطورأيضاً. الاتجاه الرئيسي الذي يمكن ملاحظته هو نحو دماغ إنتهائي تقدمي: الدماغ الانتهائي في الزواحف ليس سوى ملحق للأبصلة الشمية الكبيرة، في حين أنه في الثدييات يشكل معظم حجم الجهاز العصبي المَركزي، أما في الدماغ البشري، فإن الدماغ الانتهائي يغطي معظم الدماغ البيني والدماغ المتوسط، وفي الواقع؛ فإن دراسة مغايرة نسبياً لحجم
الدماغ بين الأنواع المختلفة أظهرت انتقال نوعي مدهش من الجرذان إلى الحيتان،
وهذا يسمح لنا بإكمال المعرفة حول تطور الجهاز العصبي المركزي التي تم
الحصول عليها من خلال القوالب الداخلية للجمجمة.
 
الثدييات - التي تظهر في السجل الأحفوري بعد أول الأسماك والبرمائيات والزواحف - هي الفقاريات الوحيدة التي تملك الجزء الخارجي الآخر تطوراً من قشرة الدماغ والذي يعرف باسم القشرة المخية الحديثة، <ref name=MarkFBear>{{cite book
| last = Bear
| first = Mark F.
|author2=Barry W. Connors|author3=Michael A. Paradiso
| title = Neuroscience: Exploring the Brain: Third Edition
| publisher = Lippincott Williams & Wilkins
| year = 2007
| location = Philadelphia, PA, USA
| pages = 196–199
| url = https://books.google.com/?id=75NgwLzueikC&printsec=frontcover&dq=neuroscience+exploring+the+brain
| isbn = 978-0-7817-6003-4}}</ref> والقشرة المخية الحديثة من وَحيدُ المَسْلَك (خلد الماء وعدة أنواع من الآكلات الشوكية للنمل) والجرابيات (مثل حيوان الكنغر، الكوالا، الأبوسوم، الدببة الاسترالية، وشياطين تسمانيا) تفتقر إلى التلافيف التي وجدت في القشرة المخية الحديثة لمعظم الثدييات المشيمية، <ref name=KentCarr>{{cite book
| last = Kent
| first = George C.
|author2=Robert K. Carr
| title = Comparative Anatomy of the Vertebrates: Ninth Edition
| publisher = McGraw-Hill Higher Education
| year = 2001
| location = New York, NY, USA
| pages = 409
| isbn = 0-07-303869-5}}</ref> وضمن الثدييات المشيمية، يزداد حجم وتعقيد القشرة المخية الحديثة مع مرور الوقت. منطقة القشرة المخية الحديثة في الفئران ليست سوى حوالي 1/100 من تلك التي للقرود التي ليست سوى حوالي 1/10 من تلك لدى البشر، <ref name=MarkFBear/>وبالإضافة إلى ذلك، تفتقر الفئران إلى تلافيف في القشرة المخية الحديثة الخاصة بهم (ربما لأن الفئران هي ثدييات صغيرة)، في حين أن القطط لديها درجة معتدلة من تلافيف، أما البشر فلديهم تلافيف واسعة جدا، <ref name=MarkFBear/> وقد تم العثور على التواء شديد في القشرة المخية الحديثة في الدلافين، والذي قد يكون مرتبطا بالتحديد المعقد للموقع بالصدى.
==الأهمية السريرية==
===الأمراض===
هناك العديد من الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك التهابات الجهاز العصبي المركزي مثل التهاب الدماغ وشلل الأطفال، واضطرابات عصبية مبكرة الظهور بما في ذلك اضْطِرابُ نَقْصِ الانْتِباهِ مَعَ فَرْطِ النَّشَاط والتوحد، وأمراض الاعصاب متأخرة الظهور مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، والهزة الأساسية، وأمراض المناعة الذاتية والالتهابية مثل التصلب المتعدد والتهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر، والاضطرابات الوراثية مثل مرض كراب ومرض هنتنغتون، فضلا عن التصلب الجانبي الضموري وحَثَلُ الكُظْر وبَيْضَاءِ الدِّمَاغ. وأخيرا، فيمكن لسرطانات الجهاز العصبي المركزي التسبب بمرض شديد، وعندما يكون السرطان خبيثا، فيمكن أن يكون لها معدلات وفيات عالية جدا.
 
توصي المنظمات المهنية المتخصصة بأن التصوير العصبي للدماغ يجب أن يتم فقط للإجابة على سؤال سريري مُحدد وليس للفحص الروتيني. <ref name="ACRASNRcomtom">{{Cite journal |author1=American College of Radiology |author2=American Society of Neuroradiology |year=2010 |title =ACR-ASNR practice guideline for the performance of computed tomography (CT) of the brain |publisher = [[American College of Radiology]] |work=[[Agency for Healthcare Research and Quality]] |publication-place =Reston, VA, USA |page = |url =http://www.guidelines.gov/content.aspx?id=32518 |accessdate =9 September 2012 |postscript=<!-- Bot inserted parameter. Either remove it; or change its value to "." for the cite to end in a ".", as necessary. -->{{inconsistent citations}}}}</ref>
 
 
== السحايا ==
{{مقال تفصيلي|سحايا}}
تُحاط أقسام الجهاز العصبي المركزي ([[الدماغ]] و[[الحبل الشوكي]]) بثلاث طبقات تُسمى ''السحايا''، وتقع بين الجزء العظمي المحيط بأجزاء الجهاز العصبي المركزي وبين الأعصاب، وهذه الطبقات هي -بدءاً من الجزء القريب من الأعصاب-:
#* '''الأم الحنون''' (pia mater): وهي الأقرب إلى الأعصاب وفي هذه الطبقة تكون [[الشرايين]] التي تزود أعصاب الدماغ والحبل الشوكي [[دم|بالدم]]
#* غشاء '''العنكبوتية''' (arachnoid): وهو الغشاء الذي يتلو الأم الحنون من حيث الترتيبُ، ويفصله عن الأم الحنون الحيِّزُ تحتَ العنكبوتية، وفي هذه الحيِّز يوجد السائلُ النُّخاعيّ.
#* '''الأم الجافية''' (dura mater): آخر الطبقات الثلاث، وهي الأقرب للعظام ([[فقرة|الفقرات]] حول [[الحبل الشوكي]]، وعظام [[قحف|القِحف]] حول الدماغ)
هذه الطبقات التي تحيط بالأعصاب تساعد على استقرار [[الأعصاب]] الموجودة تحتها، وتدفع عنها ضرر الاحتكاك بالعظام المحيطة بها.
 
=== الحاجات الأيضية للنسيج العصبي ===
يحتاج النسيج العصبي إلى كمية وافرة من [[الغلوكوز]] [[أكسجين|والأكسجين]]، وذلك لأن [[الدماغ]] يحتاجها في تصنيع [[ثلاثي فوسفات الأدينوسين]] ([[ATP]]) لنقل [[الأيونات]] و[[ناقل عصبي|النواقل العصبية]]، من أجل ذلك فإن 15% من الدم الذي يضخه [[القلب]] يذهب للدماغ، ولذلك فإن أي مشكلة في القلب قد تؤدي إلى ضرر في الدماغ. كما أنه يُتَوَقَّع أن نصف غلوكوز الدم يذهب للدماغ؛ ولذلك فإن الجسم يعمل في سبيل توفير هذه الكمية للدماغ وفي نفس الوقت يُبقي كمية الغلوكوز ثابتة في الدم، وأي خلل في هذه الكمية سيؤدي حالة تُعرف بـ[[هبوطبـهبوط سكر الدم]] والتي قد تقود إلى فقدان الوعي، ومن ثم الوفاة.
 
== انظر أيضا ==
السطر 88 ⟵ 234:
* [[قوس انعكاسي]].
 
== المصادر ==
SILVERTHORN Human Physiology - 4th edition
 
http://en.wikipedia.org/wiki/Central_nervous_system
 
[http://users.rcn.com/jkimball.ma.ultranet/BiologyPages/C/CNS.html#meninges|The Human Central Nervous System]
 
== حواشالمراجع ==
{{مراجع}}